اه شيخ خالد لنتحدث ونواصل حديثنا عن قصص الانبياء ونأخذ الدروس المستفادة من قصصهم واخبارهم في كتاب الله تعالى ودعنا ان ننطلق وندخل الى موضوعنا في هذه الحلقة حول ما يتعلق بالقصص التي بثت في كتاب الله تعالى عن ابراهيم عليه السلام. ودعنا نبدأ حديثنا بالتعريف به وبمكان بعثته. وايضا لننطلق اجمالا قول الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. الحمد لله رب العالمين. احمده حق ده لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فالانبياء والرسل لهم من المزية والمكانة ما نوه الله تعالى به في كتابه. واظهر الله جل وعلا جملة من اخبارهم عظة وعبرة وتذكرة ورغبة في ان يكون عباد الله تعالى على قصصهم محيطين وباخبارهم عالمين وبسيرهم واحوالهم اه مطلعين اه ابرز اولئك الانبياء الذين قص الله خبرهم وذكر الله جل وعلا من احوالهم ابراهيم عليه السلام ابراهيم هو ابو الانبياء الثاني. وذلك ان الله تعالى جعل على في ذريته النبوة والكتاب. فما من نبي بعد ابراهيم الا وهو من ذريته. سواء كان من اسحاق او اسماعيل واكثر الانبياء كانوا من اسحاق اي من ذرية اسحاق من بني اسرائيل. لكن الانبياء في الجملة بعد ابراهيم هم من ابنائه ومن ذريته. ولذلك يوصف بانه ابو الانبياء صلوات الله وسلامه عليه. الله جل وعلا ذكر من اخبار وقصص وصفات ابراهيم ما يرغب ويحث النفوس على الائتساء به. بل الله تعالى امر بالتأسي به الاقتداء به صلوات الله وسلامه عليه على وجه الخصوص. في امره للنبي صلى الله عليه وسلم وفي امره الامة على وجه العموم باتباعه. ولذلك يقول الله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من لقد كان لكم في رسول الله اه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. واه هو من سمى هذه الشريعة بالاسلام كما قال بعض اهل العلم هو سماكم المسلمين من قبل وفي لهذا آآ وابراهيم عليه السلام له من الصفات ما امتاز به ولذلك هو من حيث الرسل هو من اولي العزم من الرسل. نعم. واولي العزم من الرسل كم هم؟ خمسة. خمسة. ذكرهم الله تعالى في وعين ذكرهم الله تعالى في سورة الاحزاب حيث قال واذا اخذنا ميثاقا واذا اخذنا من واذ اخذنا ميثاق النبيين واذ اخذنا واذا اخذ الله ميثاق النبيين ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاق ميثاقا غليظا وايضا ذكره الله تعالى في موضع اخر في قوله تعالى آآ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك واوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى آآ ابن مريم وهذه وهؤلاء ايضا ذكروا آآ مجموعين في هذه الاية واجتمعوا ايضا في اعظم موقف اه يفزع فيه الناس الى الانبياء والرسل اه طلب الدلالة في الخروج من المشكل والنازلة وهو في اه موقف فهم يوم الحشر في عرصات يوم القيامة عندما تدنو الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل. فيقول بعضهم لبعض الا ترون ما قد بلغكم؟ الا ترون ما نزل بكم آآ اذهبوا الى ابيكم ادم فيذهبون الى ادم ثم يحيلهم الى اولي العزم من ابناءه وهم آآ نوح بعد ذلك يحيلوا الى نوح بعد ذلك موسى عيسى ثم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم آآ اذا هو من اولى العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليه وآآ وهو افضل اولي العزم من الرسل اه بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ويكفي ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير البرية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ذاك ابراهيم وهذا يبين عظيم منزلته وكبير مقامه عند رسول الله صلى الله عليه سلم. ومن عظيم منزلته انه اول من يكسى يوم القيامة. فاول من يكسى من الناس يوم القيامة خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام ايضا من خصائصه اه ميزه صلوات الله وسلامه عليه انه خليل الرحمن كما قال الله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليل خليل والخلة هي اعلى درجات المحبة. وهذه الصفة آآ خص الله تعالى بها ابراهيم عليه السلام كما انه يشاركه في هذه المنزلة والمرتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكني خليل الرحمن. آآ وهذا يدل على ان هذه المنزلة التي آآ جعلها الله تعالى لابراهيم يشاركه فيها من الانبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في وهما قد بلغ من الحب منزلة في المحبة اعلاها عند رب العالمين جل في علاه. اذا افضل الانبياء جميعا اولوا من الرسل. نعم. ومن اولي العزم من الرسل افضلهم ابراهيم عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. هل هناك ايضا اه اه تمايز بين ابراهيم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم مصداقا لما جاء في قول الله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. نعم هو هو في في الافضلية بلا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ افضل الرسل وافضل النبيين صلى الله عليه وسلم. فهو سيد ولد ادم كما جاء في الصحيح. قال انا سيد ولد ادم ولا فخر. وهذا يبين على سيادته وعلوه صلى الله عليه وسلم على كل الخلق. وقد قال له عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما دخل عليه وهو يتكئ على حصير قد اثر في جنبه بابيه وامه صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله هذه آآ حالك وحال اولئك انت وانت صفوة الرسل وانت صفوة الله من خلقه انت رسول الله وصفوته من خلقه فوصفه بانه صفوة من الخلق واقر النبي صلى الله عليه وسلم اه عمر على هذا الوصف. وقد اجمع العلماء على ان النبي صلى الله عليه وسلم خير خير الناس. وانه بل هو خير الخلق صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فوجود الفضيلة لا يعني الا يكون اه اه النبي صلى الله عليه وسلم متقدما على سائر الرسل والنبيين في كل فضيلة وفي كل خير. نعم. شيخ خالد انا استأذنك بالانتقال الى الاخ مسلم السحيمي اه مداخلا ومعلقا حول ما ذكرته من كلمات. تفضل مسلم. شيخنا الفاضل بعد اه ان ذكرت مكانة التعريف بنوح بابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم. وبعد مكانته بين الرسل ذكر الله عز وجل او يتبادر الى الذهن اول اية آآ ترتبط ابونا ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قول الله عز وجل ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكنوا مشركين. فذكر الله عز وجل القرآن مليء بصفات اخرى لنوح. آآ اود ان تعلقون تعليق سريع على هذه الثلاث صفات. آآ التي ذكرها الله عز وجل في هذه الاية عن نوح عليه السلام. عن اه ابراهيم عليه السلام. الله جل وعلا اه ذكر في ابراهيم جملة من الصفات آآ فيما يظهر لانها لم تذكر في نبي سواه في القرآن الحكيم. فقد وصفه الله تعالى بقوله ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين. شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. واتيناه في الدنيا حسنة وفي الاخرة لمن الصالحين. فذكر الله تعالى في هذه الاية انه امة. والامة هو الجامع. لكل فضيلة ولكل خير. فوصفه وبانه امة اي اجتمع فيه الفضل والخير. وقال بعض اهل العلم امة اي انه امام يقتدى به والامامة لا تكتسب الا بمواصفات وخلال وخصال توجب التقدم على غيره لا سيما انها امامة لم تكن امام من وراثة او من نسب او من غير ذلك من الاسباب التي يتقدم بها بعض الناس انما كانت عمل امامة رشد امامة خير. فوصفه الله تعالى بانه امة. وذكر انه قانت. لله قانت لله اي دائم العبودية لله جل وعلا فالقانت هو القائم بعبوديته لله جل وعلا. حنيفا اي خالصا من كل شرك سالما من كل انحراف فالحنف هو الميل واصله في الميل عموما لكنه هنا آآ في الميل من شرك الى التوحيد فهو مائل عن كل شر وعن كل شرك وعن كل فساد الى التوحيد الى الصراط المستقيم الذي جعله الله تعالى سبيلا الفوز بالجنة ولم يكن من المشركين تأكيد لتلك المعاني انه لم يكن من المشركين الذين سووا الله تعالى سووا بالله غيره. فالمشرك هو من سوى مع الله غيره. الشرك بجميع صوره. وجميع صنوفه يرجع الى حقيقة واحدة ما هي؟ تسوية غير الله بالله. ولذلك يقول الله تعالى عن المشركين تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. هذا يقولونه يوم القيامة. يقولون نحن في ظلال واظح وجلي ابين حيث اننا سوينا هؤلاء الرسل سوينا هؤلاء المعبودات بالله رب العالمين. وقد عاب الله تعالى على المشركين تسويتهم غيره به حيث قال جل وعلا الحمد لله الذي خلق السماوات والارض. كمل وجعل الظلمات والنور. وجعل الظلمات والنور. ثم الذي كفروا بربهم يشركون. يعدلون كفروا بربهم يعدلون ان يسوون به غيره جل في علاه. اذا نحن بحاجة الى ان نعرف معنى ولم يكن من المشركين. لم يكن من المشركين في اعتقاده. لم يكن من المشتركين في مسلكه. في عمله في اي شأن من في شؤونه صلوات الله وسلامه عليه. فلذلك كل من قال انا انتسب لملة ابراهيم يجب ان يحقق هذه الخصال. لا سيما في هذه الخصلة الرئيسة المهمة اما وهي التي يسلم بها الانسان من كل شهر. وينجو من كل ظلالة ويفوز بكل هداية. جميل لكن هذا النعت شيخ خالد الذي نعت به ابراهيم عليه السلام في محكم التنزيل ومن ضمن اولئك النعوت ولم يكن المشركين هل يفهم ان غيره اه من الانبياء مثلا او من رسل او غير ذلك آآ كان مثلا مشركا او انها فقط خاصة لانتشار الشرك في قوم ابراهيم كل الرسل سالمون من الشرك لم يقع منهم شرك لا في قديم ولا في حديث. آآ وعصمه الله تعالى من من ذلك انما نعت هذا لكونه حقق ذلك على اكمل وجه. واظهر اه صورة فلذلك وصف به ولا يعني اتصال. ولذلك قبل قليل هذه الصفات التي يذكرها الله تعالى للرسل لا يعني انتفاعا عن غيرهم لكن هي درجات ومراتب يتحقق لشخص طيب ماذا تحقق لغيره؟ تقول زيد كريم وبكر كريم كلاهما كريم لكن زيد اكرم منه وهم مشتركون في اصل الوصف فالرسل كلهم اهل توحيد اهل فضائل اهل مكارم وخصال حميدة صلوات الله وسلامه عليهم. لكنها ميادين سباق. فهذا يكون اكمل من هذا في هذا الوصف لكن لا يعني انتفاءه عن غيره. اه لم يكن من المشركين شاكر لانعمه اجتباه وهداه فهو شاكر لله تعالى والشكر من اعظم دلائل العبودية لله جل وعلا والشكر ليس فقط شكر اللسان المقصود به شكر اللسان وشكر القلب وشكر الجوارح وصفه الله تعالى ايضا في كتابه الحكيم بانه صديق فقال جل وعلا ان قال جل وعلا واذكر ابراهيم انه كان صديقا نبيا واذكر واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا فوصفه الله تعالى بابي الصديقية وهي اعلى درجات الموافقة للواقع بالقول والحال صديق في معاملته مع الله تعالى صديق في معاملته مع الخلق فهو المبالغة في الصدق وبلوغ المنتهى في اه اداء ما ما امر به اه من من صفاته انه كان راشدا ولذلك قال الله جل وعلا ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل فاتاه الله الرشد والرشد كما العقل وهو ضد السفه حيث ان الرشد حسن التصرف ووضع الامور في مواضعها. وهذا من صفاته التي جزاه الله تعالى بها منحه اياها من ذلك ان الله تعالى آآ وصفه بالوفاء الذي وفى قوله تعالى وابراهيم الذي وفى اي شيء حصلت التوفية؟ التي فالله تعالى بها ابراهيم انها في كل ما امره الله تعالى به. وفي كل ما ابتلاه به جل في علاه. والله تعالى اخبر انه ابتلى ابراهيم اه كلمات بلاء اه اختبره به. حيث قال الله تعالى اذ ابتلى ابراهيم ربه واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن. اي كملهن. وهذه الكلمات قيل انها انواع من الاعمال خصها بعض المفسرين بجملة من الاعمال التي كلف بها ابراهيم والذي يظهر انها اوسع من ذلك اي اوسع من ان تنحصر في عمل من الاعمال. انه انها كل ما امره الله تعالى به كان من له قائما به عاملا بشرع الله تعالى وهذا هو الذي اهل ابراهيم عليه السلام ان امر الله هو خاتم الخلق وسيد ولد ادم باتباعه. حيث قال جل وعلا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. فامر الله عز وجل النبي الكريم سيد ولد ادم ان يتبع ابراهيم على وجه الخصوص ليه سبقه وفضيلته وتكميله كل ما امر الله تعالى به. جميل. هذا نعم شيخ خالد لو تحدثتم عن رفعة ابراهيم عليه الصلاة والسلام من خلال ما جاء في كتاب الله متحدثا عنه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ابراهيم عليه السلام هو من ائمة الرسل صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك وصفه الله عز وجل صفات لم تجدها من غيره صلى الله عليه وسلم. وذلك لما تبوأه من المنزلة العليا والمكانة الرفيعة. ورفعة والله ابراهيم عليه السلام لا اوجه عديدة. فالله تعالى رفعه بالحجة والبرهان. والبيان والايضاح وذلك بما اتاه الله تعالى من قوة المحاجة. لذلك قال تعالى تلو تلك حجتنا اتيناها إبراهيم على قومه ثم قال نرفع درجات من نشاء. تلك درجات البيان والايضاح والقوة والبرهان التي ميز الله تعالى بها ابراهيم فما حاجه احد الا خصم صلوات الله وسلامه عليه. رفعة ابراهيم عليه السلام لا تقتصر على البيان والايضاح والعلم والافهام. بل كانت لها اوجه عديدة. فرفعته في كونه اول من يكسى يوم القيامة صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الصحيح ان اول الناس يكسى يوم القيامة رفعته صلوات الله وسلامه عليه في مكانه حينما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء فانه رأى الانبياء في منازل وقد رأى ابراهيم في السماء عليه افضل صلاة واتم تسليم. رفعته كذلك في كونه اماما لكل من بعده هو من اصحاب الديانات حيث ان الله تعالى يضيف الملة الى ابراهيم وقد ارتضاه اليهود فجعلوه يهوديا والنصارى فجعلنا فجعلهم فجعلوه نصرانيا. وقد قال الله تعالى ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما. فهكذا تظهر في حق ابراهيم عليه افضل صلاة واتم تسليم. هذه الرفعة لها اوجه حديثة ذكرها الله في سياق حاجة محاورة لقومه لكنها لا تختص بهذا الوجه ولا تختص بهذه المنزلة بل هي في هذا وفي في غيرها