الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. يقول المصنف رحمه الله واصحابه خير اصحاب الانبياء عليهم عليهم السلام. وتكلمنا عن هذا في الجملة وقلنا ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خير الاصحاب فقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيح من حديث ابن مسعود وحديث عمران ابن حصين خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. كذلك كقوله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس. فاذا ظلمت هذين النصين خيرية الامة على جميع الامم وخيرية الصحابة في الامة خاصة الى نتيجة وهي ما ذكره المؤلف واصحابه خير اصحاب الانبياء. لان الامة خير الامم واصحابه خير الامة فيكونون فيكونون خير الناس بعد الانبياء. يقول افضل امته بعده وافضل امته ابو بكر بعد ان ذكر المؤلف رحمه الله التفضيل العام لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الامة اه انتقل الى بيان منازلهم في الفضل ومراتبهم رظي الله عنهم وهم ليسوا على درجة واحدة في الفضل بل هم على درجات ومنازل. ابتدأه اه ذكر افضلهم على وجه التعيين لان فضل الصحابة منه ما هو فضل افراد ومنه ما هو فضل جماعات. وفضل الافراد والجماعات كله يرجع الى فضيلة العمل والسبق في الصالح. ولهذا ليس هناك فضل جماعة لنسبة كان يكون مثلا من بني فلان او من قبيلة فلان انما فظيلتهم فيما يتصل بمجموعاتهم انما هو بفظل العمل الذي قاموا به. كفضل مثلا المهاجرين على الانصار وكفضل مثلا اه اهل بدر لغيرهم وكفضل من من امن من اسلم قبل الفتح من امن قبل الفتح وجاهد كل هذه فضائل جماعات لكنها تتصل بايش؟ بما سبقوا اليه من عمل. اه يقول رحمه الله وافضل امتي ابو بكر الصديق. ابو بكر هو الامة بعد نبيها عليه افضل الصلاة والسلام. وابو بكر له من الخصائص والمزايا ما لا يشركه في خير من امة النبي صلى الله عليه وسلم. والفظائل المشتركة بينه وبين غيره له فيها السهم المعلى وله فيها سابق الفضل رضي الله عنه. وقد وصفه بانه الصديق فقال ابو بكر ابو بكر الصديق وهذا اخص فضائله ما سبق به غيره وما سبق به غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آآ وهو يشير بهذا الى ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم لقد جئتموني لقد جئتكم فكذبتم وصدقني فهو صديق هذه الامة اعظمها تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو اسبقها تصديقا بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فله آآ السبق رضي الله عنه في آآ التصديق و اه وهو الذي اشار اليه جل وعلا في قوله اذ يقول لصاحبه لا تحزن. فاثبت الله تعالى على له الصحبة. اثبت الله تعالى له الصحبة وهو الذي صرح بصحبته في كتابه الحكيم دون سائر الصحابة الكرام وهذا يدل على تحقق هذا الوصف في ابي بكر رظي الله عنه اه ولو يعني بقينا نتكلم عن فظائل على وجه الانفراد لكان في هذا من الطول ما آآ يخرج بنا عن المقصود. فمقصود المؤلف رحمه الله هنا بيان منازل الامة في الفضل قال وافضل امتي ابو بكر الصديق ثم عمر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو افضل امة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ومن دلائل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر ثم قال ثم عثمان ذو النورين اي هو ثالث الامة في الفضل بعد ابي بكر وعمر ووصفه بذي النورين لكونه آآ تزوج ابنتي النبي ابنتي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فالنوران هما بنت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تزوج احداهما فمات ثم تزوج الثانية اه فماتت معه. ثم علي المرتضى اي بعد ذلك علي ابن ابي طالب وهو رابع الصحابة رضي الله عنهم في الفضل والمنزلة والمكانة وصفه بالمرتضى لما في الصحيحين من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه في قول في قول النبي صلى الله عليه وسلم له في خروجه صلى الله عليه وسلم لما خرج الى احدى الغزوات وقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتخلفني اتتركني في النساء والصبيان؟ فقال صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى رضي الله عنه فسمي بذلك المرتضى. هكذا ذكر بعض اهل العلم وقيل لانه رضيه الله ورسوله وقيل غير ذلك من الاسباب التي يرجع اليها سبب وصف علي بن ابي طالب رضي الله عنه بهذا الوصف. قال بعد ذلك اي بعد ان ذكر الفضيلة المتقدمة ذكر ادلة التفضيل في من قدم من الصحابة رضي الله عنهم. فقال لما روى عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي اي بين اظهرنا اي بين اظهرهم ابو بكر ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي والذي في الصحيحين وفي السنن ذكر ابي بكر وعمر عثمان من قول عبد الله ابن عمر دون ذكر علي رضي الله عنه و فيه بعد ذكر هؤلاء الثلاثة قال ثم نترك مفاضلة بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اي بعد هذا. وهذا يدل على ان ذلك مما عرفوه وما شاع بينهم وما كان مستقرا في نفوس