فهو دائر على معنى الامن ايضا من معاني المؤمن التصديق كما هو في المعنى اللغوي الذي اشرت اليه قبل قبل قليل وذلك ان الله تعالى يصدق عباده في ايمانهم اذا صدقوا معه واقبلوا عليه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي هو وخليله وخيرته من خلقه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا عليم اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات مرحبا بكم في برنامجكم فادعوه بها. هذا البرنامج الذي نتناوله في حلقاته اسماء الكريم اسماء العظيم اسماء الله جل في علاه الذي قال في محكم كتابه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فنحن نحاول ان نتعرف على الله لنحقق ما امرنا به امرنا بدعائه دعاء عباده ومسألة دعاء ذل وخضوع ومحبة وانقياد فنحاول ان نتعرف على الله في هذه الحلقة نتعرف على الله من خلال اسمين من اسمائه ذكرهم الله في محكم كتابه المؤمن والمهيمن هذان الاسمان ذكرهما الله في الاسماء التي ذكرها في اخر سورة الحشر التي قال الله تعالى في اخرها هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر بجملة من اسماء الله ختم بها تلك السورة المؤمن المهيمن ايضا جاء ذكرهما في السنة في الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عد اسماء الله عز وجل في حديث ابي هريرة الشهير ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة في رواية الترمذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة. هذه الرواية ذكرت جملة من الاحاديث جملة من الاسماء من اهل العلم ان فاثبتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وذهب عامة العلماء الى انها مدرجة من بعض الرواة اجتهد في جمع الاسماء والحقها هذا الحديث وهذا هو الصحيح انها لم تثبت مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم هذا العد وهذا السرد لم يثبت مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من المدرك لكن من حيث ثبوت هذين الاسمين لله الكريم العظيم جل في علاه هما ثابتان بنص القرآن هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحانه آآ هذان الاسمان نحتاج الى ان نقف مع معنى كل اسم منهما وهما اسمان مقترنان في الذكر في هذه الاية اما اسم الله تعالى المهيمن فانه يدور على معنيين من حيث اللغة على معنى الامانة وعلى معنى التصديق معنى الامانة التي هي ضد الخيانة والتصديق الذي هو ضد التكذيب هذا من حيث معنى هذا الاسم الكريم لغة كذلك معناه آآ في كذلك معنى المهيمن في اللغة يدور على معاني مقاربة للمهيمن للمؤمن وهي اسم الشاهد والرقيب والحفيظ والقائد بالامر والقائم على الخلق كل هذه المعاني مما يفسر بها اسم الله تعالى المهيمن الشاهد الامين المؤتمن المؤمن الرقيب القائم على خلقه. ومن هنا نعرف ان هذين الاسمين بينهما تقارب وهو انهما يشتركان في المعنى اللغوي كذلك يشتري مكان في المعنى الذي اطلقه الله تعالى على نفسه فالمهيمن اوسع دلالة من المؤمن ما معنى اسم الله تعالى المهيمن في كتابه؟ ما الذي قاله العلماء في اسم المؤمن في كتابه جل وعلا قالوا جملة من الكلام فسره بعضهم فقال المؤمن هو الذي يؤمن عباده من بأسه وعذابه هذا من معاني اسم الله تعالى المؤمن انه يؤمن فهو من الامانة التي تقتضي الطمأنينة تقتضي عدم الخوف ان المؤمن من معانيه ان يؤمن عباده ايضا من ظلمه فانه لا يظلم الناس شيئا كما قال ان الله لا يظلم الناس شيئا وكما قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا كريما وما ربك بظلام للعبيد هذا جانب في معنى المؤمن فمعناه الذي يؤمن عباده من بأسه وعذابه اذا صدقوا معه واقبلوا عليه. الذي يأمن الخلق كلهم من ظلمه جل في فهو المصدق لعباده الصادقين ولذلك وصف جملة من عباده بانهم صديقون كما قال جل وعلا في محكم كتابه اولئك الذين انعم الله عليهم من والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ان الله تعالى يصدق عباده فيثيبهم على ايمانهم وهذا من تصديقه لهم لقد رضي الله عن المؤمنين لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. فالله تعالى يؤمن عباده بمعنى انه يصدقهم فهو المؤمن المصدق لهم. كما انه الذي يصدقهم جل وعلا ما وعدهم فهو المؤمن المصدق لوعده الذي لا يخلف الميعاد كما قال تعالى جل في علاه ان الله لا يخلف الميعاد وصدق الموعد لا اشكال فيه. فالله جل في علاه يصدق عباده وما وعدهم فيدخل اولياءه الجنة بفظل ورحمته وعظيم احسانه كما انه يعاقب من عصاه اذا شاء ذلك فالله تعالى يصدق عباده واولياءه. هذان الاسمان العظيمان لهما دلالات هذا ما يتعلق باسم المؤمن دائر على امن والتصديق اما اسم المهيمن فقد ذكرت انه دائر على معاني في اللغة كذلك هي موجودة في المعنى الشرعي لذلك قال بعض اهل العلم في معنى المهيمن انه الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ المبالغ يعني الذي بلغ الغاية في المراقبة والحفظ ومنه وصف الطائر بانه هيمن على فراخه بانه فرد جناحيه على فراخه فوقاها وحفظها راقبها من ان يصون ان يصيبها شيء والله تعالى رقيب على عباده بانه محسن اعمالهم وانه مبلغهم ما قدر لهم. ان الله لا يخلف الميعاد فقد بلغ جل في علاه الغاية في الهيمنة على شؤون عباده الا يند منها شيء هذا معنى من معاني المهيمن من معاني المهيمن انه شاهد جل وعلا لما يجري في الكون وهذا اذا امتلأ قلب العبد به شعر بطمأنينة عظيمة فالله يطلع على كل ما في هذا الكون وايضا حمله على ان يخاف ويرهب ان يقع في مخالفة الله فالله شاهد كما قال تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. وكما قال جل في علاه في ايات عديدة ذكر فيها هذا المعنى وانه شاهد لما يكون من عباده يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون هذه الشهادة هي ثمرة شهادة الله عز وجل واحصائه لما يكون من عباده. ان كل نفس لم عليها حافظ ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. كل ذلك من شهادته وهيمنته جل وعلا على عباده. كما ان هذا الاسم يدل على المهيمن يدل على ان الله قائم على خلقه كما قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ فالله قائم على خلقه لا يفوت عنه شيء من شؤونهم ولا يذهب عنه جل وعلا شيء من امورهم بل هو الذي يسوق الاجال الاقدار الى اجالها. فكل شيء عنده بمقدار. وهذا من هيمنته جل في علاه على عباده ان المؤمن اذا امتلأ قلبه بهذا معنى للمؤمن وللمهيمن كان ذلك مثمرا تمام عقبة له جل في علاه العبد يراقب عمله حتى يصدقه الله وحتى يثيبه عليه وحتى يؤمنه مما يخاف وحتى يأمن عقابه. كل هذا من ثمار الايمان بانه المؤمن. كما انه اذا امن بانه المهيمن وقهو ذلك من اي خروج عن الطريق المستقيم. لانه ما من شيء الا الله تعالى ولا عليه رقيب وهو عليه شهيد وهو القائم به جل في علاه كل هذه المعاني تحمل المؤمن في حياته اليومية على ان يكون صادقا في عمله صادقا في معاملته صادقا في ايمانه مهما جرى من تعمية الامر على الناس وغشهم وخداعهم والظهور لهم بخلاف الواقع كل ذلك لا ينفع لان الله تعالى مطلع عليك عالم بك لا يخفى عليه شيء من شأنك بل كل شيء حتى ما يدور في خاطرك وما يدور في خلدك الله يعلمه كما قال تعالى لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. فاذا كانت المحاسبة في اول الامر جارية حتى على الافكار والهواجس فكيف بما ينطق به اللسان؟ وبما يظهر للعيان في حركة الجوارح والاركان لا شك ان انسان في ايمانه بان الله هو المؤمن المهيمن سيحجزه ذلك عن مخالفة الله عز وجل ومخالفة شرعه والخروج عن حدوده لانه يعلم ان الله عليه رقيب. وان الله عليه شهيد. وان الله عليه مهيمن لا يستطيع ان يفر من الله اليه يصير كل شيء. كل العباد غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم الى الله فقراء لا غنى بهم عنه وهم في قبضته جل في علاه لا يعجزونه شيئا فهو المؤمن المهيمن يحملون هذا على حسن الصلة به جل في علاه. لانه لا مخرج ولا مهرب منه. سبحانه وبحمده. والذي منه كل خير. يعني لما نقدم عليه نحن لا نقدم فقط يحملنا الخوف بل نخاف من عقابه ونرجو ما عنده من عطاء وحسن نوال والله لا يخيب من قصده. لذلك من المهم ان نستشعر المعاني اسماء الله ونترجمها معاملة في داخل قلوبنا وفيما يظهر للناس على جوارحنا واقوالنا وفي معاملتنا وفي بيعنا وشرائنا وقيامنا بحقوق الخلق من من الوالدين والاقارب والزوجات والاولاد لا بد ان تكون لهذه الاسماء والايمان بها اثر عند ذلك يفوز المؤمن بفظل الله وعطائه اللهم انا نسألك صدق الايمان بك وان تجعلنا من حزبك واوليائك والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب