التفصيل في الايمان بالله وبالرسول بيان ان من الايمان بالله الايمان بما جاء عن الله على مراد الله. ومن الايمان بالرسول الايمان بما جاء عن الرسول على مراد الرسول. وهذا من تمام الانقياد والتسليم لما نعم احسن من بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. قال الامام ابن قدامة رحمه الله تعالى قال الامام ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مواد رسول الله. وعلى هذا درج السلف وائمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الاقرار والامراض ما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله. وقد امرنا بالاقتفاء باثاره والابتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات واخبرنا انها من الضلالات فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عفوا عليها بالنواجذ واياكم بدعة وكل بدعة ضلالة. وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوه ولا تتبعوه فقد كسبوا. وقال عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه الشيخ حيث وصف القوم فانه ولهم على كشفها كانوا اقوى ولا هم. ولا هم نعم. ولهم على كشفها كانوا اخواء. وبالفضل لو كان فيها احرى. فلان قلتم حدث بعدهم فما احدثه الا من ورغب عن سنتهم ولقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي فما فوقهم محسر وما دونه فسر لقد فسروا وتجاوزهم اخرون وانهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم. وقال الامام الاوزاعي رضي الله عنه عليك باثار من سبق واظافة الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوه لك بالقول. وقال محمد بن عبد الرحمن الاجرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس اليها هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي او لم يعلموها قال لم يعلموها. قال فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته انت؟ قال الرجل فاني اقول الا يتكلموا به ولا يدعوا ولا يدعوا الناس اليه او لم يسعه؟ قال بلى وسعه. قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفاءه لا يسعك عنك انقطع الرجل فقال الخليفة وكان حاضرا لا وسع الله على من لم يسعه وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين لهم باحسان والائمة من بعدهم والراسخين في العلم في تلاوة ايات الصفات وقراءة اخبارها وامراضها كما جاءت فلا وسع الله عليه. فمما جاء الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا قد وقفنا على ما ذكره المؤلف رحمه الله من النقل عن الامام احمد رحمه الله فيما يتصل بيان ان ما قرره فيما يتعلق بالاسماء والصفات هو ما عليه سلف الامة. وقد نقل جملة من النقولات ابتدأها بالنقل عن الامام احمد بما تبوأه اه اه نزل فيه من كونه رحمه الله امام اهل السنة. عطف ذلك بالنقل عن الامام الشافعي بيان ان هذا المسلك ليس مسلكا خاصا. بالامام احمد بل هو مسلك الائمة قبله فالشافعي متقدم على احمد رحمه الله وهو شيخه. ثم اه ذكر جملة من النقول. يقول فيما نقل عن الامام الشافعي قال الامام ابو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي رظي الله عنه امنت بالله وبما جاء عن رسول وبما جاء عن الله على مراد الله امنت اي اقررت واطمئن قلبي بالله وبما جاء عن الله يعني من الاخبار على مراد الله يعني كما اراد الله تعالى. وهذا فيه الايمان بالمعنى على مراد الله جل وعلا قال وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله وهذا جاءت به النصوص دون ان يدخل في ذلك بتحريف او تعطيل او رد او تجهيل. ولهذا اه قال وهذا القول من الامام الشافعي يصدق ما تقدم عن الامام احمد رحمه الله في قوله وما اشكل من ذلك وجب اثبات لفظا وترك التعرظ لمعناه. يصدق ما قرره المؤلف من القاعدة في قوله وما اشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرظ لمعناه آآ فقول امنت بالله وبما جاء عن رسول الله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله هو ما ذكره من الايمان بذلك لفظا وترك التعرظ لمعناه فيما لم يستبنه ولم يتضح له. يقول رحمه الله بعد ان ذكر هذين النقلين عن هذين الامامين الجليلين قال رحمه الله على هذا اي على هذا من الايمان بما جاء عن الله وعن رسوله على مراد الله وعلى مراد رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على هذا درج السلف وائمة الخلف رضي الله عنهم درج اي سلك وسار سلف وهم الائمة الذين يقتدى بهم من الصحابة رضي الله عنهم تابعيهم وتابعي تابعيهم يقول رحمه الله وائمة الخلف اي من جاءوا بعدهم من الائمة المتبوعين كالائمة الاربعة وغيرهم من من لهم امامة وقدم صدق في الامة. قال كلهم متفقون على الاقرار والاثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله. كلهم متفقون على الاقرار وظده الانكار. فالاقرار هنا الاثبات وهو من قرار الشيء وثبوته ودوامه. فهم متفقون على الاقرار بما جاءت به النصوص. والامرار اي عدم التعرض لما جاءت به النصوص بتحريف او او بتكييف او بتمثيل بل يمروها كما جاءت ولا يعني هذا الا يعقلوا معانيها كما يفهم ذلك المفوضة بل المعنى انهم يمرونها ويعقلون ما فيها لكن لا يتعرظون لهذه المعاني بالتحريف والتعطيل والتكييف او التمثيل. يقول رحمه الله اه والاثبات ولهذا بين معنى الامرار حتى والاقرار والاثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله اي من غير ان يقابل ما جاء في الكتاب وفي السنة من اخبار الصفات بالتأويل والمقصود بالتأويل هنا التأويل المذموم والتويل يطلق ويراد به معاني يطلق ويراد به التفسير والكشف عن المعنى ويطلق ويراد به حقيقة الشيء وكونه وقدره وغايته ويطلق ويراد به العاقبة والمنتهى يطلق ويراد به هذا المعنى الرابع صرف اللفظ عن المتبادر الى معنى مرجوح. هذه اربعة معاني التأويل عليها. فقول المؤلف رحمه الله من غير تعرض لتأويله. هل المقصود من غير تفسير؟ هل المقصود من غير تحريف هل المقصود من غير علم وتعرض لعاقبته او حقيقته وكيفيته المقصود بقوله من غير تعرض لتأويله لا شك انه من غير بحث في علم الكيفيات فان هذا مما استأثر الله تعالى في قوله وما يعلم تأويله الا الله. وايضا يدخل في قوله من غير تعرض لتأويله. اي من غير آآ تحريف له عن ظاهره فان هذا من وظع الكلم من تحريف الكلم عن مواضع وقد نهى الله تعالى عن ذلك وذم اليهود على صنيعهم في تحريف الكلم عن مواضعه وهو ازالته عن معناه الذي دل عليه ظاهر النص. اذا هناك معنيان مقصودان بقوله من غير تعرض لتأويله. اي من غير طلب لكيفيته ومن غير تحريف لمعناه. ومن غير تحريف طيب هل يفسرون ذلك؟ نعم يفسرونه. لكنهم يفسرونه على وجه بالله تعالى لا يقتضي تمثيلا ولا تكييفا ولا آآ تسوية بين الله تعالى والمخلوقين هم يفسرون ما جاءت به النصوص ولا شك لانه اعظم ما جاء به النص هو الخبر عن الله تعالى. ومعلوم ان الله تعالى انزل هذا كتاب ليتدبر الناس اياته. ولو كان لا تعرض لمعانيه كيف يمكن ان يتدبروا لما كيف يمكن ان يحققوا ما من اجله انزل الكتاب وهو التدبر لا يمكن. فلهذا لا يفسر قوله من غير تعرض لتأويله لانه لا يفسر بل المقصود به من غير تعرض للكيفيات ومن غير تعرض للتحريف. قال رحمه الله وقد امرنا بالاقتفاء لاثارهم والاهتداء بمنارهم. امرنا اي امر الناس بالاقتفاء الاتباع لاثارهم اي اثار السلف الصالحين والائمة المهديين الذين جعل النبي صلى الله عليه وسلم اتباعهم دليل الصحة والسلامة بل دل القرآن على فضيلة اتباعهم. قال الله تعالى والمهاجرين والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ثم قال والذين اتبعوهم باحسان فجعل اتباعهم باحسان مما يوجب المدح والثناء واتباعهم في العقائد والاعمال والاقوال احوال هذا ما يتم به الاتباع فاتباعهم محمود. وهو مأمور به فقد اثنى الله تعالى على المتبعين للمتقدمين من المهاجرين والانصار باحسان. قال وقد امرنا بالاقتفاء لاثارهم. والاهتداء وعلى كل حال المقصود به يستمسكوا آآ استمسكوا بهذا السبيل بما تستطيعون من الاستمساك ولو كان بالنواجذ يقول النبي وهو دال على شدة الاعتصام والاستمساك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عضوا عليها بالنواجذ واياكم وهذا اي الاستدلال والاسترشاد بمنارهم اي بعلاماتهم و معالم طريق فالمنار هو معالم الشيء وعلاماته ومنه لعن النبي صلى الله عليه وسلم من غير منار الارض اي غير علاماته. والمنار هو علامة من علامات