في اصل ما خلق الله تعالى العباد له وهو افراده بالعبادة. التوحيد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هؤلاء لم يكونوا يعبدون الله جل وعلا. وحده لا شريك له انما كانوا يصفون العبادة اصناف من الناس عودة اليك دكتور خالد نحن باذن الله تعالى في هذه الحلقة نتحدث عن نبي ورسول من انبياء الله ورسوله وهو نوح عليه السلام فلو تعرفنا بداية على اسمه وايضا مكان بعثته. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد اه الملاحظ في اسماء الانبياء ان الله تعالى عندما ذكرهم لم يحتفي بذكر انسابهم الا في عيسى عليه السلام فانه ذكر نسبه لتميزه عن سائر الانبياء انه نسب الى امه لانه جاء من ام بلا اب عليه الصلاة والسلام. ولذلك نوح ابراهيم موسى عيسى آآ جميع عفوا عيسى ذكرت انه آآ ذكر اه نسبه لخاصيته اما البقية فلم يذكر لهم نسب. وهذا يشير في جملة ما يشير اليه ان هؤلاء لم يكتسبوا تلك الفضائل لانساب. ولا لاصول انما اكتسبوها لاعمال. وخصائص بس ميزهم الله تعالى بها لا تتعلق بانسابهم سلاسلهم التي يتصلون بها بابائهم واجدادهم ادهم نوح عليه السلام هو اول رسول ارسله الله تعالى الى اهل الارض. هو من اولي العزم من الرسل يقول الله جل وعلا انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وقد اخذ جماعة من اهل العلم ان نوحا من اوائل من اوحى الله اليهم طبعا اوحى الله تعالى لادم عليه السلام لكن نوحا هو اول من اوحي اليه من بعد ادم عليه السلام اذ ان ادم عليه السلام كان على التوحيد واستمرت ذريته على هذا النسق الى ان حصل الانحراف في مصير البشرية في مسير البشرية عبادتها فصرفت العبادة لغير الله عندما وقع هذا الخلل احتاج الناس الى ان تقوم مسيرتهم. وان تعاد بهم الامور الى فكان اول من بعث وارسل ادم عليه نوح عليه السلام فهو اول رسول ارسله الله الى اهل الارض لهذا يوم القيامة كما جاء في الصحيح آآ من احاديث عديدة آآ يأتي الناس الى آآ الى نوح بعد ان يذهب الى ادم فيحولهم الى نوح يقولون له انت اول رسول ارسله الله الى اهل الارض. فهذه من الميز التي امتاز بها نوح عليه السلام. نوح جاء الى قوم وقد انحرفت مسيرتهم. فهذه طبيعة قومه انه انحرفت مسيرتهم ليس في خلل عملي يتعلق بمعصية او خطيئة دون الشرك انما كانت خطيئتهم من المخلوقات وهم قوم صالحون صرفوا العبادة لهم. اذا نوح عليه السلام هو نبي من اولي العزم من الرسل بعثه الله وكان اول رسول الى اهل الارظ آآ ايظا هو من اولي العزم من الرسل كما دل عليه قول الله جل وعلا اه انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح ونبينا من بعده وكما قال ايضا وشرع لكم من الدين ما وصى به نوح الذي اوحينا اليك واوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وهذي اوضح في الدلالة على اه خاصيته بانه من اولي العزم من الرسل ايضا كونوا من الذين يؤتى اليهم سادات الدنيا في ذلك المحشر وذلك الموقف فهم يذهبون الى ادم ولكونه ابا البشر ثم الى اولي العزم من الرسل الخمسة نوح ابراهيم عيسى موسى محمد صلى الله عليه وعليهم جميعا وسلم تسليما تسليما كثيرا. لكن ترد بعض الاخبار بان هناك انبياء بين ادم وبين نوح. نعم هناك يعني من يقول ان ادريس عليه السلام كان بين نوح وبين ادم وقيل النشيد وهو من ابناء ادم كان نبيا ولكن آآ الذي يظهر ان اول اه ارسل الى الناس هو نوح. وهؤلاء لو صح انهم جاؤوا قبل نوح فهم انبياء وليسوا رسول. على ان ادريس فيما يظهر من سياقات القرآن. انه من انبياء بني اسرائيل. لان الله يذكره غالبا في سياق ذكر انبياء بني اسرائيل وسيأتي ان شاء الله تعالى الحديث عن ادريس في حلقة مستقلة فالذي يظهر ان اول الرسل بعد نوح عليه السلام بعد ادم عليه السلام هو نوح. وانه لم يكن هناك رسول ولا نبي بين نوح وبين ادم. ولذلك قال الله جل وعلا كان الناس امة واحدة. فبعث الله النبي كان الناس امة واحدة اي على دين واحد لا خلاف بينهم ولا افتراق ثم وقع الاختلاف والافتراق بين فاحتاج الناس الى ان يبعث الرسل وان وان يؤتى بهم فبعث الله تعالى الرسل مبشرين ومنذرين. هذه الايات تدل على انه انه لم يكن هناك شيء فيما يظهر بين ادم وبين نوح عليه السلام لان البعثة كانت تبعا للحاجة وهي وقوع الاختلاف. آآ الاختلاف كان في اصل وليس فقط اختلافا في في مفردات وتفاصيل العمل انما كان في اصل العبودية. اه ما الانحراف الذي حصل وطرأ على بشرية حتى جاء اه نوح عليه السلام ليصححه ويعدل المسار. الانحراف كان ان قوما نوح اه جاءوا الى رجال صالحين. كانوا على هدى وبصيرة. حصل ان ما هؤلاء الصالحون فجاء الشيطان الى اقوامهم وقالوا له وقال لهم لو نصبتم عند قبورهم انصابا تذكرون عباد فيكون هذا عونا لكم على النشاط في الطاعة والعبادة والتقرب الى الله تعالى ففعلوا. نصبوا انصابا وقيل انهم صوروا تصاوير ثم لما امتد الامر وتعاقب الناس ونسخ العلم او نسي العلم عبد قوم نوح هؤلاء المقبورين وهؤلاء الصالحين من دون الله تعالى. ولهذا يقول ابن عباس اه في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر قال هؤلاء اقوام اسماء رجال صالحين من قوم نوح هلكوا فاتى الشيطان الى اقوامهم فقال انسبوا الى قبورهم انصابا تذكركم حتى اذا هلك اولئك يعني الذين ابتدأوا هذه العملية وهو انهم حطوا الانصار بتذكوا العبادة ونسي العلم عبدت من دون الله فاتخذهم الهة ولذلك نوح لما دعا قومه قالوا له ايش؟ لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا طعن ولا يغوث ويعوقه ولا يسرى. فهذه الهة عبدت من دون الله. فجعلوا تصحيح المسار وكان هل عانى من قومه ما لم يعانه نبي؟ من حيث طول المدة ومن حيث تنوع الدعوة والرسالة الخطاب ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا ليلا ونهارا ولم يزدهم فلم يزدهم دعاء الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفرهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبار ثم لاني تراوتهم شكارا. دعوتهم جهارا. تنوع في الوقت في الزمان ليلا ونهارا هنا في اساليب الدعوة جهارا. ثماني اعلنت لهم واستغربت لهم اصرارا. هذا الذي قصه الله تعالى من خبر نوح ليس في يوم ولا في يومين. انما في مدة متطاولة تصل الى الف الا خمسين عاما. يدعوهم وهو صابر على ما هم عليه من صلف ما هم عليه من تكبيب ما هم عليه من جحود ما هم عليه من انواع من الانحرافات التي كانوا عليها ومع هذا استمر في طريقه يدعوهم الى الله تعالى يحذرهم الشرك يجادلهم يبين لهم خطأ ما هم عليه ماذا كانت نتيجة تلك الدعوة التي دعا بها دعا بها آآ نوح عليه السلام. هل استجاب قومه لدعوته؟ الجواب لا لم يستجيبوا الا نفرا قليلا من قومه استجابوا لدعوته عليه السلام. اما اكثر قومه فقد كذبوه آآ حاندوه وردوا ما كان يدعوهم اليه. هذا طوال فترة بعثته طوال فترة بعثته عليه السلام. لم لم تجد منه الا نفر قليل كانت الاستجابة من من من قوم لم يكونوا في المنزلة والمكانة اه بمكان جليل يؤبه له ويفرح به. بل قالوا قال له قومه ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا هذا من حيث المنزلة. هم. بادئ الرأي يعني الذين ليس لهم فكر ولا عقل ولا نظر ولا اه لهم ثقل لا اجتماعي ولا مالي ولا فكري وبالتالي هم سفهوهم تسفيها آآ جعل آآ جعل ذلك صادا لكثير منهم ان يقبل