يجوز للانسان ان يطلق على نفسه سيد بدون الالف واللام. لا بأس كما انه يجوز ان يطلق على نفسه كريم بدون الالف واللام او يطلق على نفسه مثلا رحيم بدون الالف واللام لكن قالوا لنا قالوا لنا عندنا حديثان متعارضان قلنا وما هما قالوا قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل فقال له انت سيدنا وابن سيدنا غضب النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال انما السيد الله انما سيد الله فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق عليه لفظ السيادة. وقال انما السيد الله كيف يا رسول الله وانت نفسك تقول في حديث الشفاعة انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر فكيف حديث ينفي عنه السيادة ويقول انما السيد الله وحديث اخر يقول انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر الحديثان بينهما تعارض؟ الجواب لا. ابدا ليس بينهما تعارض ونحن نجمع بينهما بقاعدة اختلاف الحال نجمع بينهما بقاعدة اختلاف الحال وذلك ان السيادة ان اطلقت على رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلاق اسم يعني بمعنى اننا نجعل من اسمائه السيد فهذا اطلاق ممنوع لان السيد الله فالسيد من اسماء الله عز وجل التي لا يجوز ان يشاركه فيها غيره هناك من اسماء الله ما هو خاص به ما هو خاص به. ومنها لفظ السيادة بالالف واللام السيد هكذا بالالف واللام من خصائص تسمية الله عز وجل فقول الاعرابي انت سيدنا وابن سيدنا قال النبي صلى الله عليه وسلم انما السيد الله اي اسما. فلا ينبغي اطلاق السيادة من باب اطلاق الاسماء الا على الله تبارك وتعالى الا على الله تبارك وتعالى واما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر فهو اطلاق اوصاف اي ان من صفات يوم القيامة الله سيجعلني سيدا على الناس وذلك لانه صاحب المقام المحمود اي الشفاعة العظمى يوم القيامة وصاحب الحوظ الموروث. فهو سيد الناس صفة ولكن ليس سيدا اسما. فالحديث الذي ينفي السيادة عنه انما ينفي عنه التسمية بالسيد. والحديث الذي السيادة له انما يثبت وصفه بالسيد وقد يجوز وقد يجوز وصفا ما لا يجوز اسما وقد يجوز وصفا ما لا يجوز اسما كما هو مقرر في قواعد اهل العلم رحمهم الله تعالى فاذا لم ترضى بهذا الجواب فخذ جوابا اخر وهي ان قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له ذلك الاعرابي يا رسول الله انت سيدنا وابن سيدنا فشم منها النبي صلى الله عليه وسلم رائحة الغلو فقال انما سيد الله لسد باب الغلو كما قال صلى الله عليه وسلم لا تطروني اي لا تبالغوا في مدحي. كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد قولوا عبد الله ورسوله فاذا قوله انما السيد الله ليس لان النبي لا يستحق السيادة. لا بل هو سيد في هذه الدنيا. ولكن من باب سد ذريعة الغلو ومن باب سد ذريعة الاطراء ومن باب سد ذريعة المدح الزائد حتى لا يوصلهم ذلك الى تعظيمه التعظيم الذي يخرجه عن دائرة البشرية الى دائرة الربوبية او الالوهية وهذا جائز لا بأس به ولا حرج. هذا من باب سد الذرائع لكن قوله عن نفسه انا سيد الناس يوم القيامة هذا ليس فيه غلو ولا اطراء لانه هو من يقول عن نفسه ذلك. لكن كون الغير يمدحه بهذا المدح الزائد وهذا الاطراء الزائد فهنا وقف النبي صلى الله عليه وسلم في وجه المادح وقال لا تقل ذلك انما السيد الله من باب سد ذريعة الغلو فالقول الاول فيه غلو، فسده النبي، صلى الله عليه وسلم، والقول الثاني انه ليس فيه غلو. انا سيد الناس يوم القيامة ليس فاجازه النبي صلى الله عليه وسلم وقاله والا فهو سيد الناس في هذه الدنيا وسيد الناس يوم القيامة السيادة من صفاته صلى الله عليه وسلم لكن لما شم رائحة الغلو في قوله انت سيدنا وابن سيدنا؟ قال لا لا تقل ذلك انما السيد الله. لكن قوله انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر. هذا ليس فيه غلو. واسمع ماذا قال. قال انا سيد الناس يوم القيامة ثم قال ولا فخر ولا فخر فهذا دليل على ان سده لقول الاعرابي انما كان لسد باب الاطراء الذي قد يفضي الذي قد يفضي بالانسان الى عبادة غير الله عز وجل فهل بينهما تعارف؟ الجواب ليس بينهما تعارض ولله الحمد والمنة يا رب