واصحاب السنن انه يقال المؤمن فافرجوه من الجنة وحنطوه من الجنة وهذا تنعيم والتنعيم كلاهما قد دلت عليه النصوص. وقد خالف في اثبات عذاب القبر ونعيمه المعتزلة. وقالوا انه لا ثم ذكر المؤلف رحمه الله مسألة الايمان بعذاب القبر نعم. والايمان بعذاب القبر حق واجب وفرض لازم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب وابو ايوب وزيد ابن ثابت وانس ابن مالك وابو هريرة وابو وبكرة وابو رافع وعثمان ابن ابي العاص وعبد الله ابن عباس وجابر ابن عبد الله وعائشة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم واختها اسماء وغيرهم. وكذلك الايمان بمسألة منكر ونكير. هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله يتصل اصل من اصول الايمان وركن من اركانه وهو الايمان باليوم الاخر. قال رحمه الله والايمان بعذاب القبر حق واجب. وقد ان الامام باليوم الاخر هو الايمان بكل ما اخبر الله تعالى به مما يكون بعد الموت. كل ما اخبر الله تعالى به مما بعد الموت ومما يكون بعد الموت ما يجري في القبور وما يكون فيها من امور ومن ذلك عذاب القبر ونعيمه القبر ونعيمه. المؤلف رحمه الله قرر هذا وذكر ادلة اثبات هذا الاصل من اصول اصول الايمان باليوم الاخر. فقال والايمان بعذاب القبر. قول عذاب القبر هذا من اضافة الشيء الى محله والقبر اسم لمدفن الموتى. اسم لمدفن الموتى. المكان الذي يدفن فيه الميت. وقوله عذاب القبر لا يلزم منه الا يكون العذاب الا في القبر. فان العذاب يكون للموتى قبروا او لم يقبروا. قبروا او لم يقبروا وانما هذا مبني على غالب حال بني ادم. انهم اذا ماتوا قبروا كما قال الله تعالى قتل الانسان ما اكفره من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره فالغالب في حال بني ادم ان يقبروا اذا ماتوا وقد يتخلف هذا في بعض الناس كالذين يموتون غرقا او او يحرقون او ما اشبه ذلك او تأكلهم السباع والطيور او ما اشبه ذلك من الاحوال الخارجة عن الحال العامة لبني ادم فعذاب القبر ثابت للاموات قبروا او لم يقبروا للاموات العذاب والنائم ثابت للاموات قبروا او لم يقبروا. وقوله رحمه الله حق واجب. اي ثابت. وقوله حق الحق ضد الباطل وهو الامر مطابق للواقع الصدق وقوله هو فرض لازم اي فرض لازم في اعتقاده فلا يتم اعتقاد احد الا تتميم هذا العقد وهو ان في القبر عذابا ونعيما ان في القبر عذابا ونعيما والمؤلف رحمه الله ذكر العذاب دون النعيم وهذا اشارة الى ما يكون في القبر فاذا اثبت العذاب فهو سيثبت النعيم. لان المقبورين على نوعين يعذبون وينعمون على حسب ما معهم من عمل اما صالح واما فاسد وهذا الاصل دل عليه كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكذلك دل عليه اجماع اهل الاسلام لا خلاف بين اهل السنة في اثبات عذاب القبر ونعيمه. والمؤلف رحمه الله اقتصر على ذكر الادلة من السنة لظهوره والا فالادلة من الكتاب قائمة. فمن ذلك قول الله تعالى في قوم فرعون النار يعرضون عليها غدوا عشية ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فاخبر الله تعالى في هذه الاية عن حال ال فرعون بعد موتهم واخبر عن ذلك في مرحلتين النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وهذا في قبورهم ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فذكر عرظا وذكر دخولا فالعرظ وهو تعذيب يكون قبل غدوا وعشيا مدة بقائهم في قبورهم. وكذلك قول الله تعالى في قوم نوح مما خطيئاتهم فادخل نارا اغرقوا فادخلوا نارا وهذا بيان انهم دخلوا النار بعد غرقهم لان قال فتدل على التعقيب القريب. كذلك من الادلة على عذاب القبر وما يكون بعد الموت. قول الله تعالى واذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. فاخبر الله تعالى عن عقوبة عند التوفي وذوق لعذاب الحريق. فكل هذا مما استدل به اهل السنة من القرآن على ثبوت عذاب القبر واما الاحاديث في السنة فهي متواترة مستفيضة. ذكر المؤلف رحمه الله جملة من الاحاديث الواردة في ذلك فقال رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب وابو ايوب وزيد ابن ثابت وانس ابن مالك وابو هريرة وابو بكرة وابو رافع وعثمان ابن ابي العاص وعبد الله بن عباس وجابر بن عبدالله وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم واختها اسماء وغيرهم. واكتفى المؤلف رحمه الله بذكر رواة الاحاديث عن سياقه لكونها ظاهرة الدلالة في اثبات عذاب القبر. ومن الاحاديث الحاضرة في الذهن المتكررة على الاسماء حديث ابن عباس في قصة الرجلين الذين مر النبي صلى الله عليه وسلم على على قبورهم فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. وهذا من اقرب الادلة في الذهن لاثبات هذا العذاب. وكذلك حديث البراء بن عازب الطويل في الصحيحين مختصرا وفي السنن وعند احمد مطولا في خبره عن حال الناس اذا ماتوا وما يكون من احوال لارواحهم في تنعيم او تعذيب وعذاب القبر الذي يثبته اهل السنة والجماعة يكون على الروح وعلى الجسد. لكن الاصل في عذاب القبر انه على الروح وكذلك في في نعيمها انه على الروح وقد يصيب البدن من ذلك شيء لكن في الاصل ان العذاب والنعيم انما هو للارواح والابدان قد تتعلق بذلك ويظهر عليها شيء من نعيم او عذاب لكنه ليس لازما فالاصل في الحياة البرزخية ان ما يجري فيها يكون للارواح كما ان الاصل في الحياة الدنيا ان ما يجري فيها للابدان والارواح تبع فالحياة البرزخية عكس ذلك الارواح هي الاصل والابدان تبع واما في الاخرة فيكتمل الاقتران في التنعيم والتعذيب للروح والبدن. فهذه احوال اتصال الروح وبالبدن او التنعيم والتعذيب على الروح والبدن على هذا النحو. اما ما يتصل ظهور ذلك لكل احد فلا الزم ان يظهر هذا لكل احد انما هذا مما يظهر لبعض الناس في بعض الاحوال. واما ما يتعلق بالتنعيم نحن ذكرنا نصوص ايوا ما يتعلق بالتنعيم ادلته ايضا كثيرة من القرآن قول الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة وقول الله تعالى ان الابرار لفي نعيم هذا يشمل الدور الثلاثة كلها فهو دليل على تنعيهم في تنعيمهم في قبورهم واما السنة في ذلك مستفيضة ايضا وكثيرة منها حديث ابي هريرة وحديث انس بن مالك في عرض الجنة على اهل الجنة في قبورهم فانه تعرض عليهم مقاعدهم وعرض المقاعد عليهم تنعيم لهم. وكذلك في حديث البراء بن عازب الطويل في عند احمد يكون في القبر عذاب ولا نعيم. وبهذا كذبوا الاحاديث الواردة في ذلك. ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر المؤمنين يستعيذوا بالله من عذاب القبر كما في حديث ابي هريرة وكما كان يفعله في حديث عائشة في ختم الصلاة اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم احياها الممات فتفت المسيح الدجال. فهؤلاء يكذبون مثل هذه النصوص. وقد يقول قائل ان هذه عقائد اندرست وزالت وليست قائمة الجواب لا هذي عقائد موجودة. ويقررها بعض من لا نصيب له من العلم في برامجه ودروسه افتاءاته سواء عبر المكتوب او المسموع او المرئي. والعجيب ان كثيرا ممن يقرر هذا ليس له حظ من العلم في الوقت المعاصر ولا من الفقه ولا من النظر انما هو جاهل جهلا مركبا مثل هؤلاء ينبغي ان يبين للناس خطأهم وظلالهم في في العقد والعمل. لانه لانه يغتر بهم كثيرون. لا سيما في مسائل الاصول اما مسائل الفقه فالامر فيها سهل مهما كان الخطأ فالامر فيه سهل. الشأن كله في مسائل الاصول. لا سيما اذا كان هذا الاصل الذي لا خلاف فيه والمخالفة فيه من اوهى ما يكون. فينبغي ان يحذر مثل هذا وان يبين ان من كذب عذاب القبر فقد كذب امرا اجمعت عليه الصحابة ومن تبعهم من اهل السنة والجماعة. طيب قبل ان نترك هذه هل العذاب في القبر دائم؟ وهل النعيم دائم؟ ام انه قد يكون العذاب منقطع؟ العذاب في القبر نوعان عذاب دائم وهو لاهل الكفر والشرك وعذاب منقطع وهو ما يصيب اهل التوحيد بسبب الذنوب يخفف ويزاد على حسب ما يجري من احوال وشفاعات وادعية للمقبورين. دليل ان العذاب ليس على وجه واحد للمقبورين ما في الصحيحين من حديث ابن عباس في قصة الرجلين الذين مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبورهم فقال انهما ليعذبان وهم يعذبان في كبير ثم في اخره فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم الرطبة ووضع وغرسها في او وضعها في قبر كل واحد منهما. وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبس. الشاهد قول يخفف عنهما فدل هذا على ان العذاب ليس على وتيرة واحدة. يخفف وقد ينقطع وما يصيب اهل التوحيد من العذاب في قبورهم يخفف به عنهم في الاخرة يخفف به عنهم في الاخرة. فيكون هذا من الجزاء بالعمل الذي تكفر به السيئات. كما ان انه تكفر على الانسان سيئاته بما يصيبه في الدنيا من المصائب اذا احتسبها فكذلك ما يكون في القبر من عذاب يكون تخفيفا لذنوبه وكذلك الاهوال التي تكون يوم القيامة والعرض هو من مما يجري به التخفيف. ثم ذكر المؤلف رحمه الله مسألة منكر ونكير فقال وكذلك الايمان بمسألة منكر ونكير. مقصود بمسألة اي بمسائلة الملكين. وقد يقال من مسألة يعني شأن بما جاء في في شأن منكر ونكير. والذي يظهر ان مراده بمسألة اي بسؤال الملكين للمقبور. وسؤال ملكين لاهل القبور مما استفاض في السنة في احاديث كثيرة اخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائلة الملكين وهي الفتنة المشار اليها في الاستعاذة في حديث ابي هريرة وحديث ابن عباس وحديث عائشة وغيرهم التي كان النبي الم يكثر من الاستعاذة بالله منها وهي اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات. هذه فتنة هذه من فتنة التي استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم ربه منها وندب المؤمنين ان يستعيذوا بالله تعالى منها. وهذه الفتنة عامة للمكلفين على الصحيح من قولي اهل العلم الا من ورد استثناؤهم لكنها عامة للمسلم والكافر خلافا لمن قال انها للمسلم منافق دون الكافر فالكافر لا يسأل كما ذكر ذلك ابن عبد البر رحمه الله فان ذلك خلاف ما عليه الادلة من انها عامة لكل مقبور وقد ذكر ذلك انس ابن مالك في الصحيحين من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا وضع ابن ادم في قبره اتاه ملكان فيجلسانه في بعض الروايات فيقعدانه فيقولون من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهذه هي الفتنة التي ذكرها الله تعالى بقوله كما في حديث ابي هريرة يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. فقوله في الاخرة هو التثبيت ما يكون عند مساعدة الملكين. ولذلك يستدل بعض اهل العلم بهذه الاية على فتنة القبر. وهذه المسائلة تجري لكل احد من المقبورين. الا من استثناهم النصوص كالانبياء ومن لا عقل له هذا وقع فيه الخلاف. ومن لم بلوغ الحلم هؤلاء ورد فيهم خلاف وكذلك الشهداء هؤلاء الاصناف الاربعة ممن استثنوا على خلاف في بعظ الانبياء شهداء ومن لا عقل له والصغار. وفي هذا الاستثناء خلاف في كل الاربعة لكن يقوى الخلاف ويضعف فالانبياء مسؤول عنهم وليسوا مسؤولين. والشهداء جاءت النصوص بتأمينهم من الفتنة لعظيم ما لقوه من فتنة القتال في