دون الله في الكون لما كان واحدا ولذلك قهر كل احد فهو في ملكه تحت سلطانه لا يخرج في دقيق ولا في جليل عن امره. بل الجميع كلهم في ظل قدره الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد حياكم الله ايها الاخوة والاخوات واهلا وسهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها اللهم ارزقنا دعائك بما تحب وترظى به عنا يا رب العالمين نتناول في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى اسما من اسماء الله عز وجل ذكره الله في محكم كتابه في مواضع عديدة انه القهار ذاك الاسم العظيم من اسماء الله عز وجل الذي ذكره في جملة من المواظع وفي عدة من المحال في كتابه الكريم. يقول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده. القاهر والقهار معناهما واحد فهما اسماء يدلان على انهم متصف بانه ذو قهر جل في علاه وهذا لا ظلم فيه القهر الذي يتصف به ربنا جل في علاه صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه بل هو القاهر فوق عباده سبحانه وبحمده لا يخرج عن امره وشرعه احد من الخلق دون دون مجازاة ومحاسبة وهذا الاسم العظيم من اسمائه الكريمة جعل هذين النوعين من الصيغة جاء بصيغة الفاعل وبصيغة فعال للدلالة على عظيم الوصف المتصف به ربنا من هذا الوصف فقال سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. وقال جل وعلا في وصف نفسه اعربهم متفرقون خير ام الله الواحد القهار لم يأتي في السنة ذكر هذين الاسمين لله عز وجل الا في الحديث الذي فيه ذكر الاسماء وهو مدرج في حديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة القهر يدل على الغلبة والعلو فمعنى هذا الاسم يدور على تحقيق هذين المعنيين معنى القهار القاهر اثبات علو الله تعالى وغلبته على خلقه فهو جل في علاه الذي له الملك الذي لا يغلبه شيء ولا يظاد امره شيء فهو سبحانه وبحمده مدبر الخلق قد قهر خلقه فصرفهم كيفما شاء. ان كل من في السماوات والارض الا ات الا ات الرحمن لعبده اي قهر اعظم من هذا القهر الذي اتصف به ربنا جل في علاه. فليس احد من الخلق في السماوات وفي الارض الا سيأتي خاضعا لله عز وجل. ذاك بتصريف الملك ذاك بتصريف الله تعالى الذي لا يقهر بحال الذي له ملك السماوات وما وملك الارض سبحانه وبحمده وهو القاهر فوق عباده سبحانه وبحمده فلا يخرج عن قهره شيء من عباده مهما علا ومهما سمى ومهما ظهر ومهما قوي ومهما علا ملكه وكثر سلطانه وكثر اتباعه فانه مقهور مربوب يجري عليه ما يدبره الله تعالى ويصرفه ويقضيه. فهو سبحانه وبحمده المدبر المدبر لكل شيء. وهذا من معاني القهر ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. خلقت العبادة على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن كل العباد يجرون على ما قدره الله وقضاه على ذا مننت وذا واذا خذلت على ذا مننت وذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن ذلك كله بتقديره فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن سبحانه وبحمده لا يخرج العباد عن تدبير وتصريفه وهذا من معاني قهره جل وعلا ان من معاني قهره التي ينبغي ان يتذكرها المؤمن وان يستحضرها وقد ذكرها الله في كتابه في مواضع عديدة انه الله الذي لا اله غيره التوحيد ثمرة الايمان بان الله قاهر وانه قهار جل في علاه اذ لو كان هناك اله غيره سبحانه وبحمده اذ لو كان هناك اله غيره سبحانه وبحمده لنازعه لكنه الملك الذي يظهر تماما ظهورا جليا في ذلك اليوم عندما يقول الملك القهار لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار ولهذا هناك اقتران بين التوحيد وبين القهر. الم تسمع الى يوسف لما قال للرجلين المسجونين. يا صاحبي السجن ارباب متفرقون. ام الله الواحد القهار؟ لو كان هناك اله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله سبحانه وبحمده. فكل الخلق دائر في تدبيره ومندرج في تصريفه سبحانه وبحمده لذلك قرن الله تعالى بين توحيده وبين قهره للدلالة على عظيم ما يتصف به الرب جل وعلا. يشير الى هذا المعنى ابن القيم رحمه الله فيقول والقهر التوحيد يشهد وهما كل لصاحبه هما عدلان ولذلك اقترن جميعا في صفات الله تنظر ذاك في القرآن فالواحد القهار. حقا ليس في الامكان ان تحظى به ذاتان ما يمكن ان يتصف احد بهذا الوصفين جميعا الا الله جل في علاه فهو الواحد القهار والله تعالى ينبه عباده الى بطلان كل عبادة لغيره جل وعلا قل هل يستوي الاعمى والبصير هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوك كخلقه؟ فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء ثم ينبهنا الى هذا المعنى يقول وهو الواحد الذي لا يجوز الانصراف الى غيره ولا عبادة سواه من ملك من نبي مرسل من صالح من شفيع من وسيلة ما يمكن ان تصرف العبادة الى غيره لا يرضى ربنا الملك الواحد القهار ان تصرف العبادة الى سواه قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار جل في علاه سبحانه وبحمده لو اراد الله ان يتخذ لولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار يخبر بذلك في مواطن عديدة في وحدانيته والهيته وتنزهه عن الولد بل لما اخبر عن رسله ذكر هذين الوصفين حتى يمتثل العباد ما جاءت به الرسل. قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار. فلا اله غيره سبحانه وبحمده بهذا يعرف العبد عظيم قدرة الله فهذا الاسم العظيم يدهش القلب فيذل له ويعلم انه لا مخرج له ولا مهرب له من رب يحصي الدقيق هو الجليل وهو الذي لا ينفك عباده عنه لا يعجزه العباد بل عباده مقهورون. مربوبون اذلاء يأتي بهم جل في علاه متى شاء وكيف شاء سبحانه وبحمده. ولهذا في مقام البعث يقول فلا تحسبن الله مخلف وعده ورسله. ان الله عزيز ذو انتقام يوم تبدل الارظ غير الارظ يوم القيامة تبدل الارظ هذي التي عليها نحن عليها غير الارظ تذهب الجبال وتصبح لا عوجا فيها اه لا عوج فيها ولا امتع تتغير معالمها وتزول في اوصافها الى شيء لا يعرفه الناس. يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات حتى السماء تنشق وتكون وردة كالدهان وتصير ابواب تتحول عن هذا الذي نعرفه من شأنها يقول جل وعلا يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار في ذلك اليوم يظهر قهره ويظهر ملكه تظهر الهيته فيذل العباد له. لكن ما ينفع في ذلك اليوم ان يؤمن الانسان عندما يعاين ما اخبرت به الرسل لانه خلاص اصبح الشيء الغائب الذي هو ركيزة الايمان شهادة والله تعالى انما يثيب المؤمنين على ما امنوا به في الغيب ولهذا ابرز صفاتهم واول وصف ذكر الله به المؤمنين في كتابه انهم يؤمنون بالغيب كما قال تعالى في سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. من هم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. فاول صفاتهم القلبية انهم يؤمنون بالغيب واما العملية انهم يقيمون الصلاة. هكذا يبين الله تعالى اثر الايمان بانه القهار تنقاد النفوس الى الايمان به والاذعان له يومنا يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار؟ فينبغي للمؤمن ان يستحضر هذا الوصف فليمتلئ قلبه تعظيما لله وانقيادا لامره والتزاما بشرعه يقينا بان ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن سبحانه وبحمده وعندما يتيقن المؤمن ان الله قاهر يثق بوعده لانه لا يخلف الميعاد. خلف الوعد نتيجة عن ضعف او عدم غلبة. والله قاهر لا يخلف الميعاد. وهو غالب لا يفوته شيء مما شاء واراد سبحانه وبحمده لذلك يستسلم المؤمن لله عز وجل ويذل له ويؤمن بصدق وعده واحسن الظن به وانه سيجازيه على عمله وانه سينصر رسله وانه سيدل اولياءه على من ثم هذا القهر يثبتوا لله علوا في ذاته. علوا في قدرته وقوته علوا في شرفه ومكانته سبحانه وبحمده فله علو الشرف وله علو القدر وله علو الذات سبحانه وبحمده فهو القاهر فوق عباده الاحد الفرد القدير الازلي الصمد البر المهيمن العلي. علو قهر وعلو الشأن جل عن الارذاذ والاعوان وله العلو بكل يعني ايه كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز هذه بعض لمحات حول هذا الاسم العظيم من اسماء الله القاهر القهار فنسأله جل وعلا ان يقهر اولياء ان يقهر اعداءه وان يظهر اولياءه وان يعز دينه وان يقر اعيننا بنصر كتابه وسنة رسوله والى ان نلقاكم في حلقة قادمة. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب