الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم اما بعد يقول المؤلف رحمه الله فصل والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم. نسأل الله من فضله. هذا الفصل الذي ذكره المؤلف رحمه الله آآ قرر فيه عقد اهل السنة والجماعة فيما يتصل بالرؤيا. والرؤيا تذكر في نصوص او تذكر في كتب الاعتقاد وفيما يتصل بالصفات لان من صفاته جل وعلا انه يرى فهو دخل في ما يتصل بصفات الله تعالى من هذا الباب انه يرى جل وعلا المؤلف رحمه الله قرر في هذا المقطع ما يتصل بالرؤية ابتدأها ابتدأ ذلك بقوله والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم. وهذا ما دل عليه كتاب الله تعالى كما استدل المؤلف والله لذلك بالادلة من الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة فان اهل السنة والجماعة متفقون. على ان الله تعالى يراه المؤمنون يوم القيامة رؤية الله تعالى يوم القيامة التي تكون في الجنة هي اعظم ما يمن الله تعالى به على اوليائه. فان رؤيته جل في علاه نعيم عظيم. وفضل كبير يمن به على عباده واولياءه. لهذا تاقت نفوسهم لذلك فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واسألك الشوق الى لقائك ايش؟ من غير براء ولذة النظر الى وجهك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة وهذا جاء في الدعاء المحفوظ عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث عمار في المسند وغيره. فلذة النظر الى وجه الله تعالى مما يسأل اهل الايمان ربهم ان يمن بها عليهم. فلهذا الرؤيا ثابتة وهي نعيم عظيم ينعم الله تعالى به على اهل الجنة والادلة في ذلك متوافرة متظافرة مستفيظة لا عذر لمن انكر ذلك او حرفه وقد خالف في الرؤيا جماعات من اهل القبلة فظل في ذلك المعتزلة ومثلهم اه الرافضة فانهم ينكرون رؤية الله تعالى والخوارج كل هؤلاء ينكرون رؤية الله تعالى. ووافق اهل السنة والجماعة في اثبات الرؤية الاشاعرة وهم اقرب الطوائف الى اهل السنة والجماعة المتبعين للسلف. و خلافهم في صفة الرؤية لا في اثباتها فهم يقولون المؤمنون يرون ربهم في الاخرة لكنهم قالوا يرونه من غير معاينة ولا مواجهة. يرونه من غير معاينة ولا مواجهة وهذا القول آآ بعض اهل العلم قال انه من من عجائب الاقوال لانه لا يمكن ان يرى الشيء الا برؤية ومواجهة. وقال بعض محقق الاشاعرة ان هذا القول في حقيقته يوافق قول المعتزلة في نفي الرؤيا لكن الذي عليه جمهور الاشاعرة ان الرؤية ثابتة لله تعالى وليست منفية كقول المعتزلة واشباههم لكنهم يقولون انها رؤية من غير معاينة ولا مواجهة. يقول رحمه الله والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة. بابصارهم القول في الاخرة يشمل الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة اي في الموقف ويشمل الرؤية التي تكون في الجنة. فان النصوص دلت على ان المؤمنين يرون الله تعالى قبل دخول الجنة وذلك في الموقف عندما يتبع كل طائفة ما تعبد فيبقى المؤمنون فيأتي الله تعالى فيكشف عن ساق جل وعلا وهي العلامة بينه وبين عباده المؤمنين فيسجدون له ويرونه. ولذلك قال فيأتيهم بالصورة التي يعرفونها. في حديث سعيد وهذا يدل على انهم يرونه لكن هذه الرؤيا رؤية تعريف وليست كالرؤية التي تكون في الجنة التي هي غاية المنى واعظم نعيم اهل الجنة. ففرق قم بين الامرين فتلك رؤية تعريف وما يكون في الجنة رؤية تنعيم ولهذا اذا دخل اهل الجنة الجنة كما في الصحيح من حديث صهيب ناداهم الله عز وجل وفي بعض الروايات ناداهم مناد ان لكم موعدا عند الله عز وجل يريد ان ينجزكموه. فيقولون الم يبيض وجوهنا؟ الم يثقل موازيننا؟ الم يدخلنا الجنة؟ ويعذنا ويعذنا من النار؟ فيقولون البلاء في كشف عن الحجاب او في كشف عن الحجاب فيرونه ينظرون الى الله عز وجل فلا يكون شيء عندهم اعظم من النظر اليه جل في علاه. وهو في والشاهد في هذا الحديث انهم لم يقولوا الم نراه قبل ذلك فلم يذكروا من جملة ما فازوا به نظرهم لله تعالى في مقام الفصل بين الناس في عرصات يوم القيامة. اذا الرؤية التي تكون في ارض المحشر هي رؤية تعريف واما الرؤية التي تكون في القيامة التي تكون في الجنة فهي رؤية التنعيم الذي قال عنه رب العالمين وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. فقوله رحمه الله في الاخرة يشمل كل المواطن التي دلت النصوص على ان المؤمنين يرون فيها الله جل وعلا. ومن الفروق بين الرؤيا التي تكون في والرؤية التي تكون في يوم القيامة او التي تكون في الجنة ان الرؤيا التي تكون في الجنة خالصة لاهلها لا يشاركهم فيها غيرهم واما الرؤية التي تكون في العرصات فاختلف العلماء رحمهم الله هل هي خاصة بالمؤمنين؟ ام يدخل في ذلك المنافقون قل ام يشارك المؤمنين والمنافقين الكفار؟ فهذه مسألة وقع فيها خلاف بين لاهل العلم وهي من مسائل الخلاف في من مسائل الاصول وهي من مسائل الاصول التي وقع فيها خلاف بين اهل السنة التي في الجنة هي خالصة لاولياءه وعباده. وهذا من الفروق بين الرؤيا في العرصات والرؤيا في الجنة. قال رحمه الله يرونه بابصارهم الب هنا لبيان الالة التي تدرك هذه الفظيلة وهي رؤية الله تعالى هي الابصار والابصار جمع بصر وهي العين. فيرونه باعينهم. وقد اضاف الله تعالى نظارة الى الوجوه لانها محل النظر وجوه يومئذ ناضرة ناضرة الى ربها ناظرة ناظرة يعني منعمة نظرة جميلة بهية عليها من الجلال والجمال ما اكسبها وسبب ذلك هو نظرها الى الرب جل وعلا الى ربها ناظرة كما قال تعالى وجوه يومئذ وجوه يومئذ مستبشرة وجوه يومئذ ضاحي وجوه يومئذ مستبشرة وجوه يومئذ اسرة ضاحكة مستبشرة. فهي وجوه مسفرة اسفرت بالنظر الى الله تعالى وما شهدته من النعيم. يقول المؤلف رحمه الله يرونه بابصارهم. يرون ربهم في الاخرة بابصارهم. خرج بقوله بابصارهم قول من يقول انهم يرون ثوابه. فالرؤية هنا اضيفت الى الله تعالى كما تقول المعتزلة. فيقول الرؤيا هنا ليست رؤية الرب جل وعلا بل رؤية الثواب. رد عليهم بقول يرون ربهم المرء هو الرب جل وعلا وليس الثواب ولا العطاء ولا الاجر. وقوله بابصارهم رد به ايضا على المعتزلة الذين يقولون الرؤيا هنا كشف وليست رؤية بصر انما رؤية قلب فهي كشف يكشفه الله تعالى لعباده فيتنعمون به وليست الرؤية التي تكون بالابصار وهذا ايضا من تحريف الكلم عن مواضعه ولهذا قال بابصارهم قال ويزورونه يكلمهم ويكلمونه ويزورونه اثبت ان المؤمنين يزورون الله جل وعلا. وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله جاءت به احاديث كثيرة رواها الدارقطني والبيهقي وجماعات من اهل العلم عن جماعة من الصحابة عن ابن مسعود وعن انس ابن ابي هريرة وابن عباس وقد علق شيخ الاسلام رحمه الله على هذه الاحاديث المتفرقة في اثبات الزيارة قال وهذه الاحاديث عامتها اذا جرد اسناد الواحد منها لم يخلو من مقال ضعيف او شديد يعني في اسانيدها ضعف اما ضعف شديد واما ضعف قريب يقول لكن تعددها لكن تعددها وكثرة طرقها يغلب على الظن ثبوتها ثبوتها. فقد روي عن جماعات من الصحابة اثبات الزيارة ونقل ذلك عن جماعة من التابعين ومثل هذا يقول الشيخ رحمه الله ومثل هذا لا يقال بالرأي انما يقال بالتوقيف فالزيارة لم تثبت بحديث صحيح. لكن جاءت في احاديث عديدة اسانيدها منها فهو منها ما ظعفه قريب ومنها ما ظعفه شديد. وجاء منقولا عن جماعات من الصحابة اظافة الى النقل عن الذين تلقوا عن الصحابة ومثل هذا لا يقال بالرأي. فدل ذلك على انه توقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم فالزيارة ثابتة في الجملة بمجموع