مئتا كلمة في القرآن تقريبا من الجذر نبأ فنقول نبأت من الارض الى ارض اخرى اذا خرجت منها اليها ونبأ من بلد كذا طرق والنابئ الثور الذي ينبأ من ارض الى ارض ان يخرج وسيل نابئ جاء من بلد اخرى ورجل نابئ كذلك ونبأ عليهم هجم وطلع والنبأة النشز من الارض والنبأة الصوت الخفي فالمعنى المحوري لهذا الجذر ظهور او طرق مسبوق او مكنوف بخفاء ما فالاصل ان الذي يلحظ طروء سيل او ثور اي من فصيلة البقر الوحشي لا يعرف من اين صدر وكذلك التعبير بهجم في تفسير قولهم نبأ عليهم. معناه انه لم يكن متوقعا وهذا خفاؤه. اما الخفاء فيتحقق بان يكون ارتفاعها محدودا او ان يقع بتدرج فلا يقوى لحظه ومن ذلك النبأ بمعنى الخبر وينبغي ان يقيد بالخفي اي الذي كان خفيا فقد جاء في فروق ابي هلال العسكري ان الفرق بين النبأ والخبر ان النبأ لا يكون الا للاخبار بما لا يعلمه المخبر في حين ان الخبر يجوز ان يكون بما يعلمه وبما لا يعلمه فيجوز ان تقول تخبرني عما عندي. ولا تقول تنبئني عما عندي كما في قوله تعالى فسيأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون على اساس انهم استهزأوا لانهم كانوا لا يعلمون حقيقة العذاب. ولو علموه لتوقوه وكلمة النبي اصلها من المهموز اي النبي والهمزة ثابتة في التنبؤ والمعنى ان النبي منبأ من الله ومنبأ عن الله عز وجل. وكل ما جاء في القرآن من الترتيب فهو فراجع الى معنى النبأ اي الخبر الخفي حسب ما ذكرنا سواء من ذلك الافعال تنبأ وانبأ واستنبأ او الاسماء مثل نبيون وانبياء ومصدرها النبوة