على هذا الدين الذي ما قبل به الا هؤلاء الضعفاء في عقولهم كما ايزعمون والذين ليس لهم مكانة ولا منزلة في اقوامهم. وهذا هو شعار متكبرين دائما يتهمون غيرهم بالجنون او يعني بعض الاوصاف ناقصة ودنيئة. نعم هكذا هم على اه مر العصور. يصفون اتباع الرسل بهذه الاوصاف لينفروه عن طاعة الله تعالى الاول يزهد الناس في السلوك هذا السبيل. والشأن هو صحة الطريق. لا من سلك هذا الطريق. فهذا الطريق اذا سلكه شريف فذاك فضل الله عليه وان تنكب عنه الشرفاء اشرف القوم وعلاء وعليتهم فان هذا لا انقصوا اه الطريق حقه في السمو والارتفاع وان من سلك هذا الطريق سمى وارتفع ومن تنكب عنه فانه لن يصيب نجاحا ولن يدرك فلاحا. قوم نوح آآ قص الله تعالى على على علينا النماذج من من محاورة نوح لهم من صبره عليهم. الله تعالى يقول لمحمد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في محكم كتابه تعودت عليه من ابى ان احيط قال يا قومي يا قومي ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركاءكم ثم يكون امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون. هكذا نوح عليه السلام يجابه قومه في كونه يطلب منهم اذا كانوا قد ضاقوا به وبلغ بهم الضيق من دعوته ان يوقعوا به الضر يطلب منهم ان يوقعوا به الضر اذا كانوا يستطيعون ذلك من دون الله تعالى. كذبوه وعاندوه واستصغروا اتباعه وسفهوه آآ عليه الصلاة والسلام ومع هذا كله كان صابرا محتسبا لما يلقاه عليه السلام مدرسة في الصبر مدرسة في الدعوة الى الله تعالى والمحاجة والمناظرة فكان ذا لسان وآآ صبر آآ ثابت لا يتزحزح ويقينا راسخ ولذلك آآ قال لقومه في في مقام المحاجة اني توكلت على الله يا ربي وربكم فاجمعوا فاجمعوا امركم وشركاءكم ثم اقضوا الي ولا تنظروا لا تنتظرون يعني ان ان اه ان اه اطلب منكم استمهال او اطلب منكم فرصة انزلوا بما تهددون قبل غدا. انا استأذنكم دكتور خالد في تساؤل من الاخ مسلم تفضل المسلم. اه بسم الله شيخنا يقول الله عز وجل عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. مقام العبودية والشكر لاتباع الرسل نوح عليه السلام مع هذا الامتداد الطويل في دعوته لقومه وصبره على ما لاقاه منهم من انواع الاذى وصنوف التسفيه. والوان التكبير كان في غاية الثبات على ما هو عليه من الحق. ولذلك بلغ هذه المنزل ان كان من اولي العزم من الرسل. وقد وصفه الله تعالى بهذين الوصفين. انه كان عبدا شكورا فذكر الله تعالى له هذين الوصفين عبدا شكورا والشكر في القرآن عادة يطلق ويراد به العبودية كما قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور يعني اعملوا بالعبادة فقليل هم العابدون من من خلق آآ وما آآ كما قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان في ذلك لاية وما كان اكثر اروهم مؤمنين العبودية هي الايماء الشكر هو الايمان والعبودية لله تعالى. الذي امتاز به آآ نوح هنا الله ترى العبادة والشكر فهنا الشكر ليس العبادة بمعناها العام انما هو معنى خاص وهو الثناء وعلى الله تعالى بالقلب والجوارح واللسان على ما انعم به من الظهور حيث ان الله اظهره خصومة ظهورا شهدت به البشرية الى يومنا هذا فان نوح عليه السلام ظهر على قومه ظهورا بديعا بالطوفان الذي غطى الارض وسنتكلم عليه ان شاء الله تعالى في حلقة قادمة. لكن هذا الظهور استوجب شكرا وهو الثناء على الله تعالى ان الشكر هو في ابتدائه يكون في القلب اقرارا بالنعمة والفضل والاحسان ويكون باللسان ثناء على المتفضل المنعم ويكون بالجوارح امتثالا وطاعة لمن انعم وتفضل افادتكم النعماء مني ابدا يدي ولساني والظمير المحجبة. فنوح عليه السلام وصفه الله بهذين المقامين. وهما مقامان متلازمان مقام العبودية ومقام الشكر فان العبودية لا تكون الا بتمام الشكر لله تعالى على احسانه انعام والله تعالى لا ينفك العباد منه في نعمة بل نعمه تترى وما بكم من نعمة فمن الله. هذا مجمل ما يتحقق العبد في في في هذه الاية التي وصف الله تعالى بها نوح وقد جمعت الخير باطرافه في وصف نوح حيث ذكرت العبودية التي هي عبودية القلب والجوارح وايضا استحضار المنة والنعمة التي انعم الله بها على نوح وهي انه انجاه واظهره على خصومه الذين على طوال هذه المدة تسع مئة تسع مئة آآ تسعمائة وخمسون عاما وهم يستهزؤون به وينزلون به الوانه الاستهزاء والضحك. هذا ما يتعلق بهذين المقامين والحديث ذو شجون. نعم دكتور عفوا وانا اتأمل في قصة نوح عليه السلام. والاخبار والقصة التي قصها الله في ما يتعلق به آآ يعني سبحان الله المدخل الذي دخل به الشيطان على نبي الله نوح او على عفوا على قوم نوح آآ مدخل عبادة يعني عندما جاء الشيطان فبدأ يصور لهم وبدأ يدعوهم فشيئا فشيئا حتى وصلوا الى ما ما وصلوا اليه اذا كان من كلمة او الماحه نختم بها هذا اللقاء. هو ما في شك يعني آآ الشيطان آآ اخبر الله تعالى عداوته للانسان منذ اوائل خلقه لما امر الله تعالى الملائكة ان تسجد ابى واستكبر وقال اسجد لمن خلقت وسعى في اظلال الانسان اعظم اظلال يفوز به الشيطان هو ان يخرج الناس عن دائرة العبودية بان يصفوا العبودية لغير الله هذا ما تحقق للشيطان الا بعد عشرة قرون من اه من اه من نزول الناس الى الارض. كل اه تسلط الشيطان الذي كان طوال هذه المدة وهو في المعاصي والسيئات. وذلك ان التوحيد مستقر في قلوب الناس. تشربت به هي افئدتهم. فلما آآ طال الزمان دخل الشيطان على البشرية من هذه الناحية وهو الغلو في الصالحين. فجاء الى القوم وقال لهم انتم يعني انتم تريدون الخير وتريدون التنشط للعبادة هؤلاء عباد وفضلاء واصحاب مقامات عالية في العبادة تأملوا احوالهم تذكروهم حتى تتقربوا الى الله جل وعلا دخل عليهم مدخل عبادي حيث قال ما قال اعبدوهم ابتداء انما قال تذكروا بهم حق الله تقربوا بذلك الى الله تعالى ان تجتهدوا في العبادة وكان هذا المدخل في اول الامر ثم لما طال العهد نسي العلم هنا يؤكد على ان العلم من اعظم ما يحارب به الشرك ويحاصر به الخروج عن التوحيد اعيد نشر العلم بين الناس لانه قال ابن عباس حتى اذا حتى اذا مات اولئك ونسي العلم نسي العلم اي غاب عبدوا من دون الله فنقول الشيطان دخل حيدخل على الانسان بعض الاحيان من طريق العبادة يستزله بما يزينه له من اساليب العبادة عن الطاعة والاحسان الى انواع من الانحراف والشر لهذا يجب على المؤمن ان يكون ذا بصر نافذ وعقل راجح في مثل هذه المقامات التي تزل بها الاقدام وتزل بها الافهام لا سبيل للخروج الا بالاعتصام بالملك الديان وان يحقق الانسان العبودية لله تعالى من خلال ما امر الله به ورسوله وان يحذر ان يستطبش الشيطان ما له يعني آآ ما عنده مشكلة ان يخرجك يمنة او يسرة سواء اوقعك في غلو او اوقعك في افراط المهم ان تخرج عن الصراط المستقيم. فلذلك يجب ان ان نحافظ على هذا الصراط المستقيم وان نعلم ان العبادة لها قاعدة لا تزيغ عنها مسألة ولا تنفرد بها اه اه شعيرة وهي ما ذكره الله تعالى في محكم كتابه اب لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم عياذا بالله وجاء ذلك نصا في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فهو رد لذلك يجب الحذر من البدع لا سيما فيما اتصل بقضايا التوحيد لان خطرها كبير خطرها الوقوع في اعظم الظلمات والظلم وهو الشرك ان الشرك عظيم