قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد ننظر الى هذه الاركان المذكورة في في كلام المؤلف رحمه الله واركانه ستة اركانه اركان جمع ركن والركن هو الذي لا يقوم الشيء الا به ففهمنا من هذا ان اختلال وصف من هذه الاوصاف المذكورة كلمة في الايمان تلمة في الايمان. ماذا تؤدي؟ وماذا تفضي بصاحبها؟ الى ارتفاع وصف الايمان عنه. فمن امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر لكن لم يؤمن بالقدر هل يكون مؤمنا؟ هل يستحق وصف الايمان؟ الجواب لا يستحق لانه فقد ركنا من اركان الايمان الذي لا يثبت ولا يقر الا به طيب يقول رحمه الله ان تؤمن بالله الايمان بالله يتضمن امورا. نذكرها على وجه الاجمال لقرب عهدنا بها في الواسطية الايمان بالله يستلزم ويقتضي الايمان بوجوده بربوبيته بالوهيته باسمائه وصفاته ولو اننا لم نذكر الوجود لما ظرب لان لانك اذا اقررت بالثلاث فيلزم من من منها ان يكون موجودا من تثبت له الوجود ومن من تثبت له الربوبية والالهية والاسماء فهو موجود لا تثبت ذلك لعدم لان اوصاف والاوصاف لا تثبت الا لموجود لا تثبت لمعدوم وانما نص على الوجود لاجل اي شيء يا اخوان لمقابلة شبهة الملحدين اهل التعطيل الذين يقولون لا وجود لاله لا اله والكون مادة فهؤلاء الجواب على شبهاتهم نقول لا يحصل الايمان الا بهذه الامور الاربعة. ثم قال رحمه الله وملائكته الايمان الملائكة الملائكة هم عالم غيبي نوران احياء ناطقون خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور ولهم شأن عظيم مفصل في الكتاب والسنة. الايمان بهم ان تؤمن بوجودهم على وجه الاجمال وان تؤمن بما ذكره الله عز وجل عنهم في كتابه وما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح من سنته وان تؤمن بمن سمي منه وان تؤمن بانهم خلق عظيم لهم احوال وقدرات الله مكنهم منها وانهم مذللون لرب العالمين لا يخرجون عن امره هذا مما يتضمنه الايمان بالملائكة. الايمان بالكتب الايمان بان الله سبحانه وتعالى انزل الى رسله كتبا والله اعلم بها وتؤمن بما سماه الله منها كالزبور والانجيل والتوراة والقرآن وهو اعظمها ويزيد القرآن خاصية وميزة في الايمان ان تؤمن بان اخباره يجب تصديقها وان احكامه يجب القياد لها فهذا ما اختص به القرآن دون غيره من الكتب وايضا ان تؤمن بان الجميع كلام الله حتى التوراة هي من كلامه سبحانه وتعالى مع انه كتبها لكنه كتبها وتكلم بها طيب ورسله الرسل الايمان بالرسل يحصل باي شيء؟ الايمان بان الله سبحانه وتعالى بعث رسلا لا يحصيهم الا هو. وان تؤمن بمن سماه الله منهم وان تؤمن بانهم بلغوا البلاغ المبين ونصحوا اممهم وقاموا بما امرهم الله به ويختص محمد صلى الله عليه وسلم بان تؤمن بان تؤمن انه خاتم الرسل. وانه خاتم النبيين وانه لا نبي بعده انه مبعوث الى الثقلين الجن والانس وانه من اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار وانه لا ينتظر نبي بعده ولا يرتقب كتاب غير كتابه. فلا كتاب بعده بعد كتابه ولا نبي بعد بعده صلى الله عليه وسلم اضافة الى هذا ذكرنا الطاعة والانقياد آآ قبول اخباره وآآ تصديق اخباره وقبول آآ ما جاء به من الاحكام. قال واليوم الاخر الايمان باليوم الاخر ملخصه ان تؤمن بكل ما اخبر الله به مما يكون بعد الموت هذا ملخص الايمان باليوم الاخر فاليوم الاخر يبتدأ من متى بالموت قال الله جل وعلا وجاءت سكرة الموت بالحق جاءت سكرة الموت بالحق يعني بما اخبرت به الرسل مما يكون بعد الموت من الثواب والعقاب كما تقدم في التفسير. قوله وبالقدر خيره وشره هذا فيه اثبات القدر؟ وما هو القدر؟ القدر هو حكم الله الكوني هذا تعريف القدر احسن ما قيل في تعريفه ان القدر هو حكم الله الكوني. فتؤمن بان الله سبحانه وتعالى علم بالاشياء قبل وقوعها وانه كتبها سبحانه وتعالى وان ما علمه وكتبه فقد طابق مشيئته وخلقه وبهذا تعلم ان مراتب القدر اربع مراتب كما سيأتي بيانها ان شاء الله تعالى قوله رحمه الله بالقدر خيره وشره المقصود بالقدر هنا المقدور. يعني بما قدره الله من الخير والشر واعلم ان الله سبحانه وتعالى ليس في فعله شر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه والشر ليس اليك. والشر لا يضاف الى الله عز وجل ولا ينسب اليه انما الشر في المفعولات في المقدورات في المخلوقات اما تقديره وفعله وخلقه فلا شر فيه سبحانه وتعالى الخير كله في يديه. قال والدليل على هذه الاركان على هذه الاركان الستة يقول رحمه الله قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. هذه كم ركن خمسة اركان ثم قال ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. وقد جمعت في حديث جبريل الذي سيأتي واعلم ان ان الادلة على هذه الاصول كثيرة وانما يذكر اهل العلم هذين الدليلين لان الدليل الاول جمع خمسة اركان من اركان الايمان. والثاني نص على الركن السادس والا فانه لا ينحصر الاستدلال على هذه الاركان بهذا الدليل وانما نبهت على هذا حتى لا يتوهم المتوهم ان العلماء اذا ذكروا هذا الدليل فلا دليل غيره بل الادلة كثيرة وانما هذا الدليل يذكر ويكرر لكونه ايش فجمع اكثر اركان الايمان قال المؤلف رحمه الله المرتبة المرتبة الثالثة. المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله كأنك تراه اه فان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين انهم محسنون. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله تعالى وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه والدليل من السنة حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان. وتحج البيتين استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وبالقدر خيره وشره. قال قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال من المسؤول عنها باعلم من السائل. قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاشا يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبثنا مليا. فقال عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم الحمد لله هذه المرتبة الثالثة من مراتب الدين قال رحمه الله في بيانها الاحسان ثم قال ركن واحد وكما بينا في الايمان نقول هنا ايضا ان الاحسان الذي بينه حديث جبريل والذي يتكلم عنه الشيخ رحمه الله هنا هو المظلوم المقترن بالايمان والاسلام فتنبه لهذا فليس التعريف هنا للاحسان على وجه الاطلاق بل الاحسان الذي يقترن بالايمان والاسلام دليل هذا انه لو ان شخصا اقر بالاصول بالاركان الستة في الايمان لكنه لم يصلي ولم يحج ولم يقر بوجوب هذه الاشياء هل يكون مؤمنا الجواب هذا لا يكون مؤمنا باجماع اهل العلم. كما ذكر ذلك شيخ الاسلام رحمه الله وكذلك من اتى بالشهادتين واتى بالصلاة والزكاة والصيام والحج لكنه لم يؤمن بالاركان المذكورة في الايمان بالاركان الستة هل يكون مسلما الجواب لا يكون مسلما باجماع اهل العلم فتنبه لهذا وانما كررته لاهميته قوله رحمه الله ركن واحد يعني ليس فيه تعدد ولكن هذا الركن مقامان فالاحسان له مقامان قال رحمه الله وهو ان تعبد الله كأنك تراه هذا هو المقام الاول وهكذا جاء بيانه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل فان لم تكن تراه هذا هو المقام الثاني فانه يراك وانظر كيف بدأ باعلى ما يكون من الاحسان وهو ان يعبد العبد الله سبحانه وتعالى كأن كانه يراه يعني وحاله حال الذي يعبد الله وهو يشاهده وينظر اليه. وكيف تكون الحال اذا كان العبد في عباداته في ذهابه وايابه في معاملاته في جميع شؤونه يتصرف وهو كالناظر الى رب السماوات والارض فوق سماواته مستو على عرشه يراه ويراقبه ويطلع عليه كيف تكون حاله تكون في اعلى درجات الايمان واعلى درجات الدين وهي درجة الاحسان بل اعلى المقامين في الاحسان هو ان يعبد العبد ربه كانه يراه ولذلك هذا المقام مقام كبير وشأنه عظيم ويحتاج الى استحضار تام وشهود متواصل وان يعلم العبد انه لا تخفى على الله منه خافية ويحتاج الى زيادة العناية بمطالعة ما ذكره الله عن نفسه من الاسماء والصفات فان القلب اذا توالى عليه ما اخبر الله به عن نفسه وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم عن عن ربه قوي قلبه واصبح العلم كالمشاهدة حتى يكون كالذي يشاهد ربه بعينه في تصرفه في عمله في قيامه في قعوده في خروجه في عبادته وهذا معنى اكثر الناس يغفلون عنه اذا هذا هو المقام الاول وهو اعلى مقامات الدين. المقام الثاني وهو منزلة دون المنزلة الاولى فان لم تكن تراه فانه يراك وهو استحضار مراقبة الله عز وجل واستحضار اطلاعه سبحانه وتعالى عليك يا عبد الله واعلم ان اطلاع الله ونظره ورؤيته وعلمه لا يقتصر على ظاهر حالك بل الظاهر والباطن عند الله سواء قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فنظر الله عز وجل لا يقتصر على حال الانسان الظاهرة بل يشمل الظاهر والباطن ثم ذكر رحمه الله الدليل على هذه المرتبة فقال والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فاثبت الاحسان في قوله والذين هم محسنون وهذا يشمل درجة الاحسان ومقامه الاحسان المقام الاول ان تعبد الله كأنك تراه والمقام الثاني فان لم تكن تراه فانه يراك وقوله وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم فيه دليل على اي المقامين من مقامات الاحسان على المقام الثاني وهو استحضار رؤية الله عز وجل للعبد فالله عز وجل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يتوكل عليه فيقول وتوكل على العزيز الرحيم وانظر كيف ذكر هذين الوصفين في باب التوكل. العزيز الذي يمنعك والرحيم الذي يوصل اليك البر والاحسان وبهما يحصل للخائف والقلق مقصوده وتسكن النفس ولا يكون فيها نظر الى غير الموصوف بهذين الوصفين لان الذي يطلب امرا ويسعى في تحقيقه سواء دفعا او جلبا اذا علم ان انه يستند ويعتمد على من يمنعه ومن يوصل اليه الخير هل يكون في قلبه نظر الى غيره؟ الجواب لا وهذا السر في ذكر هذين الاسمين في مقام التوكل. الذي يراك حين تقوم وهذا فيه اثبات رؤية الله عز وجل لعباده. حين تقوم اي في صلاتك وعبادتك وتقلبك في الساجدين اي وتغير احوالك في العبادة من قيام وركوع وسجود وهذا فيه الحامل للعابد ان يحسن العبادة. انت اذا وقفت في صف الصلاة واردت الدخول فيها فاستحظر هذا الامر. ان الله جل وعلا يراك وستجد لهذا الاستحضار اثرا في احسان العبادة وتجويدها واصلاحها والمبالغة في احسان العمل قال وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم وهذا فيه اثبات سمعه سبحانه وتعالى وفيه اثبات علمه جل وعلا وهل السمع كالعلم الجواب لا ايهما اشمل واوسع العلم فالله يسمع مقالك ويعلم بجميع احوالك ما تتلفظ به وما لا تتلفظ به ثم قال وقوله تعالى وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه هذه الاية ذكر فيها الله عز وجل امورا خاطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقال وما تكونوا في شأننا الخطاب للنبي صلى الله ما تكون في شأن يعني ما تكون في حال من الاحوال وما تتلو منه من قرآن الظمير في قوله منه اما ان يعود الى شأن يعني وما تتلوا من شأن من القرآن والمعنى اي ما تتلوا لشأن من شؤونك فمن هنا للسببية يعني لسبب من الاسباب ما من احوالك ما تتلو منه من قرآن الا والله عز وجل عالم به كما سيأتي وقيل ان الضمير في قوله منه عائد الى القرآن نفسه فيكون المعنى وما تتلوا من القرآن من قرآن وهذا المعنى هو الذي رجحه بعض المحققين من المفسرين قال ولا تعملون من عمل تعملون من عمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح. طيب والاقوال؟ هل تدخل في ذلك الجواب نعم تدخل الاقوال الاقوال داخلة في هذا لانها نوع عمل الا كنا عليكم شهودا وهذا الشاهد من الاية وهو اثبات شهود الله عز وجل على احوال العبد وانه يراه وانه مطلع عليه سبحانه وتعالى. لا تخفى منه من شأنه خافية قال الا كنا عليكم اذ شهودا اذ تفيضون فيه يعني اذ تدخلون وتشرعون وتقبلون فيه يعني في هذه التي قال ولا تعملون من عمل وهذا فيه تمام شهود الله عز وجل واطلاعه على حال العبد وهو دليل على اي نوع على اي مقام من مقامات الاحسان الدليل على المقام الثاني ان لم تكن تراه فانه يراك هذا هو المقام الثاني من مقامات الاحسان. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد