السؤال الاول في هذه الحلقة كان متابعة حول حديثنا بالامس حول التوسل ما يحل منه وما يحرم لقد ذكرت لحضراتكم بالامس ان التوسل منه ما هو مشروع ومنه ما هو ممنوع التوسل مشروع كما ذكرنا التوسل الى الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى او التوسل الى الله بالعمل الصالح او التوسل الى الله بدعاء الصالحين الاحياء فهذا هو التوسل المتفق على مشروعيته وعلى صحته واما التوسل المختلف فيه التوسل بالذات وبالجاه. اسألك بجاه نبيك محمد او بجاه الصالحين من عبادك الى اخره ذكرت لحضراتكم ان هذه الصورة من مسائل النظر بين اهل العلم لقد ورد في الباب حديث اخرجه الامام احمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف ان رجلا ضريرا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله ان يعافيني فقال صلى الله عليه وسلم ان شئت دعوت لك وان شئت اخرت ذلك فهو خير لك وفي رواية وان شئت صبرت فهو خير لك. فقال ادعه فامره ان يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني توجهت بك الى ربي في حاجة هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في فشفعني فيه. ففعل الرجل فبرأ النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم امره ان يتوضأ وان يحسن الوضوء وان يصلي ركعتين وان يدعو بهذا الدعاء اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي. اللهم فشفعه في وشفعني فيه نظرا لهذا الحديث والخلاف في تأويله وتفسيره وقع خلاف في التوسل بالجاه والذات هل هو من جنس التوسل المشروع ام من جنس التوسل البدعي الممنوع؟ من نظر الى ظاهر الحديث قال هذا توسل بالجاه وهو مشروع اللهم اني اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمن يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي لكن من نظر الى السياق والى اخر الحديث يقول هذا توسل بالدعاء وليس توسلا بالجاه ومن الادلة على هذا اما لولا جاء ابتداء يسأل رسول الله ان يدعو له واستنجز رسول الله وعده في ان يدعو له عندما خيره بين الدعاء والصبر فهو متوجه بدعاء النبي يا ربي اتوجه اليك بدعاء نبيك. يا ربي شفعه في. اقبل دعاءه واقبل دعائي في ان تقبل دعاءه لي يا رب العالمين. فوقع خلاف بين ايلولة هذا الحديث هل يؤول الى التوسل المشروع بالدعاء ام الى التوسل المختلف فيه التوسل بالجاه فيصبح دليلا على مشروعيته على كل حال من اجل هذا قلنا ان هذه المسألة من مسائل النظر بين اهل العلم. ومن اجل هذا الحديث ذهب الامام احمد الى جواز التوسل بشخص نبينا خاصة لورود هذا الحديس. فمن فهم انه توسل بالجاه لم يأتي منكرا من الفهم من الفهم وزورا بل سبقوا الى هذا يعني بعض اهل العلم الكبار وممن قال ايضا بجواز بالنبي عليه الصلاة والسلام العزم عبدالسلام وابن عابدين الحنفي والسيوطي وغيرهم. لكن تخريج هذا الحديث على انه يؤول الى التوسل بالدعاء تخريج ظاهر وبدلالة هذه العبارة الله اللهم شفعه في وشفعني فيه. والامر هذا يسوقه اهل العلم على انه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في قبول دعاء الله منه لما يدعو يقبل الله دعاءه ولا ادل على هذا من ان لو ان رجلا دعا بمثل هذا الدعاء وكان ضريرا بل اضاف الى هذا كما قال بعض اهل العلم المعاصيين. اضاف جاه جميع الانبياء والمرسلين فلا يتوقع ان يرد اليه بصره لان هذه حالة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم معجزة من من معجزات ذاته اية على نبوته ورسالته في قبول الله دعاءه وفي رد بصر الاعمى اليه مرة اخرى لنؤكد ان التوسل بالجاه من مسائل الخلاف. انا اكدت وكررت هذا المعنى لاني دخلت متابعة عندما عرض علي هذا السؤال من متابعة كريمة تقول هذه المسألة من الشرك البدهي القطعي انا اعجب من هذا السؤال. لا لا يا بنيتي ليس شركا ما سبقك الى القول بان هذا شرك احد الخلاف في ليس انه شرك او توحيد هو بدعة ام سنة. اما القول بان قول القائل اللهم اني اسألك بجاه نبيك محمد. القول بان هذا شرك هذا قول لم يسبق اليه لم يسبق اليه احد من اهل العلم فيما نعلم في من ينقل عنهم العلم وتنقل عنهم الفتوى. الشرك كما قلنا ونؤكد دعاء غير الله الذين يستغيثون بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم فالدعاء دعاء المخلوق فيما لا يقدر عليه الا الخالق هذا من الشرك الذي لا ينبغي ان يسقط الى دركته احد يؤمن بالله واليوم الاخر. استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق وكاستغاثة السجين بالسجين هذه المسألة الاولى احبتي في الله في حديثنا في هذه الليلة ان شاء الله اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا رب العالمين