الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فان من نعم الله تعالى على العبد ان ييسر له الطاعة والاحسان فهي منة من الرحمن على من يصطفي من عباده ان يوفقهم الى صالح الاعمال ان يهديهم وان ييسر لهم الهدى ومن نعم الله على عبده ان يستعمله في طاعته وذاك ان الله تعالى اذا تفضل على العبد بان وفقه للطاعة فتح له من ابواب السعادة والخير والطمأنينة والفلاح والنجاح في الدنيا والاخرة ما لا يمكن ان يدرك بغير هذا الطريق كل السعادات التي يدركها الناس بالملذات والمشتهيات والمحبوبات مما تميل اليه الانفس لا يأتي بحجم قطرة في ما يدركه الانسان من السعادة بطاعة الله عز وجل فالله تعالى يحيي الذين امنوا وعملوا الصالحات حياة طيبة. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا وعد من الله عز وجل لكل من حقق الايمان في قلبه وارتسمه في سلوكه وعمله ادراك مواسم البر والخير نعمة يتفضل الله تعالى بها على عباده هي نعمة وابتلاء ابتلاء يختبر الله تعالى بها من يسر له ادراك هذا الموسم المبارك فينظر ايكون فيه من الراشدين العاملين بالصالحات المتزوجين بالطاعات ام يكون من الذين فرطوا ولم يأبهوا بهذا موسم وبهذه المنة ففاتهم الخير فهي بلاء واختبار لك ان يبلغك الله تعالى موسما من مواسم البر فار لها من نفسك خيرا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جاء عنه كما في المسند والسنن من حديث ابي هريرة انه قال رغم انف من من دخل عليه رمظان او من ادرك رمظان ثم انسلخ قبل ان يغفر له هذا بيان عظيم الخسارة التي تنال ذاك الذي يدخل هذا الموسم المبارك ويخرج منه دون حط السيئات والخطايا وذاك ان رمظان موسم اغتسال من الخطايا والسيئات تخلي من الرذائل الموبقات يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ويقول من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه يعني ليل ونهار اسباب المغفرة والعفو ليست مقصورة على زمان بل في كل الزمان. في النهار صياما وفي الليل الي قياما ثم يبلغ الفضل غايته والجود منتهاه من قام من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول رغم انف من ادرك قال ثم انسلخا قبل ان يغفر له. لانه اسباب المغفرة متنوعة ليلا ونهارا فاذا فاتته فقد رغم انفه اي لصق بالتراب المخلوط بالرمل دليل على الخسارة. وانه لم يدرك شيئا ما ادرك الا تراب. والتراب لا يغني ولا بل يلوث انسان ويشوهه اذا اصاب اشرف ما فيه وجهه وبالتالي ايها الاخوة نحن ندرك هذا الموسم الذي تفضل الله فيه علينا بانواع من المنح والمنن ومن فضله ان مهدت السبيل ويسر الطريق طاعة فاذا جاء رمظان فتحت ابواب الجنان. واذا جاء رمظان غلقت ابواب النيران. واذا جاء رمظان اسلسلت الشياطين هذه ثلاثة مزايا قدرية الهية هبات ربانية للخلق حتى يقدموا ويقبلوا على التزود بالطاعة. تفتيح ابواب الجنان يعني ان كل عمل سيلقى قبولا وان الاعمال الصالحة فيه كثيرة متنوعة فالابواب مشرعة لكل من اراد خيرا المقابل السيئات وهي ابواب النيران لانها التي تدخل الى النار غلقت اقفلت فلا يقتحمها في هذه الحال الا من عميت بصيرته وفسد قلبه واستحكم الشيطان في الاستحواذ عليه حتى عميت بصيرته فتح ابواب الجنان واغلاق ابواب النيران معه معين عظيم تاله وهو ان يكف الله عنك عدوك. الشيطان الذي يزين لك السيئات ويوقعك في الخطايا قد حبسه الله عنك سلسلة الشياطين. صفدت الشياطين فالان وقوع المعاصي ليس بسبب تزين الشيطان في غالب ما يكون انما يكون بما في النفس من فساد. واما والنفس الامارة بالسوء وايضا شياطين الانس الذين لا لا لا يألون جهدا في تذليل الصعاب ودعوة الناس الى انواع من الفساد والشر ما احتاج كلام كثير نحن نقبل على موسم عظيم من مواسم البر. بدايته من غروب شمس اول اه ليلة من لياليه اذا جاء رمظان رمظان يأتي بغروب شمس اخر يوم من ايام شعبان كل الفضائل هي بغروب شمس ذلك اليوم فينبغي ان يجد الانسان بالطاعة والاحسان وذكر الرحمن وتلاوة القرآن والقيام ايمانا واحتسابا والصيام ايمانا واحتسابا ولنبدأ ذلك من اول الليالي ويا اخواني من عود نفسه من اول الوقت على الجد والاجتهاد استمر معه الى اخر الايام. ومن فرط في البدايات انه لن يدرك ما يؤمل في النهايات اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيننا واياكم على الطاعة والاحسان وان يستعملنا فيما يحب ويرضى من الاعمال ووصيتي لنفسي واخواني ان نتعهد اولادنا ذكورا واناثا وزوجاتنا واصحابنا واقاربنا بالتواصي بكل ما يقرب الى الله. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم ارزقنا صيام هذا الشهر ايمانا واحتسابا وقيامه ايمانا واحتسابا. واجعلنا فيه من الفائزين يا ذا الجلال والاكرام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد