هذا ما نخلص اليه من خلال ما تقدم من بيان واستدلال. فقد ذكر مؤلف ذلك اولا تقريرا ثم عاد بذكر الادلة على ما تقدم ثم انتقل الى مسألة هل يصلح ان يكون القدر حجة لمخالفة امر الله تعالى هل يسوغ ان يقول انسان مثلا الذي يترك الصلاة انا اصلي الله مقدر علي عدم الصلاة. هل يصلح مثل هذا المسلك في تبرير وتسويق ما يكون من خطأ في افعال الناس؟ الجواب لا. ولذلك قال المؤلف رحمه الله ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره وارتكاب نواهيه. لا يسوغ. لا يجوز ان تجعل آآ قوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره الاسلام ومن يرد ان يظله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء مما ينبغي التنبه فيما يتعلق بالقدر والارادة متصلة بالقدر لانه ما من آآ ايمان لا يتم الايمان القدر الا الا بالايمان بان الله اراد كل شيء وشاءه قبل ان يكون ان نعرف ان الارادة التي تتصل بموضوع القدر هي الارادة ايش؟ الكونية ولذلك جاء في تعريف القدر بانه حكم الله الكوني القاع الذي يتصل بالارادة من الذي يتصل بالقدر من انواع الارادة هو الارادة الكونية ان الارادة او اه او ممكن ان اقول اه اضافة لما تقدم نحتاج الى معرفة اقسام الارادة وانها نوعان ارادة كونية امري كونية خلقية وارادة شرعية دينية. الارادة كونية خلقية ارادة شرعية دينية. الذي يتصل بالقدر من من هاتين الارادتين هو الارادة الكونية الخلقية وهي ما يتصل بكل ما يجري في الكون. العبادة الكونية هي التي عنها يصدر كل شيء في الكون. اما الارادة الشرعية فهي ما يتصل بامر الله تعالى ونهيه. معلوم ان امر الله تعالى ونهيه ليس مما ليس مما يلزم وقوع ليس مما يلزم وقوعه. فقد يقع قد لا يقع بخلاف الارادة الكونية ما قضاه الله كان. واما الارادة الشرعية فالله تعالى امر الناس بالايمان وقال منكم كافر ومنكم مؤمن. معنى هذا انه ليس كل الخلق منطوون تحت الارادة الكونية هيا ليس كل الخلق ممتثلون للارادة الشرعية بل الناس فيها اقسام وفي الجملة هما قسمان ممتثل لارادة الله الشرعية وغير ممتثل. اذا الذي يهمنا من هذا التقسيم هو ان نعرف ان الذي يتصل بقضية القدر من انواع الارادة والارادة ايش؟ الارادة الكونية اياك الاراضي الكونية الخلقية آآ قال بعد ذلك آآ روى عمر ان جبريل الحديث يقول روى عمر عندكم ابن عمر والحديث عن عمر رضي الله عنه هو من رواية ابن عمر عن عمر ان جبريل اتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأل آآ عن الاسلام والايمان والاحسان وفي سؤالي عن الايمان قال ما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. فقال آآ جبريل اه صدقت قال المؤلف رحمه الله وهذا دليل على ان الايمان بالقدر اصل من من اصول الديانة اصل من اصول الايمان. بعد هذا قال المؤلف رحمه الله اه وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره حلوه ومر ومره هذا الحديث اخرجه احمد وغيره اخرجه الحاكم وغيره من طريق يزيد الرقاشي عن اه انس ابن مالك رضي الله عنه. وقد اه ظعف هذا الحديث جماعات من اهل العلم لظعف يزيد فهو منكر الحديث وقال عنه النسائي متروك. فالحديث لا يصح لكن آآ عدم صحته لا تؤثر على المعنى الذي ساق المؤلف اه الحديث للاستدلال له وهو الايمان بالقدر خيره وشره. الذي اه افاد هذا ان القدر ينقسم الى خير وشر كما افاده حديث جبريل وان تؤمن بالقدر خيره وشره وهنا اه هي التي اشار اليها المؤلف في هذا المقطع من مما يتصل بالقدر وهو ان القدر ينقسم الى خير وشر. لكن ينبغي ان يعلم ان الشر وظعف في هذه النصوص الى القدر ليس مظافا الى الله جل وعلا فليس في فعل الرب جل وعلا شر بل فعله كله خير جل في علاه. وانما الشر هنا في والمقضي وليس في التقدير الذي هو فعل الله جل وعلا. ونقول هذا حتى يجتمع مع ما جاء في الصحيح من حديث ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في افتتاح صلاته لبيك وسعديك والخير كله في يديك اضطروا ليس اليك. والشر ليس اليك اي لا يضاف اليه جل وعلا. لا اه يضاف اليه نسبة ولا يضاف اليه فعلا. لكن الشر هو في المقدورات. يعني الشر نسبي الشر او حتى يتضح الامر الشر امر نسبي فيما يتعلق في فعل الله تعالى هو ليس بشرط لكن فيما يتعلق بافعال الناس ونظرهم المرض مثلا اليس من تقدير الله تعالى؟ بلى لكن هل هو شرط؟ الجواب لا هو شعب باعتبار فعل الله تعالى ليس شراء. واما المخلوق المريض قد يكون شرا بالنسبة له اذا جزع ولم يصبر. وقد يكون خير بالنسبة له فيكون رفعة في درجاته وحط من سيئاته. اذا الشر انما هو في المقضي المقدور اما القضاء والتقدير الذي هو فعل الله جل وعلا فهذا نؤمن بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك بل الخير كله في يديه جل وعلا. والملاحظ للنصوص يجد ان الشر لا يضاف والى الله جل وعلا بل في الغالب يضاف الى المخلوق او يبهم فاعله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت انعمت عليهم الانعام اليه لكن بعد ذلك في القسم الثاني قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولم يذكر الفاعل. وفي سورة الفلق قل هذا هذا ما ابهم فيه الفاعل. ما اضيف فيه الشر الى غير الله تعالى. قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق من شر من شر الذي خلق ما هنا بمعنى الذي هنا الى ايش؟ الى المخلوق. فاظاف الشر الى المخلوق. قد يظاف الشر الى القدر لكن هذا من بالنسبة الى المقدور كما ذكرنا في حديث تؤمن بالقدر خيره وشره اي خير القدر وشر قدر فهنا الاظافة ليست للفاعل انما الاظافة في الفعل وهو ما يكون من اقظية الله واقداره ومثل قول آآ النبي القول في الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وقني شر ما قضيت شر الذي قضيت في الشر هنا في المقضي المقدر لا في قضاء الله وفعله جل في علاه. قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه. هذي مسألة في غاية الاهمية اتى بها المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر ما ذكر مما يتصل بالايمان بالقدر. وقبل ان نتكلم عن هذا على وجه الايجاز على هذا المقطع من كلام المؤلف نقول ان المؤلف آآ لنا مراتب القدر لم يفصلها تفصيلا يعني افراديا انما ذكرها في جملة ما ما تقدم. وحتى نبني على ما تقدم نقول الايمان بالقدر لا يتم لاحد الا ان يؤمن باربعة مراتب. او باربع مراتب. المرأة المرتبة الاولى العلم المقصود بالعلم ان الله علم كل شيء قبل ان يكون. الثاني الكتابة. اي ان الله كتب مقادير الاشياء قبل ان يخلق الخلق. الثالث المشيئة انه ما من شيء في الكون الا بمشيئة الله تعالى ارادته وتقديره. الرابع الخلق انه ما من شيء الا خلقه الله جل وعلا. ان كل شيء خلقناه بقدر القضاء والقدر حجة فذلك باطل وقد ابطلته النصوص كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله لكن قبل ان نقرأ ما ذكر الحجة في الاصل قوله رحمه الله ولا نجعل قضاء الله وقدره وقدره حجة الحجة ما يحتاج الخصم لا فرق في ذلك بين ان يكون حقا او باطلا. ولذلك قال لا يصلح ان تكون حجة والحجة اه ليس من شرطها ان تكون صحيحة بل قد تكون في الامر الحق وفي الامر الباطل. الاحتجاج بالقدر حقيقة لا يزيد صاحبه من الله الا بعدا. وهذي مسألة مهمة. ينبغي ان ينبه اليها كل من يحتج بالقدر على مخالفة امر الله. القدر الاحتجاج بالقدر على المعاصي. لا يزيد صاحبه الا بعدا عن الله تعالى. فليست عذرا دليل ذلك ابليس ابعده الله تعالى لما احتج بالقدر فقال فبما اغويتني؟ فامام المحتج بالقدر على المخالفة ابليس فابعده الله تعالى وطرده. وكذلك المشركون بين الله تعالى ما احتجوا به لشركهم وظلالهم. سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه ولا حرمنا من شيء ولا حرمنا من شيء. يقول الله تعالى يقول كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. فجعل الله تعالى ذلك تكذيبا وانكارا لما يجب عليهم ان يمتثلوه. نعم. قال اه الله جل وعلا في اه آآ جاءت في بيان اجابة هذه الدعوة التي قالوها آآ لتبرير وتسويق ما هم عليه من الشرك لما قالوا ما عبدناهم آآ ولو شاء الله ما حرمنا من دونهم شيء وقالوا ايضا ولو شاء الله ولو شاء الرحمن ما عبدناهم قال تعالى ما لهم بذلك من علم. ما لهم بذلك العلم وهذا فيه الابطال لتلك الحجة والرد على تلك المقالة انها مقالة صادرة عن غير علم بالهم بذلك من علم ان الا يخرصون. اه وايضا قالوا لما انطعم من لو يشاء الله اطعمه هذا احتجاج بالقدر وكيف نطعم ناس؟ الله منعهم. هذا احتجاج بالقدر على ترك الاحسان. واذا قيل لهم انفقوا مما رزقناكم قالوا ان نطعم من لو يشاء الله اطعمه ابطل الله تعالى كل هذه الحكاية التي حكاها عن هؤلاء واحتجاجهم بالقدر لترك ما امرهم الله تعالى به يقول المؤلف ولا نجعل اذا الان ذكرنا جملة من ايش؟ من المحتجين بالقدر على ترك الطاعات سواء كان ذلك في اصل الايمان او كان ذلك في آآ بعظ ما امر الله تعالى به المؤمنين من وبه يتبين انه لا حجة لاحد في آآ فيما احتج به من من القدر. يقول المؤلف رحمه الله بل يجب ان نؤمن ونعلم ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثه الرسل. وهذا فيه تقرير انه لا حجة لاحد في معصية الرسل. ولا حجة لاحد في مخالفة الله تعالى ورسوله. فالله فالله تعالى اقام الحجة على الخلق ارسال الرسل قال الله تعالى لان لا يكون الناس على الله حجة بعد آآ لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والتالي والترك. طيب اه اذا المؤلف الجواب على المحتجين بالقدر بانه ليس لهم حجة. وانه انقطعت حجتهم بما جاءت به الرسل من البيان والايضاع وان الله تعالى انما كلفنا ما نستطيع وهذا ما ذكره قال ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والترك وانه لم يجبر احدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة هذا ثالث ما اجاب به المؤلف رحمه الله قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم. اذا ذكر مؤلف في الرد على ابطال الاحتجاج القدر على ارتكاب النواهي وترك الاوامر لانه يجب ان ان نؤمن بان الله تعالى قد الحجة على الخلق بما بعثه من الرسل. ثانيا انا نعلم ان انه لم يكلف الا المستطيعين واذا كان المكلف هم المستطيعون فالذين عصوا هم عصوا باختيارهم والله قد مكنهم واعطاهم ما يستطيعون به الامتثال فلا حجة لهم اذا كانوا قد كلفوا بما يستطيعون وتركوا فلا حجة لهم. واضح هذا اولاء الوجه الثاني. واضح يعني الله تعالى امر العباد بما يطيقون. فلو كان العباد لا يطيقون الطاعة وهو قدر لا يمكن ان ينفكوا عنه معصيتهم لا يمكن ان ينفكوا عنها. هل يكون هذا متسقا؟ متفقا مع قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ما يمكن لانه اذا كان اذا كانوا مجبورين على المعصية فكيف يكون هذا من وسعهم وطاقتهم؟ يكون كلفوا بما لا يستطيعون ومعلوم ان الشريعة بينت انها انما جاءت بالتكليف بالمستطاع فاتقوا الله ما استطعتم لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ماتاها اليوم تجزئ كل نفس بما كسبت يعني بما قدرت على عليه من من من العمل واسترحته من الفعل لا ظلم اليوم ليس هناك ظلم بعد هذا آآ هناك اوجه يعني يذكرها اهل العلم رحمهم الله في ابطال الاحتجاج بالقدر نقولها على وجه الاجمال. الان المؤلف كم ذكر؟ نعم. ذكر وجهين او ثلاثة. يعني يمكن نقول وجهين او الوجه الاول ان الله اقام الحجة على الخلق. طيب بارسال الرسل. الوجه الثاني ان الله كلف الناس بما يستطيعون ولو كان لا يستطيع الطاعة لما كان قوله فاتقوا الله ما استطعتم صحيحا. ولما كان قول لا يكلف الله نفسا الا وسعها صحيحا. الثالث انه ليس في حكم الله تعالى ظلم. ولو انه كلفهم ما لا يطيقون لكان ظالما لهم. هذا يمكن يكون الوجه الثالث يكفي هذه الاوجه يكفي هذه الاوجه في يعني هناك اوجه اخرى مودة طيل المقام بذكرها ذكرها العلماء في ابطال احتجاج بالقدر آآ نذكرها اجمالا انا كنت قد كتبتها آآ في خمس نقاط النقطة الاولى في ابطال آآ آآ الاحتجاج بالقدر آآ انه لابد انه لا بد ان يراه حجة انه لابد لمن يراه حجة آآ يرى حجة لجميع الناس في جميع افعالهم. يعني من احتج بالقدر على مخالفة الامر لا بد يراه حجة في جميع ما يصدر عن الناس وعلى هذا فانه لا يسوغ وصف احد بالظلم. لانه فعل ما قدر له وهو معذور بتقدير الله تعالى. وهل يقبل الناس هذا في الاعتذار لما يكون بينهم من خصومات الجواب لا بل لا يقبل هذا بكل وراءه ان هذا نوع من الاستخفاف والاستهزاء لما يأتي احد مثلا ويسرق مال احد واذا قبض عليه؟ قيل لا والله قدر الله عليه السرقة. هل يعذره بهذا؟ ما يعذره بهذا. اذا كان لا اذا كنت تقبل الاعتذار بالقدر في اسقاط التكليف الرباني فاقبله في اسقاط حقوقك ايضا. فاذا كنت لا تقبل في اسقاط حقوقك وهذا ما يتفق عليه الناس ويتفق عليه الفطر ما يقبل هذا في اسقاط حقوق الادميين فكذلك في التكليف الرباني لان الباب واحد هذه الوجه الاول آآ الذي نضيفه على ما ذكر المؤلف الثاني انه اذا كان القدر حجة فمن لازمه ان ابليس وفرعون ومن ذكرهم الله تعالى من العصاة كلهم معذورون. لانهم انما عصوا الله تعالى بقدره وهم معذورون بهذا وهذا ما لا يقوله احد. اذا هذا ثاني وجه لابطال الاحتجاج بالقدر. الثالث ان من لوازم الاحتجاج بالقدر على ترك الشرع تكبيب ما ذكر الله جل وعلا في كتابه من انتفاء المساواة بين اهل الايمان واهل الكفر. من اللوازم اعتماد القدر حجة في مخالفة الشرع ونفي ما ذكره الله تعالى من نفي المساواة. بين اهل الايمان واهل الكفر. الله تعالى يقول وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور. وما يستوي الاحياء ولا الاموات. ويقول تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ان نجعل المتقين كالفجار. وعلى القول بان الانسان على المخالفة وانه ليس له اختيار معنى هذا انهم سواء. وان التفريق بينهم لا وجه له. كلاهما عامل بقدر تعالى. وهذا ما كذبته النصوص. وهذا ثالث الا وجه التي نضيفها على ما ذكره المؤلف رحمه الله من اوجه وابطال الاحتجاج بالقدر آآ لو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا لما كان لتعذيب احد في الدنيا والاخرة على المخالفة وجه لما كان لتعذيب احد في الدنيا والاخرة وجه بل هو ظلم. وهذا يمكن ان يقال يستفاد من قوله المؤلف رحمه الله فيما ساقه في اخر آآ كلامه على هذه المسألة حيث قال آآ اليوم تجزأ كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم. الرابع ان النبي صلى الله عليه وسلم او الخامس عمر الخالص الخامس ها؟ نعم الخامس هو عندي الخامس اضافة للثلاثة او اضافة للاوجه التي ذكرها المؤلف ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن العمل بعد اخباره بالقدر قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. في الصحيحين من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد الا وقد علم وقد علم مقعده من الجنة وعلم مقعده من النار. قال الصحابة ففيم يا رسول الله فاذا كان الامر كما تذكر كل قد علم عمله ففيما العمل؟ في اي شيء يكون عملنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فدل هذا على ان العبد مأمور بالعمل. ولا يجوز له ان يتكل على القدر. وقد جاء هذا مصرحا به في حديث سراقة بن مالك في صحيح الامام مسلم ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كانا خلقنا الان ففي ما العمل؟ ففيما العمل ففيما العمل اليوم؟ افيم جفت به الاقلام وجرت به المقادير؟ ام فيما نستقبل يعني في امر مضى وتقديره وفرغ منه ام امر انوف مستأنف نستقبله قال النبي صلى الله عليه وسلم بل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير. فقال الرجل ففيما العمل؟ يعني ايش فائدة العمل؟ اذا كان امر قد فرغ منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وهذا فيه ان سبق العلم وسبق تقدير ليس مسوغا لترك العمل. بل يجب العمل وهذا فيه ابطال الاحتجاج بالقدر لم يجعل السبق مسوغا لترك العمل ما قال اتكلوا على القدر انما قال ففي لما قالوا ففيما عمل او في او في رواية الصحيح قال افلا نتكل آآ على الكتاب وندع العمل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. هذه جملة من الاوجه التي ذكرها اهل العلم في ابطال الاحتجاج بالقدر. اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتصل بمسألة القدر آآ قال رحمه الله فدل على ان العبد آآ دل يعني ما تقدم من النصوص على ان للعبد فعلا وكسبا. يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب. وهو وهو واقع بقضاء الله وقدره. فلا تعارض بين الاحكام القدرية والاحكام الشرعية بين الاحكام القدرية والاحكام الجزائية من ثواب وعقاب. وقوله فدل على ان للعبد فعلا وكسبا. بعض العلماء قال كسبا هنا يعني فيها ايهام آآ لان انها قد تشير الى آآ بعض العقائد المجانبة لعقيدة اهل السنة والجماعة في القدر آآ حيث انه اظاف للعبد كسبا وهذا لا حرج فيه ليس في ذلك مؤاخذة على الصحيح بل ان آآ آآ ان ذلك مما آآ آآ جرى اطلاقه في كلام الله تعالى وكلام رسوله الكسب يضاف الى الانسان وآآ من ذلك قول الله تعالى آآ فاليوم تجزى كل نفس بما كسبت واما اعتقاد آآ من يعتقد بان آآ قدر هو فعل العبد ليس وليس له فيه كسب فهذا قل يعني محدث ولا تعقله والعقول ولذلك استبشعوا كل من تكلم عليه. وهو قول بعض الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة انه القدر هو وفعل العبد لكن ليس له كسب ليس عليه قدرة وكسب. وهذا قول متناقض يكفي في ابطاله لما آآ ويكفي في ابطاله والرد آآ عليه النظر الى تناقضه فتناقض الاقوال وعدم اتساقها دليل الفساد هذا ما يتصل بمسألة القدر على ايجاز والا في الباب هذا باب واسع وعظيم نحن حرصنا على يعني لم ابرز ما فيه من قضايا في هذا الموجز المختصر اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا الى محمد