للمقيمين المصلين ولكن ينبغي ان يعلم ان هذا فظل ان هذا فظل خاص وهذا الفضل الخاص لا ينبغي ان عنا بقية الفضائل والاجور والخيرات والثواب الذي وعده الله تعالى المصلين. الصلاة هي اجل القربات الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه حق حمده واثني عليه الخير كله. اشكره ولا اكفره. لا اله الا هو الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق اجمعين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فمرحبا بكم واهلا وسهلا ايها الاخوة والاخوات تقبل الله منكم واعانكم على الصيام والقيام ايمانا واحتسابا الا الله تعالى نوع لعباده الطرق الموصلة اليه. فمن رحمته جل في علاه ان نوع وانه لم يجعل السبيل الذي يتقرب به الناس والعبادة التي يصلون بها الى الله جل وعلا طريقا واحدا بل هناك صلاة زكاة صوم حج سائر انواع قربات وهذا من رحمة الله تعالى. وقد اذن الله تعالى لعباده بعد الفرائض بالاستزادة من الخيرات. وان هذا الشهر وروضة فيها من الخيرات ما ينبغي للمؤمن ان يغتنمه وان يبادر اليه قبل فوات الاوان فانها قصيرة وليال عديدة قال الله تعالى اياما معدودات وكل معدود الى انقضاء وكل معدود الى نقص ولهذا ينبغي ان يبادر المؤمن وان يشحذ همته وان يبذل جهده في الاستكثار من الخيرات. من ابواب البر وصنف الخير التي ازدان بها هذا الشهر وهي مشروعة في كل الايام لكن في هذا الشهر لها خصوصية خاصة القيام تلك العبادة الجليلة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. يا لها من منة! ويا له من عطاء! ان يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك ان الطريق الذي تدرك به هذا هو ان تحرص على قيام هذه الليالي المباركة. ان تحرص على ملازمة المساجد والمواضع الصلاة في بيوت الله وفي غيرها في كل ما تيسر لك وحيث ما تيسر لك فاحرص على ان لقاء هذا الخير لتدرك هذا الفضل فانه من قام رمظان ايمانا اي تصديقا واقرارا بمشروعية هذا واحتسابا للاجر اي طلبا للثواب والعطاء والنوال من رب كريم جل في علاه فانه يغفر الله تعالى عن عبده الذنوب. هذا جزء مما يدركه المصلي في هذا الشهر ولكن كل فضائل الصلاة ثابتة هي اعظم العبادات هي اكبر ما يتقرب به الى الله تعالى من الاعمال. ولهذا بعد الشهادتين وهي اول شرائع الاسلام. النبي صلى الله عليه وسلم امره الله بالقيام من اوائل بعثته. يا ايها مزمل قم الليل الا قليلا. نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا هذا اه القيام وتلك التلاوة مقصودها وغرضها هو ان يتواطأ اللسان معها على القلب ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا. يكون القول فيها قائما مواطئا ان للقلب فيتفق القلب واللسان على ذكر الملك الديان جل في علاه. ولهذا اقول يا اخوان ويا اخواتي فرصة قال له ربي انفسنا على القيام. النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في رمضان وفي غير رمضان. كان يقوم حتى تتورم قدماه بابيه هو وامه صلى الله عليه وسلم مع كونه قد حط الله عنه الاوزار وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. لكنه كان يتلذذ بقيام الليل يجد في قيام الليل سكونا لا يجده في غيره ولذلك قال الحسن رحمه الله في قول الله تعالى تتجافى فجنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال لامر ما انتبه لامر ما القوم ليلهم. انه امر ما يجدونه من لذة مناجاة رب العالمين. هذا هو الذي جعلهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما تركب ولا تستريح ولا تقر لانهم اذا قاموا ناجوا رب الارض والسماء فالعبد في صلاته بين يديه الله الذي له الملك وله الحمد وله الفضل جل في علاه. وهذا يدل على شريف هذا المقام ورفيع هذه المنزلة ولا غرابة بعد ذلك ان تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي مالك الاشعري الصلاة نور فانه من وقف بين يدي الله فازت عليه انوار رب العالمين. فاضت عليه الخيرات وجاءته المبرات. ولهذا انا اقول من المهم يا اخواني ويا اخواتي ان نستكثر من الصلاة كما جاء في الحديث الصلاة خير موضوع فاستكثروا من الصلاة. هذا يدل على انه ينبغي للانسان ان يبذل جهده في الاستكثار ما استطاع من هذه العبادة. وهذه فرصة ان يقيم العبد الصلاة على الوجه الذي يرضى الله تعالى تلاوة وركوعا وسجودا في اناة وخشوع في ذل وخضوع في تدبر وتأمل لما يقرأه في لجأ ان وتضرع وسؤال وطلب لرب يعطي على القليل الكثير. ايها الاخوة والاخوات القيام الذي قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء وصفه في سنته صلى الله عليه وسلم. تقول عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة هذا هديه من حيث العدد ولكن الاجماع منعقد على انه يجوز ان يصلي الانسان اكثر من هذا ولكن الذي يريد ان يصلي هذا العدد فليحرص على ان يكون على نحو ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم. فان عائشة قالت في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا هكذا كان هديه صلى الله عليه وسلم. فليحرص المؤمن سواء في مسجده ان كان اماما او في بيته ان كان منفردا او او في المسجد الذي يحقق هذه السنة ان كان له خيارات في ان يذهب لهذا المسجد وهذا المسجد يحرص على من كان مطبقا لهديه حريص على اقامة سنة النبي صلى الله عليه وسلم لتعظم الاجور. كيف يحقق المؤمن قيام الليل؟ كيف يتحقق له الفضل؟ من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. من لزم الامام وبقي معه في صلاة حتى ينصرف هذا ان صلى مع امام. فانه يكتب له وقيام ليلة طالت صلاته او قصرت. يدل لذلك ما في المسند وغيره من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه ليلة الى نصف الى شطر الليل. فقالوا له لو نفلتنا بقية ليلتنا يعني لو صليت بنا بقية الليلة يا رسول الله. فقال من قام مع الامام حتى كتب له قيام ليلة وهذا فضل من الله كبير وعطاء جزيل يعني مهما كان هذه الصلاة في الطول طبعا ينبغي ان يحرص على الاتقان وعلى السر لكن لو صلى خلف امام كانت صلاته ليست بالطويلة فانه اذا انصرف الامام كتب له قيام ليلة معلوم انه هذا لا يمكن ان يكون كذلك الذي يصلى باتقان خشوع وطول آآ اتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته لكن في الجملة كلهم قد قام ليلة يعني ادرك فضيلة قيام الليلة لكن معلوم ان المصلي الواحد هو والذي بجانبه بينهما كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحان يعني التفاوت في الاجور هذا امره الى رب الارض والسماء فكلاهما قاما ليلة لكن بينهما من الاجور والثواب والعطاء وفضائل هذه العبادة كما بين السماء والارض. لهذا اقول ينبغي ان نحرص على صلاة التراويح فان صلاة التراويح وهي الصلاة التي تقام في المساء مما يعيننا على تحقيق هذه الفضيلة. ثم اذا رغب الانسان في زيادة خير وصلاة بعد ذلك فما الذي يمنعه؟ فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وتره كما ثبت عنه في الصحيح. العلماء يذكرون انه اذا رغب الانسان في ان يصلي بعد ذلك فله ان يصلي ما شاء. فليس هناك حاجز ولا مانع لكن الاصل ان تكون اخر الصلاة وترا هذا ان تيسر واما ما يتعلق بالصلاة مع الائمة فانه اذا اوتر وامامه اوتر معه واكتفى بهذا الوتر ولا يحتاج ان يكرر وترا بعد ذلك. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وتران في ليلة. هذا ما يتصل بهذه العبادة الجليلة وهناك احكام وتفاصيل تتصل بهذه العبادة آآ حري بان نقف عندها وان نتعلمها وان نتأملها لكن المهم ان لا نشتغل بالصورة عن الجوهر ان لا نشتغل بالمنظر عن المخبر فالله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظروا الى قلوبكم واعمالكم. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم من عباده المتقين. اللهم اصلح قلوبنا واغفر ذنوبنا ويسر امورنا واجعلنا من حزبك واوليائك يا ذا الجلال والاكرام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين