السابق من حيث ان الصفات تنقسم الى عدة اقسام من حيث الدوام واتصاف الله تعالى بها او من حيث تعلقها بالمشيئة تنقسم الى قسمين ذاتية وفعلية. ومن حيث دليل ثبوتها او طريق ثبوتها تنقسم الى قسمين بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله ما يتعلق بصفة الوجه نعم ومن بالصفات التي نطق بها القرآن وصحت بها الاخبار الوجه. قال الله عز وجل كل شيء هالك الا وجهه. وقال عز وجل وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وروى ابو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنات الفردوس اربع بنتان من ذهب حليتهما وانيتهما وما فيهما. واثنتان من فضة حليتهما وانيتهما وما فيهما. وما بين قومي وبين ان ينظروا الى ربهم عز وجل الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. وروى ابو موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره ثم قرأ ام بورك من في النار ومن حولها رواه مسلم. فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب. وخبر الصادق الامين يجب الاقرار بها والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات. طيب هذا مقطع من كلام المؤلف رحمه الله فيه تقرير ما دل عليه الكتاب والسنة من اثبات صفة الوجه لله تعالى. وفيما تقدم في المقطع السابق ذكر المؤلف رحمه الله صفة العلو والعلو صفة ذاتية لله تعالى. صفة ذاتية لم يزل هو العلي الاعلى سبحانه وبحمده. وذكر ايضا صفة ايش؟ الاستواء في الاستدلال لاثبات صفة العلو. يعني الاستواء كان اما اراد تقريره او اراد الاستدلال به على صفة العلو وذكرنا ان الاستواء علو خاص. ما نوع صفة الاستواء؟ صفة فعلية. اذا لنا صفة ذاتية وصفة فعلية. ذكر المؤلف رحمه الله في هذا المقطع صفة خبرية. وهذا تقسيم يختلف عن جمعية ومعنوية. السمعية هي الخبرية وهي الصفات التي لا تثبت الا من طريق السمع. ايضا من قال لم نقتصر على هذا التقسيم. ذكرنا اعتبارين في تقسيم صفات الله تعالى. الاعتبار الاول باعتبار الدليل انها تنقسم الى سمعية ومعنوية وباعتبار تعلقها بالمشيئة تنقسم الى قسمين ذاتية وفعلية الان صفة الوجه من حيث الدليل هي خبرية. ولذلك لا ليس هناك الطريق لاثبات هذه الصفة الا بالخبر. الا بالخبر عن الله تعالى ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله الادلة على اثباتها وقال في ختم تعليقه على هذه الصفة فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الامين. فادلتها من الكتاب والسنة. وهي صفة خبرية. يقول رحمه الله ومن الصفات التي نطق بها القرآن وصحت بها الاخبار الوجه ثم قال قال الله عز وجل كل شيء هالك الا وجهه. فاخبر الله تعالى عن هلاك كل شيء واثبت لنفسه وجها اظافه اليه فقال الا وجهه وهذه الاية في دلالتها على اثبات صفة الوجه. هل هي نص بمعنى انه لا يحتمل الا معنى واحدا الجواب لا لان من اهل العلم لا سيما الذين اولوا قالوا كل شيء هالك الا وجهه يعني كل ما لا يقصد به الله جل وعلا فهو باطل لانه يطلق وجه الله ويراد به الاخلاص له في العمل. فقول كل شيء هالك الا وجهه قالوا معناه ان كل شيء يذهب ولا الا ما كان مقصودا لله تعالى مخلصا فيه رب العالمين. مخلصا فيه رب العالمين. هذا اه او مخلصا فيه رب العالمين هذا وجه في التفسير لكن هل نحن نقول هذا صحيح هذا المعنى صحيح دلت عليه النصوص لكن لا يلزم من هذا نفي ما دلت عليه الاية من اضافة الوجه الى الله تعالى لانه لو لم يكن هذا الوصف مما يسوغ اضافته الى الله تعالى لما اظافه الله تعالى الى نفسه لان الاظافة اما ان تكون اظافة اشياء تقوم بمفردها او اظافة اشياء لا تقوم بمفردها بل تقوم بغيرها فعند ذلك الاعيان تكون الاظافة اما خلق واما تشريف واما الامور التي لا تقوم بذاتها انما لا بد ان تقوم بغيرها تكون اظافتها من باب الصفات والوجه لا يقوم منفردا بل لا بد ان يضاف الى شيء فاضافته الى الله تعالى من باب اضافة الصفات لو قلنا ان هذه اية ليس فيها دليل صريح. هل هناك ما هو واظح ونص في اثبات هذه الصفة لله تعالى؟ الجواب نعم وهو ما ذكره في الاية الثانية في الدليل الثاني حيث قال وقال عز وجل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام الجلال والاكرام. هذه الاية نص في اثبات صفة الوجه. ولا يمكنهم ان يؤولوها كما يمكنهم في قوله تعالى وكل شيء هالك الا وجهه لان الله تعالى وصف وجهه بقوله ذو الجلال والاكرام. فقوله ذو الجلال والاكرام وصف للوجه. وهو وجه رب العالمين الذي اظافه اليه سبحانه بحمده ولا يمكن ان يوصف العمل بانه ذو جلال واكرام. لان هذا وصف الله تعالى. ولو قال قائل انه وصف لله تعالى نقول لا يمكن ان يكن وصفا لله في هذه الحال يعني وصف لله دون وجهه لانه لو كان المراد الوصف للرب لقال ويبقى وجه ربك الجلال والاكرام لكن لما قال ذو دل ذلك على انه صفة للمضاف لا للمضاف اليه صفة للرب لا صفة للوجه لا صفة للرب صفة للوجه لوجه الله تعالى لا في هذا السياق صفة لوجه الله تعالى لا لا له سبحانه وبحمده فهو من صفاته جل وعلا وهذا يدل على الثبوت صفة الوجه له ولذلك هذه الاية اقوى دليل لاثبات صفة الوجه لله تعالى لانه اظاف الوجه اليه ووصفه بما وصف به نفسه في غير هذه الاية حيث قال تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فوصف نفسه بالجلال والاكرام في لقوله تبارك اسم ربك ذي فقوله ذي وصف للاسم او وصف له جل وعلا وصف له سبحانه وبحمده تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وهنا وصف وجهه بما وصف به نفسه في غير هذه الاية من انه ذو جلال واكرام حيث قال سبحانه وتعالى ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام كما دل على ذلك ايضا السنة فيما ذكر المؤلف وروى ابو موسى رضي الله عنه قال جنات الفردوس اربع ثم ذكر في ختم الحديث وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم جل وعلا اظاف النظر الى الله جل وعلا الا رداء الكبرياء على وجهه عليه جل وعلا على وجهه فاضاف الوجه فاضاف الوجه اليه فهو وجهه سبحانه وبحمده. وهذا واظح في الدلالة على ثبوت هذه الصفة لله تعالى. كذلك فيما رواه ابو موسى الاشعري رضي الله عنه. وهذا الحديث في الصحيحين واما الحديث الاخر ففي صحيح مسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل قال حجابه النار وفي بعض الروايات النور لو كشفه اي لو كشف الحجاب لاحرقت سبحات وجهه فاضاف السبحات الى وجهه والسبحات هي النور والظياء والبهاء والشرف وقيل السبحات في بني ادم هي مواضع السجود في الوجه. والمقصود بالسبحات هنا هي نوره وجلاله وضياؤه وبهائه سبحانه وبحمده لاحرق بهاء وجهه وجلاله ونوره كل شيء ادركه بصره بصره وفي بعض الروايات انتهى اليه بصره ثم قرأ ان الله ان ان بورك من في النار ومن حولها. رواه مسلم قال فهذه صفة ثابتة بالكتاب والسنة بالكتاب بنص الكتاب وخبر الصادق الامين بنص الكتاب يشير اليه بنص الكتاب الى النص في قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وكذلك في قول كل شيء هالك الا وجهك. قال افيجب الاقرار بها؟ الاقرار هو والايمان يعني يجب الايمان بها والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات. يعني هذه شأنها شأن سائر الصفات لله تعالى لا يلزم منها تمثيل ولا يلزم منها مشابهة الله تعالى بخلقه ولا يلزم منها نقص في رب العالمين بل من كماله جل وعلا نثبتها من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ثم بعد ذلك انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر ما يتعلق بصفة النزول نعم. وتواترت الاخبار وصحت الاثار بان الله عز وجل ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا فيجب الايمان به والتسليم له وترك الاعتراض عليه وامراره من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول. فروى ابو هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربنا عز وجل كل ليلة الى السماء الدنيا. حين يبقى ثلث الليل الاخر. يقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له حتى يطلع الفجر. وفي لفظ ينزل الله عز وجل ولا يصح حمله على نزول ولا الرحمة ولا نزول الملك. لما روى مسلم باسناده عن عن سهيل ابن ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله عز وجل الى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل فيقول انا الملك انا الملك من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فاغفر له؟ حتى يضيء الفجر. وروى رفاعة بن عرابة الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مضى نصف الليل او ثلث الليل ينزل الله عز وجل الى السماء الدنيا تقول لا اسأل عن عن عبادي احدا غيري. من ذا الذي يستغفرني اغفر له؟ من ذا الذي يدعوني استجيب له من ذا الذي يسألني اعطيه حتى ينفجر الصبح؟ رواه الامام احمد. وهذان الحديثان يقطعان تأويل كل متأو حجة كل مبطل. وروى حديث النزول علي ابن ابي طالب. وعبدالله بن مسعود وجبير بن مطعم وجابر بن عبدالله وابو سعيد الخدري وعمرو بن عبسة وابو الدرداء وعثمان ابن ابي العاص ومعاذ ابن جبل وام سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلق سواهم. ونحن مؤمنون بذلك مصدقون. من غير ان نصف له كيفية او بنزول المخلوقين. وقد قال بعض العلماء سئل ابو حنيفة عنه يعني عن النزول فقال ينزل بلا كيف. وقال محمد بن الحسن الشيباني صاحبه الاحاديث التي جاءت ان الله يهبط الى الى سماء الدنيا ونحو هذا من الاحاديث ان هذه الاحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها. وروينا عن عبد الله بن احمد بن حنبل قال كنت انا وابي عابرين في المسجد فسمع قاصا يقص بحديث النزول فقال اذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله عز وجل الى سماء الدنيا بلا زوال ولا انتقال ولا تغيير حال فارتعد ابي رحمه الله واصفر لونه ولزم يدي وامسكته حتى سكن ثم قال قف بنا على هذا المتخوف فلما حاذاه قال يا هذا رسول الله اغير على ربه عز وجل منك. قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف. قال حنبل قلت لابي الله يعني احمد بن حنبل ينزل الله الى سماء الدنيا قلت نزوله بعلمه او بماذا؟ فقال لي اسكت عن هذا لك ولهذا امض الحديث على ما روي بنا كيف ولا حد على ما جاءت به الاثار وبما جاء به الكتاب. وقال الامام اسحاق بن راهوية قال الامير عبدالله بن طاهر يا ابا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا عز وجل كل ليلة الى سماء الدنيا كيف ينزل؟ قال قلت اعز الله الامير لا يقال لامر الرب عز وجل كيف؟ انما ينزل بلا فكيف ومن قال يخلو العرش عند النزول او لا يخلو فقد اتى بقول مبتدأ ورأي مخترع هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله هو من انفس ما في هذا الكتاب من جهة الاستدلال والتقرير والجواب عما من شبه المخالفين. وكل هذا المقطع ذكر فيه ما يتعلق اثبات صفة النزول لله جل وعلا المؤلف رحمه الله الاثبات بذكر دليله فقال وتواترت الاخبار وصحت الاثار بان الله عز وجل ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا فصفة النزول الثابتة لله جل وعلا بسنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي من ما تواترت عليها النصوص وتواردت عليها الاخبار. وتواتر الاخبار انها وصلت الى حد لا يشك في ثبوته فالتواتر هو التواطؤ على النقل بما لا يرتاب السامع في صحته. وذلك لا يبلغ حدا من العدد انما هو مما يتوارد فيه الخبر ويرد فيه النقل بما يشعر صدق الخبر وعدم التواطؤ على الكذب فيه وقوله رحمه الله وصحت الاثار بان الله عز وجل ينزل كل ليلة هذا من باب اكيد على صحة على على التواتر والا فان التواتر كافي في اثبات الصحة. ولعل قوله صحت الاثار يعني ما جاء به النقل عمن دون النبي صلى الله عليه وسلم فان الخبر هو ما نقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والاثر ما نقل عن من دونه فقول صحة الاثار يعني عن سلف الامة ومن الصحابة والتابعين وتابعيهم من اهل القرون المفضلة. باثبات ان الله تعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا وهذا التواتر الذي حكاه المؤلف رحمه الله قد ذكره غير واحد من اهل العلم فذكره ابو زرعة الرازي وهو ومن ائمة النقاد من المحدثين وقد ذكره ايضا الذهبي في العلو وكما قد ذكره ايضا الامام ابن عبد البر رحمه الله فالتواتر من قول عن غير ما واحد من اهل العلم فيما يتعلق باثبات صفة النزول. قال رحمه الله بان الله تعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا والنزول صفة كمال لله جل وعلا اثبتها الله تعالى لنفسه واثبتها له الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا يلزم منها اي لازم ناقص او اي لازم يعيب رب العالمين فهو المنزه عن كل كل عيب ونقص جل وعلا والنزول الثابت لله جل وعلا على حقيقته لا نحتاج فيه الى تأويل ولا الى صرف عن ظاهره بل نثبت له النزول ولكن الفارق بين اثبات اهل السنة والجماعة وغيرهم ما ذكره المؤلف رحمه الله ومن الاحترازات التي يسلم بها اهل السنة من كل الايرادات. وهو انه نزول يليق بالله جل وعلا من غير تمثيل. من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل. فاذا سلم سلمت الصفة من هذه الشوائب كانت سالمة من ان يثبت بها شيء من النقص للرب جل وعلا او شيء من العيب له جل وعلا سبحانه وبحمده سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. يقول رحمه الله ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا. وقوله الى السماء الدنيا هذا بيان منتهى النزول كما دلت على ذلك النصوص وسماع الدنيا هي السقف المحفوظ المزين بالكواكب فبين المؤلف رحمه الله انتهى النزول كما بينت ذلك النصوص. قال فيجب الايمان به اي بصفة بما اخبر الله تعالى به من نزوله والتسليم اي الانقياد لهذا الخبر. وعدم المعارضة له وعدم التشكيك والتشبيه الذي يرده يصرفها عن ظاهره قال وترك الاعتراض عليه كل هذا من التأكيد للاثبات قال وامراره من غير التكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه. قول ولا تأويل المراد بالتأويل المنفي هنا ايش؟ التحريف. التأويل المنفي هو التأويل المذموم وهو صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى لا يدل عليه النص لا يدل عليه دال ولا يرجحه مرجح فالتأويل المنفي هنا هو ايش؟ التحريف لان اهل التعطيل يحرفون النصوص ويسمون هذا التحريف تأويلا ولذلك استعمله بالاستعمال الذي استعمله به وهو التأويل. والا فان حقيقة فعلهم ليس تأويلا انما هو تحريف. ولذلك تعريف تأويل في كلام المؤلف وفي كلام من نفاه من اهل العلم انما هو صرف اللفظ عن معناه هذا معنى التأويل المذموم التأويل المذموم وصرف اللفظ عن معناه. وقد مثلنا لهذا فيما تقدم من ذكر احترازات الاحترازات في طريق الاثبات عند اهل السنة والجماعة. قال ولا تنزيه ينفي حقيقة التأويل. قال ولا تنزيه ولم يقف لان التنزيه مطلوب فهو جل وعلا السلام القدوس والقدوس هو المنزه عن كل عيب سبحانه وبحمده. فقوله ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول هذا فيه الرد على من خالف اهل السنة والجماعة في اثبات هذه الصفة فقال نحن نثبت هذه الصفة وننفي عنها التنزيه المزعوم الذي يزعمه اصحابه وحقيقته ان انه نفي ما اخبر الله تعالى به عن نفسه وهو التعطيل الذي جاء بيانه وتفصيله فيما تقدم فقوله رحمه الله ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول هذه الكلمة مراد المؤلف بها الرد على من ادعى ان اثبات ما دل عليه النص يقتضي الحق قال نقص بالله تعالى وانه وان بعض خلقه يعلوه وهو العلي الاعلى جل وعلا. فالزموا على هذا النزول الزامات عقلية وخيالات ذهنية فاسدة ابطلوا بها دلالات النصوص. ورد بها ما جاء في الكتاب والسنة فلما كان تنزيههم مبطلا لدلالة الكتاب والسنة احتاج المؤلف رحمه الله الى نفي هذا التنزيه لان هذا ليس تنزيها انما هذا تعطيل وهم وان سموه تنزيها لكنه في حقيقته تعطيل. النزول حقيقته التي تتبادر الى الاذهان عند سماعه هو الانتقال من علو الى سفن. هذا فيما يتعلق بمعناه اللغوي. ما نثبته لله تعالى نثبت له نزولا يليق به. لكن ما يلزم من نزول الخلق هل يكون لازما لنزول الرب الجواب لا فلا نقول انه ينزل فيعلوه بعض خلقه كما ان المخلوق اذا نزل من من الدور العلوي الى الدور السفلي كان الدور العلوي قد علاه هذا لا يرد ولا يجوز ان يتوهمه الانسان في صفة رب العالمين لان هذا فرع عن ايش يا اخواني؟ فرع عن التمثيل والتكييف بهذه الصفة لكن نحن اذا قلنا نثبت له نزولا يليق به لا يلزم منه لازم باطل ونحن لا نعلم كيفية ذاته جل وعلا حتى نعلم كيفية صفاته فعند ذلك يسلم المؤمن من كل هذه الايرادات التي هي في الحقيقة خيالات خيالات ناشئة عن تمثيل ناشئ عن طلب الكيفية للفعل التي السلامة منها بان نوصل الباب امامها وان نثبت ما اثبته الله لنفسه من غير كيف من غير ان ان نطلب كيفية فان كيفية صفات الله تعالى لا تعلم لماذا؟ لان كيفية ذاته غير معلومة والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات واذا كان الكلام في الصفات فرح عن الكلام في الذات نحن لا نعلم كيف ذاته ولذلك لا نعلم كيف الصفات ولا نعلم كيف كيف بصره كيف استواؤه كيف نزوله كل هذا لا نستطيع ان ندركه لاننا نجهل كيفية ذاته واذا الذات فاننا نجهل كيفية الصفات. وهذا امر معقول الان لو وصف لكم امر من امر الخلق تعالى الله ان ان يمثل بخلقه. لكن لو وصفنا امرا من الامور لو لو قيل مثلا احد الناس ممن لم يدرك هذه الثورة المعاصرة ان هناك امرا زر في في الجدار اذا بغته اضاء المكان واذا ظغطته ثانية اظلم المكان هل يمكن ان يتصور كيفية هذا كيفية شغل الكهرباء ما يمكن ان يتصوره الا بعد ان يراه فهذا امر لا يدرك كيفيته قد يدرك ان هناك ظوء الظوء معلوم ما هو؟ والنزول معلوم ما هو؟ لكن لا ندرك كيفية هذه الاظاءة لو وصفناها لمن لم هذا العصر وهذه النهضة لما تصور كيف يمكن هذا؟ لو قلت لهم ان قطعة من الحديد تركب عليها وتضغط فيها امر او تدخل فيها مفتاح فتسير بك وتنتقل بك الى اماكن بعيدة وبسرعة سريعة هل يتصور هذا؟ قل كيف قطعة حديد تتحرك؟ لا يمكن هذا لكن لما ادركنا هذا ورأيناه باعيننا ادرك وفهمنا سر هذه الحركة وطريقة عملها اصبح الامر عندنا كشرب الماء كيف ما كيف السيارة ما يمكن احد يأتي ويوجه اليك سؤال كيف السيارة تمشي؟ السيارة تمشي معروف كيف ما تعرف كيف تمشي ما ما رأيت فتدركها بالنظر لكن قد يخفى عليك شيء من خفاياها. كذلك هذه الاخبار عن رب العالمين نحن لا ندرك الكيفيات لاننا لا ندرك الذات فمهما حاول محاول ان يدرك حقيقة الصفات فانما يضرب في عماه لان الله تعالى قد ولا يحيطون به علما ولا يحيطون بشيء من علمه وما يعلم تأويله الا الله فقد اغلق الباب عن ادراك حقائق ما الله تعالى به عن نفسه فانت الان اذا قيل النزول يعني النزول معروف في كلام العرب وانه من علو الى سفن هل هذا المعنى يلزم في صفات الله تعالى عليه منه لازم باطل ان يعلوه مثلا السماوات الطباق السبعة؟ الجواب لا لاننا لا نكيف هذا النزول ولا ندري حقيقة هذا النزول ما ما هي لكن لا يلزم من هذا ان ننصرف الى نوع من التأويل الباطل الذي يلزم عليه لوازم تعطيل ما دل عليه النص كما قال المؤلف رحمه الله ولا تأويل ولا تنزيهيا في حقيقة النزول. وسيأتي مزيد بيان وتفصيل لتقرير هذا المعنى وانه يجب الاثبات على ما جاء في الكتاب والسنة من غير ان ندخل في ذلك بعقولنا متأولين ولا متخوضين فيما نستقبل من كلام المؤلف استدل المؤلف رحمه الله لاثبات هذه الصفة بما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه