الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم قصة صحابي صحابي هذه الحلقة امام جليل وعالم كبير انه حبر الامة ترجمان القرآن عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللقب العظيم والوصف الكبير يدهش عندما تعلم انه مات النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة عشر عاما ان عبد الله ابن مسعود ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ومكث ثم جاء لما قدر الله تعالى له المجيء الى النبي صلى الله عليه وسلم امه هي ام الفضل بنت الحارث وهي اخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ام المؤمنين فكان عبد الله ابن ابن عباس رضي الله تعالى عنه يغشى النبي صلى الله عليه وسلم على حداثة سنه يعني وعمره تقريبا عشر سنوات كان يحرص على معرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته فكان يبيت عند خالته ميمونة فيسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويبصر كيف يقوم وكيف اصلي وكيف يفعل ويرصد ذلك على حداثة سنه رضي الله عنه وقد انس النبي صلى الله عليه وسلم منه عناية ونباهة فكان ان دعا له اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فقهه في الدين ان يرزقه الفهم لدينك كتابا وسنة وعلمه التأويل اي التفسير فكان رضي الله تعالى عنه اماما في فهم القرآن امل في ادراك معانيه. اماما في حيازة معاني هذا الكتاب الحكيم حتى سمي ووصف بترجمان القرآن. اي الذي يبين القرآن يترجمه يفصح عنه يبين معانيه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله من العمر ما ذكرت قريب من البلوغ ثلاثة عشر سنة تقريبا او آآ اكثر من ذلك بقليل لكنه رضي الله تعالى عنه على وجازة المدة التي ادرك بها النبي صلى الله عليه وسلم ايضا حداثة السن الا انه جمع علما جما ليس بالمباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم فان ذلك حال دونه صغر سنه على انه نقل ما رآه عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة لكن كان جهده في التلقي عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والاخذ عنهم ما ميزه عن كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان ابن عباس لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال كما ذكر الدارمي لصاحب له من الانصار. هؤلاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون. يعني موجودون آآ وآآ العلم متوافر فلنقبل عليهم ولنأخذ عنهم. قال له الانصاري يا ابن عباس اتظن ان الناس سيجتمعون سيحتاجون اليك؟ يعني هل تتصور انك ستبلغ مبلغا يحتاجك ناس؟ هؤلاء الصحابة موجودون ومهما بذلت لن تبلغ مبلغا يحتاج الناس اليك فتركه عبد الله بن عمر رضي الله عنه فتركه عبد الله بن عباس رضي الله عنه وذهب طالبا للعلم محصلا حتى انه كان يأتي في القائلة الى بيت زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه ويجلس ينتظره لا يطوق الا يطرق بابه حتى يخرج اليه فيأخذ بزمام راحلته ويسأله ويتلقى عنه. هكذا بذل الجهد في حتى بلغ مبلغا عظيما كان له من النباهة والفقه والتميز ما جعل عمر رضي الله تعالى عنه يدخله في مجلس الشورى اكبر مجلس للمناقشات والاستشارات مجلس البدري المهاجرين والانصار من كبارهم رظي الله تعالى عنهم كان يدخله ابن عباس حتى قيل لعمر يعني في ذلك يعني كيف تدخل عبد الله ابن عباس وهو في اسنان اولادنا تمنعوا اولادنا او لا تدخل اولادنا كما تدخله فاراد ان يبين للحاضرين منزلته ويبين لهم مكانته. فكان يقول رضي الله تعالى عنه آآ كان يقول عمر لاصحابه ممن قالوا هذا القول ما تقولون في قول الله عز وجل اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا قالوا انه آآ امر الله تعالى رسوله بانه اذا جاء الفتح وحصل انتشار الدين ان يستغفره وان آآ يسبحه جل في علاه. فكان السؤال موجها الى ابن عباس بعد ذلك فقال ما تقول فيها ابن عباس؟ قال هذا نعي اجل النبي صلى الله عليه وسلم يعني انه فهم من هذه الاية ان الله يخبر رسوله بقدنو اجله وانه قد اقترب رحيله صلوات الله وسلامه عليه. فقال ما علمت منها الا ما علمت يا ابن عباس. فتبين بذلك فضله وعظيم مكانته ورفعة بمنزلته عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه من اكثر الصحابة نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه كان ينقل عمن نقل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما انه كان يجمع الى النقل عميق الفهم اه حديد النظر فكان رضي الله تعالى عنه من العلماء الذين جمعوا الرواية والدراية جمعوا النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والفهم لقوله فبلغ مبلغا واسعا عظيما رضي الله تعالى عنه. آآ اشتهر بالعلم واخذ عنه كف بصره في اخر عمره رضي الله تعالى عنه. وآآ كان آآ قد انتقل الى الطائف خشية البقاء في مكة والبقاء في مكة كان موجبا للعناية والتحرز فكان من الصحابة من يكره بقاء في مكة خشية ما فيها من التغليظ آآ الهم بالسيئة كما قال الله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذق من عذاب اليم. فكانوا يتحاشون البقاء خشية الوقوع فيما آآ يكون سببا لتغليظ الذنوب ابن عباس رضي الله تعالى عنه له موقف في الفتنة وفي الاشكالات التي جرت في زمن آآ علي رضي الله تعالى عنه انه ناظر الخوارج وهم الذين كانوا قد كفروا عليا رضي الله تعالى عنه وخرجوا عليه وقد جاء الى جمع كبير منهم ناقشهم وبين بالعلم خطأهم ودعاهم الى العودة وكانوا جمعا كبيرا عاد منهم خلق كثير الى الحق والهدى وبقي منهم فئة. لم تقبل الحق بل اه ذمة ما كان من شأن عبد الله ابن باس رضي الله تعالى عنه وقالت ان الله تعالى يقول في قريش بل هم قوم خصمون فلا تخاصموه. وهذا داء بالخوارج انهم يسقطون مكانة العلماء ويهدرون منزلهم لداهم اه هذا ما يتعلق جملة من اخبار ابن عباس توفي في اه اه الطائف في الستينات من آآ هجرة النبي صلى الله تعالى صلى الله تعالى عليه وسلم وكان آآ رضي الله تعالى عنه قد تلقى عنه العلم خلق كثير وتكونت به مدرسة اهل الحجاز هو وابن عمر رضي الله تعالى عنهما والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم قصة صحابي استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته غير