سبيل الله. والمجانين لانهم يمتحنون يوم القيامة. فلا عقل لهم يمتحنون به في قبورهم والصغار لانهم لم يكلفوا ونقل عن ابي هريرة انه كان اذا صلى على المنفوس يعني الذي مات في نفاسه انه يقول في دعائه كما في موطأ الامام مالك مرسلا اللهم قه عذاب الجحيم. فدل هذا على انهم ان الفتنة فتنة القبر وما يجري في القبر يشملهم وعلى كل حال هذه المسائل الامر فيها يسير. انما الكلام في ثبوت هذه الفتنة وثبوت هذا السؤال قد دلت الادلة من الكتاب والسنة على ثبوت هذه المسائلة. اما السنة فدلالتها صريحة واما الكتاب فدلالته كما ذكرنا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك من الفتنة التي تكون في القبور فدلالته على دلالته بالعموم لا بالنص. ومما علق بهذه المسألة مسألة منكر ونكير هل الاسمان هل هذان الاسمان صحيح ان او ثابتان؟ ورد بهما الخبر عند الترمذي وكذلك في صحيح ابن حبان من حديث ابي هريرة اذا قبر الميت او الانسان اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما منكر والاخر نكير. وهذا الحديث في اسناده مقال. ولذلك ذهب طائفة من اهل العلم الى انهما ملكان لكن لا يثبت هذين الاسمين لهما خلاف في ثبوت الاسم لا في ثبوت الملكين. فالملكان ثابتان من احاديث في الصحيحين وغيرها. من حديث انس فاذا وضع الرجل في قبره او الميت في قبره اتاه ملكان ولم يذكر الاسم. فالخلاف في في ثبوت هذين الاسمين لا في ثبوت مجيء الملكين او عددهما قوله في الحديث منكر ونكير منكر قيل انه ليس اسما انما هو وصف ليس على انه اسم لهما انما وصف وذلك ان حالهما بالنسبة لمن يأتيانه يأتيانه وهو ينكرهما يعني لا يعرفهما غير معروفين له و وما يتعلق بهذه المسألة يعني هذا ابرز ما يتعلق بهذه المسألة هذا وفيه الكفاية ان شاء الله تعالى. طيب ما يتعلق بهذه المسألة ما ذكرنا من التنعيم والتعذيب انه يكون للانسان سواء قبر او لم يقبر لكل ميت سواء قبر او لم يقبر. كذلك الفتنة تكون لكل مقبور ولكل كل ميت قبر او لم يقبر لكل ميت قبر او لم يقبر. فالذين تأكلهم السباع يأتيهم الملكان. الذين يغرقون يأتيهم الملكان فكل ميت يأتيه الملكان ولكن ذكر مجيئهم له في القبر وسؤالهم وما اشبه ذلك هذا بناء على الغالب فالذي علم الله انه لا يقبر تأتيه الملائكة ويأتيه الملكان ويسألانه ما تقدم من الاسئلة من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك نعم بعد ذلك قالوا الايمان بان الجنة والنار والايمان بان الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا. خلقتا للبقاء لا الفناء وقد صاح في ذلك احاديث عدة. والايمان بان الجنة والنار مخلوقتان. هذا مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر. من اصول الايمان باليوم دخل الايمان بالجنة والنار وهما دار الجزاء. والجنة اسم لدار النعيم الكامل. التي اعدها الله تعالى لعباده الصالحين هذا تعريف الجنة اسم لدار النعيم الكامل التي اعدها الله تعالى لعباده الصالحين. واما النار فهي لدار العذاب التي اعدها الله تعالى للكفار والعصاة. والمؤلف رحمه الله ترى في هذا المقطع الايمان بانهما مخلوقتان لا الايمان بانهما يكونان. فان الايمان بالجنة والنار مما لا خلاف فيه بين اهل الرسالات فالجنة والنار مما جاء الخبر بهما في كل الرسالات فاخبر بهم كل رسول وامنت بهما كل امة انما الخلاف في الذي يشير اليه المؤلف رحمه الله هل هما مخلوقتان الان او لا؟ هذي والمسألة الثانية هل هما مؤبدتان ام لا؟ المسألة الاولى بين المؤلف رحمه الله عقد اهل السنة والجماعة في النار وانهما مخلوقتان والمقصود بمخلوقتان اي الان قد فرغ من خلقهما فالله تعالى قد خلق الجنة وخلق النار