وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم مفاتيح انها مفاتيح الجنة اللهم اجعلنا من اهلها يا ذا الجلال والاكرام انها مفاتيح الخير التي بها يدرك الانسان سعادة الدنيا وفوز الاخرة مفاتيح ما اجملها من كلمة اذا كانت تفتح ابواب الخير وتدل على البر وتوصل الى السعادة. عندما تملك مفتاحها قصر جميل بهية قد وفر فيه كل ما تشتهي وتحب فانك تسعد فكيف اذا ملكت مفتاح جنة عرضها السماوات والارض انها السعادة التي ليس فوقها سعادة. لذلك لنحرص ايها الاخوة والاخوات ولنجتهد طاقتنا بان نملك هذا المفتاح قبل ان نغادر الدنيا فان ملك هذه المفاتيح سعادة في الدنيا وهو فوز في الاخرة اللهم اجعلنا من اوليائك وحزبك اجعلنا من السعداء العاملين بطاعتك القائمين بحقك مفتاح هذا اليوم هو الحج ذاك الركن الخامس من اركان الاسلام الحج مفتاحهم من مفاتيح الجنة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة ما في شيء يكافئه ولا يقابله الا الجنة فهو مفتاح من مفاتيح الجنة وهو نوع من الجهاد كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالصحيح لما قال له النساء افلا نجاهد يا رسول الله نرى الجهاد افضل العمل افلا نجاهد يا رسول الله؟ قال لكنا جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة اذا الجهاد هو نوع من العمل الصالح الذي تفتح به ابواب الجنة والحج منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن جهاد لا قتال فيه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان من اهل الجهاد نسأل الله ان يجعلنا منهم فتح دعي من باب الجهاد. الجهاد سنتحدث عنه في نهاية الحلقة لان له صلة بالحج. انما نحن نتكلم الان عن المفتاح الرئيس وهو ركن من اركان الاسلام الحج وذكرت الجهاد لان الحج نوع من الجهاد وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد في جملة الابواب التي جاءت تسميتها من ابواب الجنة اذا ايها الاخوة والاخوات الحج مفتاحا من مفاتيح الجنة لكن ليس اي حج انما هو حج له صفات وهي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة فما هو الحج المبرور الحج المبرور هو ما كان لله خالصا هذا اول اوصاف الحج المبرور ثم ما كان فيه العبد بهدي النبي صلى الله عليه وسلم قائما فان القيام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم سبب السعادة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وبه يتحقق للعبد قبول العمل فالعمل يقبل بهذين الشرطين الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كان يرجو لقاء ربه ماذا يصنع الذي يرجو لقاء ربه؟ لقاء يسر به ويفرح به ماذا يصنع تصنع هذين العملين ان يكون عمله لله خالصا وان يكون لي سيد ولد ادم متبعا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يكون العمل صالحا الا اذا كان على هديه صلى الله عليه وسلم وفق ما جاء به حذو القذة بالقذة لا تفارق هذه فهديه اكمل الهدي والوصف الثاني ان يكون لله خالصا فما كان لله خالصا كان مقبولا ولم يشرك ولا يشرك بعبادة ربه احدا. لا يشرك لا قريب ولا بعيد لا حي ولا ميت لا ملك ولا انسان ولا جن ولا جماد ولا حيوان عملوا كله لله فالله اغنى الشركاء عن الشرك لا يقصد بعمله غير الله عز وجل بعبادة حقق للانسان القبول. فالقبول مبني على هذين الركنين الاساسين الذين اذا حققهما العبد فاز بقبول رب العالمين انما يتقبل الله من المتقين فمن تقبله الله رضي عنه ومن رضي عنه اعطاه عطاء لا حد له ولا وصف اذا الحج المبرور ما كان لله خالصا وما كان لهدي النبي صلى الله عليه وسلم متبعة. وتفصيل الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم ان يحرص على امور. اولا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة يا رسول الله نرى الجهاد افضل العمل افلا نجاهد؟ قال لا اي لم يجعل له تعالى الحج مفروضا على النساء هذا في حج الطلب في جهاد الطلب ان يحرص في حجه على ان يكون ذلك الحج في اعماله واجباته وفق ما امر النبي صلى الله عليه وسلم في الاركان وفي الشروط والواجبات والسنن فيحرص قدر طاقته على الاخذ بهديه. خذوا عني مناسككم فقد قالها صلى الله عليه وسلم حثني الناس على الاهتداء بهديه وعدم الترك لسنته. خذوا عني مناسككم هذا واحد هذا مما يحقق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم الشرط الثاني من شروط قبول العمل. ايضا ان يتجنب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الحاج عن اعمال لا ينكح المحرم ولا ينكح لا يلبس ثوبا مسه ورس ولا زعفران. لا يتطيب آآ وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يلمس ثوبا مسه وارسم ولا زعفران آآ لا يلبس البرانس ولا العمائم ولا الخفاف ولا السراويلات هذا كله من محظورات الاحرام التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم. فمن تمام الحج ان تنتهي عن المحظورات التي حضرها الله تعالى وحظرها الرسول صلى الله عليه وسلم على على الحجاج والمعتمرين حتى تفوز ب ان يكون حجك مبرورا انما يكون الحج مبرورا اذا اجتنبت فيه المحظورات هناك طبعا امران اي اخران مما يتحقق بهما تمام بر في الحج تمام البر في الحج ان يكون الانسان قائما بطاعة الله في حجه في صلاته في معاملته للخلق في ادائه للامانة في صبره على الناس في ادائه للحقوق كل هذه الخصال والخلال هي صفات يتحقق بها الحج المبرور ايضا ان يجتنب المحرمات فليس صحيحا ان يحج الانسان ويقول انا حججت وحجي مبرور وقد اغتاب ونم وسب وشتم ونظر الى محرمات وسمع المحرمات واكل المال بالباطل كل هذه من الاشياء التي تفوت وصف الحج المبرور مما ينبغي ان يتحقق في الوصف المبرور في وصف الحج المبرور ان يكون الحج خالصا لان يكون الحج خالصا من المال الحرام. بمعنى ان يكون من مال مباح فلا يأخذ شيئا من الاموال المحرمة في حجه لا في مركبة ولا في اجرة حملته ولا في مطعمه ومشربه يتجنب المال الحرام الله طيب لا يقبل الا طيبا. هذه صفات يتحقق بها الحج المبرور الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ليس له جزاء الا الجنة اذا ينبغي لنا ان نحرص على تحقيق هذه الاوصاف واهم ذلك وان اؤكد واعيد اهم ذلك ان يكون الحج لله خالصا لا يرجو به رياء ولا سمعة ولا ثناء ولا مدح ولا ان يوصف بانه الحاج فلان او الحاج فلانة بل يريد من ذلك كله رضا ربه يتعرض لنفحاته يتعرض لهباته يتعرض لعطاياه فذاك الذي خرج من بيته يرجو الله واليوم الاخر لا يعود الا بخير عظيم وبر كبير بصلاح قلبه وسعادتي فؤاده وطمأنينة نفسه. هذا في الدنيا واما في الاخرة فسيعود باجر عظيم وعطاء كبير انه العطاء الذي لا حد له ولا وصف الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة و الحج من خصاله وخلاله انه يحط الخطايا والسيئات يحط الخطايا والسيئات فانه قد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه. وهنا تأكيد لقوله صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الجنة. فالبر لا يتحقق الا بترك الرفث والفسق من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه خاليا من الذنوب خالصا من السيئات سليما من كل المؤاخذات لذلك لنحرص على تحقيق هذا الوصف ومن صدق الله صدقه الله. فلنصدق الله ونسق فيه طلب ما عنده عند ذلك سنأخذ عطاء كبيرا من الله سبحانه وبحمده ونفوز فوزا عظيما اذا صدقنا معه جل في علاه. ان الحج هو نموذج ل فرض عظيم فرضه الله تعالى على المؤمنين كتبه على اهل الاسلام وهو الجهاد ولذلك الحج هو الجهاد الذي آآ وصفه النبي صلى الله عليه وسلم جهاد لكن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة واه هو جهاد من حيث ان الانسان يهجر فيه مألوفاته ويخرج فيه عن ما اعتاده وما الفه من مأكل ومشرب ومسكن وما الى ذلك كل ذلك رغبة فيما عند الله عز وجل وطلبا الخير الذي آآ عنده جل في علاه ومنه نعرف ان الجهاد افضل العمل من افضل العمل الجهاد في سبيل الله. ولذلك وفي حال الاغتناء اما في حال الحاجة فالجهاد مفروض على كل احد يدفع عن نفسه او ماله او عرضه لكن في حال الاغتناء وفي حال جهة الطلب فانه ليس مفروضة على النساء لذلك قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة لما قالت افلا نجاهد قالت قال صلى الله عليه وسلم لا لا لا لكن جهاد لا قتال فيه اقر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة لما قالت نار الجهاد افضل عمل وهو بهذه المنزلة لان فيه الخروج عن كل مشتهيات النفوس فيصحب يصاحب الجهاد غالبا الخروج من البلد الخروج من المال الخروج من آآ المتع. آآ بذل النفس وهي اغلى ما يملك الانسان لله عز وجل. ولذلك كان في المنزلة انه سمي به باب من ابواب الجنة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد. وجاء عن ابي بكر ابن عبد الله ابن قيس عن ابيه قال سمعت ابي وهو يحظره العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال يا ابا موسى انت سمعت رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك؟ قال نعم فرجع الى اصحابه فقال اقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه يعني الغمد الذي يأوي سيفه فالقاه ثم مشى بسيفه الى العدو فاضربها حتى قتل كل ذلك رغبة في ان يدرك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ان ابواب الجنة تحت ظلال السيوف اذا الجهاد منزلته عالية لكن ينبغي ان يعلم ان الجهاد له شروط واوصاف لابد ان تتحقق وليس ان يدفع الانسان بنفسه الى التهلكة فليس المقصود من الجهاد الموت المقصود من الجهاد الحياة الحياة الكريمة الحياة السعيدة الحياة التي يتحقق بها اعلاء كلمة الله فمن قتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا وانصرنا على من عادانا واعنا على الطاعة والاحسان ارزقنا الفوز بالجنان واجعلنا من اهل السعادة يا ذا الجلال والاكرام وصلى الله وسلم على نبينا محمد والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة عديدي من برامجنا على قناتنا على يوتيوب