وآآ نتحدث في هذه الحلقة عن جملة من الانبياء الذين نعتوا بالصبر. واظن ان آآ آآ آآ الانبياء الذين وصفوا بالصبر كثر لكن لعلنا نقف عدة وقفات مع الانبياء ادريس وذو الكفل وايوب عليهم الصلاة والسلام. الحمد لله رب العالمين نحمده جل في علاه له الحمد كله. واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد آآ فالانبياء صلوات الله وسلامه عليهم جمع الله لهم من الكمال البشري ما جعلهم في الذروة من بني ادم فضلا وشرفا ومنزلة ومكانة فعليهم من الله افضل صلاة واتم تسليما. اه الا انهم صلوات الله وسلامه عليهم يتفاوتون في هذه الخصال. فمنهم من يكون قد غلب عليه وصف الصبر ومنهم من يكون قد غلب عليه وصفه اه الشكر ومنهم من يكونوا قد ولى غلب عليه وصف اخذ الكتاب بقوة وهكذا هي الفضائل هي ميدان سباق يتسابق فيها المتسابقون يقول آآ الانبياء الذين آآ ذكرت آآ لهم من المزية والمكانة ما اشاد الله تعالى بهم ذكرهم في محكم كتابه اول اولئك ادريس عليه السلام. وادريس ذكره الله تعالى في كتابه في مم مواضع عديدة فقال جل وعلا واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا آآ فجعل الله تعالى من صفاته انه صديق. قال وهو من بلغ في الصدق غايته ومنتهاه. وانه نبي ومن نبأ واخبر وعلت منزلته بهذا النبأ والخبر بعد ذلك ذكر له هذا الوصف فقال ورفع مكانا عليا وهذا الرافع في الدنيا وفي الاخرة. الدنيا بجميل الذكر وطيب السيرة وحسن آآ اه السمعة واما في الاخرة فهو علو منزلته اه صلوات الله وسلامه عليه وقيل انه رفع بجسده اه فيكون كعيسى ابن مريم اه حيث انه رفعه الله تعالى من الارض. هكذا قال بعض اهل العلم واه مكانه في السماء في السماء في السماء في السماء الرابعة وهذا لا شك انه مكان علي رفعه الله تعالى اليه حيث رآه النبي صلى الله عليه وسلم لما اسري به في السماء الرابعة عفوا يبدو ان قصصهم واخبارهم في كتاب الله قليلة جدا. نعم. ادريس وابو الكفل مرورا سريعا. يعني مرت سريعا لكن ادريس اكثر من ذو القعدة توضيحا وايضا صفات فذكر الله له هذه صفات اه الكريمة انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا. لكن هل ذكر مكانهم؟ اقوام لم تذكر اماكنهم ولم يذكر آآ لمن ارسلوا او شيء يخص نبوتهم بل حتى الزمان الذي اه كانوا في اه من اهل العلم من قال ان ادريس هو جد نوح. وعلى هذا فيكون نبيا قبل نوح وليس برسول. ومنهم من قال انه ابو نوح ومنهم من قال ان ادريس من انبياء بني اسرائيل. وهذا هو الاقرب فيما يظهر والله اعلم. ان ادريس من انبياء بني اسرائيل لان ذكره في القرآن يأتي في سياق انبياء بني اسرائيل. فمثلا قوله تعالى واذكر اسماعيل وليسع ويونس ولوطا. قبلها الاخرى يقول واذكر آآ اسماعيل وادريسا وذا الكفلي. كل من الصابرين. واسماعيل آآ من ذرية نوح من ذرية إبراهيم عليه السلام وذي الكفل وادريس آآ قيل انهم من انبياء بني اسرائيل والمسألة في هذا قريبة آآ لانه ليس هناك شيء فصل بين لكنهم من الانبياء. فادريس جاء التصريح في القرآن الكريم بانه نبي. ووصفه الله تعالى بان انه اه من الصابرين كما جاء في قوله تعالى كل من الصابرين. واه اما ذول الكفل فذو الكفل لا اعلم هل هو وصف او اسم؟ لان ذو بمعنى صاحب. وقيل في انه اه سمي بهذا الاسم لانه تحمل اعمال صالحين وقيل انه تحمل الملك وقيل انه تحمل آآ عمل رجل آآ حتى عمل آآ من الانبياء هكذا قيل في تفسير هذا الاسم. واصل الكفل هو الحمل. اه من يشفع شفاعة حسنة يكون له نصيب منها ويشفع الشفاعة السيئة يكون له كفل منها ان يكن له حمل وثقل فقول ذو الكفل اي صاحب الثقل صاحب الحمل تحمل حمالة فسمي بهذا او وصف بهذا الوصف. وقد اختلف العلماء رحمهم الله هل هو نبي ام هو ملك من الماء او عفوا ام هو ام هو صالح من الصالحين؟ العلماء لهم في هذا قولان وقد جاء عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال لم يكن ذو الكيف لي نبيا انما كان رجلا صالحا. والذي يظهر انه من الانبياء لانه يذكر في مساقي الانبياء من بني اسرائيل هذه قرينة تدل على انه من النبيين وليس من الرجال الصالحين. لم يذكر اكثر من هذا الوصف له انه ذكره الله تعالى في موضع الصبر وذكره في موضع اخر وهو قوله اذكر اسماعيل وليسع اذكر اسماعيل قال في اخرها آآ واذكر اسماعيل واليسع وذي الكفل كل من الاخيار. فذكره مرة انه من الصابرين ومرة قال انه من الاخيار في قوله واذكر اسماعيل اليسع وذا الكفل وكل كل من الاخيار. جميل. هذا فيما يتعلق اه نبيا الله ادريس وذو الكفلة. نعم. جميل. ادريس قيل انه يعني علمه الله وتعالى شيئا يخصه وهو انه يعرف بالخط ما يمكن ان يكون في المستقبل. وهذا ما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الخط عن قوم يخطون في الارض يستشرفون بهذه الخطوط ما يكون في المستقبل. فقال ان نبيا من انبياء الله قيل انه كان يخط فمن وافق خطه اي وافق خط النبي فذاك يعني فيوفق الى معرفة ما يكون في المستقبل اه لكن هذا امر مجهول وهذا تعليق الامر بامر لا يعلم ولا سبيل للوصول اليه. وقيل ان ادريس اول من كتب فتعلم الناس الكتاب منه والله تعالى اعلم. طيب فيما يتعلق بنبي الله ايوب يبدو ان ايوب خبره وقصته في الله هي يعني مطولة اكثر من ادريس وذو الكفل. طيب ما الجامع بين ايوب كلهم من الصابرين. انهم كلهم وصفوا بالصبر. فقد قال الله تعالى في ايوب انا وجدناه صابرا. نعم العبد انه اواب. ايوب عليه السلام من انبياء الله تعالى الذين اوحى الله تعالى اليهم قال الله جل وعلا انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ذكر من جملة الانبياء الذين اوحى الله تعالى اليهم في سياق هذه الاية ايوب عليه افضل الصلاة والسلام وذلك بعد ذكر عيسى والاسباط قال جل وعلا انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباطي وعيسى وايوب. اه فهو من الانبياء الذين نص الله تعالى على نبوتهم آآ الايحاء اليهم. ايوب عليه السلام ابتلاه الله تعالى آآ بلاء شديد. وآآ ظر عظيم كان بلاؤه في بدنه وهذا الذي ذكره الله تعالى من خبره لم يذكر رسالته لم يذكر عفوا يعني نبوة القوم الذين ليس فيهم آآ لم يذكر نبوته في تفاصيلها انما ذكر الوحي اليه في سياق الايات التي آآ ذكر فيها الوحي الى النبيين وذكر ما جرى له من آآ حدث الموت احدث المرض وآآ التضرع الى الله تعالى في طلب النجاة. يقول الله جل وعلا في اه ما قصه او في موضع مما قصه عن اه ايوب في سورة صاد يقول جل وعلا واذكر ايوب ذا الايدي او اذكر عبدنا ايوبا اذ نادى فهو نادى هنا النداء ربي اذ نادى ربه اني مسني الضر اني مسني الشيطان بنصب وعذاب. فانظر الذي ذكر من خبره هو شكواه الى ربه فيما اصابه من المرض. نعم. كذلك في سورة الانبياء يقول الله تعالى وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فكلا الموضعين اللذين ذكر فيهما ايوب عليه السلام كان ذكرى شكاية لله عز وجل مما انزل به من المرض ففي سورة الانبياء قال اني مسني الضر. وفي سورة اه اه صاد قال اني السني والسني الشيطان بنصب وعذاب. فدل هذا على ان ما كان في اه ايوب من المرض سببه اه قد يكون اه حسي مع تسلط الشيطان عليه بزيادة هذا المرض. حيث قال اني مسني الشيطان بنصب عذاب اي بتعب وارهاق اه مشقة لان العذاب يطلق على ما يصيب الانسان من من من معاناة ومشقة فلعل ما كان فيه اه صلوات الله وسلامه عليه اه من المرض مرض بدني مع الم نفسي تسلط الشيطان عليه وادخاله انواعا من الضيق عليه بسبب ما اصابه من المرض صلوات الله وسلامه عليه. جميل عفوا شيخ خالد وباذن الله نستكمل هذه الكلمات التي بدأتم بها في اه وصف اه المرض الذي حل بايوب عليه الصلاة والسلام لكن بعد مداخلة من الاخ مسلم السحيمي تفضل مسلم. اهلا. اه في الحقيقة اود من الشيخ ان يعلق على قضيتين. الاولى ايوب عليه السلام اني مسني الشيطان ومسني الضر. حسن الادب مع الله عز وجل. حسن الادب في سؤال الله عز وجل مقام الصبر في الاسلام وجزاء الصابرين. كيف ان الله عز وجل اثنى على ثلاثة انبياء بالصبر نعم اه ما اشار اليه الاخ مسلم فيما يتعلق اه الادب في الشكاية نعم ما في شك ان ايوب عليه السلام كان انا في غاية الادب في سؤال ربه جل في علاه ذكر مرضه ومصابه ثم الى ربه جل وعلا بصفاته. ففي سورة الانبياء قال وانت ارحم الراحمين. وآآ في سورة اه صاد لم يذكر اه اه الصفة الا الربوبية اذ نادى ربه يعني قال والنداء بالربوبية اه هو فيه من التوسل بخلق الله وتدبيره وتصريفه وملكه يشمله معنى الربوبية من المعاني او ما يتضمنه اسم الربوبية ووصف الربوبية من معاني ما يوجب كشف الضر. فالادب في سؤال انه آآ توسل الى الله بصفاته توسل الله تعالى باسمائه آآ كانت الشكاية من من من اه من كيد الشيطان ومن الظرر البدني الذي اصابه فجاءه الفرج من رب العالمين حيث اه قال جل في علاه فاستجبنا له اي اجبنا دعاءه فكشفنا ما به من ضر. اي ازال الله جل وعلا رفع ما به من ظلم وقد جاء تفصيل هذا الكشف في سورة صاد حيث قال الله تعالى مرشدا لايوب في طلب في في طريق الخلاص والاستشفاء والدواء من هذا المرض اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب وخذ بيدك بعد ذلك قل ووهبنا له اهله. اذا هو سلمه من مرض من عليه بمنة زائدة وهي ان بارك له في اهله وردهم اليه قال تعالى واتيناه اهله لهم معهم اي اتيناه اهله الذين كانوا معه وزيادة على هذا ان ضاعفهم جل في علاه رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. وهنا اشارة الى ان هذا القصص ليس سردا لاخبار لا يستفاد منها انما هو تذكير. واذا قال وذكرى تذكيرا للعابدين اي لاصحاب العبادة الذين يصابون بالمصائب سواء كانت نفسية او بدنية او كانت بانواع مالية او اي نوع من انواع الاصابة ان الله تعالى قادر على كشفها. اذا صدق العبد في اللجأ اليه جل في علاه وسؤاله ما آآ آآ يصدق به في عوده الى ربه ستنكشف عنه تلك البلايا ويزول عنه ما كونوا من ضر في نفسه او ماله. آآ جميل. فيهم موقف آآ ان اتسع الوقت. فيما يتعلق بقوله تعالى وخذ بيدك كظغطا فاضرب به ولا هذا الموقف آآ زوجة آآ ايوب عليه السلام صبرت معه وآآ رعته صلوات الله وسلامه عليه. وحصل منها ما يمكن ان يكون سببا التكدير لايوب. فنذر ان يعاقبها ولما سلمه الله تعالى اشكل عليه كيف يتخلص من ذلك النذر الذي في عقوبة زوجته وهو ان يضربها بعدد من الاصوات ذكره آآ ذكر الله تعالى المخرج من حيث قال جل وعلا وخذ بيدك فاضرب به الضغط هو آآ القنا الذي فيه آآ شماريخ آآ آآ النخل الذي يكون فيه التمر نظيدا نسميه عذق النخل عذق النخل؟ نعم وما فيه من تفاريع فخذ بيدك ضعفا فاضرب به ولا تحنث اي ولا تقع في الحنث بترك ما حلفت عليه او نذرت عليه فاضرب به ولا تحنث ثم ذكر الله تعالى من صفاته انا وجدناه صابرا نعم العبد وهذه تزكية من الله تعالى له انه اواب. اي كثير الاوبة والرجوع الى الله جل في علاه. لكن ما سبب غضبه على مثل ما ذكرت انه قد يكون هذا لنوع من التقصير وقع منها في حقه فحلف وهذا يدل على ان الامم السابقة لم يكن عندهم تحلت القسم لم يكن عندهم اه اه كفارة اليمين التي يخرج بها الانسان مما اه يمكن ان يكون من الايمان التي تصدر عنه. يعني اذا حلف لا بد ان يفيد. وحلف ماذا؟ آآ بالله طبعا آآ على ان يضربها على ان يضربها عددا من الاصوات. فقال له جل وعلا فخذ بيدك ضغطا خذ بيدك ضغطا فاضرب به وخذ بيدك فاضرب به ولا تحنث. لكن الامة هذه يسر الله تعالى في امرها بان جعل لها من كفارة اليمين ما تخرج به من هذه الايمان فتسلم من آآ عاقبة آآ الحذف والمخالفة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا احلف على يميني ثم ارى غيرها خيرا منها الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو خير. جميل. شيخ انا لو اتينا الى الان ونحن نقرأ ونتأمل في آآ الكلام الذي ذكرتموه من ادريس عليه السلام عندما وصف بالصبر وذو الكفل وايوب اسماعيل اه وقصة ايوب بالتفصيل التي قرأناها كثيرا وهي في مضمونها وفي الصميم تتعلق بالصبر. ما هي الكلمة التي توجهونها ونختم بها حديثنا فيما يتعلق بالصبر على اقدار الله كافة. ينبغي مهما بلغ بالانسان الضيق والشدة والعسر ان يحسن الظن بالله جل وعلا. فان الله تعالى ارحم عبدي من نفسه وهو ارحم به من كل رحم من الخلق. بعض الناس عندما تنزل به المصيبة وتحل به النكبة ويصيبه ويصيبه مما يكره من حوادث الزمان وغير ذلك من المكروهات يغيب عنه رحمة ارحم الراحمين لاحظ ان ايوب عليه السلام على عظيم ما نزل به من المرض حتى قيل انه اصبح لا يجالسه احد ولا يغشاه او احد من شدة ما اصابه من المرض قال اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. فتوسل اليه برحمته في شدة كربته وعظيم مصيبته منتهى ما الم به من الضيق لم يغيب عنه صفة الرحمة ان لم يغيب عنه صفة الرحمة التي يتصف بها الله جل وعلا. فينبغي للمؤمن اثناء هذه المصائب ان يستحضر هذه المعاني ان الله ارحم به من الخلق. وان هذا الذي اصابه لا ينافي الرحمة التي اتصف بها. بل تكون الرحمة في البلاء. وقد قال الاول فربما صحت الاجساد بالعلل. فكم من مصاب هو في خير لا يدركه الا بهذا المصاب. وكم من انسان في خير وعافية آآ يظن انها افضل له مما ينزل به من المصائب تكون آآ شرا له في حاله ومآله. لذلك جميل. ينبغي للمؤمن ان يمتلئ قلبه وثقة بالله عز وجل وان يلجأ اليه صادقا في كشف الضر مخلصا في طلب الخروج والخلص الى البلاء ويفوظ امره الى الله جل وعلا. فما اختاره الله للعبد خير مما يختاره الانسان لنفسه. كما قال جل وعلا وافوظ امري الى الله ان الله بصير بالعباد