نشرها المبشرون بالجنة وهم من ظمهم حديث اه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اه في فضائل فضائلهم وما خصهم الله تعالى به من عظيم الاجر وكبير الفضل. وقد ذكره المؤلف رحمه الله واجتماع كلمتها. وهنا نعلم ان ما يأمر به الامام لا يخلو من احوال الثلاثة الحالة الاولى ان يأمر بطاعة الله تعالى كاقامة الصلوات كاقام الصلوات واداء الحقوق وآآ ما الى ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته احسان الى يوم الدين. اما بعد آآ في هذا المجلس ان شاء الله تعالى ننهي ما بقي من آآ هذه الرسالة المباركة وهي رسالة لمعة الاعتقاد الموفق ابن قدامة رحمه الله هو المتبقي هو جملة من المسائل المتصلة بالاعتقاد منها ما هو صلة ما تقدم في تتصل بفظائل الصحابة قال رحمه الله ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من الفضائل التي ثبتت جملة وزمرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ونشهد للعشرة بالجنة العشرة آآ الالف واللام فيها للعهد الذهني آآ وذلك ان العشرة آآ هم آآ العشر في سياق آآ آآ بيانه فقال فقال آآ يقول رحمه الله ونشهد العشرة بالجنة كما شهد لهم كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة عثمان في الجنة وعلي يفتح علي في الجنة وطلحته في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة وابو عبيدة في الجنة هؤلاء العشرة رضي الله عنهم وصفوا بهذا الوصف بانهم عشرة وانهم العشرة المبشرون بالجنة لان ان الحديث جمعهم وهذا فيه شهادة بالجنة لهؤلاء المعينين المجموعين في هذا الحديث والشهادة بالجنة جاءت في آآ كلام الله تعالى وكلام رسوله على نحوين شهادة اصحاب اوصاف وشهادة لاشخاص فمن الشهادة الاوصاف ان للمتقين مفازا حدائق واعنابا فهذا الشهادة لصاحب وصف الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا يتقون. وقال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون فهذا شهادة لاصحاب اوصاف وهذا هو الغالب في خبل له خبل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يعلق الثواب والجزا على وصف لا على شخص. والنوع الشهادة لمعينين وهم الاشخاص الذين جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه في الجنة ومن ما تضمنه هذا الحديث حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وجاء عن غيره آآ من الصحابة آآ وهو في السنن انواع المسند وغيرهما او غيرها من دواوير السنة وتضمن الخبر الشهادة هؤلاء سماهم ابو بكر وهو ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب عثمان بن عفان علي بن ابي طالب طلحة بن عبيد الله الزبير بن عوام سعد ابن ابي وقاص سعيد ابن زيد عبد الرحمن ابن عوف وابو عبيدة عامر ابن الجراح رضي الله عنهم اجمعين الجنة التي نشهد بها لهؤلاء هي ما اعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم بعد ان ذكر المؤلف رحمه الله هؤلاء شمل غيرهم نبه الى انه لم يختص بهؤلاء بل ذكرت اه ذكرت الجنة والشهادة بالجنة لغير هؤلاء قالوا وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له. وهذا بعد تخصيص تعميم بعد تخصيص وانما قدم اولئك بالذكر لشرفهم ومنزلتهم وعلو كعبهم رضي الله عنه ثم قال وكل من شهد له. النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها. فلا نقصر ذلك على هؤلاء بل هؤلاء ونظراؤهم وامثالهم ممن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم نثبت لهما اثبتا اثبته النبي صلى الله عليه وسلم. من قوله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. وهذا مما آآ يثبتها السنة والجماعة وقد صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحسن والحسين هما سبتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابناء او ابني ابنته فاطمة وهما الحسن ابن علي ابن ابي طالب والحسين ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما وسيدا شباب اهل الجنة المقصود به من بلغ الغاية في الشرف والمنزلة هذا هو معنى السيد. فاعلى الشباب دخولا الى الجنة منزلة ومكانة وخصال كرما وخيرا وما هذين الحسن والحسين رضي الله عنهما. وقوله لثابت ابن قيس رضي الله عنه انه من اهل الجنة وذلك في قصته في آآ نزول قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحفظ اعمالكم وانتم لا تشعرون فان هذه الاية لما نزلت اعتزلت ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه وفي بيته ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقيل انه في بيته يبكي آآ يقول آآ حبط عملي لقوله تعالى ان تحبط اعمالكم وانتم تشعرون وذلك انه كان رفيع الصوت آآ جهوري آآ المنطق رظي الله عنه فخشى ان يدخل في هذه الاية فارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم من يسكنه ويؤمنه ويخبره بانه من اهل الجنة والحديث في الصحيحين. كذلك شهد النبي صلى الله عليه وسلم لجماعات من الصحابة لخديجة رضي الله عنها كما في الصحيحين. وشهد لبلال شهد لغير هؤلاء فكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة اه نشهد له بها نقر بذلك تصديقا صلى الله عليه وسلم ومعرفة آآ بفضل من بين النبي صلى الله عليه وسلم فضله. ثم قال رحمه الله ولا نجزم لاحد من اهل القبلة جنة ولا نار. اي لا نعتقد الجنة والنار لاحد اه لم يأتي اه بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم بانه اما من اهل النار واما من اهل الجنة. يعني بعد هذه الشهادات المنصوصة هل نطرد هذا في كل من وافق اه يعني اه عمل هؤلاء ظاهرا او امتثل امر النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا؟ الجواب لا. ولذلك يقول ولا نجزم لاحد من اهل القبلة بجنة ولا نار الا جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم فالجزم هو القطع واليقين بان بانه في الجنة فلا نجزم اي لا نقطع لاحد من اهل القبلة واهل القبلة هم اهل الاسلام آآ واهل الصلاة آآ بابي جنة ولا نار اي بانه من اهل الجنة ولا بانه من اهل النار. والتعبير باهل القبلة ليشمل كل المنتسبين لاهل الاسلام. سواء كانوا على الطريق او على الطريق المنحرف. لان الفرق في اهل الاسلام متعددة. فلا نجزم لاحد من اهل بجنة ولا نار. واستعمال هذا الوصف اهل القبلة في التعبير عن اهل الاسلام له اصل وذلك ما في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استقبل قبلتنا وذبح ذبيحتنا او نسك نسيكتنا فهو المسلم الذي له مال المسلمين وعليهما على المسلمين. وهذا يبين ان كل من اتصف بهذه الصفات فهو من اهل القبلة فهذا الوصف مأخوذ من هذا الحديث ونظائره قوله لا نجزم كما ذكرت لا نقطع لكن المؤلف رحمه الله من جزم له رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبر بانه من اهل النار او من اهل الجنة. هل هذا الحكم خاص باهل الاسلام كلام المؤلف ان هذا خاص باهل الاسلام. يعني لا نجزم لاحد من اهل القبلة بجنة ولا نار. اما اهل الكفر والشرك فانه آآ يمكن ان يجزم آآ لاحدهم بجنة او بالنار. وهذا اخذه بعض اهل العلم فقال انه يجوز الشهادة للكافر بالنار بناء على ظاهره وما ختم له به. وذهب طائفة من اهل العلم الى انه آآ لا يجزم لاحد من آآ الناس بانه في جنة او في نار الا بمن جزم له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فمثلا نجزم بان ابا لهب في النار لقول الله جل وعلا تبت يدا يد ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب سيصلى نارا ذات لهب. فقضى الله تعالى له بالنار فنجزم بذلك. وايضا ما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في عامر في عمرو بن عامر الخزاعي حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه رآه يجر قصة قصبه في النار اي امعاءه في النار. وهذا حكم عليه بانه في النار وايضا قوله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي سأله قال يا رسول الله اين ابي؟ قال آآ في النار كما في صحيح الامام مسلم شهادة لمعينين بالنار من اهل من اهل الكفر. آآ فلا نشهد لاحد بجنة ولا بنار سواء كان من اهل الاسلام او من اهل الكفر. سواء كان من اهل الاسلام او من اهل الكفر. فقوله رحمه الله لا ينزل لاحد من اهل القبلة هذا تخصيص لكن الحكم فيه قال كلام اهل العلم يأتي مرة بالنص على اهل القبلة ومرة يأتي مطلقا لا نجزم لاحد بجنة ولا بنار الا من جزب له النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا جرى آآ ظاهره كلام اهل السنة وهو قول شيخنا عبد العزيز بن باز واقول شيخنا محمد ابن عثيمين رحمهم الله انه لا يجزم لاحد سواء من اهل الاسلام او من غيرهم بجنة ولا نار لكن يعني ما يتعلق باحكام الدنيا نجريها على ما ختم للانسان فالذي يختم له بالاسلام عمل اهل الاسلام فهذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين لكن ليس هذا ضمان انه في الجنة. وكذلك من آآ مات على الكفر فانه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين وليس هذا ضمانة بانه في النار لانه قد يكون له عذر عند الله تعالى الله اعلم به لكن نفصل بين الحكم الدنيوي وبين الحكم الاخروي. وهذا ما افاده المؤلف رحمه الله في قوله ولا نجزم لاحد من اهل من اهل القبلة بجنة ولا نار الا من جزب له الرسول صلى الله عليه وسلم. طيب ما نرجو؟ بلى نطمع لاهل احسان الحسنى ولاهل الاساءة ونخاف على اهل الاساءة السوء. ولذلك قال ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. وهذا ما وهذا المنهج العدل انا نطمح آآ نرجو بمعنى نطمع ان يثيبه الله تعالى على احسانه وان يجزيه على ذلك ونخاف على المسيء لكن الطمع والخوف ليس جزما لاحد بجنة ولا بنار. ثم قال رحمه الله ولا نكفر احدا من اهل القبلة. ولا ولا نخرجه عن الاسلام بعمل هذا في بيان اعتداله اهل السنة والجماعة في قضية التكفير وانهم وسط بين ضلالات بين من لا يكفر شيء ما دام القلب آآ مقرا بالله تعالى او عارفا بالله وبين من يكفر آآ كباب الذنوب والمعاصي فيقول المؤلف ولا نكفر احدا من اهل القبلة يعني من اهل الاسلام بذنب اي بسبب ذنب مهما عظم هذا الذنب وكبر ما لم يكن كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. فاذا كان كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان عند ذلك يحكم على الفعل بالكفر ويبين للفاعل فاذا قامت عليه الحجة التي ينقطع عذر من قامت عليه فانه يحكم بكفره قال ونا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب اي بسبب ذنب اه لان الاصل ان من ثبت اسلامه بيقين فلا يرفع عنه ذلك الا آآ بيقين. وينبغي ان يعلم انه ما اختلف فيه العلماء من المسائل هل يكفر بها او لا يكفر بها كما على سبيل المثال ترك الصلاة مما اختلف فيه العلماء على قولين هل هو مكفر او ليس مكفرا؟ مثل هذه المسائل قال اه يعني لا ينبغي ان يعلم ان الحكم فيها بالكفر على الاعيان لابد ان يصدر من جهات ذات اختصاص. اما قضاء او ولي امر او ما اشبه ذلك. اما ان يباشر الانسان اجراء هذه الاحكام على الناس بمجرد ما يقع على آآ عينه من افعالهم فهذا في الحقيقة يوجب آآ ان آآ يختل نظام اهل الاسلام وان يكفر بعضهم بعض وان يتسلط بعضهم على بعض. ولهذا ليس قيام المكفر مسوغا لاثبات الكفر في حق الاعيان بل لا بد من توافر الشروط وانتفاء الموانع وان يكون هذا من جهة تتولى هذا وليس من آآ الانسان في نفسه قيامه بذلك لانه سيترتب على هذا فساد كبير وشر عظيم يشهد بهذا فان كثيرا ممن تورطوا في آآ سفك دماء المسلمين وآآ استباحة اموالهم واعراضهم بنوا ذلك على تكفين ثم انطلقوا في الوان من الفساد المبني على هذا التكفير في امور اجتهادية امور اجتهادية وليست امورا اه يصدق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم اه اه الذي قال فيه اه آآ لما قال الا ننازعهم يا رسول الله يا رسول الله؟ قال لا آآ الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله سلطان. ثم قال المؤلف رحمه الله بعد ذلك ونرى يقول ولا نخرجه عن الاسلام بعمل اي بسبب عمل قال ونرى الكفؤ ونرى الحج والجهاد ماضيين مع طاعة كل امير مع طاعة كذا مع طاعة في كل امام بر كان مع طاعة كل امام برا عندكم؟ برا كان او فاجرا نرى الحج والجهاد والطاعة. الحج والجهاد والطاعة. ثلاثة امور ذكرها المؤلف رحمه الله. الحج والجهاد. لماذا ينص على الحج والجهاد لماذا ينص على السنة والجماعة على الحج والجهاد دون غيرهما من الاعمال؟ السبب ان الحج والجهاد من الاعمال التي تحتاج فيها الى اجتماع ولابد فيها من امرا ولابد فيها من اه ولاة يتولونها. ولهذا يأتي النص عليهما في عقائد اهل السنة والجماعة لكونها من علامات الاجتماع. اما الصلاة فانه لا يحتاج فيها الى امام آآ يعني من ممن يعني من الائمة الذين يتولون الولاية العامة. فيصلي الانسان مع من تيسر له من المصلين وجماعات المسلمين واما الحج والجهاد فهو لابد فيه من نظام عام وامر آآ آآ او امر عام ولهذا كان اه نص عليهما في عقائد اهل السنة والجماعة. اه يقول مع مع طاعة كل امام اي نرى ان الحج مع جميع الائمة الذين يتولون على المسلمين وكذلك اه الجهاد وكذلك الطاعة والطاعة هنا هي ما امر الله تعالى به من آآ من من اداء الامانة في قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ومنها اه طاعة ولاة الامر الذين اه في طاعتهم تحقيق للمصلحة العامة حفظ نظام الامة من الاختلال والانخراط وقوله رحمه الله آآ مع كل امام بارا كان او فاجرا اين الطاعة تكون فيما آآ يأمرون به بغض النظر عن حالهم من الطاعة والبر ومن الفجور والمعصية بل يطاعون ولو كانوا فجارا ولو كانوا يشربون الخمر ولو كانوا آآ يأكلون الربا ولو كانوا يفعلون ما يفعلون من المعاصي المتعلقة بهم فانه آآ فان معصيتهم عليهم واما طاعتهم فهي طاعة لمصلحة الامة مما امر الله تعالى به فهنا لا شك انه انهم يطاعون فيما امروا به آآ طاعة لله تعالى فيما وطاعة لهم فيما اكدوا فيه امر الله تعالى. هذا الامر الاول وهذي الحالة الاولى ان يأمروا بما فيه طاعة الله تعالى. الحالة الثانية ان يأمروا بما ليس فيه معصية. مما يتعلق بمصالح الناس ثانيا ان يأمروا بما ليس فيه معصية مما يتصل بمصالح الناس. فهنا يجب طاعته فيه. ومن هذا او يندرج تحت هذا كل ما يعرف بالنظام اداري الذي تصلح به الدنيا وتساس به مصالح الناس. كانظمة المرور وانظمة اه اه آآ استقدام مثلا العمالة وانظمة البيع والشراء وانظمة الصحة كل هذه الانظمة التي آآ آآ تنظم مصالح الناس تحقق اهلهم ما فيه قيام معاشهم استقامة احوالهم يجب طاعتهم فيها. الامر الثالث او الحالة الثالثة من الاحوال ان يأمر بمعصية الله تعالى فهنا ليس له طاعة. ولكن هذا لا يسوغ الخروج عليه. فاذا امر مثلا بمعصية امر بقتل امر بشرب خامر امر ربا امر باي نوع من انواع المعاصي الظاهرة فهنا او الباطنة هنا لا يطاع في ذلك لكن مع هذا لا يسوغ ذلك ان تنزع اليد ان تنزع اليد من من من طاعته وان يخرج عليه. وهذه مسألة ينبغي ان يعلم فيها ان ان الجهة منفكة بين طاعته بين عدم طاعته وبين الخروج عليه. فاذا كان يأمر بمعصية الله تعالى فانه لا يطاع. لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق انما الطاعة في المعروف كما جاء في اه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن فيما يتصل بالخروج عليه لا يجوز الخروج عليه. لا يجوز عليه بحال لاجل كونه امر بمعصية. ونماذج هذا في سير السلف ظاهرة فهذا الامام احمد رحمه الله في ايام الفتنة في مسألة خلق القرآن حمل على ان يقول ما كان يقول به الخليفة ومن حوله الحاشية لكنه ابى ومع هذا لم ينزع يدا من طاعة ولم يرى الخروج على الائمة ولم يحرض الناس على الخروج على اه الخلفاء في ذلك الوقت. في فرق بين الامرين. اذا احوال ما يأمر به السلطان او ولي الامر ما يأمر به ولي الامر ثلاث احوال اما ان يأمر بالطاعة فيطاع واما ان يأمر بما ليس فيه معصية فيطاع واما ان يأمر بما فيه معصية فهنا لا يطاع ولكن هذا لا يسوغ الخروج عليه. طيب بعد هذا قال رحمه الله اه وصلاة الجمعة خلفه فهم جائزة يعني على اي حال كان فلا يطلب كمال احوالهم وقوله جائزة اي نافذة وهذا آآ ما جرى عليه سلف الامة فقد صلى الصحابة رضي الله عنهم خلف الحجاج وحجوا مع الحجاج مع ظلمه وظهور شره وقتله لاهل الفضل والعلم وتسلطه على عباد الله تعالى فلم يكن هذا مانعا من ان يقوموا بما امروا به من الاجتماع على الائمة في الخير. وهذا عثمان رظي الله عنه في زمن الفتنة وهو محصور في بيته وقد خرج عليه اه من خرج من اه والبغاة الذين استولوا على آآ المسجد فكانوا يصلون بالناس جاءه احد الصحابة آآ فقال ان الشجاعة واحد السائلين فقال انك امام عامة وقد نزل بك ما ترى يعني منعت من ان تصلي بالناس وان ان تمارس ما يمارسه اه وانه يصلي لنا امام فتنة. فقال له عثمان رضي الله عنه ان الصلاة من احسن ما يصنع الناس. فاذا احسنوا فاحسن واذا اساءوا فاجتنب اساءتهم. وهذا من فقه رضي الله عنه وسعيه في اجتماع الكلمة وعدم انتقاض عرى الاسلام وتدهور احوال المسلمين. فيصلى خلف الائمة على اي حال كانوا سواء كانوا من اهل البر والطاعة او ان كانوا من اهل الفجور والمعصية. واستدل المؤلف رحمه الله لهذا الاصل الذي اه آآ ذكره فيما آآ تقدم قال انس قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من اصل الايمان الكف عن من قال لا اله الا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الاسلام بعمل قال والحج ماض منذ بعثني الله عز وجل نعم والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل اخر امتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والايمان بالاقدار. فهذه ثلاثة خصال جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من اصل الايمان يعني من اصوله التي يقوم عليها ويحفظ بها وهذا الحديث آآ ضاعفه بعض اهل العلم آآ لضعف اسناده وهو في سنن ابي داوود والشاهد كما قال المؤلف رواه ابو داوود والشاهد فيه المعاني العامة التي دلت عليها النصوص فان النصوص دلت على مفردات ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وان كان اسناده آآ ضعيفا وقد حسنه ابو داوود بناء على قاعدته انه اذا روى حديثا وسكت عنه فانه يراه حسن الا ان النظر الى اسناد هذا الحديث يبين عن ضعف بعض رجاله انه لا يستقيم من حيث الاسناد صحة لكن من حيث المعنى لا ريب في ان معناه قد تظافرت في الدلالة على هذه الامور النصوص آآ والادلة من الكتاب والسنة. بعد ذلك قال رحمه الله ومن السنة تولي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم اعتقاد فظلهم ومعرفة سابقتهم. قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم وذكر الادلة على هذا الاصل. هذا الاصل هو بيان ما باعتقاده في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم