لذلك يقول وان علقت اطمع عبد وان علقت وان علقت بالخلق اطماع نفسه تباعد ما يرجو وطال عناؤه تباعد ما يرجو ما يرجوه لن يناله ثم انه فوق هذا يجد من المشقة والعناء فاصبح حرا عزة وقناعة على وجهه انواره وضياعه. هذه حال من علق قلبه بالله قوة وعزة قناعة وبهجة وظياء ونور هذه حال الموحدين. هذه حال من لا يقول الا يا الله يا رب. لا يلتفت الى سواه ولا يتعلق بغيره بل هو مخلص لله في دعائه لكن عندما يلتفت الى الخلق ويعلق قلبه بهم ويرجو منهم ما لا يرجى الا من الله عند ذلك يقع في غاية البعد عن السعادة والطمأنينة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. احمده لا احصي ثناء عليه هو احق من حمد واجل من ذكر له الحمد اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم. الدعاء ايها الاخوة والاخوات مناجاة استحضار هذا المعنى ظرورة للتحلي بالاداب الفاضلة الدعاء مناجاة لرب العالمين يناجي فيه الانسان ربه يخاطب فيه خالقه يتكلم فيه مع من بيده ملكوت كل شيء فجدير بالمؤمن والمؤمنة وهم وهو يخاطب الله تعالى ان يتحلى باكمل ما يستطيع من ان يتحلى باعلى ما يمكنه من طيب الخصال ان يكون على اكمل ما يستطيع من القول والحال والظاهر والباطن. حتى يكون دعاؤه مقبولا حتى يكون دعاؤه مرظيا حتى يكون دعاؤه عظيما مقامي عند رب العالمين. الله جل وعلا رفع مقام الدعاء وجعله العبادة كلها. كما جاء في الحديث الصحيح عند الترمذي من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة ان مما ينبغي ان يعرف ان اصل الاداب في كل العبادات هو الاخلاص لله عز وجل في اخلاص العمل لله عز وجل هو اصل كل عبادة والدعاء عبادة فينبغي ان هنا الاخلاص فيها حاضرا فلا يلتفت الى سوى الله ولا يعلق قلبه بغيره كما قال جل في علاه ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. وكما قال جل في علاه وان المساجد لله فلا تدعو مع الله والله احدا اخلص دعاءك بالله علق قلبك به فلا خير الا خيره ولا طير الا طيره لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئة الا هو لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع اذا اعتقد العبد هذا لم يجد في قلبه التفاتا الى سوى الله لم يجد في قلبه ميلا الى غيره بل سيعلق قلبه واذا علق العبد قلبه بالله كان في غاية السمو وفي غاية القوة وفي غاية الامتناع من كل ما يضره فان التعلق بالله مفتاح السعادة مفتاح النجاح مفتاح ادراك المطالب مفتاح الامن من كل مرهوب ومخوف. لذلك علق قلبك بالله فان تعليق قلبك بالله يقطع عنك كل ما تخافه. ولذلك قال السرسري رحمه الله في ابيات جميلة يقارن بين من علق قلبه بالله من علق قلبه بغير الله يقول اذا انقطعت اطماع عبد عن الورى. وعلق بالرب الكريم رجاءه ما لا يجده اولئك مخلصون لله عز وجل. يقول الله تعالى في محكم كتابه انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا اي زادوهم عناء ومشقة وتعبا لان التفتت الى غير الله عز وجل. فمن المهم للمؤمن ان يكون قلبه لله خالصا. هذا الادب اساس واذا استحضره المؤمن بحث عن اسبابه. ومن اسباب ذلك ان يكون العبد في غاية الثناء على الله في غاية التمجيد له في غاية ذكره باسمائه وصفاته الموجبة اجابة الدعاء. لهذا كان من اداب الدعاء ان يثني العبد على الله عز وجل في دعائه بذكر اسمائه وصفاته بذكر جميل افعاله وبديع صنعه فمن اعظم ابواب القرب اليه ومن اوسع طرق نوال ما عند الله عز وجل من احسان وفضل ان يذكر العبد مجد ربه جل في علاه. ان يمجده ان يقدسه. ان يذكره وان يثني عليه. بالخير فانه من اشتغل بالثناء على الله انفتح له ابواب العطاء. لذلك جاء في المسند والسند. من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين. قف عند هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول من شغله ذكري عن مسألتي في ذكر الله ومسألة الله. يقول فيما يخبر به عن الله من شغله ذكري اي ذكر الله عز وجل عن مسألته وطلبه. وسؤال فان الله تعالى من كرمه يعطيه خير ما يعطي السائل. لذلك فضله جل في علاه. فمن اشتغل بالثناء على الله عز وجل. من اشتغل بتمجيده وتقديسه وذكر كمالاته في اسمائه وصفاته وافعاله نال منه العطاء وقد قال سفيان في تعليقه على ابيات لامية ابن ابي الصلت يثني فيها على عبد الله ابن جدعان قال فيها ااذكر حاجتي ام قد كفاني امية يتعرض لعبدالله بن جدعان وهو من الكرماء في الجاهلية واصحاب العطاء يقول ااذكر حاجتي ام قد كفاني حباؤك؟ ان شيمتك الحباء اذا اثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء. اذا ذكرك بالجميل هذا كان كافيا في ان تعطيه فظلا عن ان يسأل او ان يطلب حاجته فاذا كان هذا في حق المخلوق فكيف في حق الخالق الذي غمرنا باحسانه وتفضل علينا بانعامه ولم ننفك عن عطائه جل في علاه في حال من الاحوال ولا في لحظة من اللحظات. فينبغي للمؤمن ان يستحضر ان الثناء ليس تقصيرا في الطلب ولا ابعادا للمسألة بل الثناء هو طلب باعلى ما يكون من اسباب الطلب فان ذكرك لله وتمجيدك له يفتح لك ابواب العطاء. واذا سألت المطالب فقدم بين يدي ذلك حمدا وثناء. هذه سورة الفاتحة على سبيل المثال. وهي ام القرآن واعظم سورة فيه كما في صحيح من حديث ابي سعيد بن المعلى افتتحها الله تعالى بحمده والثناء عليه ثم جاء بعد ذلك السؤال والطلب الحمد لله رب العالمين هذا تمجيد الرحمن الرحيم هذا التقديس مالك يوم الدين هذا ثناء اطراء في ذكر رب العالمين اياك نعبد واياك نستعين وهذا توسل اليه الاخلاص في العبادة الافتقار الى اعانته جاء بعد ذلك السؤال والطلب اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ان سورة الفاتحة ترسي الادب الذي ينبغي ان يستحضره المؤمن ان سورة الفاتحة ترسل ادب الذي ينبغي ان يستحضره المؤمن في دعاء الله وسؤاله. يبدأ اولا بحمد الله والثناء عليه وبتمجيده وتقديسه. ثم بعد ذلك يسأل ما شاء من المسائل لهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قسمت الصلاة فيما يرويه عن ربه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الرب جل في علاه اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال الرب جل في علاه مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال الرب جل في علاه هذا بيني وبين عبدي انظر ان الدعاة انظر ان الدعاء مناجاة فكل كلمة تقولها يجيبك الله تعالى عليها ثم اذا قال اهدنا الصراط المستقيم الى اخر السورة قال الله عز وجل هذه لعبدي ولعبدي ما سأل هذه لعبدي ولعبدي ما سأل فكان المبدأ في هذا السؤال وفي هذا الطلب الذي هو اشرف واعلى المسائل كان مبدأه ماذا؟ ايها الاخوة والاخوات كان مبدأه او الثناء والتمجيد والتقديس لله عز وجل والحمد له سبحانه وبحمده. لهذا ينبغي للمؤمن ان يستحضر ان مفتاح عطاء رب العالمين هو الاخلاص له بالقلب والثناء عليه بالتمجيد والتقديس التنزيه عن كل عيب فان ذلك موجب لعطاء الله عز وجل. ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا صلى احدكم اي اذا دعا فليبدأ بحمد الله والثناء عليه وهذا مفتاح كل عطاء ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدعو بعد بما شاء. هكذا يكون الترتيب في السؤال والطلب ابدأ بحمد الله طلع عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم سل الله عز وجل ما شئت من الفضل فانه يعطي عطاء جزيلا سبحانه بحمده ولن تبلغ ما عند الله من فضل الا بتمجيده وتقديسه وحسن الثناء عليه سبحانه وبحمده تنتمي الى هذا الادب الذي له شواهد كثيرة في الكتاب والسنة. وسنقف على شيء منها في الحلقة القادمة ان شاء الله. اللهم اعنا على طاعتك اسلك بنا سبيل اوليائك وارزقنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته