الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير السراج المنير المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد هذا المقطع من كلام المؤلف وهو قوله ومن ذلك اشراط في الساعة مثل الدجال الى اخر ما ذكر صلة ما تقدم مما يجب الايمان به وهو ما اشار اليه في اول حيث قال ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه او غاب عنا فمما يندرج تحت هذه القاعدة اضافة الى ما تقدم ما ذكره من اشراط الساعة قال ومن ذلك اي واما يدخل فيما سبق اشراط الساعة واشراط جمع شرط الشرط هو العلامة. المقصود باشراط الساعة اي علاماتها التي تدل عليها وتنبئ بقربها. وقد جاء في الكتاب الحكيم ان للسعة اشراطا قال الله جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الساعة بغتة؟ قال قال هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة؟ فقد جاء اشراطها. فذكر الله جل وعلا عن فذكر الله جل وعلا مجيء اشراط الساعة حيث قال فقد جاء اشراطها اي اشراط الساعة وهي علاماتها الدالة على قربها وحين اوانها قال الله جل وعلا ازفت الازفة ليس لها من دون الله كاشفة العازفة اي الساعة كما جاء في بعض كلام اهل العلم من اهل التفسير. وآآ اشراط الساعة في الجملة تنقسم الى قسمين. اشراط ظهرت زمن النبوة واشراط اخبر بها النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم ووقعت بعد له اي بعد زمنه صلى الله عليه وسلم. او تقع بعده اي بعد زمانه صلى الله عليه وسلم. اذا يمكن النقص من الاشرار الى قسمين ما كان في زمن النبوة وما كان بعد زمن النبوة. اما ما كان في زمن النبوة فاعظمه انشقاق القمر وبعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال الله جل وعلا اقتربت الساعة وانشق القمر وهذا من اشراط الساعة التي اشارت اليها الا اقتربت اقتربت الساعة اي دنا زمانها واوانها وانشق القمر. وانشقاقه هو انقسامه الى قطعتين رأى هم الناس في زمن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. جاء ذلك في حديث ابن ابن مسعود وغيره ان الله شق لنبيه صلى الله عليه وسلم القمر فلقتين. فرقة على الجبل وفرقة دونه فرآه اهل مكة فقالوا سحرنا محمد وهذا من من اشراط الساعة العظيمة وهو من ايات النبي ومعجزاته صلى الله عليه اله وسلم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين. واشار باصبعه السبابة والتي تليها. ودل هذا على اقتران بعثته بالساعة. وان بعثته من علامات الساعة هذا من العلامات التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والقسم الثاني ما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقع بعده اي بعد زمن النبوة. وما جاء به الخبر من اشراط الساعة التي تكون بعد النبوة اي بعد زمن هو يمكن ان يصنف الى قسمين وهكذا جرى عمل اكثر العلماء فقسموا الايات والاشراط الى قسمين. ايات كبرى وايات صغرى. ومقصود بالكبرى صغرى التمييز بين الايات التي تكون بين يدي الساعة بين يدي الساعة قريبة ويشهدها كل احد وفي دلالتها على قرب الساعة تكون اوضح من غيرها. واما الصغرى فهي التي تشاهد في زمان او في تشاهد في مكان دون مكان ليست اه ظاهرة على الدنو والقرب لوقوع الساعة. ليست بظاهرة في الدلالة على دنو وقربي وقوع الساعة. والايات الصغرى كثيرة جاء عنها الخبر. في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما في من حديث عمر في قصة مجيء جبريل لما لما سأله عن الساعة قال ما المسئول عنها باعلم من السائل فقال اخبرني عن اماراتها فقال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة اه رعاء الشاة وان ترى الحفاة العالة رعاة الشاة او رعاء الشاة يتطاولون في وهذا من علامات الساعة الصغرى. اما القسم الثاني من علامات الساعة فهو ما يكون من العلامات القريبة الظاهرة في دلالتها على السعة وهو ما يعرف بايش بالعلامات الكبرى ومن ذلك طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وغير ذلك قال المؤلف رحمه الله مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله وخروج وخروج يأجوج ومأجوج وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها واشباه ذلك مما صح به النقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. المؤلف ذكر في ما عده بل علامات الساعة واشراطها طائفة من علامات الساعة الكبرى. فخروج رجال هو من اعظم ما يكون بين يدي الساعة من الايات والعلامات الدالة على قربها وقد انذره الرسل والانبياء اقوامهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيحين ما من نبي ارسله الله عز وجل الا وانذر امته فتنة الدجال وهذا لعظيم الشر الواقع بهذه الفتنة. لشدة ما يقع فيها من الضلال ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه شر غائب ينتظر. شر غائب ينتظر والدجال فعال من الدجل وذلك لكثرة كذبه وعظمه فهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة وعلى عظم فهو كثير الكذب عظيمه ومن اعظم كذبه انه يزعم انه رب العالمين. فخروج الدجال من الايات الكبرى. التي تكون بين يدي الساعة ويقترن بخروج الدجال من العلامات نزول عيسى ابن مريم عليه السلام. كما جاء ذلك في الاخبار فعيسى ابن مريم رفعه الله كما قال جل في علاه يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي فهو مرفوع عند الله جل وعلا لم يمت الموتة التي كتبها الله على الناس انك ميت وانهم ميتون. بل هو مرفوع ينزله الله جل وعلا بين يدي الساعة ويكتب الله تعالى عليه اطفاء هذه الفتنة يكتب الله تعالى عليه على يديه اطفاء هذه الفتنة العظيمة وهي فتنة الدجال. فيقتله كما جاء في الصحيح وبه تنقضي فتنته وينتهي شره بعد ان يعيث في الارض فسادا. قال المؤلف رحمه الله في عد الايات قال وخروج وخروج يأجوج ومأجوج. اي من علامات الساعة خروج يأجوج ومأجوج. ويأجوج ومأجوج قبيلتان من قبائل بني ادم جاء الخبر عنهما في كتاب الله تعالى كما قال حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون اي من كل طريق يتدافعون لكثرتهم وعظمهم وكثرة فسادهم هو كثرة الشيء ووفرته ولذلك ذكر الله جل وعلا كثرتهم حيث اشار الى ذلك بقوله ينسلون ثم يحصل بخروجهم فساد عريض هو زمن عيسى ابن مريم عليه السلام لا يدرى اه متى اوان خروجهم ولا اين ما كانوا وجودهم فهم قوم اخبر الله عنهم في الكتاب ادركهم ذو القرنين الذي طاف الارض وبنى عليهم سدا وهم منذ ذلك الزمان يسعون في فتح هذا السد لينتشر شرهم. ولكن الله لم يأذن بفتحه بعد. لكن اذا فتح وهو ما اشار اليه قوله تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق. اي اقتربت الساعة فجعل ذلك قرينا لخروج يأجوج ومأجوج. قال في عد الساعات او في عد اشراط الساعة وخروج وخروج الدابة وخروج الدابة امر اشار اليه القرآن. قال الله تعالى واذا وقع قول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون. وقد جاءت بها الاخبار في سنة المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى اله وسلم في احاديث كثيرة حتى قال جماعة من اهل العلم ان الخبر عن الدابة بلغ حد التواتر كثرة واستفاضة في اخبار النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذه الدابة كما قال الله تعالى تكلم الناس. ولا يعلم من اين تخرج وما جاء من انها تخرج من الصفا هذا لا دليل عليه. من السنة يستند اليه. وانما هي اثار واجتهادات ليس عليها دليل. هذا من العلامات التي تكون بين يدي الساعة. قال وطلوع الشمس من مغربها. اي طلوع الشمس من محل مغيبها وهو الغروب. وهذا من الايات الافاقية الكبرى التي يشهدها الناس جميعا. وقد جاء ما يشير اليها الى هذه الاية في قوله جل وعلا هل ينظرون الا الساعة ان تأتيه؟ هل ينظرون الى ان تأتيهم ملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك. يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن املت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. هذه الاية الكريمة اشارت الى خروج شمس من مغربها كما قال ذلك اهل التفسير وقد جاء الخبر عن خروج الشمس من مغربها في كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم في احاديث عديدة. فمن جملة ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في عده لايات للايات الكبرى التي تكون بين يدي الساعة كما في الصحيح قال طلوع الشمس من مغربها. ثم بعد ذلك قال واشباه ذلك مما صح به النقل اي عن النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر المؤلف رحمه الله من الايات خروج الدجال نزول عيسى ابن مريم. ذكر المؤلف رحمه الله من الايات خروج الدجال قال نزول عيسى ابن مريم خروج يأجوج ومأجوج خروج الدابة طلوع الشمس من مغربها. فهذه خمسة امور هي من الكبرى والعلامات الظاهرة لدنو الساعة وقربها. وكثير من الناس له عناية بعد الايات واحصائها والاجتهاد في في تحديد في تحديدها زمانا ومكانا وكل هذا مما لا ينفع لان ذلك ليس هو المقصود من ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واخباره عما من الايات التي تكون بين يدي الساعة. بل المقصود من الخبر عن الايات هو الاستعداد الاعمال ولهذا يقول الله تعالى فهل ينظرون الا السعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها وهذا يدل على على انه ينبغي ان تستثمر هذه الايات في الاستعداد لا في في الترقب لها والاحصاء والعد وما اشبه ذلك مما يفعله وبعض الناس والتقدير الزمان وبل بعضهم يتجاوز هذا الى تحديد الاشخاص والاماكن والاوصاف في ما اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لم يكن من عمل الصحابة ولا من شأنهم. صحيح ان الصحابة لما خرج ابن صياد عليهم الامر وذلك لدجله وافكه لكن النبي صلى الله عليه وسلم حسم فقال اني اخرج وانا فيكم فانا حجيجكم دونه وان خرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه وايضا اخبأ ذهب النبي صلى الله عليه وسلم اليه واختبره لكن لم يكن هناك ما هو في عمل كثير من الناس من التحديدات والتفصيلات فيما يتصل باشراط الساعة. المطلوب فيما يتصل في اشراط السعة هو المبادرة الى الاعمال. جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال ستا والدابة والدخان وطلوع وطلوع الشمس من مغربها وامر العامة. يعني قيام الساعة ثم قال وخاصة وخاصة احدكم يعني وموت احدكم. هذا ما ينبغي ان ان يستفاد من علم اشراط الساعة اه ينتبه اليه. واما هذه التحديدات وتلك الابحاث وتلك التقديرات ليس عليها اصل ولم يكن ذلك في عمل من من سلف من الائمة والعلماء الدخول في هذا هو مظنة آآ آآ الزلل آآ وهو بوابة هلاك واهلاك فلذلك ينبغي الانصراف عن هذا العلم الى ما ينفع من العلوم. بعد ذلك انتقل المؤلف رحمه الله الى قضية اخرى من القضايا التي تتصل بالايمان باليوم الاخر تتصل بالايمان باليوم الاخر وهي داخلة في قول المؤلف رحمه الله في اول الفصل ويجب بكل ما اخبر الله به آآ ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه او غاب عنه قال وعذاب القبر اي ومن ذلك الايمان بعذاب القبر. وقول عذاب القبر ونعيم حق اي انه ثابت يجب الايمان به كما جاءت به الاخبار. واضافة العذاب الى القبر واضافة النعيم الى القبر هو من باب اضافة الشيء الى مكانه. او الى اي زمن القبر ومكان القبر. وهو ما يكون بعد الموت وقبل البعث. واضافته الى القبر بناء على غالب حال بني ادم انهم اذا ماتوا يقبرون قال الله تعالى قتل الانسان ما اكفره من اي شيء من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اذا ثم اماته فاقبره. هذا هو الغالب في احوال الناس انهم اذا ما قبروا لكن الذين لا يقبرون كالذين يحرقون مثلا. او الذين تأكلهم السباع او الذين يغرقون فهؤلاء يجري عليهم ما يجري على المقبورين من العذاب والنعيم فاضافة العذاب للقبر والنعيم للقبر ليس انه لا يكون ذلك الا للمقبولين واما من لم يقبأ واما من لا لم يقبر فانه لا يناله ذلك. لكن الحكم للغالب وما خرج عنه لا حكم له. وعذاب القبر ونعيمه. دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة ولم يخالف في ذلك الا طوائف منحرفة فمن الكتاب قول الله تعالى النار في قوم في آآ فرعون النار يعرضون في ال فرعون النار يعرضون غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وجه الدلالة ان الله تعالى ذكر عرظا في الغدو والعشي. ثم قال ويوم تقوم الساعة فدل ذلك على ان هذا العرض سابق لقيام الساعة اين يكون ذلك؟ يكون من موتهم الى بعثهم. وهذا هو ما يكون في الحياة البرزخية في قبورهم. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ومما تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وكذلك قوله مما خطيئاتهم اغرق فادخل ناره. والفاء تقتضي الترتيب والتعقيب. فادخلوا النار من موتهم وهذا الدخول هو المذكور في قوله النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. وهو قبل يوم القيامة التي يقوم الناس فيها لرب العالمين. وقال جل وعلا ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. وهذا يخبر به جل وعلا عن حال وهي حال توفي الملائكة والذين كفروا فهو يذوق عذاب الحريق هو ما يكون في البرزخ وفي القبور العذاب. هذي من الادلة القرآنية الدالة على عذاب القبر. وقد ذكر المؤلف دليلا من السنة وهو استعاذة استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم منه. وانما ذكر المؤلف الاستدلال لعذاب القبر من لانه صريح لا يحتمل التأويل كما كما قد تحتمله الايات التي ذكرناه