هذه الاخبار. قال ويكلمهم ويكلمونه كما جاء ذلك في حديث عديب حاتم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان. اي ليس بينه وبينه مفسر. يفسر الكلام ويبينه بل يكلمهم جل وعلا من غير واسطة. وقوله يكلمهم الضمير يعود الى المؤمنين وهذا ثابت في الكتاب والسنة في مواضع عديدة ومن ابرز ما ما هنالك ما ذكرناه من الحديث الذي في الصحيحين ما منكم الا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان استدل المؤلف رحمه الله للرؤية بقوله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وبينا معنى ناظرة اي انها بهية وجميلة وهذه النظارة لوجوه المؤمنين يوم القيامة سببها رؤية الله جل وعلا وما شهدوه من النعيم المقيم ولذلك قال وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ويقابل هذه الوجوه وجوه اهل الكفر كما قال تعالى وجوه يومئذ باسرة. تظن ان يفعل بها فاقرة وكذلك قال في مقابل الوجوه المسفرة وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة. فهذه حال الناس يوم القيامة. السفر التي في وجوه المؤمنين تبين سببها وقد قال الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة جاء تفسيرها في الصحيح من حديث صهيب الذي ذكرناه وفيه رؤية الله تعالى رؤية المؤمنين لربهم جل في علاه. ثم قال وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. هذا ثاني دليل ذكره المؤلف رحمه الله في الاستدلال لرؤية المؤمنين ربهم جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. اي ممنوعون من رؤيته جل في علاه. قال المؤلف في وجه الاستدلال او في بيان وجه الاستدلال من الاية قال فلما حجب اولئك في حال السخط حجب اولئك اي من قال عنهم كلا انهم وهم الذين كذبوا بيوم الدين. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون لما حجب اولئك في حال السخط قال دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا. وهذا من دلالة المخالفة. فمنطوق الاية على حجم الكفار ومفهومها انهم يرون الله جل وعلا ان اضدادهم وهم المؤمنون الذين امنوا بالله واليوم الاخر والابرار والمتقون يرون الله ان الابرار والمتقين يرون الله جل وعلاء قال فلما حجب اولئك في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا والا لم يكن بينهم فرق. يعني اذا كان محسوبون ولن يروا الله تعالى فما معنى تخصيص هؤلاء بالذكر؟ لا معنى له فدل ذلك على ان خير هؤلاء ممن لم يعملوا عملهم فائزون بالنظر الى الله جل وعلا. وهذا هو الدليل الثالث الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله اثبات رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا يوم القيامة. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر. لا تضامون في رؤيته وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث جرير ابن عبد الله وهو من اصح الاحاديث وقد قبلته الامة بالقبول وفيه اثبات رؤية المؤمنين لله جل وعلا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون خطاب للمؤمنين من الصحابة ومن بعدهم كما ترون هذا القمر ويشير الى القمر اما اشارة حضور واما اشارة عهد ذهني. لا في رؤيته اي كما لا يحصل لكم ظيم في رؤيته. فلا يلحقهم ظيم في رؤيته ولا ينالهم ظيق في ذلك بل يرونه وهم في سعة وهذا احد المعنيين في قوله لا لا لا تضامون في رؤيته. وفي بعض وهذا يدل على انه انها رؤية جلية ظاهرة واضحة ليس فيها تضايق ولا خفاء. وفي بعض الروايات لا تضامون. اي لا ينضم بعضكم الى بعض عند رؤيته وهذا يدل على الوضوح والجلى والبيان. لانه لا يتظامن الناس لرؤية شيء الا عند خفائه. فلما تريد اذ ان تري شخصا شيئا دقيقا بعيدا فانت تقترب منه وتنضم اليه لتعين له ما تريد رؤيته اليس كذلك؟ حتى في الشيء القريب لما اريد ان اريك شيئا حرفا لا تقرأه او كلاما غير واضح فانني اقترب منك تعيين هذا المرئي لعدم وضوحه وجلائه. اذا قول لا تضامون اي لا يلحقكم ظيم في رؤيته. هذا معنى اول والمعنى الثاني لا ينضم بعضكم الى بعض عند رؤيته. جل في علاه لجلائه ووضوحه للناظرين اليه سبحانه وبحمده. وهذا ما افاده قوله صلى الله عليه وسلم لا تضامون او لا او الاولاد ضامون في رؤيته لا تضامون او لا تضامون في رؤيته. تضامون من الظيم وتظام من الضم وهو الاجتماع والتقارب. يقول وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء اي ما تضمنه هذا الحديث هو تشبيه للرؤية بالرؤية. يعني لقائل ان يقول كيف يقول النبي انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر هل الان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم الله بالقمر؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. كيف وهو الذي اوحي اليه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم له سميا؟ انما المشابهة هنا ليست في المرء انما التشبيه هنا للرؤية وهذا لتحقيقها والا فالشأن اجل واكبر واعظم لا يحيط به وصف فرؤية الله تعالى لا يعادلها شيء لكن المشابهة هنا في وضوح الرؤيا وجلاءها وتحققها ولهذا قال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون هنا في رؤيته قال المؤلف وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء فان الله تعالى لا شبيه له ولا لا نظير اي ليس له مثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا نظير اي وليس له آآ ند كما قال تعالى هل تعلم له سميا؟ وكما قال تعالى لم يكن له كفوا احد. هذا ما يتصل بما قرره المؤلف رحمه فلما تصل بالرؤيا في هذا المقطع. هناك مسائل ايضا يمكن الاستفادة من كلام المؤلف في الدلالة عليه منها قول والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة. هذا يشير الى انهم لا يرونه في الدنيا. هذا يشير الى انه اي لانهم لا يرونه في الدنيا هذا مما يستفاد من كلام المؤلف وان لم يأتي به صريحا. فقوله والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم اي انه لا ترى في الدنيا لانه لم لم يثبت ذلك في الدنيا انما اظافه الى الاخرة. قد اختلف العلماء رحمهم الله في مسألتين مما يتصل بالرؤيا في الدنيا الامر الاول في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى هل رآه في الدنيا ام لم يره؟ والخلاف هنا ليس في رؤية الفؤاد والقلب. ليس في رؤية عين انما الخلاف في رؤية عين البصر. هذي مسألة. والمسألة الثانية هل يرى الله جل وعلا في المنام؟ واما ما عدا هذا فانهم مجمعون على انه لا يرى في الدنيا. ما عدا هاتين المسألتين لا خلاف بين اهل السنة والجماعة اي انه جل وعلا لا يرى في الدنيا. المسألة الاولى رؤية الله تعالى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه. هذه وقع خلاف بين اهل السنة والجماعة في اثباتها فانكر جمهور اهل السنة والجماعة ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه بعينه التي في رأسه. يقظة واما رؤياه صلى الله عليه وسلم بفؤاده او رؤياه في المنام فقد دلت على ذلك ادلة. وما جاء عن ابن عباس وجماعة من الصحابة كابي ذر من انه رأى من ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى فليس بصريح انه انهم ارادوا الرؤيا التي هي محل فهي رؤياه بعينه التي في رأسه. بل اما ان تكون قد جاءت مطلقة اي من غير تقييد لا بقلب ولا بفؤاد ولا بعين وهذه ليست بصريحة في اثبات الرؤية بالعين. والثاني من النصوص التي جاءت عن السلف منها ما جاء انه رآه بفؤاده وهذا مقيد يعني اما ان يكون قد جاء اما ان يكون الوارد مطلقا وهذا يحمل على المقيد فقد جاء عنهم انه رآه بفؤاده. وقد انكر ابن مسعود رضي الله عالم على من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه لابي ذر لما سأله هل رأيت الله؟ هل رأيت ربك؟ قال نور ان اراه اي كيف اراه؟ وثم ذكر ان حجابه النور. لو كشفه احرقت سبحات وجهه اي جلاله وبهاؤه وجماله جل في علاه لاحرقت سبحات وجهه من اليه بصره. ولهذا الراجح في هذه المسألة انه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه في اليقظة بعينه التي بعينيه التي في رأسه صلى الله عليه وسلم. واما رؤية الفؤاد ورؤية المنام فهذه قد جاء فيها آآ ادلة ونصوص تثبت ذلك. المسألة هل يرى المؤمنون ربهم في المنام؟ الجواب على هذا للعلماء قولان. منهم من قال انه يرى في المنام وهؤلاء قالوا ليس هناك ما يمنع وممن نقل عن هذا عنه هذا القول الامام احمد رحمه الله ونقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال النائم يمكن ان يرى الله عز وجل وما يراه في منامه انما هو على قدر ايمانه. يعني ما يراه من صفات الله تعالى في منامه انما هو على قدر ايمانه. فكلما كمل ايمان العمد كملت رؤيته وكانت رؤيته اتم. واستدلوا لذلك بان النبي صلى الله وسلم رأى ربه في المنام فقال رأيت ربي في احسن صورة وقالوا اذا كان النبي قد رآه فغيره يراه ليس هناك ما يمنع. والذي والقول الثاني انه لا يجزم احد بانه رأى الله تعالى في المنام. وانه لا يرى في المنام. واستدلوا ولذلك بما في الصحيح من حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قص خبر الدجال وقال مكتوب بين عينيه كافر يراها كل مؤمن او يراها من لم يصدق به. قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن ان يرى ربه حتى يموت. واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. والحديث في الصحيح الامام مسلم. وهذا يدل على امتناع رؤية الله تعالى قبل الموت. وقوله لن يرى احد منكم ربه حتى يموت؟ المقصود بالموت هنا الموت الذي تحصل به مفارقة الروح بالكلية لانه هو المتبادر عند الاطلاق. فحمله على انه على على انه يشمل الموتة الصغرى وهو المنام هذا بعيد. لانه لو كان كذلك لقال واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه يقظة. وانما اراد النبي صلى الله عليه وسلم نفي رؤية الله تعالى وتكذيب دعوة دجال بانه رب العالمين فقال واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. فدل هذا على انه على ان ما يراه الانسان في منامه ليس هو الله جل وعلا. ثمان الله تعالى قد قال ليس كمثله شيء وهو وهو السميع البصير. فلا يجزم احد ان من رآه هو الله جل وعلا وقد يلبس الشيطان على الانسان فيأتيه بصورة يظنها انها الله كما جرى لبعض العباد الناسكين من العلماء الزاهدين عبدالقادر الجيلاني لما رأى نورا في السماء قد سطع فقال له وهو في اليقظة قال يا عبد القادر انا ربك وقد وضعت عنك الصلاة فتعوذ بالله من الشيطان فتمزق ذلك الضوء. فكان شيطانا اراد ان يلبس عليه رحمه والله لكن لعلمه بالله تعالى وان الشريعة قد كملت ولا وجه الى ولا سبيل لاسقاط التكليف علم انه شيطان. فاستعاذ بالله منه فتمزق. فاذا كان هذا يحصل في اليقظة فكيف لا يكون هذا في المنام ولهذا لا يجزم احد بانه رأى الله جل وعلا. والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا ان لاحد منكم لن يرى ربه حتى يموت. هذا ما يتصل بهذه المسألة. اما المسألة التي بعدها فهي مسألة القدر. سم. رجح انه لا يرى الثانية التي ذكرها المؤلف رحمه الله قال فصل ومن صفات الله تعالى انه فعال لما يريد. هذا ما هل هذا الفصل ذكره رحمه الله لذكر مسألة القدر طيب نجعله في الدرس القادم لانه طويل نجعله ان شاء الله تعالى في الدرس القادم ننتهي منه طال الوقت او قصر عاد يعينكم الله ان شاء الله