ثلاثمئة كلمة في القرآن تقريبا من الجذر حقق فنقول الحق النقرة التي في رأس الكتف المنحوت من الخشب والعاج والمحتق من الطعن النافذ الى الجوف فالمعنى المحوري لهذا الجذر تمكن الشيء في عمق مقره او وسط مقره كما يتمكن الشيء في حق الخشب وكتمكن الطعن في وسط الجوف فيقال احتق الفرس ضمر. فتداخلت اثناؤه بعضها في بعض وحقت الناقة سمنت وحقيقة الرجل ما يلزمه حفظه ومنعه ويحق عليه الدفاع عنه من اهل بيته. ومن ذلك الحق نقيض الباطل وحق الشيء ثبت او وجب كما في قوله تعالى فذلكم الله ربكم الحق وكما في قوله تعالى قال الذين حق عليهم القول اي ثبت عليهم القول ومن صور تمكن الشيء واستقراره على ما وضع عليه مطابقة الشيء الشيء. ومن هذا الحق اي الصدق كما في قوله تعالى ان هذا لهو القصص الحق. اي المطابق للواقع واستعمالات الحق غير المادية تدور على معنى الثبات لكن التعبير عن معناها يختلف مناسبته لها حسب السياق فقد يأتي بمعنى الصحيح الصواب اي ضد الباطل الزائف كما في قوله تعالى فيعلمون انه الحق من ربهم. وقد يفسر بالصدق كما في قوله تعالى الا ان وعد الله حق وقد يفسر بالعدل كما في قوله تعالى والله يقضي بالحق ومن المعاني المتضمنة في اصل الجذر قولهم له في هذا الامر حق كأن له جزاء منه ثابتا في وسطه كما في قوله تعالى وليملي للذي عليه الحق ثلاثمئة كلمة في القرآن تقريبا. من الجذر غفر فنقول الغفارة جلدة تكون على حز القوس الذي يجري عليه الوتر والمغفار حلق يجعلها الرجل اسفل الخوذة تصبغ على العنق فتقيه فالمعنى المحوري لهذا الجذر تغطية او ستر يقصد به الحماية وما اليها. كالجلدة التي تحمي القوس والوتر والمغفار الذي يحمي العنق ويأتي بالمعنى المعنوي كغفران الله ذنوبا تغطيتها وسترها ويأتي بمعنى التغطية دون قيد الحماية. كما في قولهم جاءوا الجماء الغفيرا اي بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلف احد. وكانت فيهم كثرة. فهو من التغطية لان الكثيرين يغطون وجه الارض وحقيق عليه ذلك اي واجب ثابت كما في قوله تعالى حقيق على الا اقول على الله الا الحق ومنهم قوله تعالى الحاقة ما الحاقة؟ يريد القيامة لان الامور تحق فيها