الحمد لله رب العالمين احمده جل وعلا على التمام واسأله من واسع فضله وعظيم احسانه ان يتفضل علينا بالقبول وواسع الاحسان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد. فيقول الله جل وعلا قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. قال جماعة من اهل التفسير تزكى اي اخرج زكاة الفطر ذكر اسم ربه اي كبره على ما انعم به من تمام العدة كما قال جل وعلا ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ثم قال جل وعلا فصلى اي اشتغل بالصلاة وهي صلاة العيد التي ندب الله تعالى اليها المؤمنين. والتي احتفى بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم امر النساء بالخروج الى صلاة العيد حتى ذوات الخدور حتى الحير اللواتي معهن العذر اللواتي اللواتي معهن العذر المانع من الصلاة امرهن بالخروج يشهدن الصلاة ودعوة المسلمين ان هذا الاحتشاد الجماعي للامة كلها في امصارها بلدانها هو من ذكر الله الذي امر به في قوله جل وعلا قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ان المؤمنين يخرجون غدا في يوم العيد يكبرون الله جل وعلا يشكرونه على انعامه يجلونه على احسانه سبحانه وبحمده فيتعبدون له في هذا اليوم الذي هو يوم الفرح يوم البهجة والسرور اليوم الذي يصدق عليه قول خير الانام صلى الله عليه وعلى اله وسلم وللصائم فرحتان. فرحة عند فطره وهذه فرحة تتكرر مع كل يوم. الا انها تعظم وتكبر عندما يتم المؤمن ما فرض الله تعالى عليه من الصيام ويكمل العدة التي امره الله تعالى باتمامها واكمالها. حيث قال ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم علكم تشكرون انه يخرج وقلبه مفتقر الى ربه جل في علاه. يخرج ممتثلا طاعة الله جل وعلا في فرحه. فهو يتعبد لله تعالى بالصيام ويتعبد له بالاكل والفطر ولذلك كان من المشروع في هذا اليوم الا يخرج حتى يأكل تمرات ففي الصحيح من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان اذا خرج ليوم العيد عيد الفطر لم يخرج حتى يطعم ثمرات وفي بعض روايات اصحاب السنن انه كان يأكلهن صلى الله عليه وسلم وتراه. هذا الاعلان للفطر هو من التعبد لله تعالى الذي يميز به بين ما تقدم ما تقدم من الذي يميز به بينما تقدم من الايام وبينما يأتي فقد جعل الله تعالى هذا اليوم يوما يظهر فيه الفطر بل حرم صيامه على اهل الايمان كما جاء ذلك في حديث ابي سعيد حديث عمر واحاديث عديدة عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. فيوم الفطر لا يحل صومه لاحد. لا قضاء لرمضان ولا فلان ولا كفارة ولا نذرا ولا باي حال من الاحوال. فان الامة اجمعت على تحريم صومه اظهارا بنعمة الله تعالى وامتثالا لله تعالى في الفطر كما امتثل المؤمنون امره في الصيام. ان مما يشرع في هذه الليلة وفي يوم غد ان يكبر المؤمنون الله جل وعلا وقد اختلف العلماء رحمهم الله في مبدأ التكبير على قولين فمنهم من قال يبتدأ من غروب شمس يوم الثلاثين من رمضان او من الرؤيا اذا كانت في يوم التاسع والعشرين ثم يستمر التكبير الى الصلاة. وهذا هو مذهب الامام احمد وجمع من اهل العلم. وذهب جمهور اهل العلم الى ان البداعة بالتكبير تكون بعد الصلاة من يوم العيد الى صلاة العيد يعني من بعد صلاة الفجر الى يوم اي يعني من بعد طلوع الفجر الى حضور وشهود الصلاة التي يصلي فيها المسلمون صلاة العيد التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ان ان النبي صلى الله عليه وسلم شرع للامة الابتهاج ومن معالم الابتهاج ان يتهيأ الانسان لهذه الصلاة بشيء من الزينة في بدنه بان يغتسل وقد اجمع على ذلك علماء الامة كما حكى ذلك ابن عبدالبر. وكذلك في ثيابه بان بقي اطيب الثياب واحسنها واجملها وابهاها دون فخر ولا علو والاستكبار ولا اسراف وخروج عن حدود الشريعة كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة. يخرج المؤمنون وقد اخذوا كامل زينتهم التي يقدرون عليها امتثالا ان لامر الله جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وفي هذا الاجتماع يجتمع المؤمنون رجالا ونساء وكبارا يشهدون فضل الله ويرجون رحمته. يصلون تلك الصلاة التي شرع لهم ان يبتدأ بها ثم يستمعون الخطبة التي يذكر فيها المؤمنون ثم يستمعون الخطبة التي يذكر فيها الائمة المؤمنين بما ينفعهم وبما يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم. ان من يخرج مكبرا مجلا لله تعالى ممتثلا امره باخذ الزينة. ومن السنة له ان يخالف الطريق كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في جابر فانه كان يخالف الطريق اذا خرج للعيد والاظحى اي لعيد الفطر ولعيد الاظحى. ان النبي صلى الله عليه وسلم ادب ان تخرج زكاة الفطر بعد صلاة الفجر وقبل ان يخرج الناس الى الصلاة يوم العيد. حتى يغنى الفقراء وحتى اخوانهم في الكفاية كما جاء ذلك في بعض الروايات. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على ان يبتهج يؤمنون جميعا بهذه المناسبة ولذلك امر بالخروج لكل افراد المجتمع صغارا وكبارا ذكورا واناثا كلهم يشهدون هذه بالصلاة ويغتنمون هذه الفرصة وقد سمى بعض اهل العلم هذا اليوم بيوم الجائزة الذي يتفظل الله تعالى فيه على اهل الايمان العطاء والمن. ان مما يشرع في هذا اليوم ان يوسع الانسان على اهله فهو يوم عيد وبهجة وسرور. ولذلك اذن فيه النبي صلى وسلم للجواري والصبايا الصغار والاولاد الصغار بضرب الدف كما جرى في مجيء ابي بكر رضي الله عنه بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيه جاريتان تضربان بالدفء فقال ابي مزمور الشيطاني في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابي بكر دعهما لتعلم يهود ان في ديننا فسحة. هذا اليوم يوم بهجة فينبغي ان تظهر هذه البهجة. بهجة وفرح نتعبد لله تعالى به نتقرب الى الله تعالى به فينبغي ان نشيع هذه الروح بين اخواننا وبين انفسنا وبين مجتمعاتنا وبين من نستطيع ان نصل اليه فهو سرور وبهجة. وقد كان من هدي السلف فيما يتصل بلقاءاتهم في ذلك اليوم ان يهنئ بعضهم بعضا بما كان من العمل الصالح. وتهنئتهم مربوطة بما سبق من جهد وعمل وانما يهنئ العاملون ويهنئ المتقربون. ولذلك كان الصحاب رأى الصحابة ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم اذا لقي احدهم اخاه قال تقبل الله منا ومنك. هكذا جاءت الاثار عن بعضهم رحمهم الله ورضي عنهم وقد استحب من هذا جماعات من اهل العلم ان يهنئ المسلمون بعضهم ان يهنئ المسلمون بعضهم بعضا بمثل بهذه التهاني والامر في التهاني واسع فهو من الامور التي ترجع الى عادات الناس لا من حيث اوقاتها ولا من حيث صيغها والفاظها فليس متعبدا ان تقول لاحد بلفظ معين انما الامر في ذلك واسع فلو قلت عيدكم مبارك بارك الله لكم في اعمالكم تقبل الله منا ومنكم من الفائزين من العائدين وما اشبه ذلك لكان هذا مؤديا للغرظ في التهنئة بما كان من صالح العمل. ان من السلف الصالحين من قال في التهنئة انها تقال على وجه الجواب ولا يبتدأ بها. ولكن هذا الامر مما يرجع فيه الى الاختيار والامر في هذا واسع كما كما اسلفنا وبينا ان مما يتقرب الى الله تعالى به في هذه الايام ان يتواصل المؤمنون فيما بينهم ولذلك من اكد الناس حقا على المؤمن ان يهنئ من كان لك به صلة ومن كانت لك به قرابة وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل من احق الناس بحسن صحابتي؟ فقال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك قال ثم من؟ قال ادناك فادناك. هكذا ينبغي ان نسير في تهنئاتنا وفي زياراتنا وفي تواصلنا نبدأ بالاحق فالاحق فليس من اللائق ولا من المقبول ان نبدأ بالابعدين ونترك الاقربين الذين اوصانا الله تعالى بهم واوصانا بهم نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم. انني بهذه فرصة اهنئ نفسي واخواني بهذا العيد المبارك واهنئ كل مؤمن ومؤمنة بما كان من العمل الصالح. واقول لهم اذا كان قد انقضى رمظان فان العمر كله فرصة. فالله الله فيما بقي من الايام بالاجتهاد في الاعمال الصالحة ايها الاخوة والاخوات بنينا فيما مضى من الليالي والايام بناء صالحا يختلف منا المجتهد ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه لكننا اشتركنا بعمل صالح فينبغي الا نخسر ما قدمناه ليس من الحكمة ولا من العقل ان تذهب فتهدم ما قدمت من صالح العمل. الله جل وعلا يقول ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا. ليس من الحكمة ولا من الرشد ولا من العقل ان يبدد ذلك الجهد بسيء العمل بالرجوع الى الفاسد منه ليس من الحكمة ولا من الرشد ان يضيع ما قدمنا من الصالحات. تقدمنا خطوة في مسيرنا الى الله. فينبغي الا نتأخر خطوات. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يتقبل مني ومنكم وان يثبتني واياكم بالقول الثابت. وان يجعل مستقبل ايامنا خيرا. وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد تقبل الله منا ومنكم