السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى تركنا على محجة بيضاء سبيل قويم اخرجنا الله به من الظلمات الى النور هدانا به من العمى والضلالة فصلى الله عليه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها انها اسماء الله التي تعرف به انها اسماء الله التي بها نتعرف على الله ونعلم ما له من الكمالات جل في علاه انها اسماء الله التي من احصاها دخل الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة واحصاؤها و معرفة الفاضحة من الكتاب ومن السنة وادراك معانيها منها تحمي لسان العرب وبيان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفق ما كان عليه فهم سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين وتابعيهم اهل القرون المفضلة في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى نقف مع ثلاثة اسماء من اسماء الله عز وجل هي ثلاثة في اللفظ لكنها من حيث المعنى تتفق بدلالتها على معنى واحد وان كانت متفاوتة في دلالتها على هذا المعنى وهكذا جملة من اسماء الله عز وجل قد تتعدد الفاظها لكنها تتفق في معناها ودلالتها مثل ما تقدم من الواحد الاحد فان اسم الواحد الاحد وان تعدد اللفظ فالواحد يختلف عن الاحد لفظا لكنهما متفقان من حيث المعنى حيث يدلان على احدية الله تعالى ووحدانيته وان كان بينهما فرق فالاحد ابلغ في اثبات صفة الوحدانية لله تعالى من الواحد اسماؤنا في هذه الحلقة التي سنتناولها من اسماء الله عز وجل هي القادر والقدير والمقتدر ثلاثة اسماء شريفة من اسماء الله عز وجل تدور على معنى واحد وهو اثبات كمال القدرة للرب جل في علاه القادر القدير المقتدر هذه الاسماء وان اختلفت بلفظها الا انها تتفق في دلالتها ومعناها في اثبات صفة القدرة لله عز وجل واثبات اصل من اصول الايمان. انه القدر الذي لا يطيب ايمان احد ولا يستقيم له يقين الا بان يؤمن بقضاء الله وقدره فهذه الاسماء الشريفة من اسماء الله الحسنى تدل على هذا المعنى وعلى هذا الاصل من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر فهذه الاسماء الكريمة بكل اشتقاقاتها تتفق على اثبات صفة القدرة لله عز وجل والقدر هو في الحقيقة قدرة الله عز وجل كما فسره بذلك جمع من اهل العلم يقول ابن القيم رحمه الله فحقيقة القدر الذي حار الورى فحقيقة القدر الذي حار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن هكذا باختصار موجز في بيان معنى القدر الذي يجب الايمان به باصل من اصول الايمان ان القدر هو اليقين بقدرة الله عز وجل فحقيقة القدر الذي حار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن واستحسن ابن عقيل ذا من احمد لما حكاه عن الرضا الرباني قال الامام شفى القلوب بلفظة ذات اختصار وهي ذات بيان ان القادر والقدير والمقتدر جاء ذكر هذه الاسماء في كتاب الله تعالى في اكثر من ثمانين موضعا وان كانت مختلفة فمرة يأتي بمعنى القادر او بلفظ القادر ومرة يأتي بلفظ المقتدر ومرة يأتي بلفظ القدير فجاء بلفظ القادر على وزن فاعل اثنتي عشرة مرة منها قول الله تعالى قل ان الله قادر على ان ينزل اية ولكن اكثرهم لا يعلمون وجاء القدير في مواضع عديدة منها قول الله تعالى ولو شاء الله لذهب لسمعه ابصارهم ان الله على كل شيء قدير وجاء المقتدر اربعة مواضع منها قوله جل وعلا ولقد جاء ال فرعون النذر كذبوا باياتنا كلها فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر وقال جل وعلا ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وجاء على صيغة الجمع في قوله تعالى او نريك او نريك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدرون واستيعاب ذكر هذه الايات التي ذكر الله تعالى فيها هذه الاسماء الثلاثة في كتابه يطول به المقام والمقصود هو الاشارة والتنبيه الى بهذه الاسماء في كلام الله عز وجل وانها من الاسماء الثابتة بالقرآن في كلام رب العالمين في كلام رب الانام جل في علاه واما السنة فقد جاء اسم القادر في عدة احاديث منها ما رواه انس رضي الله عنه آآ وآآ فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال في اخر من يدخل الجنة من اهلها انه يطلب من الله تعالى ان يعطيه ثم في اخر الحديث قال رضي الله عنه فيما ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك الرجل يقول لله عز وجل اتستهزأ مني وانت رب العالمين. فيقول الله تعالى اني لا استهزئ منك ولكني على ما اشاء قادر واما السنة فكلنا نردد بعد صلواتنا في الاذكار المعهودة ادبار الصلوات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقولنا لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا جدي منك الجد. اما اسم المقتدر فانه لم يرد في السنة فيما وقفت عليه فيكفي ثبوته في القرآن الحكيم هذه الاسماء الثلاثة القادر والقدير والمقتدر هي اسماء مشتقة من مادة قدرا من حيث اللغة وهذه المادة تدل على مبلغ الشيء ونهايته وكونه وغايته فالقدر او فالقدر مبلغ كل شيء يقال قدره كذا اي مبلغه كذا يقال القدر ويراد به ما يمضي من حوادث وما يجري من وقائع قضاها الله تعالى قدرها. اذا القدر يدور وهو معنى هذه الصفات التي تثبت القدرة تدل على نهاية ومبلغ للشيء وكنه له وتدل ايضا على تقدير وحكم وقضاء يكون به تلك الاشياء فالقدير من الخلق هو الذي يفعل ما يطلب منه وله التمكن في ايجاد ما يريد. هذا هو القدير او القادر من الناس ولذلك القدرة اذا وصف بها الانسان فهو اسم او فهي اسم لهيئة يتمكن بها الانسان من الفعل اما ما يتعلق قدرة في صفة الرب جل وعلا فهي انه جل وعلا فاعل لما يشاء وفق ما تقتضيه حكمته دون زيادة ولا نقصان اذا هناك في القدرة معنيان وهو التقدير وفي القدرة معنى اخر وهو القدر الذي يكون له ذلك التقدير وهذه الاسماء كلها من حيث اللغة دالة على هذا المعنى هل هناك علاقة بين هذه الاسماء؟ يعني عندنا الاسم القادر والقدير والمقتدر هل هي متفقة تمام الاتفاق في المعنى ام انها يوجد بينها فروقات غالبا اهل اللغة واهل العلم يتلمسون فروقات مستندة الى استعمالة العرب. ولهذا من المفيد ان نعرف ما الفارق بين هذه الاسماء من حيث اللغة. فالقادر هو اسم فاعل من قدر يقدر. واما القدير فهو ابلغ في الوصف لاثبات صفة القدرة لانه صيغة مبالغة واما المقتدر فهو اكثر اثباتا وابلغ وصفا من القدير. اذا عندنا في اثبات هذه الاسماء الثلاثة لله عز وجل درجات في اثبات ما تتضمنه من الكمال فالقادر ابلغ منه في اثبات الوصف القدير وابلغ من القدير المقتدر وفي كل الاحوال ما لله شيء لا تدركه العقول ولا تحيط به الالباب ولا يمكن ان يقف عليه ذهن فهو جل وعلا على كل شيء قدير. لا يخرج شيء عن قدرته سبحانه وبحمده فالقادر الذي هو اسم من اسماء الله تعالى هو من القدرة على الشيء التي تثبت لله تعالى كمال القدرة في كل شيء كما قال جل في علاه انا الله على كل شيء قديرا ان القدرة التي يثبتها القرآن لله عز وجل والتي تثبت من هذه الاسماء هي قدرة شاملة يصفها لله عز وجل فلكمال قدرته يكون كل شيء في الكون لكمال قدرته يهدي من يشاء ويظل من يشاء يجعل المؤمن مؤمنا والكافر كافرا والبر برا والفاجر فاجرا وهو الذي جعل المؤمنين سعداء والكافرين اشقياء ذلك كله بقدرته ولكمال قدرته لا يحيط احد بشيء من علمه فعلمه لا يحيط به عباده كما قال جل وعلا ولا يحيطون به علما ولا يحيطون بشيء من علمه ولكمال قدرته جل وعلا خلق السماوات والارض وما فيهما من عظيم الخلائق وبديع الصنع فخلق السماوات والارض على عظمها في ستة ايام ثم قال وما مسنا من لغوب العباد بين يديه لا يخرجون عن امره. فمهما ظن الظن انه عن الله فار او عنه منفك فانه يخطئ في فهمه فمن قدرة الله ان كل احد من الخلق في قبضته جل في علاه وكيف يفر المرء عنك بذنبه اذا كان يطوى في يديك المراحل سبحانه وبحمده كما قال في محكم كتابه عن الجن وانا ظننا مع عظيم قدرتهم ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا ايقنا الجن تقول ايقنا على عظيم ما مكنهم الله تعالى به من القدرة. يقولون وانا ظننا اي ايقنا اعتقادا انا لن نعجز الله جل في علاه لكمال قدرته. لن نعجز الله في الارض مهما ذهبنا وكيفما جئنا ولن نعجزه هربا. لا تحسبن الذين لكفروا معجزين في الارض ومأواهم النار ولبئس المصير اللهم انا نسألك التلذذ بذكرك ولذة النظر الى وجهك وان تجعلنا ممن يفقهوا اسماءك ويحصيها على الوجه الذي ترظى به عنه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته