ما يستطيع ان يخدع الله فيقول الله عز وجل له كذبت انظروا الى المهانة وتقول الملائكة له كذبت سبحان الملك ويقول الله بل اردت ان يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه سيدنا ابو هريرة يقول فقال يا ابا هريرة اولئك الثلاثة اول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة انهم لا يدخلون النار فماذا عملت فيما علمت فماذا سنقول لربنا هذا الكلام ليس فقط للقراء ولا للحفظة وهم اولى بها. لكنه ايضا لك اخي المشاهد لك اختي المشاهدة. المشاهدة لنا جميعا لي لكم لنا جميعا. كل واحد الحمد لله تعالى نحمده نستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له من يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم بهذه الحلقة الجديدة من حلقات القرآن من جديد القارئ الذي ليس بقارئ دعوني انتقل بحضراتكم عبر حدود الزمان والمكان هذه المرة سننتقل عبر حدود الزمان الى امر فيحصل في المستقبل والله العظيم سيحصل مشهد الحقيقة مشهد عجيب مشهد كان ابو هريرة رضوان الله عليه كلما اراد ان يقصه على السامعين او ان يحكيه لهم ما يتمالك نفسه لانه مشهد الحقيقة مشهد مهيب مش هتصعب دعونا نسمع هذه العبارات بنصها يقول ابو هريرة رضي الله عنه حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى اذا كان يوم القيامة ينزل الى العباد ليقضي بينهم وكل امة جافية كل امة جاء فيها تجفوا على الركب نسأل الله العافية فاول من يدعو به من تتوقعون من الخلائق الان مجموعون جميعا. ذلك او مجموع له الناس وذلك يوم مشهود الكل مجموع الكل قد جثى على ركبتيه الكل ينتظر اول من سيدعو الله عز وجل به من؟ من يا ترى من بحال هذا امر لا يتوقع فاول من يدعو الله عز وجل به رجل جمع القرآن رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ قارئ نعم لقد جمع القرآن فهو جامع للقرآن لقد قرأ القرآن واقرأ القرآن فهو قارئ او مقرئ للقرآن فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ الم اعلمك ما انزلت على رسولي الم اعلمك ما انزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم فيقول بلى يا رب بلى حصل حصل يا رب انك شرفتني وكرمتني وعلمتني كتابك الكريم حصل يا رب انك اصطفيتني من بين كثير من خلقك تعلمتني القرآن الكريم حصل يا رب انك شرفتني واخترتني واصطفيتني لاكون ممن خاطبتهم بكلامك الشريف اصل يا رب فما السؤال اذا؟ ما السؤال التالي كان السؤال الاول الم اعلمك ما انزلت على رسولي؟ فاقر؟ قال بلى اذا ما السؤال التالي هل سيسأله آآ عن عدد الاجزاء التي كان يحفظها هل سيسأله عن عدد الناس الذين حفظهم هل سيسأله عن عدد مرات القراءة او عدد الختمات؟ وكل ذلك شريف ونفيس. وامر عظيم لا يذم ابدا. ولا يقلل من شأنه ابدا لكن السؤال غير متوقع للبعض يقول الله عز وجل له فماذا عملت فيما علمت والله الذي لا اله الا هو سنسأل جميعا هذا السؤال اخي المشاهد اختي المشاهدة الم يعلمك الله ولو اية الم يعلمك الله ولو اية بعضنا يتعلم سورة وسورتين وجزء وجزأين بعضنا تعلم القرآن كله بمبانيه فماذا بعد ذلك سيسأل كل واحد منا سيسألنا الله فماذا عملت فيما علمت سنسأل عن العمل والله الذي لا اله الا هو سنسأل هذا السؤال. الا تصدقون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انا اصدق رسول الله. وانتم رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سنسأل هذا السؤال فهل اعددنا لهذا السؤال جوابا سيقول الله لك الم تتعلم الاية العاشرة من سورة كذا فماذا عملت فيما علمت الم تتعلم سورة كذا سيسأل فماذا عملت فيما علمت هذا اول سؤال يسأل عنه العبد والناس الذين لم يعملوا بما تعلموا سيكونون صنفين صنف تعلم القرآن لله مخلصين فهؤلاء مصيبتهم مصيبة واحدة انهم تركوا العمل بما تعلموا وصنف تعلموا القرآن لكن ليس لوجه الله قرأ ليقال قارئ وحفظ ليقال حافظ وختم ليقال خاتم ودرس التفسير ليقال مفسر هذا مصيبته مضاعفة لقد ترك العمل ولم يتعلم لوجه الله يقول الله له فماذا عملت فيما علمت؟ قال كنت اقوم به اناء الليل واناء النهار. فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت فالواحد منا ربما يكذب على الدنيا كلها لكن ما استطاع ان يكذب على الله وانما تسعر بهم النار مش تدخلون فقط انهم لا يحاسبون في النار بل يكونون اول من يعذب في النار. نسأل الله العافية. نسأل الله والله الامر خطير والله. والله هذا الكلام سيحصل لاناس اناس مصيبتهم مصيبة واحدة واناس مصيبتهم مصيبتين مصيبة واحدة تعلم القرآن لله لكنه لم يعمل فاخفق في اجابة السؤال الاول فماذا عملت فيما علمت واناس مصيبتهم مضاعفة نعم لقد تعلموا لله اسف لم يتعلموا لله ولم يعملوا بما تعلموه فصارت مصيبتهم مصيبة مضاعفة. نسأل الله الا يجعلنا منهم نسأل الله الا يجعلنا منهم. والامر ليس بمجرد الدعاء بل ان الامر يحتاج ولا شك لن يجتهد كل منا في ان يعد جوابا لهذا السؤال فماذا عملت فيما علمت. هذا الكلام الذي في هذا الحديث يؤكد ان القارئ ينبغي ان يكون عاملا ان القارئ ينبغي ان يكون ايه؟ عاملا فهذا رجل هو بالضبط ينطبق عليه عنوان حلقتنا. القارئ الذي ليس بقارئ. هو عند الناس قارئ لكنه عند الله ليس بقارئ والا لو كان عند الله صاحبا للقرآن او قارئ للقرآن قارنوا بالله عليكم بين حال هذا الرجل وحال الخزي الذي هو فيه ثم يقال له كذبت وتقول الملائكة له كذبت. وبين التكريم الذي يتعرض له حامل القرآن وصاحب القرآن التكريم الذي يتعرض له صاحب القرآن العامل به سبحان الله كيف يكرم وكيف يهان هذا ما اعز العباد انفسهم بمثل طاعة الله وما اهانوها بمثل معصيته هذا الكلام ان لم يرد حتى هذا الحديث فان في كلام رسول الله ما يشهد له لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل عن علمه ماذا عمل فيه؟ لذا ابو الدرداء رضوان الله عليه كان يقول اخشى ما اخشى ان يقال لي اما علمت فماذا عملت اما علمت فماذا عملت والله كل ما سنسأل هذا السؤال لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد في هذا الحديث ان قارئ القرآن السورة المنشودة لقارئ القرآن ينبغي ان يكون عاملا بالقرآن نعم بل ان النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث اخرى يذم بعض الناس الذين ينسبون الى القراءة بسبب انهم لم يؤثر القرآن في سلوكياتهم ولم يغير في اخلاقياتهم ولم يورثهم انكسارا لله ولم يورثهم عملا به. اسمعوا الى هذا الحديث. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن ويعلمونه ويقرأون ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا نسأل الله العافية وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل في اولئك من خير قالوا لا يا رسول الله ومن اولئك قال اولئك منكم يعني من هذه الامة واولئك هم وقود النار. نسأل الله العافية. لان العلم لم يورثه بانكسارا لله لان القرآن لم يورثهم خضوعا لله صدق ابن مسعود حين يقول من تعلم علما لا يعمل به لم يزده العلم الا كبرا لان العلم له اسر ومالك ابن ابن دينار يزيد الامر بيانا فيقول ان العبد اذا طلب العلم للعمل كسره علمه واذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا او فخرا. وقال فضيل قال لي ابن المبارك اكثركم علما ينبغي ان يكون اكثركم خوفا. لذا كان الفضيل بنفسه يقول من اوتي علما لا يزداد فيه خوفا وحزنا وبكاء. خليق بالا يكون اوتي علما ينفعه ثم وقرأ فمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون. اه النبي صلى الله عليه وسلم حذر من تلك الصور في التعامل مع القرآن الكريم والحارث المحاسبي له كلمات نفيسة يقول فغدا نقدم على الله عز وجل فنلقاه ويسائلنا عن كتابه الذي انزل الينا مخاطبا لنا به. وكيف فهمنا عنه وكيف عملنا به وهل اجللناه ورهبناه؟ وهل قمنا بحقه الذي امرنا به وجانبنا ما نهانا عنه؟ قال عز وجل الم تكن اياته تتلى عليكم يعني هذا امر سيحصل الله فينبغي ان نعد له جوابا بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ايضا ان اخوف ما اتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى اذا رؤيت بهجته عليه وكان ردءا للاسلام غيره الى ما ان شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال قلت يا نبي الله ايهما اولى بالشرك مرمي ام الرامي؟ قال بل الرامي كل تلك الاحاديث تشهد لان قارئ القرآن ينبغي ان يكون عاملا به. نعم ينبغي ان يكون عاملا به. سبحان الله. لذا في الحديث في المشهور حديث الاتروجة النبي صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يقرأ القرآن ويعمل به قال له اترجا. فالنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد ان قارئ القرآن ينبغي ان يكون من وهنا نقل نفيس للحافظ بن حجر في غاية الاهمية. يقول على حديث الاترجة يقول وفي الحديث فضيلة حامل القرآن وضرب المثل للفهم وان المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه. وان المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه احفظوا هذه العبارة جيدا عن الحافظ ابن حجر رضوان الله عليه لانها تعبر عن مذهبه في التعامل مع القرآن الكريم. كثير من السلف كثير من الصحابة كثير من علمائنا يتكلمون عن قارئ القرآن وما ينبغي ان يكون عليه. وانا ادعوكم للقراءة في سير سلفنا من القراء. في سيرة من سموا من الصحابة والقراء وفي سيرة القراء العظام المشهورين. لتدركوا انهم لم تكن عنايتهم فقط بالرواية. وانما اعتنوا ايضا بالدراية والرعاية اعتنوا بالمعاني كعنايتهم بالمباني. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم ان نتعامل مع القرآن الكريم وفق مراد ربنا وفق كما يحب ربنا وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. دمتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته