حديث ابن مسعود رضي الله عنه لا اقول الف حرف ولام حرف وميم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف فان ابن مسعود رضي الله عنه بين من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ان الالف الهجائية ليس حرفا الف لام ميم ليست حرفا انما الالف الهجائية التي تتكون من الالف واللام والميم الف انام الالف واللام والفاء حرف واللام التي تتكون من ثلاثة احرف هجائية حرف لام لا الاء اللام والالف والميم والميم المتكونة من ثلاثة احرف هجائية حرف ميم آآ ياء وميم. فدل هذا على ان الحرف في كلام المتقدمين ليس هو المفردة الهجائية يعني ليس الحرف الهجائي اباء تاء ثاء حاء كما هو المعروف في اصطلاح المتأخرين والمقصود ان ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الحروف اي ما في القرآن من كلمات سواء كانت تفيد معنى مش باستقلال او تفيد معنى باضافتها الى غيره على التقسيم اهل اللغة من النحويين الى الاسم والحرف والكلام والفعل كلها هذا يعتقدونه من كلام الله تعالى اي ان الله تعالى تكلم به. نعتقد ان الحروف المكتوبة والاصوات المسموعة عين كلام الله تعالى وهذا ما اشرنا اليه من ان الكلام لا يخرج عن كونه كلام الله تعالى بكتابته ولا يخرج عن كونه كلام الله تعالى بتلاوته وقراءته فقوله الاصوات المسموعة اي اصوات المتكلمين به وليس المقصود صوت الله تعالى الذي سمعه جبريل او سمعه موسى عليه السلام انما الاصوات اصوات التالين. الاصوات اصوات التل لهذا الكتاب عين كلام الله تعالى لا حكاية ولا عبارة وهو بهذا ينفي معنيين من المعاني التي اول وحرف جماعة من اهل الاسلام كلام الله تعالى اليه حيث قالوا معنى كلام الله تعالى آآ معنى ان القرآن كلام الله تعالى اي انه حكاية عن كلام الله تعالى. معنى ان القرآن كلام الله تعالى انه عبارة وحكاية وعبارة هل هو من الترادف؟ الجواب لا. حكاية هو قول الكلابية وعبارة هو قول الاشعرية وهل بينهما فرق؟ نعم بينهما فرق في قولهم يعني يقولون اذا قلنا ان كلام الله حكاية عن عن عن ما في نفس الله تعالى او عبارة عن ما في نفس الله تعالى فهم يعتقدون ان الكلام معنى نفسي. وليس لفظا يتكلم الله تعالى به هذا اه هو قول اه هؤلاء والفرق بين الحكاية والعبارة قالوا انا اذا قلنا حكاية فنحن نمثل كلام الله تعالى بالمعنى القائم بذات الله تعالى المعنى الموصوف به الله تعالى المحكي لان الحكاية مماثلة تقتضي المماثلة فلذلك قال الاشعري وما قالوا انه ليس حكاية انما هو عبارة فرارا من التشبيه الذي يفيده لفظ حكاية. المقصود لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ان يحلف بغير الله تعالى كما في حديث عمر وحديث ابن عمر وحديث واحاديث اخرى ايضا فيها نهي النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الاختلاف لا يغير في الحقيقة شيئا. فمن قال بانه حكاية ومن قال بانه عبارة كلهم ينفون ان كلام الله تعالى بحرف وصوت ويقولون ان كلامه هو معنى النفس. الكلام معنى نفسي ويستدلون لذلك بقول الشاعر ان الكلام في الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا. فيقول الكلام هو ما في النفس. واما ما يظهر في اللسان من قول فانما هو هو دليل عبارة حكاية وليس هو الكلام فالكلام يطلق على المعنى النفسي هكذا قالوا وبهذا يكونون قد خالفوا ما دل عليه القرآن وما دلت عليه السنة وما دل عليه اجماع سلف الامة وما هو مفهوم من لسان العرب من ان الكلام لا يسمى كلاما الا اذا كان بحرف وصوت فما يقوم في النفس وان كان قد يطلق عليه كلام مجازا. كأن تقول زورت في نفسي كلاما لكن هذا لا يصدق ولا ينصرف اليه معنى كلام عند الاطلاق او لفظ الكلام عند الاطلاق الا بنوع تأويل واما عند الاطلاق فان الكلام هو ما قام ما كان في الخارج من لفظ او معنى ما كان من اللفظ ومن المعنى فلذلك قوله آآ رحمه الله لا حكاية ولا عبارة هو رد على من قال ان كلام الله كلام نفسي وان ما من القرآن من من من القرآن انما هو عبارة وحكاية عن كلام رب العالمين. رد عليهم المؤلف رحمه الله بان الحروف والمعاني كلام الله تعالى. فقال قال الله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب المشار اليه هذا الكتاب الذي منه الف لام ميم الذي منه الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه اي هذا الكلام هو الكتاب الذي نزل به الروح الامين على محمد صلى الله عليه وسلم. لا ريب فيها اي لا شك في انه كلام الله تعالى. ولا ريب انه حق من الله تعالى وكذلك الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك. والف لام ميم صاد من الذي انزل اليه؟ كتاب فهو مكتوب فلا يخرج عن كونه فلا يخرج بكونه مكتوبا عن كونه كلام الله تعالى. اذا فائدة الاستدلال بهذا اثبات ان الاحرف هي كلام الله تعالى وان هذا هذه الاحرف لا تخرج عن كونها كلام الله تعالى اذا كتبت او تليت الف لام ميم تلك ايات الكتاب المبين ثم ذكر جملة من الايات. قال فمن لم يقل ان هذه الاحرف عين كلام الله عز وجل فقد مرق من الدين مرق اي خرج والمروق هو سرعة الخروج من الشيء وذلك اما ان يخرج بامر هين يعني بامر لا معاناة فيه. واما ان يخرج بامر فيه عسر ومشقة المروق يشير الى سرعة وسهولة في الخروج سرعة وسهولة في الخروج فقوله مرق من الدين ما المقصود به هو الخروج سواء كان بسهولة او بعبارة تطلق ويراد بها الخروج من الدين عموما لكن من حيث التركيب او المعنى الاصلي لهذه الكلمة تفيد هذه الكلمة سرعة وسهولة الخروج. قال وخرج من عن جملة المسلمين لتكذيبه كلام رب العالمين. يقول ومن انكر ان يكون حروفا فقد كابر العيان واتى بالبهتان. كابر العيان يعني كبر تدركه الاعين وتدركه الابصار من ان كلام الله تعالى حروف وان الله تعالى قد تكلم به واتى بالبهتان يعني زور والكذب البين الذي لا يقبل. قال رحمه الله وروى الترمذي من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من من حرفا من كتاب الله. كتاب الله حوى ايش؟ حوى كلامه الذي تكلم به جل وعلا. يقول النبي من قرأ من كتاب الله هذا فيه اثبات انك انك كلام الله تعالى الذي هو في كتابه انه من حروف كما قال المؤلف ونعتقد ان الحروف مكتوبة لقول من قرأ حرفا من كتاب الله وهنا من للتبعيظ قال فله عشر حسنات قال الترمذي لهذا حديث حسن صحيح ورواه غيره من الائمة وفيه اما اني لا اقول الف الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. اذا هي ثلاث كلمات. الف حرف ولام حرف وميم حرف مع ان مع ان القارئ ها مع انها في الرسم والكتب ثلاثة احرف في الرسم والكتب ثلاثة احرف. يعني ثلاثة احرف هجائية في الرسم لكنها في النطق ما تقول الم انت انما تقول الف لالف لام ميم فمجموع الاحرف هنا كم؟ تسعة اتى احرف تسعة احرف بالنظر الى الاحرف الهجائية. وبالنظر الى الاحرف الاحرف في في اصطلاح العرب هي ثلاث احرف لان الف كلمة ولام كلمة وميم كلمة وكلا يعني قولين قال به جماعة من اهل العلم. فبعضهم يقول الف لام ميم هي تسعة احرف بناء على المفردات الهجائية ومنهم من قال هي ثلاثة احرف بناء على اصطلاح العرب وانها تطلق على الكلمة حرف. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال الف حرف معنى مكونة من ثلاثة احرف هجائية ولام حرف مع انها مكونة من ثلاثة احرف هجائية وميم حرف مع كونها مكونة من ثلاثة احرف فكانت على حساب على ما يظهر من حساب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة احرف وعلى حساب من يحسب الحرف الهجائي حرفا يكون تسعة احرف والاقرب فيما يظهر انها ثلاثة احرف الف حرف ولام حرف وميم حرف كما عدها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وروى يعلى ابن مملك عن ام سلمة انها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا اي انها ففسرتها مقطعة بالاحرف وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قراءة مقطعة قال قال آآ رحمه الله رواه ابو داوود وابو عبدالرحمن النسائي وابو يعيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب. وروى سهل بن سعد الساعدي قال بين نحن نقترب اي نقرأ اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الاخيار. الحمد لله كتاب الله واحد واحد من حيث عدم التشتت. واحد من حيث ظمه للحق وانه مجموع محفوظ من الزيادة والنقص خلاف كتب الامم السابقة فانها كتب متنوعة. ومختلفة ومتباينة فيها من الزيادة والنقص ما هو معروف. اما ابو الله تعالى الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو واحد باعتبار انه لا زيادة فيه ولا نقص وانه محفوظ من التغيير والتبديل. قال وفيكم الاخيار وفيكم الاحمر والاسود هذا اختلاف الاجناس. اقرأوا القرآن قبل ان يأتي اقوام يقرؤونه. يقيمون حروفه يعني كلماته يعني كلماته كما يقيم السهم من حيث اللفظ لا يتجاوز تراقيهم اي من حيث المعنى يتعجلون اجره اي يطلبون به الدنيا ولا يتأجلونه اي ولا يقرؤونه رغبة فيما عند الله تعالى في الاخرة. هذا معنى هذا اثر رواه ابو بكر الاجري وائمة غيره وهو حديث في اسناده ظعف لظعف موسى بن عبيدة وهو احد رواة هذا الاثر. على كل هذا فيه قول قوله يقيمون حروفه كما يقيمون السهم. وقد جاء الخبر عن اقامة حروف مع الغفلة عن معانيه فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد في في الخوارج يحقر احدكم صلاته الى صلاتهم وصيامه الى صيامهم وقراءته الى قراءتهم. يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. في وصف الخوارج وهذا يدل على انهم انتصروا على حروفه دون النظر الى معانيه. وهذا دليل ان كلام الله تعالى حروف ومعان كما سيأتي تقريره بعد قال وروى وروي عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما انهما قالا اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه اعراب والقرآن اي اتقانه والاعراب يدل على الاتقان ليس فقط اتقان اللفظ انما المقصود اتقان اللفظ والمعنى اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه. وروى ابو عبيدة ابو عبيد في فضائل القرآن باسناده سئل علي رضي الله عنه عن الجنب يقرأ القرآن فقال لا ولا حرفا. اي ولا يقرأ حرفا واحدا اي كلمة كما هو الظاهر من استعمال المتقدمين لهذه الكلمة. قال وقال عبد الله بن مسعود من كفر بحرف منه يعني القرآن فقد كفر به اجمع. من كفر بحرف منه اي بحرف من القرآن فانكره فقد كفر به اجمع لانه مكذب لقول الله تعالى نحن نزلنا القرآن وانا له لحافظون. فمن انكى حرفا من القرآن فقد كفر بجميعه لانه مكذب لما فيه من الخبر من انه محفوظ من الزيادة والنقص. وقد قال الله تعالى في وصف اهل الكتاب آآ بانهم يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعض. فمن كفر ببعضه فقد كفر به كله. وآآ مقصوده قول من كفر بحرف منه فقد كفر به اجمع مقصود بما جرى من انكر ما اجمع عليه اهل الاسلام من انه من القرآن لان هناك حروف فيها آآ على اختلاف القراءات هل تقرأ او لا تقرأ؟ لكن المقصود ما جرى على انه من القرآن فانه من انكره فقد كفر. وقال ايضا من حلف بسورة البقرة فعليه بكل حرف يعني بكل كلمة يمين اي عليه كفارة بكل حرف من آآ مما في هذا القرآن مما في هذه السورة لحلفه بها ومن حلف بسورة البقرة فيه جواز الحلف ببعض القرآن لانه صفة رب العالمين ولو لم يكن صفة لما جاز الحلف به لان الله عن الحلف بغيره من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت كما في حديث عمر وهو السابق حديث ابن عمر كلها احاديث صحيحة تدل على تحريم الحلف بغير الله تعالى. فالحلف بالقرآن هو حلف بالله تعالى. فاذا حلف بسورة من القرآن فقد حلف بشيء من صفاته جل وعلا. وقال طلحة بن مصرف قرأ رجل على معاذ على معاذ بن جبل فترك واوا. فقال لقد تركت حرفا اعظم من جبل احد لقد تركت حرفا اعظم من جبل احد فدل هذا على ان ان القرآن من حروفه ومعانيه كلها كلام الله جل وعلا. وقول من ترك فترك واوا يحتمل ان يعني هذا يحتمل ان يكون شاهدا لمن قال بان الحروف المفردة هي المقصودة بقوله من من قرأ حرفا من كلام الله تعالى فله بكل حرف عشر حسنات في حديث ابن مسعود. هذا يمكن ان يستدل لهم به ولكن الذي يظهر الذي عليه غالب الاستعمال وهو الظاهر ان الحرف هو الكلمة