ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد اهلا بكم حلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد حملوه ثم لم يحملوه ذهبت له بابني قلت له استأذنك في ان يبقى عندك لمدة شهر في هذا الشهر انا اسافر لكن يهمني كثيرا ان تنشغل بعقله اكثر من اهتمامك بشكله انا اريد منك ثلاثة اشياء اريد منك ان يذهب ولدي الى مدرسته اريد منك ان ينتظم في حلقات التحفيظ التي يحفظ فيها القرآن اريد منك ان ينتظم في دورات تعلم الكمبيوتر التي يتعلمها اه ذهبت مر الشهر ثم عدت فقابلت ابني فوجدته ما شاء الله شكله جميل وجدته قد رجل شعره ويلبس ثيابا جميلة ووجهه تبدو عليه نضارة ففرحت قلت ما شاء الله لقد انشغل بعقله ثم زاد على ذلك ان انشغل بشكله. الله اكبر فرحت كثيرا فسألت ولدي حبيبي ما الذي اخذتموه في المدرسة في هذا الشهر؟ قال ابي انا لم اذهب للمدرسة قلت لم؟ قال عم كان عمي منشغلا بان يخرج بي الى النزهات ويخرج يعني الى هنا وهنا يصطحبني معه كثيرا قلت اه فكم اه يعني اية حفظت من القرآن الكريم قال انا لم احفظ شيئا انا لم اذهب لحلقات التحفيظ اصلا. لماذا؟ كان عمي منشغلا كان يأتيني بالعاب للكمبيوتر وكان يسعدني كثيرا قلت له اذا لا شك انك تعلمت شيء في الكمبيوتر قال لا لا لا انما كنت على الكمبيوتر انا اتعلم شيء مفيد. كنت اتابع افلام كرتون وبرامج ومسلسلات رحت له مغضبا قلت له انت لم تحمل الامانة فغضب وقال كيف تقول ذلك لقد اعتنيت بابنك لقد اعتنيت به عناية كبيرة. لقد انفقت شهرا كاملا من عمري. ادلله واسعده وابحث عما يريده وعما يفرحه قلت له نعم لقد قمت بذلك. لكنك قد قمت به على مرادك. لا على مرادي انت حملتك امانة عقله بالاساس. وقلت لك جزاك الله خيرا لو اضفت الى ذلك امانة شكله شكله لكنك للاسف اعتبرت حملك للامانة ان تحمل امانة شكله. واهملت عقله فقد حملت الامانة على مرادك. لا مرادي هذا المشهد العجيب انا اريد من حضراتكم ان تكونوا حكما بيني وبين صاحبي. هل انا محق في انه لم يحمل الامانة كما ينبغي ام هو محق في انه طالما حمل الامانة ولو على مراده هو حمل امانة الشكل واهمل امانة العقل فهو بذلك قد حمل الامانة. انا اترك لكم الاجابة. لكن الحقيقة القرآن فصل بيني وبينه. كيف القرآن يحدثنا عن اليهود يحدثنا عن اليهود يقول ربنا جل جلاله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها حملوا ثم لم يحملوا حملوا ايش ولم يحملوا ايش دعونا نسأل المفسرين وانا مصر على ان نسمع كلامهم بنصه فيقولون حملوا كلفوا علمها والعمل بها كلفوا باختصار امانة معانيها كلفوا علمها والايه؟ والعمل بها. ثم لم يحملوها لم يعملوا بها فكأنهم لم يحملوها. وهذا كلام مخشري نصا بمنطوقه واجماع المفسرين عليه بمفهومه بالفاظ كثيرة. فالرازي مثلا يقول هذا المثل مثل من يفهم معاني القرآن ولم يعمل به. واعرض عنه اعراض من لا يحتاج اليه. القرآن ايش اللي دخل القرآن في هذا الكلام وهذه هي القضية هذه هي القضية ان بعضنا للاسف لا يفهم طبيعة الخطاب القرآني. الخطاب القرآني ينقسم الى خطاب مباشر وخطاب غير مباشر. الخطاب الغير مباشر في التربية ابلغ من الخطاب المباشر فالقرآن كثيرا ما يخاطبنا يحدثنا عن اليهود وعن النصارى وعن المشركين وعن من فعل وعن من فعل. يحدثنا عن صفات المحسنين لنكون محسنين. ويحدثنا عن صفات المسيئين الا نكون مسيئين. فلو ان الانسان منا يقول هذه في اليهود هذه في النصارى هذه في المشركين هذه في كذا. ما يتبقى له من القرآن الكريم. واغلب خطابي من النوع الغير مباشر لانه ابلغ في تأثير في النفس وابلغ في التوجيه اه الله سبحانه وتعالى هنا للاسف البعض حينما يسمع هذا المثل يقول اليهود هؤلاء الملاعين كانوا يفعلون ما كانوا يفعلون ولا يسقط المثل على نفسه ولا يسأل نفسه اين انا من هذا الكلام؟ لذا الرازي يقول هذا المثل مثل من يفهم معاني القرآن ولم يعمل به واعرض عنه اعراض من لا يحتاج اليه وغيره. القرطبي ايضا يقول وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب ان يتعلم معانيه. ويعلم ما فيه لان لا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء وابن كثير يقول وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي اوتوه حفظوه رفظا ولم يفهموه ولا عملوا بمقتضاه بل اولوه وحرفوه بدلوه فهم اسوأ حالا. سبحان الله! المفسرون يقولون هنا حاصل كلامهم. حملوا التوراة ثم لم يحملوها حملوا امانة معانيها فحملوا امانة مبانيها. لحملوا امانة معانيها ومبانيها فحملوا امانة مبانيها فقط. وهذا للاسف الذي حصل في واقع هذه الامة حملنا امانة المعاني وامانة الايه؟ المباني الله اراد المعاني اولا امانة المعاني ثم امانة المباني. لكن للاسف ننظر الى واقعنا نجد انشغالنا الاكبر بامانة الايه؟ المباني واهمال فج لامانة المعاني. حملنا الامانة على مرادنا لا على مراده سبحانه وتعالى لذا قال ربنا ثم لم يحملوها صعبة ثم لم يحملوها. اذا من هو حامل القرآن؟ حامل القرآن من حمل امانة معانيه فهما تدبرا عملا وامانا كانت ثم امانة مبانيه قراءة ضبطا تجويدا وحفظا هذا هو حامل القرآن. فالحامل ينبغي ان يكون عامل الحامل ينبغي ان يكون عامل لا يكون حاملا الا اذا كان عاملا انما احنا في عرفنا للاسف حامل القرآن هو الايه؟ هو حافظ القرآن او المعتني بمبانيه. دعونا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو حامل القرآن؟ واسمحوا لي ان اقرأ لكم الحديث بنصه. يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن. واكرام ذي السلطان المقسط؟ لا لا لا. هناك جملة اعتراضية. هناك عبارة تفسيرية نفسر بها النبي صلى الله عليه وسلم من هو حامل القرآن الذي ينبغي ان يجل من هو حامل القرآن الذي ينبغي ان يكرم من هو حامل القرآن الذي ينبغي ان نحرص على ان نكون مثله؟ يقول وحامل قرآني غير الغالي فيه والجافي عنه وضع شرطي شرطين صلى الله عليه وسلم لحامل القرآن. الشرط الاول غير الغالي فيه. ونسأل العلماء ما معنى غير الغالي فيه؟ وما معنى والجافي عنه نفسح المجال للمناوي ليجيب فيقول غير الغالي فيه اي الذي لا يتجاوز الحد في العمل به تتبع لما خفي واشتبه من معانيه والمبالغة في اخراج حروفه حتى يخرجها عن قالبها. اختصار الغالي فيه فيه اما انه يغالي في العناية بمبانيه على حساب معانيه. واما انه يغالي اي ينفذ وصاياه بغلو كالخوارج مثلا تمام؟ طيب اذا فما معنى الجافي عنه؟ قال وغير الجافي عنه اي التارك له البعيد عن معاودة تلاوته والعمل بما فيه. الله اكبر النبي صلى الله عليه وسلم يشترط لحامل القرآن لكي يكون حاملا كي يكون مجلى ان لا يغالي في العناية بالمباني على حساب المعاني. ولا يغالي في عمله بالقرآن الكريم. ولا يجفوا القرآن لا يترك العمل بالقرآن الكريم. اذا هذا كلام صريح في ان في ان الرجل لا يكون حاملا الا اذا كان عاملا. لا يكون حاملا للقرآن الا اذا كان عاملا به. دعونا نسمع بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يوصون حملة القرآن الكريم. امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضوان الله عليه يقول يا احملة القرآن اعملوا به فانما العالم من عمل بما علم ووافق علمه ووافق علمه عمله وسيكون اقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم. يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم على نيتهم. هذا كلام صريح وعند الكثير من الكلام الحقيقة للصحابة الكرام وللمفسرين يؤكدون على ان الرجل لا يكون حاملا الا اذا كان عاملا. اذا حامل القرآن هو العامل به. هو المعتني بمعانيه. والمعتني بمبانيه ولا اريد ان يفهم من كلامي التقليل من شأن المباني. لكنني ادعو للعناية بالمعاني التي اهملت. بالمعاني التي اهملت. هذا لا يستقل من شأن المباني ولا من شأن العناية بالمباني لكن ينبغي ان نضع الامور في نصابها. ينبغي ان تكون المفاهيم سديدة. انما الافعال والتصرفات انعكاس للافكار معتقدات. اذا كانت مفاهيمنا سديدة ستكون سلوكي سلوكياتنا رشيدة. يعني هذه هذه حقيقة. فالان الحامل ينبغي ان ان يكون عاملا اه واللغة تشهد لذلك. نعم اللغة تشهد لذلك كلمة حمل في اللغة تفيد التكفل والتضحية وتكبد المشاق لذا على المعنى اللغوي والمعنى الشرعي. نقول اذا اردت ان تكون حاملا للقرآن ينبغي عليك ان تحمل امانته كما يريد ربنا لا كما تريد انت. احمل امانة معانيه. افهمها تدبرها اعمل بها. واحمل امانة مبانيه. اقرأ احفظ اه جود اضبط لكن امانة المعاني اولا لا تهمل امانة المعاني. ومع ذلك ضحي لاجل القرآن تكفل بالقرآن انا دائما اسأل سؤالي الحقيقة والله يفت في عضدي انا شخصيا كم مرة اقترضت لاجل القرآن يعني نحن مئات المرات والاف المرات اقترضنا لاجل الدنيا طردنا لاجل ثوب نلبسه لاجل هاتف نحمله لاجل سيارة نستقلها طردنا كثيرا لكن كم مرة اقترضنا لاجل خدمة القرآن كم مرة اقترضنا لنشر القرآن كم مرة اقترضنا لحمل امانة القرآن الكريم هذا هو مقياس حمل القرآن حتى اشتقت يعني من هذه اللفظة لفظة الام الحامل. الام الحامل ايش تفعل مع وليدها تضحي لاجله بوقتها يضحي لاجله بجهده لا يضحي احد لاحد في دنيا البشر مثل ما تضحي الام لوليدها. اليس كذلك؟ انه يأخذ من دمها من جسمها. اليس كذلك؟ وهي جزرة مسرورة لله المثل الاعلى. انا اقرب المشهد فقط دعونا ننزل القرآن هذه المنزلة دعونا نضحي لاجل القرآن نتكفل بالقرآن نعطيه من اوقاتنا ومن اموالنا ومن جهودنا ومن افكارنا نعطي القرآن ما يليق بالقرآن. فهو اعظم نعمة انعم الله عز وجل بها على عباده والله عز وجل يبشرنا وما انفقتم من شيء فهو هو يخلفه وهو خير الرازقين فحامل القرآن ينبغي ان يكون عاملا. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من حملة كتابه من حملة القرآن الكريم غير الغالين فيه ولا الجافين عنه. من حملة القرآن الكريم الذين حملوا معانيه وحملوا مبانيه ولا نكون ابدا ممن حملوها ثم لم يحملوها. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى