حوالي ربعمائة كلمة في القرآن من الجذر عمل فنقول عامل الرمح صدره دون السنان واستعمل البناء اللبن بنى بي وعوامل الدابة قوائمها والعملة القوم يعملون بايديهم دروبا من العمل في طين او حفر او غيره والعمل الفعل باليد من زراعة وتلقيح وسقي فالمعنى المحوري لهذا الجذر جهد مادي من حي او جمل يؤدي الى احداث شيء او هيئة او نقلة او ما شابه كعامل السنان يعمده ويدعمه في اندفاعه لمخالطة الضريبة وكقوائم الدابة تحركه الى مكان اخر وكالشراب المخلوط هو من صنع الانسان وليس طبيعيا ومن هذا عامل الزكاة الذي يستخرجها ويجمعها كما يسمى الساعي وكما في قوله تعالى والعاملين عليها والعمل يعم افعال القلوب والجوارح والعمل لا يقال الا فيما كان عن فكر وروية. ولهذا قرن بالعلم وقد جاء في القرآن نحو ثمانين مرة لاداء عمل صالح وست عشرة مرة لاداء عمل سيء وخمسين ومائتي مرة لمطلق العمل حوالي خمسمائة كلمة في القرآن من الجذر انت كما في قوله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين فنقول اتى الماء او حتى للماء وللسيل هيأ له طريقه اي اصلح مجراه حتى يجري الى مقاره او سهل سبيله من موضع الى موضع ليخرج اليه ويقال للسيل الذي يأتي من بلد قد مطر فيه الى بلد لم يمطر فيه اتي ويقال ما احسن اتيا او اتوى يدي هذه الناقة اي رجع يديها في سيرها فالمعنى المحوري في هذه المادة هو وصول او تقدم وحضور الى مكان بتهيئة او قوة تزيل لا يعوق مع خفاء مصدر اي عدم تعينه او توجيه الملاحظة اليه. كجريان الماء في الجدول المهيأ بازالة مدره او حجارته الى المقر او المزرعة وكندفاع السيل من موقع نزول مطره الى ارض او بلد اخرى وهو يكتسح او يتخطى العوائق. وكدفع الناقة يدها الى الامام في يسر مع قوة واتية الجرح واتيته مادته وما يأتي منه وكل ذلك يفيد اصول شيء ذي بال قليلا قليلا بتهيؤ حتى يصير كتلة كبيرة ومن ازالة العوائق ياتي معنى مجيء فجأة كقوله تعالى فاتى الله بنيانهم من القواعد وكما في قوله تعالى اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيبا وقد يأتي معنى الوقوع دون ان يلاحظ فيه معنى القوة مثل قوله تعالى فلما اتاها نودي يا موسى وكما في قوله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر ويقال اتى اليه الشيء ساقه اي دفعه وجعله يأتي اليه. واتى فلانا شيئا اعطاه اياه كما في قوله تعالى على لسان موسى اتنا غداءنا