الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك له قرابة الخمسة عشر سنة وهو يعاني من الوسواس القهري وتعطلت كثير من اموره الحياتية ويقول بعد هذه السنين اصابني يأس من عدم الاجابة في الدعاء وتعطلت اشياء لي كنت اظنها سببا في سعادتي وكثيرا اتذمر وابكي حتى فكرت مرارا ان ارتاح من هذه الحياة وكثرة الابتلاءات التي افقدتني صبري وضيعت عمري وان الله ابتلاني ولم ولم يط ولم يطب لي نوما او طعاما وكذلك يقول اصبحت حياتي في كدر وفي هم وطلقت لي اكثر من زوجة. وقد استخدمت علاجات نفسية اصابتني باوجاع كثيرة يقول ولا اريد الرجوع الى هذه الادوية النفسية وكل ما اتذكر هذه الامور ابكي واتوتر يقول احسن الله اليك لعلي اجد عندكم ما يسليني ويعطيني الامل شكر الله لكم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء وجوب الايمان بالقضاء والقدر وان ما اصابك ايها المسلم لم يكن ليخطئك وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك انك لو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر. وان كل ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة فالله عز وجل هو الذي قدره وقضاه. وان الله عز وجل هو الحكيم اسما وذو الحكمة المطلقة المتناهية صفة والمتقرر عند العلماء ان امر المؤمن كله خير ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. والمتقرر عند العلماء وجوب الصبر. على اقدار الله عز وجل المؤلمة. وان الانسان مخلوق في هذه الدنيا في كبد. كما قال الله عز وجل لقد خلقنا الانسان في كبد فيجب على الانسان ان يصبر على ما يصيبه من قضاء الله عز وجل وقدره فانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب الله عز وجل مع الصابرين ويحب الصابرين. ويقول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم مفلحون. والمؤمن لا يدري عن الحسنة التي ستوجب له الجنة. فربما هذه الابتلاءات التي مرت عليك ولا تزال تعاني منها ولا تزال تقاسي الامرين بسبب حلولها بك هي الحسنة التي ستفرحك الفرح العظيم اذا رأيت عظيم اجور في ميزان حسناتك يوم القيامة بسبب صبرك عليها. فاياك ان تتطير واياك ان تتضجر واياك ان تتسخط من قضاء الله عز وجل وقدره. ثم يضيع اجرك ولا يرتفع عنك بهذا التسخط قدري شيء مما قضاه الله عز عز وجل عليك وقدره. فبما انك ابتليت بمثل هذا فالواجب عليك ان تصبر حتى لا يضيع عليك الامران. فقد ضاعت كثير من راحتك في هذه الدنيا فاياك ان تضيع اجرك بكثرة التسخط واليأس من روح الله والقنوط من رحمته عز وجل. فلا اجد لك مخرجا الا الصبر فعليك بالصبر واحتساب الاجر والله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء يختبر ليختبر ايمانهم وصبرهم ويقينهم فابشر بموعود الله عز وجل للصابرين. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المفلحون. فالله الله واولئك هم المهتدون فالله الله بالصبر. حتى وان طال بك زمن البلاء فاصبر. حتى وان تنوعت بلاياك وهمومك واحزانك ومصائبك فاصبر ار الله عز وجل من نفسك خيرا. فاما ان تصبر وتنال الاجر واما ان تتسخط فيضيع اجرك وتسخطك لا يرفع لا يرفع ضرك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. وابشر ثم ابشر ثم ابشر اذا علم الله عز وجل من قلبك الصبر. فلم تتسخط ولم تتضجر ولم تيأس من روح الله ولم تقنط من رحمة الله ان الله عز وجل سيفرج عنك قريبا. فلا تستبطئ استجابة الله عز وجل لدعواتك ولا تنظرن الى الامر بان الله عز وجل يبغضك. او انه لا يحبك او لماذا يفعل بك كذا فاياك ان ينقدح في قلبك شيء من ذلك فان الله عز وجل قد ابتلى احبابه باعظم مما ابتلاك به بكثير الا ترى كيف ابتلى الله عز وجل ايوب بذلك المرض العظيم الذي طالت به السنون حتى هجره القريب والبعيد. وتركوه ولم يكن معه احد الا الا زوجته ولم يكن معه احد الا زوجته. ومع ذلك لما دعا الله عز وجل بان يكشف ضره تلك السنين المتطاولة جاءه الفرج من الله عز وجل. واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه اني مسني الشيطان وعذابه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. وقال الله عز وجل عن نبيه يونس وقد ابتلاه باعظم مما ابتلاك به اضعافا مضاعفة. فانه لما ذهب من قومه مغاضبا واقترع هو اهل السفينة خرجت القرعة عليه فالقى نفسه فاذا حوت ضخم عظيم ينتظره في قاع البحر. فالتقمه الحوت وهو مليم. فصار تطوف به الحوت في اجواف البحار والمحيطات. وحيدا غريبا لا ام معه ولا اب ولا زوجة ولا والد ولا ولد وليس معه الا الله فصار ينادي الله عز وجل في قاع البحر. ينادي الله عز وجل من فوق سبع سماوات لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هؤلاء انبياء الله عز وجل قد ابتلاهم بالبلايا العظيمة. وهذا ابراهيم يبتلينا الله عز وجل بهجر القريب والبعيد. وبكيد القريب والبعيد حتى القوه في النار. وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبتليه الله عز وجل بان طرده قومه واذوه ورموه بالحجارة. وكسروا ثنيته وشجوا رأسه ومات جميع اولاده الا فاطمة بين بين عينيه في حياته صلى الله عليه وسلم. وهذا نبي الله موسى يطرد من بلده ويخرج منها خائفا مترقبا ويعيش في بلاد الغرباء. يرعى غنما حتى رد الله عز وجل الى الى الى اهله. فعليك بالصبر. فالله عز وجل يبتلي بذلك احبابه واعدائه اولياءه وغيرهم. فعلى الولي لله عز وجل اذا نزل عليه شيء من ذلك ان يصبر. وان يحتسب الاجر والفرج قريب ولا يدري عن ولا يدري العبد عن الحسنة التي توجب له الجنة. وان من عباد الله من لا يصلح له الا السقم. فلو عافاه والله عز وجل لطغى فصار سقمه في هذه الحياة من اعظم نعم الله عز وجل عليه. ولكن لاننا قوم لا ندري عما كتب لنا ولا ندري عما غيبه الله من اقدارنا ولا ننظر الا لشهواتنا العاجلة. نستعجل فرج الله عز وجل وربما يكون عطبنا في الفرج. فيؤخر الله عز وجل فرجك لعلمه بانه متى ما عجل لك الفرج طغيت بسبب الصحة. وان من الناس من لا يصلح له الا الفقر فلو اغناه الله عز وجل طغى. فعلى الانسان ان يرضى بما قسمه الله عز وجل له. وان يسعى بالاسباب بسلوك الاسباب الشرعية في كشف هذه النوازل والمصائب ولا يتضجر ولا يتسخط. وكلما نفث الشيطان في قلبه شيئا من التسخط. فليبرده بعظيم الايمان بالقضاء والرضا بالقدر. يقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارظ ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. ويقول الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا ويقول الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. ويقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال الامام علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم. اسأل الله ان يكشف عنك ضرك. اسأل الله ان يكشف عنك مصيبتك. اسأل الله ان يبدل حزنك فرحا. وضيقك سعة. انه ولي ذلك والقادر عليه والله اعلم