السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع السنة وقتها فاثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها كنا قد تكلمنا عن قول الله تعالى الله الصمد. وها نحن ايضا في هذه الحلقة نتفيأ بعض معاني هذا الاسم الجليل من اسماء رب العالمين. الصمد ذاك الاسم الذي يدل على منتهى الكمال في حق رب العالمين وانه لا كمال فوق كماله ولا ند له ولا نظير ولا مثيل فهو الصمد الذي كمل في كل شرف كما قال ابن عباس العظيم الذي كمل في عظمته الحليم الذي كمل في حلمه العليم الذي كمل في علمه الجبار الذي قد كمل بجبروته والذي انتهى اليه كل شرف وسوء ولا يكون ذلك الا لله وحده. لا شريك له سبحانه وبحمده الله الصمد قال جماعة من اهل العلم الذي لا يطعم بمعنى انه جل في علاه مستغن عن الطعام وهكذا جاء في قراءة قوله جل وعلا وهو يطعم ولا يطعم في قراءة والقراءة المشهورة وهو يطعم ولا يطعم فهو المنزه جل في علاه عن كل حاجة. هو الغني عن كل احد سبحانه وبحمده وهذا معنى ما ذكره بعض السلف من انه لا جوف له فهو مستغن عن كل شيء سبحانه وبحمده المقصود ان معنى الصمد الذي يجب ان يقر في القلوب وتتفهمه العقول انه الذي كمل في شرفه وسؤدده وسائر صفة كماله سبحانه وبحمده ومن معانيه ايضا انه الذي يقصد في قضاء الحوائج فتقصده الطيور في السماء وتقصده الديدان في الارض ويقصده الحوت في البحر ويقصده العاقل وغير العاقل يقصده الانس والجن بقضاء حوائجهم وهو الذي يقضي حاجة كل محتاج جل في علاه سبحانه وبحمده يعلم مثاقيل الذر وعدد القطر لا يخفى عليه من شأن عباده خافية يرزقهم جميعا في لحظة واحدة سبحانه وبحمده لا يحصي عباده ثناء عليه وما قدروا الله حق قدره. سبحانه جل في علاه ان الصمد الذي هو من اسماء الله عز وجل يدل على الانفراد في الكمال وانه لا كفؤ له ولا ند ولا نظير ولا مثيل فهو جل وعلا المنفرد بكل كمال لذلك افتتح الله هذه السورة باثبات احاديته. وختمها بنفي ان يكون له نظير قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد وهذا مما فسر به معنى الصمد انه لم يلد ولم يولد فليس له اصل تفرع منه ولا له فرع تفرع عنه جل في علاه فهو الغني عن الاصول وعن الفروع هو الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم سبحانه وبحمده. ان من الامور التي ينبغي ان يعلم وان تدرك في معنى الصمد انه جل في علاه غني عن عباده وهم اليه فقراء وهم اليه في حاجة وضرورة وقد ذكر الله في هذه السورة سورة الاخلاص التي هي صفة الرحمن ذكر الصمد مع اسم اخر من اسمائه وهو الاحد. وهما قرينان مستويان في انهما لم يذكرا الا في هذه السورة الصمد والاحد لم يذكر في سورة اخرى من سور القرآن. انما ذكر في هذه السورة فقط ولذلك في اقترانهما فائدة وهنا يأتي الفهم لمعاني كلام الله عز وجل ومعاني اسمائه في حال انفرادها وفي حال اقترانها يقول الله تعالى قل هو الله احد. امر الله رسوله ان يقول هذه المقولة الله احد الله الصمد فهو يخبر جل وعلا في انه احد ويخبر جل وعلا بانه صمد سبحانه وبحمده. فما السر فقه تيران هذين الخبرين الخبر باحاديته والخبر بصمديته جل وعلا. ان السر في ذلك هو ان هذين الاسمين الكريمين بهما يثبت كل كمال وينتفي كل شركة. وقد تكلمنا عن الاحد وانه الذي يفيد انفراد الله تعالى بكل ما له من الكمالات. الصمد ايضا ليس فقط انفراد بل بلوغ الغاية والمنتهى في تلك الصفات لانه قد ينفرد الشيء بوصف لكنه لا يكون قد بلغ فيه المنتهى والغاية والنهاية لكن ما اخبر الله تعالى به من احاديته فهو دال على انفراده بصفات الكمال. وانه لا مثل له ولا نظير ولا كفؤ ولا ند له جل في علاه في شيء من صفاته لكنه ايضا افاد لما ذكر الصمد انه الذي انتهى في تلك الصفات الى اعلاها فمثلا ولله المثل الاعلى لو ان شخصا في بلد ما يوصف بانه كريم وليس في البلد مثله احد ليس في البلد مثل احد فهو الكريم الوحيد في هذه البلد الان هو منفرد بهذه الصفة. لكن الى اي حد بلغ في الكرم؟ هل بلغ الى نهاية الحد ومنتهى اه ما يوصف به الكرماء ام انه قصر في ذلك لما يكون منفردا بصفة الكرم لا يعني ان كرمه قد فاق غيره. لا يعني انه قد بلغ النهاية في الكرم انما يكون ذلك اذا ثبت انه الاكرم وانه لا كريم في البلد غيره. هذا مثال اقرب به معنى قرن هذين الاسمين. فالله تعالى ذكر في هذه الاية في هذه السورة الكريمة التي هي صفة الرحمن والتي من احبها احبه الرحمن ذكر انه الاحد وهذا يدل على ايش يا اخواني ويا اخواتي؟ يدل على انفراد الله تعالى بكل كمال باسمائه في صفاته في افعاله جل في علاه سبحانه وبحمده. في كل ما له من الكمالات هو المنفرد لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا مثل ولا سمية له جل في علاه لم يكن له كفوا احد لكن لما جاء معنى الصمد اظاف اضافة اخرى وهي انه مع هذا الانفراد بتلك الصفات الا انه ليس فوق وصفه وصف فله المثل الاعلى جل في علاه الذي لا اعلى منه وله الاسماء الحسنى التي لا احسن منها وبالتالي بلغ الغاية والمنتهى في اثبات كمالات الرب جل في علاه من خلال هذين الاسمين. من خلال هذين الخبرين المقترنين. الذين امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يبلغهما الامة في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد الله اكبر ما اعظم هذه المعاني اذا عقلها العبد وتفهمها وادرك الاسرار التي فيها. فانه يمتلئ قلبه محبة لربه وتعظيما له واجلالا له ويعلم انه مهما قام من العبادات ومهما فعل من الطاعات فحق الله اعظم وما له اجل وما يجب ادراك ما يستحقه شيء لا يطيقه الناس. قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة. ولذلك كان العارفون من عباد الله عز وجل يعلمون ان ما انه مهما كان من اعمالهم فانهم لم يبلغوا حق الله تعالى ولن يقدره قدره. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انام الا ان يتغمدني الله برحمته وبالتالي لا تستكثر شيئا على الله عز وجل. كما قال ربك ولا تمنن تستكثر فان فضل الله تعالى عليك عظيم و اجلاله جل وعلا واحسانه لا يبلغ العباد ادراكه ولا يعرفون حده فقد بلغ في ذلك شيئا لا تدركه عقولهم ولا تطيقه اذهانهم فهو الجليل الكريم سبحانه وبحمده. حقه علينا ان نمجده اذا هو ان نقدسه وان نعرف لهما ما له من الكمالات وان نقر بعجزنا عن ان نبلغ قدره او ان نجزيه حق ما يستحق من عبادة وما قدروا الله حق قدره جل في علاه ان الاحدية اثبتت لله عز وجل الانفراد في كل كمال والصمدية اثبتت له جل وعلا انه الذي قد بلغ الغاية والمنتهى في كل صفة من تلك الصفات ان المؤمن يتأمل بهذا كيف كانت هذه الاسماء مبلغا عظيما ان وصفها بعض اهل العلم بانها الاسم الاعظم الصمد والاحد قال بعض اهل العلم انهما الاسم الاعظم بناء على ما اشتمل عليه من كمال المعاني. وانت اذا تأملت كلام في معرفة الاسم الاعظم وجدت انهم يقولون في ذلك عدة اقوال فمنهم من يقول انه الله ومنهم من يقول انه الحي القيوم ومنهم من يقول انه الصمد ومنهم من يقول انه الاحد. ويقال غير ذلك من الاقوال وهذا يدل على ان توصل الى معرفة الاسم الاعظم محل اجتهاد وليس امرا محسوما. ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في آآ وصف الاسم الاعظم عدة احاديث. فجاء انه سمع داع يقول اللهم اني اسألك بانك انت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ان تغفر لي. فقال سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب. وجاء ان الاسم الاعظم في ثلاثة في سور بال عمران وفي اه وفي البقرة وفي ال عمران وفي طه وذلك اذا تتبع وجد انه الحي القيوم فهو المذكور في بهذه السور اذا هذا التنوع يدل على ان الاسم الاعظم لا ينحصر في اسم محدد بل الاسم الاعظم يصدق على كل اسم بلغ في وصف الله عز وجل مبلغا استوعب كل كمال اما على وجه الانفراد كما هو في اسم الله واما على وجه الاقتران كما هو في الحي القيوم فان صفات الذات تعود الى الحي وصفات الفعل عودوا الى القيوم وكما هو في الاحد الصمد. فان الاحد يرجع اليه انفراد الله تعالى بكل كمال. والصمد ارجع اليه انه جل في علاه الذي بلغ في تلك الصفات المنتهى والغاية فليس فوق صفاته كمال ولا وراء ما اخبر به عن نفسه مبتغى لزيادة في فضل او شرف او سؤدد قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد هذه الايات الكريمات بينت الصمد سابقها ولاحقها وبيانها فانه قد ذكر بعد الصمد لم يلد ولم يولد وهذا من معاني الصمد فانه الذي استغنى عن ان يكون له ولد واستغنى ان يكون له والد فهو الغني جل في علاه سبحانه وبحمده الذي كل الخلق اليه فقراء وهو عنهم غني سبحانه وبحمده ينبغي للمؤمن عندما يقرأ مثل هذه الايات ويقرأ هذه السور ان يستحضر هذه المعاني. انا اجزم ان هناك فرق بين ان اقرأ قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قراءة لسان دون عقل دهن وفهم قلب لكن الذي يقرأ هذه الايات وهي وهو مستحضر هذه المعاني بالتأكيد انه سيجد في قلبه من اللذة بقيت قلب في قلبه من الحياة تجد في قلبه من زيادة الايمان ما لا يجده في غيره ولا يجده ايضا في قراءة اللفظ التي يتجرد فيها عن فهم المعاني لهذا ينبغي لنا ان نحرص وان نبذل الجهد يا اخوان ويا اخواتي بتفهم كلام الله عز وجل عندما نقرأ لا سيما ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من الصفات ان نبذل جهدنا في فهم تلك الصفات فانها مفاتيح العلم بها يدرك الانسان عظيم قدر الرب ويؤدي حق بعض حقه من تحقيق العبودية له. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا فهم كلامه وان يرزقنا الفقه في اسمائه وصفاته وان يرزقنا العمل بالصالحات والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته