الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم كلما عملت عبادة من العبادات في قراءة قرآن واستغفار او غيرها. يأتيني وسواس من الشيطان ويقول انما تفعله رياء. ما توجيهكم حفظكم الله لذلك الحمد لله رب العالمين وبعد هذا الشعور النفسي الذي تجده بداخلك عند فعلك لشيء من العبادات. قد يكون محمودا تارة وقد يكون مذموما تارة مرة اخرى وقد يكون استشعارا ايمانيا تارة وقد يكون استشعارا شيطانيا مرة اخرى فيكون محمودا ايمانيا اذا كان دافعا لك على مراقبة نيتك وحاثا لك على عدم ترك العمل واتهام نفسك بالتقصير في جنب الله عز وجل. لان هذا الاستشعار الايماني يدخلك في عموم من قال الله عز وجل فيهم والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. انهم الى ربهم راجعون. قالت عائشة يا رسول الله اهم الذين يفعلون وكذا من المعاصي فقال لا يا ابنة الصديق بل هم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا يتقبل الله عز وجل منهم فهم حريصون ذائبون على عبادة الله عز وجل ومع ذلك يجدون ويستشعرون في نفوسهم انهم ما عبدوا الله حق عبادته فلا يزالون متهمين لانفسهم بالتقصير في جنب الله عز وجل. ويحاسبون انفسهم دائما وابدا. اشد من محاسبة الشريك الشحيح لشريكه. فهذا استشعار ايماني يدفعهم الى مطالعة عيوبهم في تعبداتهم. وعلى حث نفوسهم على تجديد الاخلاص لله عز وجل في كل عمل يقومون به لله عز وجل فاذا كان هذا الاستشعار الذي تجده في نفسك انما يحملك على مراقبة عيوب نفسك. وعلى تفقد جوانب وعلى اتهام نفسك بالتقصير في جنب الله فاهلا وسهلا بهذا الاستشعار لانه استشعار يحبه الله عز وجل وهو دليل الايمان والصدق مع الله عز وجل في العبادة. واما اذا كان هذا الاستشعار يدفعك الى ترك العبادة خوفا من الوقوع في الرياء فهذه وسوسة شيطانية يريد بها ان يقطع سيرك لله عز وجل. فلا ينبغي لك ان تستجيب لداعي الشيطان وتقطع العبادة التي شرح الله عز وجل لها صدرك ويسرها لك. فمتى ما كان هذا الاستشعار نافعا لك الى ترك ما فتحه الله لك من العبادات فانه حينئذ يكون مذموما شيطانيا والله اعلم