كل ما في الكون من الوقائع. ولذلك قال قليله وكثيره. فالقدر ينتظم كل الحادثات. ما فيه شيء في الكون من حركة ولا سكون. الا بقضاء وقدر. قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وسيأتي هنا هو في المفعولات والمقدرات لا في الفعل والتقدير. يعني لا في ما يضاف الى الله تعالى من الفعل والتقدير. فلا يكون من الله تعالى الا خير. اذ الشر ليس اليه. سبحانه وبحمده. هذا من ومن جهة اخرى ان الشر في القدر الذي هو المفعول المفعولات ليس في مفعولات تعالى واقضيته شر معه. ليس في مفعولات الله واقضيته شر محض بل لا بد فيها من خير. فما في هذا الكون من المكروهات لا بد فيه من خير. وهو لحكمة ورحمة. وبهذا يصح ان يكون ليس في فعل الله تعالى شر. فالشر ليس اليه سبحانه وبحمده. والقدر فيه ما يسر وفيه ما يكره فيهما يتنعم به الانسان وفيه ما يتألم له ولذلك قال حلوه ومره خيره وشره والقدر يشمل ما ذكره المؤلف رحمه الله من تفصيل الادلة الدالة على هذا الاصل من اصول الايمان. والمقصود ان الله تعالى يشمل جميع ما في هذا الكون من الحوادث. فكل ما في الكون بقدر وقولنا كل ما في الكون بقدر اقتضي اثبات علم الله تعالى لذلك كتابته لذلك مشيئته وخلقه فاذا هذا بقضاء الله وقدره يعني نعني بذلك ان الله قد علمه قبل وقوعه وانه كتبه قبل وقوعه وانه شاءه وانه وقع بخلقه وايجاده وتكوينه. وبهذا يرد على من يقول ان التقدير الذي هو فعل الله تعالى انما هو تقدير اجمالي لا تقدير تفصيلي. فالله تعالى لا يعلم ما الخلق عاملون. انما يعلم في الجملة لا على وجه التفصيل وهؤلاء مكذبون للقرآن محدثون في دين الاسلام. لان النصوص دلت على انه ما من شيء في الكون الا بقضاء الله وقدره يقول المؤلف رحمه الله لا يكون شيء الا بارادته ولا يجري خير وشر الا بمشيئته. لا يكون شيء الا بارادته والمقصود بالارادة هنا الارادة الكونية الخلقية القدرية. الارادة الكونية الخلقية التي تنتظم كل شيء. فلا يكون شيء الا بارادته. ولا يجري خير وشر الا وهذا تأكيد للجملة السابقة فالمشيئة الكونية فالمشيئة فالارادة الكونية الخلقية القدرية هي المشيئة ولا يجري خير ولا شر الا بمشيئته هذا تأكيد لمعنى الجملة السابقة. خلق من شاء للسعادة له به الى اخر ما ذكر خلق من شاء للسعادة. هنا في اثبات مرتبتين من مراتب الايمان بالقدر. المرتبة الاولى المشيئة المرتبة الاولى المشيئة. والمرتبة الثانية الخلق. لانه قال لا يكون شيء الا ثم قال خلق من شاء للسعادة واستعمالها الى اخر ما ذكر. فذكر المشيئة والخلق. ونحن قد ذكرنا ان مراتب الايمان بالقدر اربعة مراتب اربعة مراتب. فالمؤلف اقتصر على مرتبتين مع ان الايمان لا يتم الا باربع مراتب ذكرها الناظم في قوله علم كتابة مولانا مشيئته هذي ثلاثة وخلقه وهو ايجاد وتكوين. هذه اربعة مراتب علم كتابة مولانا هذان هاتان مرتبتان مشيئته هذي المرتبة الثالثة وخلقه وهو ايجاد وتكوينه. هذه المراتب الاربع هي مراتب الايمان بالقدر. فالمؤلف ذكر المرتبتين الاخيرتين وهما مرتبة المشيئة وهما مرتبة المشيئة والخلق وهما مرتبة المشيئة والخلق فلماذا طوى المؤلف رحمه الله ذكر العلم والكتابة؟ روى المؤلف ذكر علم الله تعالى وكتابته لانه من ما انقطع الخلاف فيه. فلا خلاف في ان الله علم الاشياء قبل وقوعها ولا خلاف في ان الله تعالى قد كتبها انما كان الخلاف في اول الامر اول ما نشأت بدعة القدرية كان الخلاف في اثبات العلم السابق في اثبات العلم السابق. ففي صحيح الامام مسلم من حديث بريدة من حديث عبد الله بن بريدة في قصة مجيء يحيى ابن وحميد بن عبد الرحمن الحميري الى عبد الله بن عمر. جاء وهم من اهل البصرة فقال لعلنا نوفق الى احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنسأله فاذا هم بابن عمر يدخل المسجد فاكتنفاه فكلمه يحيى بن يعمر فقال ان قوما قبلنا من اهل البصرة يقولون ان الامر انف. معنى انف يعني مستأنف ما سبق به علم ما سبق به كتابة ما سبق به مشيئة ما سبق به نعم ما سبق به خلق ان الامر الف والمقصود بالانف على وجه الخصوص نفي الكتابة والعلم. نفي الكتابة والعلم. فقال عمر قال ابن عمر رضي الله عنه اخبرهم اني منهم براء لو ان احدهم انفق مثل جبل احد ذهبا ثم لم يؤمن بالقدر ما قبله الله تعالى منه وبعد ذلك ساق ما رواه عمر عمر رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل في الحديث الطويل. فهذا يبين لنا ان الفئة الاولى من المنكرين للقدر كانوا ينكرون علم الله تعالى السابق للحوادث وكتابته. فلما انكر عليهم الصحابة وحاجهم اهل العلم تركوا انكار بايش؟ تركوا انكار الكتابة والعلم السابق. واقتصروا على انكار المشيئة والخلق. قالوا لا يشاء الله تعالى الفساد في الارض ولذلك من عباراتهم التي يظهر بها التعظيم وحقيقتها انكار القدر ما قاله بعض المتكلمين عند احد اهل العلم في محضر احد الامراء قال سبحان من تنزه عن الفحشاء يقصد انه لم يقدر الله تعالى الفساد في الارض ان القدر مما يجرم ان الفساد مما يجري في الارض الزنا والسرقة والحرابة وسائر الوان الفساد ليست بقدر الله تعالى فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء. فرد عليه السني فقال سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء. فحجه وخصمه لان هذا كمال التنزيه لله تعالى الا يكون في ملكه الا ما شاء. ولكنه شاء ذلك لحكمة ورحمة وما في الكون من فساد انما له حكمة كما قال الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فما في الارض والسماء والبر والبحر من فساد انما هو لحكمة من رب العالمين. على كل حال المؤلف لم يذكر مرتبة العلم والكتابة لانه قد انحسم الخلاف فيها واقر بها القدرية فلم يبق فيها مخالف. فالكل ان الله تعالى بكل شيء عليم. وانه ما من شيء الا وقد كتبه الله تعالى قبل كونه. ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. فقد كتب الله تعالى مقادير الاشياء قبل كونها وقبل حدوثها. ولذلك يقول الشافعي في مناظرة ومناقشة القدرية قال ناقشهم او ناقشوهم بالعلم فان انكروه فقد كفروا. يعني كفرهم بين واظح لان الايات الدالة على سعة علم الله تعالى للسابق واللاحق ومكانه ما سيكون الحاضرات والمستقبلات شيء لا لا نقاش فيه ولا يماري فيه الا مجادل اذا لو قيل لماذا لم يذكر آآ هاتين المرتبتين؟ لان الخلاف فيهما محسوم. والخلاف بين اهل السنة وغير ممن ظل في القدر هو في مرتبته المشيئة والخلق ولذلك نص المؤلف رحمه الله تعالى عليهما ثم لما ذكر المشيئة اذكر شمولها لكل شيء؟ فقال لا يكون شيء الا بارادته ولا يجري خير ولا شر الا بمشيئته. ثم قال خلق ما شاء للسعادة. واستعمله بها فضلا وخلق من اراد للشقاء واستعمله به اي بالشقاء عدلا. هذا فيه بيان ان ما من المكروهات في الارض هي لحكمة وانه لا يخرج قدر الله تعالى عن الفضل والعدل. طيب قد يشكل هذا على من ترد عليه الوساوس. فيشتبه عليه امر التوحيد والقدر فعند ذلك ينبغي لاغلاق هذا الباب ان يعتقد ما قاله فهو سر استأثر به يعني كيف يكون عدلا ويقدر الفساد في الارض؟ الجواب ان هذا من السر الذي استأثر به ولا يعني هذا انه ليس معقول المعنى لكن اذا عجز عقلك عن ادراك ذلك وفهمه من خلال النصوص ومن خلال الحجج والبراهين اغلق الباب بانه سر الله في خلقه لم يطلع لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا كما قال الطحاوي رحمه الله في ما ذكره في في باب القدر او في مسألة القدر. قال القدر سر الله في خلقه. لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. ثم ذكر اثر الخوظ في القدر في طلب حل هذا السر وانه يفضي الى الخذلان والخسران والحرمان فينبغي للمؤمن ان يسلم لله تعالى وان يعلم ان الله تعالى غني عن العباد. وانه كامل في صفاته لا يظلم الناس شيئا سبحانه وبحمده ثم قال فهو سر استأثر به وعلم حجبه عن خلقه. وابن القيم رحمه الله ذكر قاعدة جيدة فيما اشكل عليك واستغلق مما يتعلق بالله تعالى. اذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع. ذكر هذا تكلم عن اسم الله تعالى الاول والاخر والظاهر والباطن في بيان معنى الظاهر والباطن اطال الكلام. في معنى الباطن ثم فلما فرغ وكانه يعني شعرا قد يكون هناك من لا يستوعب هذا الكلام الذي قاله فقال فاذا استغلق عليك ذكر اذا لم تستطع شيئا فدعه يعني اتركه وجاوزه الى ما تستطيع واما ما انت مكلف ان تدرك كل الامور على وجه واحد من الوضوح والبيان لكن انت ارجع الى المسلمات واستمسك بالاصول القويمات وليس عليك بالمشتبهات والملتبسات. فالاصل القويم ان الله لا يظلم الناس شيء وان الناس يتقلبون بين عدله وفضله. وهذا الجواب هو ما اجاب به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. او جملة من الصحابة رضي الله عنهم لعبدالله بن فيروز الديلمي كما في المسند باسناد جيد انه اشكل عليه امر القدر. فجاء الى جملة من الصحابة منهم حذيفة وابي وثوبان وعبدالله ابن مسعود يطلب منهم ان يحدثوه عن يحدثوه عن امر القدر ان في نفسه شيئا من قدر فحدثني لعل الله يذهبه عني. فكانوا كلهم يقولون ان اه ان الله تعالى لو عذب اهل السماوات والارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته اوسع لهم. واعلم انه لو انفق احدكم مثل جبل احد ذهبا لم يتقبله الله تعالى منه حتى يؤمن بالقدر. ويؤمن ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. وكلمات نحو هذه الكلمات التي دارت معانيها على التسليم لله تعالى في امر القدر وان الله لا يظلم الناس شيء وانه منزه سبحانه وتعالى عنهم المؤلف رحمه الله بعد ان قرر جملة ما تقدم من الاصول في باب القدر قال رحمه الله في من الادلة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وهذا فيه اغلاق الباب على الوساوس التي تدب الى القلب. سلم لله تعالى فالله تعالى لا يسأل عما يفعل لا تقل لما قدر ولم عذب بل الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ما الذي توحي هذه العبارة؟ ما الذي توحيه هذه هذا الخبر من كلام الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. هل يوحي بانه يفعل ما لا يعقل؟ الجواب لا. لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ولكمال علمه ورحمته وانه يضع جل وعلا الاشياء مواضعها وانه ليس في فعله خلل ولا عبث ولا فساد فيسأل عنه جل وعلا. هذا ملحظة تكميل والتعظيم في قراءة في معنى قوله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. في حين ان هذه قد تستعمل في حق بعض اذا قيل لماذا فعل فلان؟ قال لا يسأل عما يفعل وهو يسألون لا يريد انه يعني يفعل ما لا يفسر ويفعل ما لا يعقب عليه فيه وهو فيه على خطأ او ظلم اما رب العالمين فانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا يسأل عما يفعل لكمال علمه ولكمال حكمته ولعظيم برحمته وانه قد اتقن كل شيء سبحانه وبحمده. فلا يأتي امره وشأنه جل وعلا باطل لا من بين يديه ولا من خلفه قال قال الله عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس ذرأنا اي خلقنا لجهنم كثيرا من الجن والانس وهذا لحكمة وهذا ينبغي ان ان نؤمن به ان هؤلاء انما استحقوا النار بعملهم فالله تعالى غني عن عذاب الخلق ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم انما هؤلاء استحقوا العذاب اخذوا به وكون الله تعالى قدر ذلك فقد قدره باسبابه. فلما ازاغ الله قلوبهم. قال ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. فالله تعالى شاء ومشيئته مقرونة بحكمته كما قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فما من شيء يشاءه الله تعالى الا لحكمة فقد شاء الله تعالى ان يكون الناس على فريقين منهم مؤمن ومنهم كافر ليسوا على قلب رجل واحد ولو شاء ربه مكالمة امن من في الارض كلهم جميعا. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى. فالله تعالى على كل شيء قدير. لكن حكمته اقتضت ان بين الناس وان يمايز. قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. فما من شيء الا بتقدير الله تعالى ولا عن علمه وكتابته مشيئته وخلقه. وروى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس اي رأسه وجعل ينكت بمخصرته ثم قال منكم من احد الا قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا؟ يعني الا نترك العمل ونعتمد على ما كتب؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وهذا يشير الى ان التقدير له اسبابه ومن الاسباب العمل ولذلك قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وهذا فيه للوصف الحقيقي الذي يوصف به حال الناس. الان من الاسئلة التي ترد هل الانسان مخير او مسير؟ هل انسان مخير او مسير؟ لا يصح اطلاقا انسان مسير ولا يصح اطلاقا ان الانسان مخير بل افضل وصف يوصف به حال الانسان انه ميسر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. والتيسير غير التسيير والتيسير ليس فيه كمال التخيير انما الانسان قد يكون مختارا في امور وغير مختار في امور وهذا يدركه كل احد. فلا يوصف بهذا ولا بذاك انما الانسان ميسر لما خلق له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. اما من كان من اهل السعادة فيسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فيسر امل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى العطاء فعل من الانسان واتقى فعل منه وصدق بالحسنى اذا هناك اعمال يقوم بها الانسان ليدرك النتيجة فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره عسرة فليس في القدر حجة على ترك العمل او التواني في الاخذ في الاخذ بالاسباب التي يفلح بها الانسان وينجو بها من الهلاك والعذاب. وروى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصادق المصدوق ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يبعث الله اليه ملكا باربع كلمات يكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد اذا فيه كتب هذا الدليل بيان ان الله تعالى قد علم الاشياء قبل وقوعها فقد كتبت والكتابة دليل العلم هذا دليل العلم وهذه الكتابة هي التقدير العمري. التقدير العمري فالكتابة جرت على مراحل عدة جاء ذكرها في الكتاب وجاء ذكرها في السنة فاصل الكتابة جاء ذكرها في الكتاب كما قال الله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في ما في السماء وما في الارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. فالله تعالى اخبر بان كل شيء في كتابه وكذلك ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم في كتاب من قبل ان نبرأها. الظمير يعود الى النفس. نبرأها. هذا اقرب الاقوال. والقول الثاني انه يعود الى كل المتقدمات. لان الله تعالى ثلاثة امور. المصيبة والارض والنفس. ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها الظمير يعود الى اي شيء اقرب المذكورات النفس. فيعود من قبل ان نبرأها يعني من قبل ان نخلقها. ويصح ان يعود الظمير الى جميع المذكورات مصيبة والارض والناس وهذا حق فالله تعالى قد كتب مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما في الصحيح من حديث ابي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة وكتب جل وعلا المقادير عند الخلق كما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود حيث يبعث الملك عند خلقه يبعث اليه ملك باربع كلمات وهذا قبل ان نفخ الروح يكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ثم ينفخ ينفخ فيه الروح وهذا الكاتب هو التقدير العمري وهناك تقدير حولي وهو ما يكون في ليلة القدر التي يفرق فيها كل امر حكيم. وهناك تقدير يومي وهو المشار اليه بقوله