الاهتداء سواء في الاملاك او في الطرقات. يقول الشاعر على لاحب لا يهتدى بمناره. يعني على طريق لا يهتدى بمناره. لا يستطيع السالك له ان يعرف ممن من علاماته ما يستبين به سبيله وطريقه. المقصود ان قوله رحمه الله او الاهتداء بمنارهم اي استرشاد والاستدلال طريق بعلاماته طريقهم عالم سبيلهم قال رحمه الله وحذرنا المحدثات او حذرنا المحدثات امرنا بالاقتفاء وحذرنا المحدثات المحدثات جمع محدثة والمحدث هو الامر الحادث بعد ان لم يكن. وهو يطلق الغالب على الانحرافات التي خالفت سبيل المتقدمين. وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحون. هذا ما يراد بالمحدثات في في الاصطلاح والا من حيث العموم الاحداث او المحدث هو الجديد لكن المقصود بالمحدثات التي حذرنا من اتباعها او من الاخذ بها هو ما خالف اكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحون. قال رحمه الله كلهم؟ اي نعم. قال رحمه الله وحذرنا المحدثات واخبرنا انها من الضلالات. اي من الانحرافات عن الهدى فالظلالات جمع ظلالة والظلال ظد الهدى. فاذا كانت المحدثات ظلالات فهي خارجة عن طريق الهداية الذي امر الله تعالى المؤمنين بسلوكه بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم دالا عليه كما قال جل في علاه وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فهذه الضلالات تخرج الناس عن الصراط المستقيم. وتزلهم عن الطريق القويم يقول رحمه الله في الاستدلال لهذا الامر والنهي قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. هذا الحديث رواه اصحاب السنن من حديث العرباض ابن سارية في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه وفي هذه الوصية الجامعة حيث قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا اي عهد الينا بامر نستمسك به ونلزمه. قال عليكم بسنتي اي بطريقتي وهدي وهذا يشمل التزامه هذه صلى الله عليه وسلم في العقائد والاعمال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. الخلفاء الراشدون المهديون هم اربعة مقدمهم وامامهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه. ثم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان ابن عفان رضي الله عنه ثم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هؤلاء هم الخلفاء الراشدون المهديون الذين امرت الامة بالاستمساك بهديهم واتباع سبيلهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة اي طريقة الخلفاء الراشدين والرشد ضد ضد الغيب المهديين والهدى ضد الضلال فجمع لهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفين يظمنان السلامة من الانحراف. الرشد والهدى. الرشد ظد ايش؟ الغيب هدى ضد الظلال. طيب هل بينهما فرق؟ نعم بينهما فرق. الغي يكون في الاعمال والهدى يكون في العقائد. وان كان قد يطلق الرشد على الغي والغي على آآ آآ قد يطلق الرشد على الهدى والهدى على الرشد اي انهما يدخل بعضهما في بعض لكن كلاهما مما يحصل به آآ كمال السلامة. اذا الرشد في الاعمال والهدى في العلوم والعقائد. ويمكن ان يقال كما قال بعض آآ اهل العلم ان هذين الوصفين يضمن ان العلم وعدم اتباع الهوى يظمنان العلم وعدم اتباع الهوى. وعلى كل حال المقصود بهذين الوصفين هو كمال ما كانوا عليه من السلامة في العلم والعمل كمال ما كانوا عليه من السلامة في العلم والعمل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عضوا عليها بالنواجذ اي استمسكوا بها استمساكا الحريص المشفق شديد التمسك. استمساك الحريص المشفق شديد تمسك واذا قال عضوا عليها بالنواجذ والنواجذ قيل هي الاضراس وقيل هي الانياب وقيل هو السن الذي يكون بين الضرس والناب. وهو اربع. بعد بعد الناب اه السن الذي بعد الناب يسمى ناجذا هذا الامر بالاقتفاء والاتباع وهو الاستدلال لقوله وقد امرنا بالاقتفاء لاثار والاهتداء بمنارهم. اما قوله وحذرنا المحدثات فهذا ما من قوله واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فكل فكل محدثة بدعة والبدعة يطلق على ما يذم من العمل الديني لانه خروج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وكل بدعة ضلالة. اه وهذا فيه ما تقدم. استدل بعد النص على صحة ما ذكر ووجوب اتباع هدي السلف الصالحين والبعد عن المحدثات بما نقله ايضا عن عبد ابن مسعود قال عبد الله ابن قال عبد الله ابن مسعود رظي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. اتبعوا اي اتبعوا من كان قبلكم. من النبي صلى الله عليه وسلم والائمة المهديين ولا تبتدعوا اي لا تحدثوا. ثم يقول في علة ذلك وبيان سببه فقد كفيتم اي قد كفاكم الله تعالى ان تحدثوا شيئا في الدين. كيف والله تعالى يقول اليوم واكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. بعد ان نقل ما نقل عن عبد الله بن مسعود نقل جملة من النقول عن الائمة بعده فنقل عن عمر ابن عبد العزيز وعن الاوزاعي وعن محمد بن عبد الرحمن الادرمي الادرمي وكل هذا مما يؤكد ويعزز ما تقدم من ان الواجب اما كان عليه سلف الامة وان الواجب الحذر مما حدث من التي تصنف ضمن البدع والمحدثات. يقول رحمه الله وقال عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه كلامنا آآ يقول نعم. قال وقال عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه قف حيث وقف القوم. في العقائد والاعمال فانهم على علم وقفوا يعني لم يقفوا عن جهل بل وقفوا عن علم وهذا منتهى ما يكون من العلوم. يقول وببصر نافذ كفوا اي ببصر ثاقب باصر يدرك عواقب الامور كفوا ولا هم على كشف ولهم ولهم على كشفها كانوا اقوى. يعني هذه الامور التي وقف عندها السلف فلم يدخلوا فيها البحث والتنقيب والسؤال والطلب وقفوا عندها عن علم وهو انها امور لا يمكن الوصول الى غاياتها وان الدخول فيها سبب للانحراف والظلال ولو كان الامر يرجع الى قوة الذهن وجودة القريحة رسوخ العلم فهم قد ملكوا من هذه الاوصاف ما يؤهلهم الى ان يلجوا في هذا المظمار وان يأخذوا بهذا السبيل. لكن لما كملت علومهم فلم يدخلوا في هذا المجال دل هذا على ان الدخول فيه ممنوع. ولهذا يقول قف حيث وقفوا فانهم عن علم وقفوا. يعني لم يقفوا عن جهل كما يقوله من يقول يقول ممن يذم السلف ويقول انهم قد شغلوا بالجهاد او لم يكن عندهم من العلوم والقدرة التأمل والنظر ما يمكنهم من الدخول فاثروا طريق السلامة ولذلك يقولون طريق السلف اسلم وطريق الخلف اعلم واحكم كل هذا يكذبه قول عمر بن عبدالعزيز آآ رحمه الله ورضي عنه فانه يقول عن علم وقفوا فهم لم يقفوا عن عجز ولا عن طلب السلامة وقعود عما يجب لو كان سلوك هذا السبيل واجبا وكان بيانه مطلوبا لما تأخروا رضي الله عنه لكن هذا مما لم يطالب به الناس ومما ينفتح به على الناس انواع من الضلالات والانحرافات ليس لهم بها قبل هذا ما حدث فانه لما فتح هذا الباب تفرقت الامة واصبحت شيعا واحزابا بسبب هذه الانحرافات التي دخل الناس فيها بعقولهم وعقولهم قاصرة عن ان تبلغ حقيقة ما دخلوا فيه ولذلك انحرفوا وضلوه. يقول ولا هم عن على كشفها كانوا اقوى. وبالفظل يعني لو كان فيها خير واجر ومثوبة وبالفضل لو كان فيها احرى فلئن قلتم حدث بعدهم الان بعد ان قرر امر رحمه الله تقريرا عقليا استدلالا اه نظريا اه اجاب عن الشبهة. قال فلان قلتم حدث بعدهم اي حدث بعد ما يوجب ان الخوض فيما لم يخوضوا فيه قال فما احدثه الا من خالف هديهم. يعني هذه المحدثات انما حدثت نتيجة مخالفة من خالف طريقهم وسبيلهم. فلا ينبغي ان يستدرجنا هذا اه فلا ينبغي ان يستدرجنا هذا الى الدخول فيما لا تحمد عقباه يقول رحمه الله فما احدثه الا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ولقد ولقد وصفوا ولقد وصفوا منه ما يشفي اي بينوا ووظحوا قول ووصفوا اي بينوا ووظحوا في هذا العلم وهو العلم بالله تعالى ايشفي وتكلموا منه بما بما يكفي فما فوقهم يعني ما زاد من زاد عليهم محسر اي لم يدرك الا حسرة ولن يدرك الا قصورا. وما دونهم يعني ومن لم يبلغ ما بلغوه لم يدرك ما ادركوه من العلوم مقصر. قال رحمه الله لقد قصر لقد قصر عنهم قوم فجفوا قصر عنهم اي عن سبيلهم وطريقهم وما كانوا عليه اي قوم فجفوا اي قصروا فيما يجب وتجاوز اخرون فغلوا وانهم كانوا فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم كما بينه لهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم ثم ذكر رحمه الله ما جرى من القصة مع محمد بن عبد الرحمن الادرمي