الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل في هذه القطعة ايضا قاعدة الحسنات يذهبن السيئات الحسنات يذهبن السيئات قال الله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات اجعل هذه القاعدة نصب عينيك فاي شيء سولت لك نفسك ان تقع فيه فافعل بعده حسنة فلعل تلك الحسنة اللاحقة توذي اثر السيئة السابقة. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا اصاب من امرأة اجنبية قبلة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال اليس قد صليت معنا؟ قال نعم. قال قال فان الله قد غفر لك ذنبك واستكثر ايها العبد من الكفارات. كالوضوء فانه سبب تكفير الذنوب والصوم والحج والعمرة وغيرها من الاعمال الصالحة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عظيمة واتبع السيئة الحسنة ماذا تفعل بها؟ تمحوها فاياك ان يتكدس عليك السيئات المتعاقبة افصل بينها. ان لم تستطع ان تتب منها وتتركها الترك المطلق نفسك وهواك وشيطانك فلا اقل من ان تفصل بين كل سيئتين بحسنة. ولتكن مساوية للسيئة التي تفعل فان الحسنة الكبيرة تذهب السيئة الكبيرة. والحسنة الصغيرة تذهب ما قابلها من السيئات. واعظم ما يذهب به السيئات كلها كبيرها وصغيرها التوبة الصادقة ولكن ينبغي للعبد الا تتكدس عليه السيئات. يقول صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب انهن يجتمعن ان يتراكمن بدون فصل توبة ولا استغفار. فانهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه فان قلت هل كل حسنة يمحى بها سيئة؟ فاقول نعم. في اصح القولين حتى ولو كانت حسنة صغيرة؟ الجواب نعم. لعموم قول الله عز وجل ان الحسنات. فهو جمع دخلت عليه عليه الالف واللام. فيقتضي العموم فيدخل في ذلك كل ما يسمى حسنة فلا تحقرن من الحسنات شيئا يسيرا فلعله ان يكون مكفرا لشيء من السيئات قد وجب عليك العذاب بسببه فيغفر الله لك. فان قلت عرفنا ان الحسنات يذهبن السيئات. لكن ما قولك في عكس هذه القاعدة؟ هل السيئات تبطل الحسنات وتذهبها؟ فاقول نعم في اصح القولين. فهناك من السيئات ما يذهب كل الحسنات السابقة وهي الردة والعياذ بالله. اعظم سيئة ان تبطلوا ما مضى اذا مات العبد عليها هي الردة. لقول الله عز وجل من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. وهو الحبوط المطلق ولا يكون حبوط الحبوط المطلق والا بالشرك الاكبر والعياذ بالله نسأل الله ان يعيذنا واياكم منه ولكن هناك سيئات شهد الدليل بانها تحبط ايضا ربما عمل اليوم كله. مثل ترك صلاة العصر تعمدا حتى يخرج وقتها. ففي صحيح الامام البخاري من حديث بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عجلوا او قال بكروا بالصلاة في يوم الغيب فان من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. ولا يقصد به العمل كله وانما عمل هذا اليوم فجميع ما فعلته من الطاعات الحسنات مذ طلع الفجر الى اخر اليوم يعتبر هابطا لا يقبل الله عز وجل منه شيء لانك ختمت يومك بمعصية عظيمة وهي ترك صلاة العصر التي هي اهم الفرائض الخمس على الاطلاق. وهي الصلاة الوسطى في اصح قول اهل العلم لادلة مذكورة في شروح الفقه وكذلك ايضا ان يرفع الانسان صوته على صوت النبي صلى الله عليه وسلم. وبما انه قد مات فالواجب الحذر ان نرفع اصواتنا اذا ذكر حديثه. فاذا استدل عليك مستدل بالحديث اياك ان تقول انا لا اقبل هذا الحديث. هذا من رفع صوت على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا من جملة ما يوجب حبوط الاعمال. يقول الله عز وجل لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا بالقول له بالقول كجهر بعضكم لبعض. لماذا؟ ان تحبط اعمالكم. اذا السيئات من الحسنات فالسيئة الكبيرة قد تبطل الحسنة الكبيرة كما ان السيئة الصغيرة قد تبطل السيئة عفوا قد تبطل الحسنة الصغيرة. فاذا اياك ان تتبع الحسنة بالسيئة ما استطعت. ولكن اتبع السيئة الحسنة وكذلك يقول النبي يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا ايش؟ صدقاتكم اي السابقة بالمن والاذى اي اللاحق لان السيئة تبطل تبطل الحسن تبطل الحسن بل اسمع الى هذا الحديث العجيب وهو تحذير للدعاة. رجل من بني اسرائيل كان يمر على اخ له. على شيء من الذنوب والمعاصي فلما اطال عليه قال دعني وربي. دعني وربي. فقال وتقول هذا والله لا يغفر الله لك هذه سيئة عظيمة. قال الله عز وجل من ذا الذي يتألى ان يحلف؟ علي الا اغفر لعبد من عبيدي قد غفرت لي هذا اي العاصي واحبطت عمل هذا اي الطائع فهذا دليل يدل على ان السيئات يذهبن الحسنات فالواجب على العبد ان يعيش بين الخوف والرجاء. فاذا اتبع سيئة بحسنة عاش بالرجاء انها ستكون مكفرة لما مضى. واذا اتبع الحسنة سيئة عاش بالخوف ان تكون محبطة لما مضى من الحسنات. والله انها لمن اعظم الخسارة. ان يبقى العبد طيلة حياته يجمع تلك الحسنات ثم بذنب واحد تذهب. ولذلك يجب على العبد امران ان يعمل وان يحافظا على العمل. بل والله مسؤولية المحافظة على الحسنة باقية اعظم من مسؤولية العمل نفسه. فاذا ليس الشأن ان تصلي وانما الشأن ان تحافظ على ثواب الصلاة وحسناته ليس الشأن ان تزكي ولكن الشأن ان تحافظ على ثواب الزكاة وعلى ثواب الصدقة وعلى ثواب برك بوالديك هكذا ينبغي للعبد ان يعيش في دنياه دائم. خائفا على تلك الحسنات. محافظا على تلك الاجور حتى لا يذهبها شيء من الذنوب. والمعاصي. قال ابن القيم رحمه الله ليس الشأن في العمل. انما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه