فهو اي القرآن الحكيم وفي بعض النسخ الكريم وفي بعضها القديم اما الحكيم والكريم فقد جاء بهما القرآن الكريم. قال الله تعالى وانه لقرآن كريم وقد اختلف اهل العلم في حكم سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على اقوال بعد اجماعهم واتفاقهم على انه لا يجوز سب احد منهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فان النهي ينتظم جميعهم ويشملهم كلهم فكل من كان صحابيا فلا يجوز سبه ولا التعرظ له بنقص او ذم او عيب واختلفوا في مرتبة هذا الذنب على اقوال فمنهم من قال ان من سب جميع ابى الا نفرا قليلا فهو كافر. ومنهم من قال انه لا يكفر لكن يجب قتله. ومنهم من قال لا يقتل بل يجب وتعزيره بما يردعه عن هذا المسلك. ومنهم من فصل فقال من سب عائشة بما برأها الله تعالى منه فهو كافر وهذا لا اشكال في هذا القول لا اشكال فيه ان من سب عائشة بما برأها الله منه فانه مكذب للقرآن العظيم. ومنهم من قال ان من سب ابا بكر يكفر بخلاف غيرهما. وفي المسألة اقوال دائرة على الكفر والكبيرة من الكبائر. يعني اما ان كن كفرا او كبيرة من كبائر الذنوب. واذا كان لعن المسلم عموما من الكبائر التي اطلق النبي صلى الله عليه وسلم عليها وصف الكفر كيف بسب اشرف واعظم اهل الايمان وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي يظهر ان السب يختلف حكمه بما يقترن به فقد يكون كفرا وقد يكون دون الكفر. لكن يجب تعزير الساب حتى تكف عن النيل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد يكون من التعزير القتل لمنع هذا الشر وهذا الفساد. والمرجع في هذا الى نظر من اليه النظر من القضاة واهل الحكم فيفعلون ما يصلح به الناس ويستقيم به امرهم. اذا حكم السب محرم بالاتفاق والادلة على هذا كثيرة. اما ما يتعلق بمنزلة هذا من حيث مرتبة الذنب هل هو كفر او دون ذلك؟ فيه خلاف اشرنا الى شيء منه ومن افضل من كتب في ذلك بسطا وتفصيلا السبكي رحمه الله في الفتاوى فقد كتب في ذلك كلاما نافعا وجمع فيه اقوال اهل العلم من اصحاب المذاهب وغيرهم فهو اوسع من تكلم في هذه المسألة ممن وقفت عليه. يقول رحمه الله حب الصحابة كلهم لي مذهب اي طريقه وهدي وقد دل على ذلك الادلة تقدم بيان ذلك قال ومودة وبه اتوسل مودة القربى المودة هي خالص المحبة المودة هي خالص المحبة والقربى المقصود بهم اهل بيت النبوة رضي الله عنهم واهل بيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لهم حقوق يتقرب اهل السنة والجماعة بها من ذلك وولايتهم الذب عنهم ومعرفة منزلتهم واعطاؤهم حقوقهم التي فرضها الله لهم من الفيء وغيره. وقد امر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم برعاية حق اهل البيت كما في حديث زيد ابن ارقم في قصة غدير خم. وفيه والحديث في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي واني تارك فيكم ثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا به واستمسكوا. وحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال اذكركم الله في اهل بيته اذكركم الله في اهل بيتي كررها النبي صلى الله عليه وسلم مرتين او ثلاثة. فكتاب الله مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في الامة واهل بيته مما ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في امته فيجب حفظ النبي صلى الله عليه وسلم في اهل بيته. واهل بيت النبوة هم اشرف البيوت كما دل لذلك ما في الصحيح من حديث ابن الاسقع رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى كنانة صفا من كنانة بني اسماعيل واصطفى قريشا من بني إسماعيل واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فهو صلى الله عليه وسلم خيار من خيار والاصطفاء يدل على الاجتباه والعلو وارتفاع المنزلة. فالمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم بين خصوصية هذا البيت في احاديث كثيرة فيجب حفظ حق النبي صلى الله عليه وسلم في هذا البيت. واهل البيت لهم حقان الحق الاول حق اهل الايمان كما قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر الى اخر ما ذكر فلهم حق الايمان من الولاية والمحبة وسائر ما يكون للمؤمنين. ويزيد فيهم حق اخر او لهم حق اخر وهو حق من النبي صلى الله عليه وسلم فتجب محبتهم لله ومحبتهم لاجل قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا فيما اذا ثبت قربهم واهل البيت هم ال علي وال العباس وال جعفر وال عقيل كما قال زيد ابن رضي الله عنه لما سئل من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ واما ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فاختلف اهل العلم هل هن من اهل بيته او لا على قولين هما روايتان عن الامام احمد رحمه الله. القول الاول والرواية الاولى انهم ليسوا من اصحاب من اهل بيته. وهذا ما ذهب اليه زيد ابن ارقم رضي الله عنه والثاني انهم من اهل بيته وهذا هو الصحيح من القولين يدل عليه كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. اما كتاب الله تعالى فقول الله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت لكم تطهيرا فان هذا الكلام ذكره الله تعالى في سياق ما امر به زوجات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الحفظ والصيام انا والقرار بالبيت وعدم التبرج وما الى ذلك. فعلل الله تعالى ذكر الله جل وعلا علة الحكم علة تلك الاوامر فقال انما يريد الله ليذهب عنكم اهل البيت ولا ريب ان المقصود بهذه الاية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فدلت الاية على ان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من اهل بيته. وكذلك اطلق الله جل وعلا وصف الاهل على زوجات الانبياء كموسى وابراهيم وغيره. فكيف يكون زوجات الانبياء غير النبي من اهله وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم لسنا من اهله. ذكر الله في موسى عليه السلام فلما سار باهله انس من جانب الطور نارا واهله هي زوجته. فاذا كان اهل موسى زوجة موسى من اهله فكذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من اهله. واما السنة فما في الصحيحين من حديث ابي حميد الساعدي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم علمهم كيف يصلون عليه فقال قولوا اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته. وهذا في الرواية المشهورة اللهم صلي على محمد وعلى ازواجه وذريته وهذه الرواية في الصحيحين من حديث ابي حميد السعد رضي الله عنه. فدل ذلك على ان ازواجه من اهله. ما الجواب عن الحديث الصحيح عند احمد واصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم القى الكساء على فاطمة والحسن والحسين وعلي وقال اللهم هؤلاء بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. هل هذا الحديث ثابت؟ الجواب نعم ثابت. ومن حديث ام سلمة رضي الله عنها وهو حديث ثابت وجاء عن غيرها لكن هذا الحديث لا يعارض ما دلت عليه الاحاديث الاخرى. فيقال اهل بيته على وجه الخصوص هم بناته اولاده من نص عليهم فاطمة والحسن والحسين وعلي ويدخل فيهم ايضا زوجاته لدلالة النصوص الاخرى وهذا لا غرابة فيه ان الله تعالى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يقوم في اول مسجد اسس على التقوى وهو مسجد قباء كما قال الله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه. وهذا في قبل لا اشكال فيه. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد اشار الى مسجده الذي في المدينة. فالجواب ان كلا المسجدين اسس على التقوى من اول يوم. فورود الاية في مسجد قباء لا ينفيه عن مسجد المدينة لان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان مسجد المدينة يدخل في هذه الاية. فكذلك زوجاته صلى الله عليه وسلم هن من اهل لبيته بدلالة القرآن وبدلالة السنة ولا يعارض هذا ما دل عليه حديث الكساء حديث ام سلمة ونحن نناقش في هذا او نقرر هذا حتى يعلم ان قوله رحمه الله ومودة القربى بها اتوسل يدخل فيها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم انما ودتهن ومحبتهن محبة ايمانية مما يدخل في محبة اهل البيت الواجبة. وبه يرد على الرافضة الذين يذمون بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بل يتهمون عائشة بما يتهمونها به مما برأها الله منه. ثم قال رحمه الله ولكلهم اي لجميعهم لجميعهم جميع الصحابة رضي الله عنهم وجميع ال البيت قدم علت وفضائل وفي بعض النسخ قدر علت والقدم هي المنزلة والمكانة كما قال الله تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم قدم صدق عند ربهم اي منزلة رفيعة عالية قوله رحمه الله علت اي سمت وارتفعت وذلك لما حازوه من شرف الصحبة وشرف القرابة. شرف الصحبة مكتسب وشرف القرابة موهوب قدري غير مكتسب فلا يمكن ان يكون انسان من القربى مهما عمل اذا لم يكن من ال علي او ال جعفر او ال عقيل او ال العباس. اما الصحبة فانها تحققت لكل من لقي النبي صلى الله عليه على اله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. قوله رحمه الله وفضائل فضائل على وزن فعائل وهو من جموع الكثرة. ويدل على كثرة فضائل الصحابة وكثرة فضائل ال البيت رضي الله عنه الجميع. وفضائل الصحابة وال البيت وردت على نحوين نحو او مجمل عام ونحو خاص اما بفئة منهم او بافراد اما العام فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل الجبل لاحد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. هذا فضل ينتظم جميع الصحابة رضي الله عنهم. وايضا قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. وهذا فضل للمهاجرين والانصار متقدمين منهم في الهجرة والنصرة. ومن الفضائل الخاصة التي تخص فئة من الصحابة ما جاء في هذه الاية التي قرأناها فان فضلها في السابقين الاولين. ليس في جميع الصحابة اما العامة في مثل قوله تعالى محمد رسول الله والذي معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. فهذه تصلح مثال القسم الاول وهو الفضل الذي جاء عاما لا يخص فئة منه والقسم الثاني من الفضائل ما كان خاصا وشاهدوه في قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار فهذا فضل خاص بالسابقين الاولين من المهاجرين والانصار. وكذلك قول الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. اولئك اعظم ودرجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. فهذا فضل خاص بفئة منهم. وكذلك جاءت فضائل وفظائل للانصار جاءت فظائل لاصحاب اعمال كاصحاب بدر وما اشبه ذلك من الفظائل التي تخص فئة منه وجاءت فضائل خاصة بافراد كالفظائل التي جاءت في ابي بكر وفي عمر وفي عثمان وفي علي وفي العشر المبشرين بالجنة و غير ذلك فهذه فضائل خاصة. وقد الف في ذلك مؤلفات منها كتاب الفضائل. فضائل الصحابة للامام احمد رحمه الله ثم قال رحمه الله لكنما الصديق منهم افضل. بعد ان اثبت الفضل للجميع بين اعظمهم فظلا واسبقهم منزلة قال لكن ما لكن هنا استدراك وما زائدة الصديق منهم افضل هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه. وهذا علم لقب لكنه اذا اطلق لا ينصرف الا الى ابي بكر رظي الله عنه صديق والامة ووصف بذلك لعظيم تصديقه النبي صلى الله عليه وسلم. قال رحم الله لكنما الصديق منهم اي من الصحابة وال البيت لكن هو من الصحابة رضي الله عنهم لكن الكلام في فضائل الصحابة ومن الصحابة من هم من ال البيت اكنما الصديق منهم افضل اي متقدم عليهم جميعا في الفضل والسبق. وادلة هذا كثيرة فانه ما من فضيلة ثبتت لاحد من الصحابة الا وقد ثبت لابي بكر رضي الله عنه نظيرها او ما هو اعلى منها. ما من فضيلة ثبتت لاحد من الصحابة الا وقال لابي بكر رضي الله عنها ما هو نظيرها؟ يعني ما هو مثلها؟ او ما هو اعلى منها؟ فابو بكر رظي الله عنه له من المنزلة والمكانة والفظل ما ليس لاحد من الصحابة. يدل لذلك ما في الصحيح من حديث ابي الدرداء الله عنه في قصة ما جرى بين عمر وابي بكر رضي الله عنهما من الاختلاف فان ابا بكر اسرع في عمر فغضب ثم اعتذر فلم يعذر ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الخبر فجاء عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد تغيب على عمر لقد جئتكم فقلتم كذبت وقال ابو بكر صدقت وعدد من فضائله صلى الله عليه وسلم ما تميز به عن غيره ثم قال فهل انتم تاركوا لصاحبي فهل انتم تاركوا لي فلم يؤذى بعدها. وهذا من ادل الاحاديث على خصوصية ابي بكر بالفضيلة والسبق. وايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن صاحبكم خليل الرحمن. المقصود ان ابا بكر رضي الله عنه دلائل فضله اكثر واثبت. اثبت من حيث النقل واكثر من حيث العدد. ولذلك قال المؤلف رحمه الله لكنما الصديق منهم افضل. وهذا امر مشهور معروف. حتى في زمن الصحابة. فان علي رضي الله عنه لما سأله ابن محمد ابن حنفية من خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال او ما تعلم؟ قال لا. قال ابو بكر. قال ثم من؟ قال عمر. وهذا من قول عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. من اوجه كثيرة المقصود ان عليا رضي الله عنه نقل عنه نقل متواتر ان افضل الامة بعد نبيها ابو بكر وقد قال وهو على منبره في الكوفة بين اصحابه لاوتى باحد يفظلني على ابي بكر وعمر الا جلدته وحد الفريئة وهذا ابلغ ما يكون من اثبات الفضل فانه يقوله في وقت ظهوره وولايته وامنه من المخالفين كما يزعم من يزعم ثم قال بعد ذلك واقول في القرآن ما جاءت به اياته فهو القديم المنزل بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من تقرير ما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم انتقل الى بيان عقده في كلام الله القرآن والقرآن مصدر ويراد به القراءة الفعل ويراد به المتل المقروء. وقوله رحمه الله واقول في القرآن اي في المتلو المقروء وهو كلام الله تعالى وقد وصفه الله تعالى بانه كلامه في كتابه قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وقال تعالى يحرفون الكلمة عن مواظع والمقصود بالكلم كلام الله جل وعلا فسمى الله تعالى القرآن كلاما واضافه اليه فهو كلامه الذي تكلم به جل وعلا هذا اعتقاد اهل السنة والجماعة في القرآن. المؤلف يقول واقول في القرآن ما جاءت به اياته اياته اي ايات القرآن الكريم وهذا يدل على تقيد المؤلف تأخيد الناظم في اعتقاده بما جاء به النص وانه لا يتجاوز ما دلت عليه النصوص لا برأي ولا اجتهاد انما يتقيد بما جاء به قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم يقول واقول في القرآن يعني اعتقد القول هنا المقصود به الاعتقاد فالقول يطرق ويراد به ما يتلفظ به الانسان ويطلق به ما يدين به وما يراه وما يعتقده. فقوله واقول في القرآن ما جاء به اياته ايعتقد في القرآن ما جاءت به اياته اي ما تظمنته اياته من بيان ما يجب اعتقاده في القرآن الكريم ثم ذكر امرين مما يتعلق بالقرآن قال فهو الحكيم المنزل