الحذر من الغفلة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الله تعالى اقترب حسابهم وهم في غفلتهم معرضون. هذه الاية فيها تنبيه من الله سبحانه لعباده ان ينتبهوا وان يستعدوا للحساب بالعمل الصالح فقوله تعالى اقترب للناس حسابهم يعني قرب وهم في غفلة معرضون يعني اكثرهم فهذا اكثر احوال الناس انهم في غفلة معرضون عما خلقوا له انشغالهم بشهواتهم ودنياهم والحساب قريب. وما بين الانسان وبين هذا الا ان يقال فلان مات فالواجب على كل انسان ان يستعد للقاء الله تعالى بالعمل الصالح واخلاص العبادة واداء الواجبات وترك المحرم والاستقامة على دين الله والوقوف عند حدود الله. فهذا تنبيه من الله تعالى لعباده وحث لهم على الاستعداد والانتباه وعدم غفلة والحواجز والموانع على القلب معنوية تمنع عن الخير وبعضها اشد من بعض. ولها تسميات فهناك الطبع قال تعالى فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون. وكذلك الراك وهو الغطاء اليسير. قال سبحانه كلا بل ران على قلوبهم مما كانوا يكسبون وكذلك الغين والغيم. كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليغان على قلب واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة. الغين غطاء يسير ثم يكون على القلب بسبب الغفلة ومثله الغيم وهو من الران واشدها القفل الذي يقفل على القلوب قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وكذلك الاكنة قال تعالى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه. وقد جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال كنا عند عمر فقال ايكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم نحن سمعناه قال لعلكم تعنون فتنة الرجل في اهله وجاره قالوا اجل قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة. ولكن ايكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر التي تموج من جلبه. قال حذيفة فاسكت القوم فقلت انا. قال انت لله ابوك. قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكت به نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دام السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه. نسأل نسأل الله السلامة والعافية وان يرزقنا الاستقامة واليقظة والاعتبار وان يعيذنا من الغفلة والاعراض وان يثبتنا على دينه القويم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين