وقليل من عبادي الشكور ان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين كل هذا يدل على انه لم تتحقق هذه المحبة صيغة الجمع في قوله تعالى ولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا امن فهم لها مالكون. فهذه الاية ذكر الله تعالى فيها اليد بصيغة الجمع. واليد هنا ليست القوة انما هي جمع على وجه التعظيم لله جل وعلى. واما الاية الاخرى التي ذكرها الاخ وهي قول الله تعالى والسماء خلقناها فهذه ليست جمع انما هذه جمع اه ليست ليست اليد التي هي ثابتة لله تعالى انما المقصود بها اه القوة بايدي الجمع قوة جمع قوة بايدي اي بقوة. اما صيغة الافراد فاما صيغة التثنية ففي قوله تعالى بل يداه مبسوطتان قولهم ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. فقول بل يداه مبسوطتان هذا فيه اثبات صفة اليد لله تعالى. هل نقول اليد جارحة بالنسبة لله تعالى لا لا نقول انها جارحة هي جارحة بالنسبة لنا. اما بالنسبة لله تعالى فهي صفة صفة من صفاته اخبر بها عنه لا يلزم منها اللوازم الباطلة التي يذكرها اهل التأويل. قال رحمه الله وروى ابو داوود ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التقى ادم وموسى فقال موسى يا ادم انت ابونا خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته يبتنى واخرجتنا من الجنة. فقال ادم الى اخر الحديث. قال وخط لك التوراة بيده واصطفاك برسالته. الى اخر الحديث. الشاهد في هذا الحديث اذ قوله خلقك الله بيده وقوله وخط لك التوراة بيده. الان هل يمكن تأويل هذا النعمة الجواب لا هل يمكن تأويله بالقدرة؟ الجواب لا. لماذا؟ لان الله تعالى خلق كل شيء بقدرته. فكل شيء ناشئ عن قدرة رب العالمين فلو كان معنى قوله خلقك الله بيده يعني بقدرته لما كان هناك تخصيص ما الوجه الذي اختص به ادم ان الله تعالى خلقه بيده التي اضافها الى نفسه التي هي صفة من صفاته. وليست هي القدرة التي يوجد بها كل شيء. وكذلك التوراة لو كان المقصود بالتوراة هنا وكتب لك التوراة اه وخط لك التوراة بيده انها نعمته فما فما الذي موسى عن ابراهيم في صحفه وداوود في زبوره وعيسى في انجيله ومحمد في قرآنه. الذي خص موسى انه قد كتب التوراة بيده التي هي صفة من صفاته. وليس بنعمته. فهذا جاء به المؤلف لابطال من اول صفة اليد بانها النعمة او من اول صفة اليد بانها القدرة كما قال بعضهم في قوله بل يداه مبسوطتان اي قدرتاه او نعمتاه هذا لا يمكن ان يكون لان الله تعالى ليس له قدرتين بل وسعت بل بل هو على كل شيء قدير جل وعلا. ونعمه لا تحصى فما بكم من نعمة فمن الله. قال رحمه الله فلا نقول يد كيدنا هي يد كيد يعني يد هذه الصفات غالبها من الصفات الفعلية غالبها من الصفات الفعلية التي يؤولها كثير من مثبتة الصفات فظلا عن نفاة الصفات. فالمحبة صفة فعلية. وقد اثبتها الله تعالى في كتابه فقال الله تعالى كيد المخلوق ولا نكيف يعني لا نطلب لها كيفية ولا نشبه هذا تأكيد لنفي التمثيل ولا نتأول هذي كلها تتعلق بالبدعة الاولى بدعة الممثلة. ثم جاء لذكر بدعة المعطلة قال ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول اهل التعطيل والتأويل. فالله على قدرته ليست محصورة بقدرتين بل قدرته جل وعلا وسعت اه كل شيء فكل شيء بقضاء وقدر والله تعالى على كل شيء قدير. بل نؤمن بذلك ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبه من غير تحديد يعني تحديد كيفية او صورة ولا تشبيه قال ولا يصح حمل اليدين على القدرتين فان قدرة الله تعالى واحدة فان قدرة تالله واحدة وسعت كل شيء ولا على النعمتين فان نعم الله تعالى لا تحصى كما قال عز وجل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وذكرنا قبل قليل انه لا تحصر قدرة الله تعالى بامر واحد حتى من حيث المفعولات. لو قال من حيث المفعولات نقول الله تعالى قدرته من حيث نتاجها مما لا حصر له فالله تعالى على كل شيء قدير. كل شيء بقضاء وقدر. وكل شيء بقدرة الله جل وعلا. فلا يمكن ان يقال لا من حيث ما قام به من وصف وهو الذي اشار اليه المؤلف قال ولا يصح حمل اليدين على القدرتين فان قدرة الله واحدة باعتبار النظر الى صفته قامت به واما باعتبار ما ينتج عن هذه القدرة فلا حصر له. فالمخلوقات التي بقدرة الله تعالى ما من شيء الا بقدرته جل وعلا فلا يكون شيء الا بتقديره سبحانه وبحمده. قال ولا على النعمتين فان نعم الله عز وجل لا تحصى كما قال عز وجل. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها والخلاصة ان الله تعالى اثبت هذه الصفة لنفسه واثبتها له رسوله وهي صفة لائقة بالله جل وعلا والذي نثبته لله تعالى من ذلك اه من من هذه الصفة ان له جل وعلا يدين كما يليق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ثم قال وكل ما قال عز وجل هذا نعم. وكل ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل. مثل المحبة والمشيئة والارادة الضحك والفرح والعجب والبغض. والسخط والكره والرضا وسائر ما صح عن الله ورسوله. وان نبت عنها اسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين. فما زال المؤلف رحم الله يذكر ويقرر عقد اهل السنة والجماعة فيما يتعلق بصفات الله جل وعلا وكان قد تكلم رحمه الله في المقطع السابق عن اثبات صفة اليد لله جل وعلا ان له يدان وان له يدين سبحانه وبحمده وبعد ذلك اجمل جملة من الصفات ذكرا دون استدلالا وتفصيلا. فقال رحمه الله وكل ما قال عز وجل في كتابه اي كل ما ذكره الله جل وعلا في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل يعني وصح اسناده وثبت نقله مثل المحبة والمشيئة والارادة الى اخر ما ذكرت قال رحمه الله وان نبت عنه اسماع بعض الجاهلين واستوحش جت منه نفوس المعطلين. اهل السنة والجماعة يثبتون كل تلك الصفات وقوله وكل ما قال في كتابه وصح عن رسوله وعطف على ما ذكره المؤلف رحمه الله من وجوب اثبات صفة الله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل لانه قال رحمه الله بل نؤمن بذلك ونثبت له الصفة من غير تحديد ولا تشبيه ولا يصح اه حمل اليدين على القدرتين ثم قال وكل ما قال عز وجل يعني نثبت كل ما قال من غير تحديد ولا تشبيه وذكر جملة الصفات التي آآ اراد آآ الحاقها بما تقدم من الصفات. فالقاعدة في باب الصفات واحدة والطريق في باب ما ذكر الله تعالى واخبر به عن نفسه طريق واحد ليس في ذلك اختلاف ولا اشتباه الاضطراب وهذا من دلائل الصحة فان من علامات الصحة الاضطراب. ومن دلالات الفساد التناقض والاضطراب. يعني اي يقول يحصل فيه تناقض او اضطراب فهو يدل على خلل في القول. اما الاقوال التي تضطرد ويكون القول فيها واحدا فان ذلك دليل صحتها وسلامتها. اهل السنة والجماعة منهجهم واحد فيما تقدم من الصفات المذكورة سواء كانت صفاتا وان كانت صفات صفات معنوية او صفات سمعية سواء كانت صفات ذاتية او صفات فعلية الباب في ذلك كله واحد لانه اهل السنة والجماعة يثبتون ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال المؤلف رحمه الله فيما من الصفات قال مثل المحبة والمشيئة والارادة والضحك والفرح والعجب والبغض والسخط والكره والرضا مخبرا عن نفسه جل وعلا ان الله يحب المقسطين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. اه فسوف يأتي الله قوم يحبهم ويحبونه ذكر الله جل وعلا المحبة في مواضع كثيرة من من كلامه اخبر فيها عن حبه اقوى من جل وعلا ذكرهم بصفاتهم سبحانه وبحمده. فالمحبة ثابتة يثبتها اهل السنة والجماعة لله تعالى على الوجه به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ولا يلزم منها ان يلازم باطل بل هي من صفات الكمال لان المحبة صفة كمال حيث انها تدل على كمال الموصوف بها بخلاف الذي لا يوصف بذلك و هذه الصفة اهل السنة والجماعة جروا فيها على ما تقدم بيانه وذكره. خالف في هذه الصفة طوائف. فمنهم من اولها وقال حبة هي ارادة الاحسان وارادة الثواب. ومنهم من نفاها ولم يؤولها كالجهمية الذين ينفون صفات الله جل وعلا. والعلة في النفي قالوا ان المحبة لا تكون الا بين متناسبين. المحبة لا تكون الا بين متناسبين فاما اذا لم يكن تناسب فانه لا تثبت المحبة. وعليه قالوا انه لا تناسب بين الخالق مخلوق فلذلك لا يمكن ان يحب ولا يمكن ان يحب. لا يمكن ان يحب ولا يمكن ان يحب. وهذا قول الجهمية والمحبة في الطرفين فقالوا الله لا يحب عباده والعباد لا يحبون الله تعالى لانه ما في مناسبة هكذا يقولون وهم في هذا كاذبون الله تعالى الخالق الرازق الرب الاله المعبود المحبوب جل وعلا. فاي مناسبة اعظم بين اه فاي مناسبة اعظم من هذه المناسبة. نعمة الخلق والايجاد والانجذاب الفطري الذي لا يمكن ان تسده الحاجات ولا يمكن ان يسد الا بتوجيه المحبة رب العالمين. فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى فلا يغنيه عنه حب ثاني. فمهما طلب الناس حبا غير حب الله تعالى لم يجدوا لقلوبهم سدا ولم يجدوا لها كفاية الا بمحبته سبحانه وبحمده. فهم في هذا جائرون واما قولهم انه ما في مناسبة نقول اذا كانت هناك مناسبة بينك وبين الجمادات فالانسان يحب الجماد لما بينه وبينه من اتصال فكيف بالرب المنعم المتفضل الذي له الكمالات سبحانه وبحمده له المثل الاعلى وله الاسماء الحسنى. لا شك ان مناسبة اعظم ما يكون في محبة العبد لربه. واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن احد وهو جبل اصم جبل يحبه نحبه ويحبنا. فكيف بمحبة للعالمين مع ان المناسبة بين الجماد والانسان على زعمهم معدومة او واهية وضعيفة ثم اذا كانت هناك مناسبة بين الانسان المتحرك الحي وبين الجماد يحب الانسان الجماد فما الذي يجعل الجماد يحب الانسان فالنبي صلى الله عليه وسلم اثبت المحبة في الطرفين في جبل احد يحبنا ونحبه كما في الصحيح فهذا كله تظليل وتشبيه وتشويش لتعطيل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. ثم انهم ما حرفوا هذه الصفة وعطلوها منهم من رد النصوص الواردة ومنهم من اولها ومنهم من قال هذه امور مجازية لا لا لا يراد اه ما لا يراد معناها ولا مقصودها وليس مقصودا مظمونها. والقسم الثاني هذا القسم الاول الذين والمحبة من الطرفين. القسم الثاني الذين اثبتوا المحبة من الله من العبد لربه. ولكنهم لم يثبتوا محبة الله لخلقه. واولياءه واصفيائه هذا القسم الثاني وهذا قول كثير من مثبتة الصفات. آآ الاشعرية وغيرهم ويفسرون المحبة في هذا المقام بانها ارادة الثواب وهذا قول مثبتة الصفات او الثواب نفسه وهذا قول المعتزلة الذين ينفون صفة الارادة عن الله تعالى اذا عندنا الان في اصل المحبة قولان عند الطوائف المخالفة لاهل السنة والجماعة الذين ينكرون المحبة من الطرفين وهم الجهمية وولاتهم الذين يثبتون المحبة من العبد للرب لكنهم ينفون محبة الرب للعبد ويأولون ذلك اما بالثواب واما بارادة الثواب والاحسان اما بالثواب نفسه والاحسان نفسه او بارادة الثواب والاحسان. وكل هذه طرق منحرفة وهؤلاء الذين يقولون ارادة الثواب مثبتة الصفات كالاشاعر والماتريدية واشباههم والكلاب واشباههم. واما الذين يقولون بانه الثواب نفسه فهؤلاء المعتزلة لانهم لا يثبتون صفات الارادة. ثم ذكر المؤلف رحمه الله المشيئة فقال والمشيئة والمشيئة والارادة. جاء بذكر المشيئة بعد المحبة. لان من المؤولة من يقول المحبة هي المشيئة. المحبة هي المشيئة وهذا قول الجبرية الذين يفسرون المحبة بالمشيئة. فيقولون يحب كذا معناه يشاؤه. وهذا خلط بين والمحبة فان المحبة قد تكون لما لا يشاء الله تعالى وجوده ولا يقضي قيامه في الخارج. فالمحبة لا تقترن بالمشيئة فقد يحب ما يشاء وقد يشاء ما لا يحب. وقد لا يشاء ما يحب جل وعلا فليس هناك اقتران بين المحبة والمشيئة مثلا الله تعالى يحب ان يؤمن عباده اليس كذلك؟ هذا موجود امن العباد كلهم فما شاء فما احبه لا يلزم منه ان يقع وان يشاء. كما ان ما شاءه لا يلزم ان يكون محبوبا بل كما يعني كما دلت الله تعالى يكره الكفر جل وعلا ولا ولا يحبه ومع ذلك شاء وقوعه جل وعلا لحكمة. فالمقصود ان الذين يقرنون بين المشيئة والمحبة يخطئون فبينهما فرق فالمحبة لا يلزم منها الوقوع كما ان الوقوع لا يلزم منه ان كن محبوبا لله جل وعلا. ثم قال والمشيئة والمشيئة والارادة. المشيئة والارادة بينهما تداخل. فالمشيئة هي هي التي يصدر عنها كل ما في الكون. المشيئة هي حكم الله تعالى الكوني الذي لا تخرج عنه حادثة ولا تنبو عنه واقعة في الكون. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكأ. وما لم يشأ لم يكن هذا عقد اهل السنة والجماعة في مشيئة الله تعالى. والارادة الارادة تنقسم الى قسمين. بخلاف المشيئة المشيئة ليس فيها قسمان انما المشيئة شيء واحد هي هي المشيئة هي عنها يصدر كل شيء. واما الارادة فتنقسم الى قسمين. ارادة كونية وارادة شرعية ارادة كونية وارادة شرعية الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة واما الارادة الشرعية فهي التي يقضي الله تعالى فيها ما يحبه جل وعلا اذا عندنا الان الارادة نوعان ارادة قدرية خلقية كونية وارادة شرعية دينية امرية هذه اسماؤها في كلام اهل العلم. الارادة الكونية يسمونها ارادة كونية خلقية ايش؟ قدرية. قدرية. والثانية ارادة. الارادة الشرعية ارادة امرية دينية شرعية. الفرق بين هذين النوعين الارادة ان الارادة الكونية لا تتعلق بالمحبة. ولابد ان تقع. اما الارادة الدينية الامرية الشرعية فهي تتعلق بالمحبة لا يريد دينا الا ما يحب. اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا فلا يشرع الا ما يحب والامر الثاني انها لا يلزم منها الوقوع قد يريد ما لا يقع في الارادة الكونية في الارادة في الارادة الشرعية الدينية الامرية. في الارادة الدينية الشرعية الامرية قد يريد ما لا يقع وهذا وواضح بالمثال اللي ذكرناه ايمان الخلق فانهم لم كثير من الخلق لم يؤمنوا ولم يقوموا بحق الله تعالى مع كونه مع كون الايمان محبوبا الله جل وعلا بالنظر الى المشيئة المشيئة في اي النوعين تدخل او اي النوعين توافق الارادة الكونية او الارادة الشرعية الارادة الكونية. طيب ما التعريف للارادة الكونية؟ الارادة الكونية هي حكم الله تعالى في الكون. هي حكم الله تعالى هي قضاء الله تعالى وقدره هي حكمه الكوني هذي الارادة الكونية. الان جلوسنا في الدرس هنا بارادة الله تعالى الكونية بارادة الله تعالى الكونية. حركاتنا سكوننا ذهابنا مجيئنا كل شيء الكون كل حركة وسكون في الكون هو بارادة الله تعالى الكونية ومشيئته سبحانه وبحمده. اما طاعة الطائعين و اخبات المخبتين وصلاح الصالحين هذا بارادته الشرعية. كما انه قد يتفق في الشيء الواحد الكونية والارادة الشرعية. الله تعالى يحب الصلاح اليس كذلك؟ يحب الطاعة والعبادة. فاذا اطاع العبد ربه صلى صلي زكى المزكي وحد الموحد الان هذه عبادات وجدت فاجتمع فيها الارادة الكونية من حيث الوقوع والارادة الشرعية الدينية من حيث المحبة. المحبة وهذا اجمال واختصار هذين النوعين من الارادة واما ادلة ما ذكر المؤلف من هذه الصفات في المشيئة والارادة فالله تعالى ذكر في المشيئة ايات كثيرة منها قول الله تعالى ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله وقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء اللهم اشبه ذلك من الايات التي اثبت فيها المشيئة. واما الارادة فالارادة ذكرنا انها كم نوع يا اخواني؟ انها نوعان النوع الاول كونية ولا النوع الثاني؟ الشرعية. الدليل الكونية او اي نعم. دليل الكونية قول الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصطعد في السماء. هذه الاية نموذج او مثال للايات التي ذكر الله تعالى فيها الارادة الكونية. وهي ارادته للهداية وارادته الاضلال كل هذا بقضائه وقدره جل وعلا. واما ارادته الدينية فهي ارادته يحبه جل وعلا. مثال ذلك يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. يريد الله بكم اليسر. هنا اثبت ارادة اليسر وهذه الارادة ايش ارادة شرعية لانه يحب اليسر لعباده فهذا مثال للارادة الشرعية الدينية الامرية. بعد ذلك قال المؤلف رحمه الله والضحك والفرح والعجب والبغظ هذي كلها من صفات الفعل فالضحك صفة فعلية ثابتة لله تعالى بالتواتر. ثبتت لله جل وعلا بالتواتر في سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهي صفة كمال لا يلزم منها نقص كما يتوهمه المتوهمون. وهم يفسرون الضحك رضا ثم اذا جئنا للرضا قالوا الرضا المقصود به الثواب او ارادة الثواب او الاحسان او ارادة الاحسان. من الادلة على الثبوت صفة الضحك لرب العالمين ما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان جنة وغير ذلك من النصوص يكفي هذا في هذه الصفة. قال والفرح والمقصود بالفرح امر غير الرضا الظحك صفة والفرح صفة وقد ثبت الفرح لله جل وعلا وهو دليل المحبة هم يفسرون هذا بالمحبة لكن نحن اقول الفرح امر زائد عن المحبة. فقد يحب الانسان شيئا او يحب الشخص شيئا ولا يفرح به. او وتكون صفة الفرح به امرا زائدا على محبته. من امثلة الادلة الدالة على ثبوت هذه الصفة لرب العالمين. حديث انس المشهور في محبة الله في فرح الله تعالى بتوبة العبد لله اشد فرحا بتوبة احدكم من من آآ الرجل يظل راحلته في فلاة فيطلبها ثم لما يأس منها اوى الى الى شجرة نام ثم لما استيقظ الى راحلته فوق رأسه فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك. هذا دليل من ادلة الفرح وهو يدل ومن لازم الفرح المحبة. قال والعجب والعجب صفة من الصفات الثابتة لله جل وعلا. ومن ذلك ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة من حديث ما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله وسلم قال عجب الله من قوم يدخلون الجنة بالسلاسل. والعجب اوله ونفاه طائفة من مؤولة الصفات والمخالفين لاهل السنة والجماعة وقالوا انه يدل على الاندهاش ويدل على عدم العلم السابق لان العجب بزعمهم لا يكون الا عن عدم علم وهذا خطأ في الفهم لمعنى العجب فالعجب لا يلزم منه عدم العلم. قد يعجب الانسان من الشيء لا لعلمه به لكن يعجب خروجه عن نظائره. فالعجب يكون للاندهاش ويكون ايضا لخروج الشيء عن نظائره مع علمك به واحاطتك به تعجب لكونه خرج عن نظائره وعن امثاله. من ذلك قول الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ربنا من شاب ليس له صبوة وهذا الحديث في المسند باسناد لا بأس به. يعجب ربنا لشاب ليس له صبوة المقتضى للشباب والفتوة الخروج بانواع من المخالفات فاذا كان الشاب يحفظ نفسه فهذا قد خرج عن نظيره ممن هم في سنه. فلذلك كانت استقامته مع شبابه وفتوته من محال عجب الرب جل وعلا لا لعلمه بذلك قبل قبلا بل هو العليم بكل شيء جل وعلا انما لكون هذا خارج عن ايش؟ عن نظائره. فالتعجب من الشيء لا يلزم منه ايش يا اخواني؟ لا يلزم منه سبق الجهل او عدم العلم انما ذلك لكون الشيء خارجا عن نظائره وامثاله. وهذا كثير في في في العجب ومنه هذا عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل هذا خارج عن النظائر اذ ان دخول الجنة وهي المحبوبة المرغوبة المطلوبة يكون بالاختيار او بالاضطرار يكون بالاختيار او بالاكراه. الغالب ان يكون بالاختيار. فهؤلاء خرجوا عن من يدخل الجنة باختياره وهم كونهم خرجوا الجنة اه دخلوا الى الجنة بالسلاسل. قال والبغض ايضا من الصفات الثابتة للرب جل وعلا وقد جاء ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومنه ما في الصحيح من حديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اذا ابغض عبدا نادى في السماء يا جبريل اني ابغض فلانا فابغضه. فيبغضه ثم ينادي جبريل في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضه فيبغضه عن السماء. ثم يوضع له اه الردى والبغظ والبغظاء في الارظ نعوذ بالله من الخذلان والخسران. وهذا يثبت هذه الصفة لله وعلا قال واهل السنة يثبتونها كسائر صفات الفعل التي آآ اخبر الله تعالى بها عن نفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال والسخط هذا وصف جاء ذكره في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى ذلك بانهم اتبعوا وما اسخط الله وكرهوا رضوانه. وقال تعالى لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم. فالسخط اخبر الله تعالى به عن نفسه في كتاب وكذلك جاء في السنة في الصحيحين من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن اهل الجنة احل عليكم رظواني فلا اسخط ابدا والكره كذلك اخبر الله تعالى عن نفسه بانه يكره بعض الاعمال والاشخاص والاشياء من ذلك قال ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم واما السنة فما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب لقاء الله احب الله لقاءه من كره لقاء الله كره الله لقاءه الرضا كذلك من صفات الفعل الثابتة والمذكورة في الكتاب والسنة