اصحابه. تقدير تقديم هؤلاء الثلاثة وتقديم علي رضي الله عنه بالادلة الاخرى. قال فيبلغ آآ قال آآ آآ قال ابن عمر رضي الله عنه فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. اي فلا يتعقبه ولو كان على غير هذا الوجه لا فهي لو كان فضلهم على غير هذا الوجه لبين النبي صلى الله عليه وسلم آآ الخيرية. والنبي صلى الله عليه وسلم يتعقب لان الخيرية هنا خيرية دينية وليست خيرية شخصية اي خيريتهم فيما يعتقده المسلمون قد مر كما في الصحيح رجل فقال سعد ابن ابن عبادة مثل هذا حري بان آآ اذا اذا خطب ان يزوج واذا شفع ان يشفع فقال النبي صلى الله عليه وسلم آآ ومرة اخر فقال هذا حري اذا شفع الا يقبل واذا خطب الا يزوج فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض من مثل هذا. فالنبي صلى الله عليه وسلم يتعقب فيما اتصل بالخيرية فيما فيما اه يتعلق بالخيرية الدينية. ولو كان الامر ليس على ما شاء بين الصحابة من تفضيل ابي بكر ثم عمر ثم عثمان لما سكت النبي صلى الله عليه وسلم. يقول وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه انه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ولو شئت سميت الثالث. وهذا من كلام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وهذا القول قاله بعد لهؤلاء وفي خلافته ولو كان يعتقد ولو كان يعتقد خلاف ذلك لما قاله بعد ان صار له الامر وهذا من اكبر الدلائل على كذب الغلاة الذين يذمون الصاحبين ويتهمونهم بالظلم. وغصب الخلافة. لو كان الامر كما قالوا لما قال علي في وقت خلافته وبين اصحابه وفي عاصمته خير هذه الامة بعد نبيه ابو بكر وعمر ولو شئت لسميت الثالث. قال وروى ابو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما طلعت الشمس ولا غرباء ولا غربات بعد النبيين والمرسلين على افضل على افضل من ابي بكر. وهذا فيه بيان سبق ابي بكر رضي الله عنه واحاديث الفضائل كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو كذب وهذا الحديث ليس في يعني ذكر في فضائل ابي بكر رضي الله عنه وهو من حيث المعنى حق لكن من حيث الثبوت اسناد في اسناده ما قال بعد ذلك قال وهو احق خلق الله بالخلافة. بعد ان فرغ من ذكر المفاضلة بينهم رضي الله عنهم انتقل الى بيان التقديم في الخلافة. لان عندنا قضيتان قضية الفضل وقضية الخلافة. الفضل لا خلاف بين اهل العلم من اهل السنة في تقديم ابي بكر ثم عمر. هذا في الفضل واختلفوا في المفاضلة بين علي وعثمان رضي الله عنهما. فمنهم من قدم عليا ومنهم من قدم عثمان. والذي عليه جماهير علماء تقديم عثمان على علي في الفضل. وهذا الذي استقر عليه قول اهل السنة. وبهذا يكون ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. يقول رضي الله عنه واما الترتيب في الخلافة فلا خلاف بين اهل السنة والجماعة انه على هذا الترتيب. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن خالف في هذا فقد خالف ما اجمعت عليه الامة يقول المؤلف رحمه الله وهو احق خلقي بالخلافة. بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا يبين رضي الله عنه للخلافة وقد اجمع المهاجرون والانصار على خلافة ابي بكر رضي الله عنه. وانه خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى منزلته ومكانته وقد اختلف العلماء هل خلافة ابي بكر بالنص ام بالاجتهاد؟ منهم من قال انه بالنص من النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال بالاجتهاد لكن الذي ينبغي ان يعلم سواء قيل انه بالنصر او قيل انه بالاجتهاد ان ذلك بالاتفاق. والاجماع واقوى ما يستدل به على خلافة ابي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم وانه احق الناس بالامة احق الناس بالقمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ما في الصحيحين من حديث ابي من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في في مرضه ادع ادعي لي اباك او اخاك او اباك واخاك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ادعي ادعي لي او اخواتي اكتب لابيك كتابا لا يختلف عليه الناس بعد ذلك. حصل ما حصل من التأخر في الكتابة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يأبى الله والمسلمون الا ابا بكر. فترك الكتاب بناء على استحقاق ابي بكر الخلافة وان الله سيمضي ذلك. يأبى الله ورسوله والمؤمنون الا ابا بكر. يقول رحمه الله لفضله وسابقته وتقديمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه كلها من الدلائل والشواهد على استحقاقه للخلافة لفضله وسابقته تقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم واجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته ولم يكن الله ليجمعهم على ظلالة كما يأبى الله والمسلمون يأبى الله ورسوله والمسلمون الا ابا بكر قوله واجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه هذا لا ريب فالصحابة في اه سقيفة بني ساعدة اه اختلفوا في اول الامر قال سعد ابن عبادة منا امير امير ثم استقر الامر اه على اه تقديم ابي بكر وخلافته وبايعه الصحابة رضي الله عنهم وحسم الامر ولم يكن بعد ذلك خلاف. في امامته وتقدمه رضي الله عنه ثم بعده عمر الفاروق لفظله وعهد ابي بكر له بعد ابي بكر عمر لفضله ومنزلته وما جاء فيه من فضائل وعهد ابي بكر له اي واستخلاف ابي بكر رضي الله عنه له قد جاء في ومنزلته ما في السنن وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا باللذين من قبلي اه اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح صحيح الامام مسلم من حديث ابي قتادة ان يطيعوا ابا بكر وعمر يرشدوا. وهذا بيان لمنزلتهم ومكانة ومكان ومكانهم رضي الله عنهم. اه هذا قال ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم اهل الشورى له. اي خلافة عثمان وذكر السبب وهو تقديم الشورى له. وتقديم اهل الشورى يشير بذلك الى ان الى ما جرى من اجتهاد عمر رضي الله عنه حيث اوكل الى جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ستة امر الخلافة. وهم بقية الستة ببقية العشرة عبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن الزبير و الزبير ابن العوام طلحة بن طلحة بن عبيدالله والزبير بن عوام وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان هؤلاء الستة هو هم الذين جعل اليهم الامر آآ عمر رضي الله عنه لما اصيب وجعل عبد الله ابن عمر عبد الله ابن عمر رضي الله عنه يشهدهم ويحضرهم لكن ليس لهم من الامر شيء. وآآ جرى ما جرى من تنازل سعد سعد ابن ابي وقاص وعبد الرحمن وعبد الرحمن بن عوف وان حصل الامر في الاربعة طلحة جعل ما له آآ احد صاحبيه الزبير كذلك فبقي الامر فبقي الامر دائرا بين علي وعثمان واجتهد الصحابة في تعيين من يكون؟ باختيار فضلائهم اهل الرأي فيهم الاختيار على عثمان رضي الله عنه ثم بعد ذلك علي رضي الله عنه بفضله واجماع اهل عصره عليه بفضله وهذا رابع وهو رابع الخلفاء الراشدين وفضل آآ ثابت رظي الله عنه آآ دلائل ذلك كثيرة واما قوله واجماع اهل عصره عليه فهذا ما ليس بصحيح. فانه لم يجمع على خلافته رضي الله عنه اهل بل جرى في وقته من الخلاف والنزاع بين الصحابة رضي الله عنهم ما هو معروف مشهود من الفتنة التي كانت بينه وبين معاوية وما كان بينه وبين بقية الصحابة لكنه هو الاحق بالخلافة وهو صاحب اه الصواب في ذلك الموقف رضي الله عنه وبهذا تكون الخلافة قد آآ كملت وهي لابي بكر اولا ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي رضي الله عنه. والملاحظ ان اه طريقة التعيين او طريقة الاستخلاف من خليفة لخليفة مختلفة وليس هناك طريق واحد وبه يعلم ان طريق تعيين من له الامر ليس محصورا في معينة ابو بكر كان طريقة توليته مختلفة عن عمر عمر مختلفة عن من بعده ومن بعده مختلفة عن اللي هو اختلفت طريقة التولية عن عثمان. وهذا يدل على انه ليس هناك طريق واحد لتنصيب الائمة انما المرجع في ذلك الى ما اه يراه اهل اه اهل الحل والربط والعقد من اه من وسائل اجتهادية في تحقيق المطلوب. بعد هذا قال المؤلف رحمه الله وهؤلاء الخلفاء الراشدون مهديون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده عضوا من نواجذ وقال صلى الله عليه وسلم الخلافة من بعدي ثلاثون سنة فكان اخرها خلافة علي رضي الله عنه يعني هذا ما يجب اعتقاده في الاربعة انهم الخلفاء الراشدون المهديون. الخلفاء اي خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم. والراشدون الرشد ضد الغيب الهدى ضد الضلال والرشد يكون في العلم والهدى يكون في العلم في والهدى يكون في العمل وقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي هم نعم اصدق ما يكون في هؤلاء رضي الله عنهم ومن ما دل على ان الخلافة الراشدة هي في هؤلاء ما جاء بعده وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم آآ وآآ الخلافة من بعدي ثلاثون. فقد استدل به جماعة من اهل العلم على ان الخلافة الراشدة هي في هذه المدة مدة الثلاثين سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. واذا حسبنا ثلاثين يكون هذا اه تنتهي اه اربعين. للهجرة وهي اخر خلافة علي رضي الله عنه كانها مدة مدة الخلفاء الراشدين مدة الخلفاء الخلفاء الاربعة الراشدين رضي الله عنهم ثلاثون سنة بعد النبوة وهذا ما اشار اليه الحديث الذي في المسند والسنن باسناد لا بأس به الخلافة من بعده ثلاثون ثم تكون ملكا او ثم يؤتي الله تعالى ملكه من يشاء وهذا الذي جرى فبعد ان انتهت خلافة آآ علي رضي الله عنه صار الامر الى معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عن الجميع. هذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في هذا المقطع مما يتصل الخلفاء الاربعة من حيث فضلهم ومن حيث خلافتهم وانهم المعنيون بقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم في السنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. بعد هذا ذكر بقية العشرة وما لهم من المنزلة والفضل آآ نجعل هذا ان شاء الله بقية ما في الكتاب في درس يوم يقدم باذن الله تعالى