فنقول الجعلة الفسيلة او الودية والجعل دابة سوداء من دواب الارض. جعلت هذا الباب من شجرة كذا صنعته وجعلت الطين خزفا وجعلت الشيء اي صنعته وصورته فالمعنى المحوري لهذا الجذر الف كلمة في القرآن من الاصل علم فنقول العلامة والعلم شيء ينصب في الفلوات تهتدي به الضالة يقول يقال لما يبنى في جواد الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق اعلام والمعلم ما يجعل علامة وعلما للطريق والحدود والعلم الجبل الطويل والعلم الراية التي يجتمع اليها الجند فالمعنى المحوري لهذا الجذر في القرآن الدلالة والهداية بمرتفع الى معنى. اي اتجاه او طريق او حد او غيره كذلك ثم انهم عمموا استعمال اللفظ في كل ما يدل على شيء ما العلم والعلامة اي على اي شيء فالعلامة السمة وهي تدل على ملكية البعير والعلام الحناء تلفت الى جمال الكف واعتلم البرق لمع في العلم. اي سطع على الجبل او الارقام ومن ذلك المعنى المحوري اخذ معنى العلم وهو الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع فكونه اعتقادا هو انه معنى او حكم تربى في القلب اخذا من دلالة او لافت قوي او حجة قوية وفي القرآن ومن اياته الجواري في البحر كالاعلى فالاعلام الجبال وفي قوله تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون. وصفا للرواسي في الاية السابقة لهذه والعالم اسم ذوي العلم من الملائكة والثقلين. الجن والانس او انهم يعلم بهم اي يستدل بهم. على انه سبحانه وتعالى موجود قادر حكيم عليم ربعمائة كلمة في القرآن من الجذر جعل كما في قوله تعالى الذي جعل لكم الارض فراشا تحويل الشيء الى وضع او هيئة معينة كما في قوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي. اي خلقناه والخلق يعد تحويلا لانه تسوية على هيئة ويكون الفعل فعل القلب دالا على الهيئة التي يظن ان الشيء صار اليها. مثل جعل الكوفة بغداد. اي ظنها او اعتقدها في نفسه كذلك وكما في قوله تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا. اي قالوا ذلك وحكموا به في ظنهم واعتقادهم سبحانه وتعالى عما يصفه