من مما يتصل بالقدر فقال له ان في نفسي شيئا من القدر فحدثني حديثا لعل الله ان يذهبه عني اي طلب منه ان يحدثه بشيء يصرف عنه ما قام في قلبه مما يتصل بالقدر قالت بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اللهم اغفر لشيخنا ووالدينا والمستمعين رحمه الله تعالى فصل من صفات الله تعالى انه تعالى لما يريد لا يكون شيء الا بارادته ولا يعود شيئا شيء عن مشيئته بشكل عام بشيء يخرج عن تقديره ولا يصدر الا عن تقديره ولا محيد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خطاه في اللوح المسطور. ما خطة ولا يتجاوز مع خطة في لوح مسرور ارادهم العالم فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء ان يطيعوه جميعا ضعوها خلق الخلق وافعالهم وقدر ارزاقهم وامجالهم. يهدي من يشاء برحمته ويذل من يشاء بحكمته. قال الله سيسأل عما يفعل وهم يسألون وقال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال تعالى ما صابوا من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا رواه ابن عمر ان جبريل ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم الايمان قال ان سئل بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. وقال جبريل صدقت. رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وحلمه ومره. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن ابن علي يدعو به ان شاء الله ما قضيت ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بل يجب ان نؤمن ونعلم ان الله ان لله عليهم حجة بانزال الكتب وبعثها الرسل. قال الله تعالى بان لا يكون للناس على الله حبة بعد الرسل ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع على الفعل والترك. وانه لم يجبر احدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة. قال الله تعالى فلا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. من كسبت لا ظلم اليوم. فدل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسن الثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدرته. الحمد لله رب العالمين واصلي سلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا الفصل آآ آآ افرده المؤلف رحمه الله بمسألة القدر. وآآ بين فيهما يجب آآ استحضاره واعتقاده في هذه القضية التي هي من اصول الايمان فالايمان بالقدر اصل من اصول الايمان كما جاء ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم اصول الامام في حديث جبريل حيث سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته ملائكتي وكتبي ورسلي واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. الايمان بالقدر منزلته في الديانة عظيم يبين ذلك ما جاء في حديث في قول ابن مسعود في قول ابن عباس رضي الله عنه الايمان بالقدر نظام التوحيد. نظام التوحيد يعني ينتظم به التوحيد. فمن كذب بالقدر نقظة تكذيبه توحيده وهذا يدل على منزلة الايمان بالقدر وان الكفر بالقدر وعدم به كفر بالله تعالى. ونقض للايمان والتوحيد. هذا النقل الذي ذكرته عن ابن عباس وهو الايمان بالقدر نظام التوحيد جاء مرفوعا من طريق ابي هريرة رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يصح رفعه. وعلى كل حال منزلة الايمان بالقدر جلية واضحة من بيان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وايضاحه ما يجب اعتقاده في هذا الاصل من اصول الايمان والقدر هو تقدير الله جل وعلا. و قد تنوعت كلمات اهل العلم رحمهم الله في بيان معنى القدر فعرفه جماعة بانه الحكم الكوني عرف جماعة من اهل العلم القدر بانه الحكم الكوني وعرفه اخرون بانه علم الله وكتابه ومشيئته وخلقه. وهذا تعريف القدر بمراتبه التي لا يتم الايمان بالقدر الا بها. علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. وقد جمع هذه المعاني الاربع بعض النظام فقال علم كتابة مولانا مشيئته هذه ثلاث مراتب علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه. هل المرتبة الرابعة؟ وهو ايجاد تكوينو المقصود ان كلمات العلماء رحمهم الله في تعريف القدر آآ تنوعت على هذا النحو لا يخرج عن هذا المعنى ما ما جاء عن الامام احمد رحمه الله في تعريف القدر حيث سئل عن القدر فقال القدر قدرة الله عز وجل القدر قدرة الله عز وجل. وقد قال الامام احمد رحمه الله فمن انكر القدر فقد انكر الله وهذا كله متسق مجتمع في بيان معنى آآ والقدر اصل ينبغي ان يعلم ان منه ما هو بين واضح. ومنهما لا يدرك الناس كونه وحقيقته. كسائر افعال الله جل وعلا ولهذا قال الطحاوي رحمه الله في كلامه عن القدر قال والقدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. فهو سر خفي. لكن هذا ليس في كل ما يتصل به انما في بعض جوانبه وما يتصل عدد من النواحي فينبغي الا يتبع الانسان نفسه ما يلقيه الشيطان في قلبه من الوساوس يشير المؤلف رحمه الله الى شيء من ذلك في ثنايا كلامه. يقول رحمه الله من صفات الله تعالى انه الفعال لما يريد. كما قال جل وعلا فعال لما يريد وفعال صيغة مبالغة تدل على كثرة الفعل وعلى عظم الفعل وهذا من النصوص الدالة على اثبات الفعل لله جل وعلا. وانه من كمال الرب سبحانه وبحمده وابتدأ المؤلف رحمه الله تقرير هذا الاصل بذكر هذا الوصف كوني القدر مبني على الارادة. فالقدر هو ارادة الله جل وعلا. كما في تعريف القدر بان حكمه بانه حكمه الكوني. فمهد لذلك بذكر انه يفعل ما يشاء سبحانه وبحمده. ومن كمال انه لا يسأل عما يفعل. كما جاء في ثنايا كلام المؤلف. يقول رحمه الله ومن صفات الله على انه الفعال لما يريد. ثم جاء تفصيل ذلك فقال لا يكون شيء اي لا يحصل ولا يوجد. شيء او جليل صغير او كبير في الارض او في السماء. في الحاضر او المستقبل او الماضي لا يكون شيء الا اي بتقديره جل وعلا. وارادة هنا هي القدر وهي ارادته الكونية. حكمه الكوني الذي يشمل جميع ما يقع في الارض. قال ولا يخرج شيء عن مشيئته. اي لا يخرج شيء في الكون عن مشيئة الله تعالى بل كل شيء مندرج في مشيئته جل وعلا لا يخرج عن ذلك شيء. ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن جل في علاه. وهذا يدل على انتظام مشيئة الله جل وعلا لكل ما في الكون من الحوادث والوقائع. لا يخون شيء عن مشيئته. ان كل شيء خلقناه بقدر. هذا دليل على شمول مشيئة لكل ما في الارض والسماء بكل ما في الكون من حوادث. ان كل شيء خلقناه بقدر. يقول رحمه الله الله وليس في العالم وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره. هذا تقرير لما تقدم. لذكر الايراد والمشيئات وهما من مفردات الايمان بالقدر قال وليس في العالم يعني في الكون شيء يخرج عن تقديره والعالم كل ما سوى الله عالم. فليس في الكون شيء يخرج عن تقديره لا من مسرات ولا من مكروهات لا من خير ولا شر لا من بر ولا فسق. كل ذلك بتقديره جل وعلا. قال ولا يصدر الا عن تدبيره. فلا شيء يخرج في هذا الكون الا بتدبير لرب العالمين. قال ولا محيدا عن القدر المقدور. يعني لا مناص ولا مخرج عما قدره الله جل وعلا. فقول لا محيد يعني لا مصرف ولا مناص ولا مهرب. عن القدر المقدور يعني عما قظاه الله تعالى وقدره. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن لابن لابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء الا قد كتبه الله عليك. واذا اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء الا قد كتبه الله لك. رفعت الاقلام وجفت الصحف وهذا يدل على انه لا محيد عن القدر وقد قال عبادة ابن الصامت رضي الله عنه في وصيته لابنه واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن لاخطئك ما في ظفر ما اخطأك يعني ما تجاوزك الى الى غيرك لا يمكن ان يأتيك لا يمكن ان يصيبك من خير او شر وما اصابك من خير او شر لا يمكن ان يحجبه عنك احد ولا يمكن ان يتخطاك الى غيرك وهذا يدل على ما ذكرنا من انه او على ما ذكر المؤلف من انه لا محيد عن القدر المقدور. قال ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطول اي ليس شيء في الكون يخرج عما كتب في سابق الخلق في سابق الزمان قبل ان يخلق الله تعالى الخلق ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور وهذا اشارة الى انه ما من شيء الا وقد كتبه الله تعالى. وهذا من مراتب الايمان بالقدر. ان تؤمن بان الله تعالى كتب مقادير الاشياء قبل ان يخلقها. وسيأتي بعد هذا التقرير كلام الاستدلال لهذا اه لهذا المذكور في كلام المؤلف في هذا الفصل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله. قال اراد ملعب عالم فاعلوه. يعني اراد ما الخلق فاعلوه والارادة هنا المقصود بها ارادة كود ارادة الارادة الكونية الارادة الخلقية وهذا يأتي بعد الايمان بكتابة الله تعالى. فكل ما فعله الكون فهو بارادة الله جل وعلا. يقول ولو عصمهم اي حال بينهم وبين مخالفته لما خالفوه وعصمهم اي لو منعهم فالاسما دائرة على معنى المنع لما خالفوه اينما خالفوا ما امرهم به ولما خالفوا ما نهاهم عنه. قال ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه لو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه لما خرج احد عن طاعة الله تعالى كما قال قال جل وعلا ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. اي جعلهم في سبيل واحد ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك والله تعالى من حكمته ان ميز بين الناس فمنهم فمنكم كافر مؤمن فلم يجعل الناس على سبيل واحدة بل مايز بين الناس فخص فاعطى من شاء من من شاء ومنع من شاء وهو في العطاء والمنع له الحكمة البالغة هو اعلم بمن اتقى واعلم وهو اعلم بالمهتدين جل في علاه. يقول المؤلف رحمه الله لو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه. بعد ذلك يقول خلق الخلق وافعالهم اي ان الله جل وعلا خلق جميع الخلق. من المطيعين والعاصين جميع افعالهم فجميع افعالهم هي خلق لله تعالى. والله خلقكم وما تعملون فالجميع خلق لله جل وعلا. على احد التفسيرين في الاية يقول وقدر ارزاقهم واجالهم. اي ان الله تعالى خلق الخلق وافعالهم وقدر ارزاقهم جمع رزق واجالهم اه جمع اجل فارزاقهم هم وهي كل ما يصل الى الانسان من نعم الله تعالى قبل ان تكون والآجال وهي ما جعله الله تعالى منتهى للوقائع احداث ومنه الوفاة قد قدر الله تعالى اجالهم قد جعل الله لكل شيء قدر اجلا ينتهي اليه. وحدا يبلغه. يقول وهذا فيه الرد على من انكروا ان الله تعالى يخلق افعال العباد وهو القدرية. وهذه الطائفة هي احدى الطائفات التي ظلت في القدر فالقدر ظل فيه طائفتان في الجملة طائفة نفوا ان يكون الله تعالى قد خلق افعال العباد فقالوا افعال العباد خلق لهم. وليست من خلق الله تعالى. فاخرجوا شيئا كثيرا في كن عن خلق الله جل وعلا. والقسم الثاني من من ظل في آآ قدرهم الجبرية الذين قالوا انه ما من شيء الا والله خلقه هذا المعنى صحيح وليس للخلق فعل ولا اختيار هم مجبورون على افعالهم ليس لهم اختيار ولا آآ لهم آآ آآ اثر فيما يكون من افعالهم. يقول رحمه الله آآ وقدر الخلق وافعالهم وقدر ارزاقهم واجالهم ثم قال يهدي من يشاء برحمته هذا بيان انقسام اعمال الناس. وان هذا انقسام لا يعني انه خارج عن تقدير الله تعالى. بل الجميع متقلبون بين فظله وعدله. يهدي من يشاء برحمته ويظل من يشاء بحكمته جل في علاه. فالهداية منه كما ان الظلالة منه جل وعلا. فهو الذي يهدي ويظل يظل من يهدي من يشاء ويظل من يشاء جل في علاه. قوله رحمه الله يهدي من يشاء يهدي من يشاء برحمته اي باحسانه وفضله ويظل من يشاء بحكمته اي هذا الاظلال ليس خارجا عن حكمة الله جل في علاه بل له الحكمة البالغة في هداية المهتدين وله وله الحكمة البالغة في ضلال الضالين. فكل ذلك بمشيئة رب العالمين. يقول المؤلف بعد ان قرر هذا الانقسام في اعمال الناس قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اي لا يسأل جل وعلا عما يكون في وتدبيره وتقديره مما جرى به القدر لا يسأل عن ذلك. وهذا النفي سؤال انما هو لبيان كمال علم الله تعالى وعظيم حكمته جل في علاه. ولهذا ينبغي ان يعلم ان نفي السؤال هنا ليس معناه انها افعال لا حكمة لها كما يقوله من يقول من نفاة الحكمة فهم يقولون لا يسأل عما يفعل لان ما في حكمة في فعله. وهذا كمال او غير كمال غير كمال. ولهذا تنقص رب العالمين لكن المعنى الذي دلت عليه الاية انه لا يسأل جل وعلا عن فعله لكمال حكمته وعلمه ورحمته جل في علاه لا لانه يفعل بلا علة او يفعل بلا غاية. فان هذا ليس كمالا. قوله جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اي لكمال حكمته وعلمه وان ما يفعله جل في علاه ليس فيه خلل ولا عبث وليس فيه نقص تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا. ولينحل عند الانسان ما يمكن ان يلقيه الشيطان في قلبه من وساوس تتصل بالقدر ليعلم يقينا ان الله جل وعلا حكم عدل. وانه كما قال وما بظلام للعبيد. ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي ذر يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. فالله تعالى منع الظلم على نفسه وهو الحكيم جل في علاه. الذي له الامر كله سبحانه وبحمده. فينبغي ان يمتلئ قلب العبد يقينا يمتلئ قلب العبد يقينا كمال الرب وعدله جل في علاه اوبهذا تتبدد كل وساوس ترد على القلب فيما يتصل بالقدر ولهذا جاء في المسند وغيره من حديث بن فيروز الديلمي انه جاء الى ابي بن كعب رضي الله عنه يشكو شيئا من الحرج في صدره فقال رضي الله عنه اعلم ان الله تعالى لو عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم لك انت رحمته اوسع لهم. لك انت رحمته اوسع لهم. ثم قال له واذهب الى ابن الى ابن مسعود فاسأله. فذهب الى عبد الله بن مسعود وذهب الى حذيفة ابن اليمان ذهب الى زيد ابن ثابت كلهم اجابه بنحو ما اجاب ابي بن كعب رضي الله عنه. وقالوا له لو ان احدا انفق مثل احد ذهب ما تقبله الله تعالى منه حتى يؤمن بالقدر وهذا يدل على منزلة الايمان بالقدر وانه في المنزلة كما قال ابن عباس من كذب القدر القدر نظام التوحيد من كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا ولهذا اعتقاد الكمال في الله تعالى هو الذي يبدد ما يمكن ان يتسرب الى القلب من الوساوس فيما يتصل تقديره لله تعالى. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وهذا فيه الاستدلال لما تقدم من ان الله جل وعلا قدر مقادير كل شيء وخلق اه كل شيء سبحانه وما من شيء في الارض ولا في السماء الا وهو بتقدير الله جل وعلا. وقد قال طاووس كما روى الامام مسلم تناسا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر. وجاء عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال كل شيء القدر حتى العجز والكيس يعني حتى الفطنة والظعف حتى الكمال والنقص كل ذلك بقدر. يقول اه وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وهذا فيه اثبات خلق الله تعالى لكل شيء. وان هذا الخلق مقرون بالتقدير. مقرون تقدير الله جل وعلا فما من شيء الا قد قدره الله جل وعلا. آآ بعد ذلك قال وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارظ ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وهذا فيه اثبات العلم والكتابة في اثبات العلم والكتابة. قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب يعني في مكتوب وهو اللوح المسطور من قبل ان نبرأها اي من قبل لان نخلقها في اثبات العلم والكتابة والخلق. فهذه ثلاث مراتب من مراتب القدر دل عليها هذا دلت عليها هذه الاية الكريمة. وقد جاء اثبات تقدم العلم والكتابة قبل الخلق في نصوص كثيرة من هذا هذه الاية ومن ابينها ايضا حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه في صحيح الامام مسلم الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هذا يبين تقدم علم الله تعالى وتقدم كتابته جل في علاه على ما قضى وقدر. ولتقرير ان قضاء الله تعالى وقدره يشمل كل ما يكون في الكون من بر وفجور من طاعة ومعصية قال المؤلف وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره حرجا صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. فذكر الله تعالى الارادة هنا في الامرين في طاعة الطائعين وفيما العاصين وهذا يدل على شمول الارادة لكل شيء كما دلت عليها الايات المتقدمة وخلق كل شيء ان كل شيء خلقناه وبقدر ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. كل هذا يدل على شمول خلق الله تعالى شمول تقدير الله جل وعلا لكل ما في الكون من بر وفجور