الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك شخص ظاهره الالتزام فهو قد اطلق لحيته وقصر ثوبه وله في الاعمال الخيرية والمكاتب التعاونية يتواصل مع المشايخ ويلتقي بهم ويجلس معهم وينسق لهم وينسق للدورات والمحاظرات ولكن لديه مشكلة له وهي ذنوب الخلوات. يقول قد ابتلاه الله بذنب وهو العادة السرية. فما وتوجيهكم له بارك الله فيكم. كما نرجو من فضيلتكم الدعاء له الحمد لله رب العالمين وبعد اما اما استقامته والتزامه في الظاهر فهذا امر اسأل الله عز وجل ان يثبته عليه. وان ينفع به المسلمين وان يقر عينه بصلاح باطنه ايضا. وعليه ان يقبل على مراقبة الله عز وجل فان النفس لا تتجرأ على شيء من ذنوب الخلوات الا اذا غفل قلبه عن ميزان مراقبة الله عز وجل. فعليك ان تستشعر دائما وابدا انك لا تخفى عن عين الله وان اختفيت عن الناس باغلاق الابواب واطفاء السرج فان ثمة عينا ترقبك وتنظر اليك. لا يخفى عليها شيء في الارض ولا في السماء وهي عين الله عز وجل فلا تكن من الذين قال الله عز وجل فيهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اي معية اي معية مقتضاها العلم. وقال الله عز وجل المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة الله بكل شيء عليم. ويقول الله عز وجل الم يعلم بان الله يرى ويقول الله تبارك وتعالى ان الله الا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. فاياك ثم اياك ان تجعل الله عز وجل اهون الناظرين عليك. فانه لو حرك طفل باب غرفتك التي تعصي فيها الله عز وجل ظهوره لاهتز قلبك واسرع خفقانه خوفا من هذا الطفل الصغير. وخوفا من الفضيحة. فكيف بالله تبارك وتعالى وهو هو يراك وهو الذي خلقك وهو الذي بيده حياتك وموتك. وضرك ونفعك وجنتك ونارك. فعليك ان تتقي الله عز وجل يا وان تحيي ميزان المراقبة في قلبك. فاعظم ما يمنع النفس ويزجرها عن ذنوب الخلوات مراقبة الاحياء مراقبة الله عز وجل. والامر الثاني ان تتعرف النفس على عظيم ذنوب اثار ذنوب الخلوات. فان العلماء متفقون فيما اعلم على ان ذنوب الخلوات من جملة محبطات الاعمال والعياذ بالله. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذه الذنوب او يأتي احدكم يوم القيامة بامثال جبال تهامة بيضا يجعلها الله عز وجل هباء منثورا. فلما سأل الصحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالا ولكنهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها فلم ينفعهم العمل في الظاهر. فكم من الاعمال التي كنت حريصا عليها من قيام الليل وكثرة الصدقات والترتيب للمشائخ والسعي في التعاون على الخير والبر والتقوى والصلوات والصوم فرب ذنب واحد من ذنوبك التي تخلو فيها بينك وبين الله تكون سببا لبطلان ذلك وحبوطه كله او بعضه او واكثره. فالانسان ينبغي له ان لا يكون كمن قال الله عز وجل فيهم. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم فانت تبني في اعمالك الظاهرية ثم ترجع لذنبك السري فتهدم ما بنيته. كالذي يخيط ثوبا فاذا بلغ تمامه نقض غزله مرة اخرى فهذا قلة دين وعقل. فاذا ذكر نفسك دائما بتلك النصوص التي النفوس عن مواقعة ذنوب الخلوات. ومما يقيك من ذلك ايضا ان تحرص على الزواج فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه يا معشر الشباب من ان استطاع منكم الباءة فليتزوج. فانه اغض للبصر واحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء فعليك ان تتكبد حتى ولو دينا ثقيلا لا تستطيع سداده الا فيما بعد. حتى تتزوج به فعليك ان تسعى في الزواج حتى وان كنت لا تزال طالبا. حتى وان لم يرضى ابوك ولم ترضى امك لا شأن لهم بهذه المسألة لان دينك المحافظة على دينك اولى. واذا كنت محتاجا للزواج فلا حق لاحد ان يمنعك ان يمنعك منه. وان منعك منه فانه يكون امرا لك بان تبقى على هذه العادة الخبيثة القبيحة. فان مكابدة امور الشهوة مع تيسير الوصول الى حرام والى مقاطع الحرام في هذا الزمن صار من اعسر الاشياء على الشباب لا سيما مع ضعف ميزان الدين والمراقبة. فحاول ان تجد تقترض منه او تتسلف منه للزواج. فاذا تزوجت امنت ان شاء الله عز وجل من ذلك فان لم تستطع باءة الزواج ونفقاته فعليك بان تكثر من الصيام. بنية التعبد لله عز وجل ثم بنية ان يعصمك الله عز وجل من مواقعة هذه القاذورات. ومما يعصمك من ذلك ايضا قطع اسباب الفساد فان هذه الشهوة لم تثر عندك الا بسبب. فلو انها لم تغذى بهذه النجاسة لما ثارت. ولذلك يقول النبي يقول الله تبارك وتعالى قل للمؤمنين ويغض من ابصارهم ويحفظوا فروجهم. ثم قال وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن لهن فبدأ بالوسيلة قبل المقصود. فمن لم يغض بصره فانه لا يستطيع ان يحفظ فرجه. واوائل الامور توصل الى والوسائل توصل الى مقاصدها. فاذا كنت ممن يدخل في شيء من المواقع المحرمة او ينظر الى بعض المقاطع الجنسية فالواجب عليك ان تتقي الله وان تحذفها من جوالك. وان تخرج من وسائل التواصل الاجتماعي وان تحذفها حتى ييسر الله عز وجل لك الزواج ومما يعينك على اتقاء ذلك كثرة دعاء الله عز وجل والانطراح عند عند عتبة باب الكريم ربك بالحاح وتخشع وتبذل وتخضع ان يعصمك من هذه من هذا الذنب. فان الدعاء سلاح المؤمن وهو العبادة. وان الله اذا علم من قلبك الصدق في اللجأ اليه ما طردك عن بابه ولا ردك خائبا مخذولا فاذا راعيت ما ذكرته لك في هذه الفتية فانك باذن الله سوف تأمن من ذلك بحول الله عز وجل وقوته والله اعلم