لله تعالى نحمده نستعين به ونستغفره نعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم مع حلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد هل تلوته لطالما سألت نفسي لماذا سمى الله عز وجل قراءة القرآن تلاوة ماذا لم تكن التسمية فقط قراءة ظل هذا التساؤل يتردد في ذهني كثيرا حتى وفقت لان ابحث في مصطلح التلاوة ما معنى التلاوة عند العرب؟ ما معنى التلاوة في الشريعة وحينها اتضحت الامور اتضاحا كبيرا فاحببت ان اشارككم ما من الله عز وجل به علينا من اتضاح هذه الامور دعونا نسأل علماء اللغة اولا عن كلمة التلاوة. كلمة التلاوة في لغة العربي من التلو والتلو نعم من التلو والتلو. كلمة التلاوة كما تعبر عن القراءة فهي تعبر ايضا عن معنى مهم تعبر عن الاتباع نعم وجاءت في القرآن بهذا المعنى. قال ربنا والقمر اذا تلاها انيس تبعها اه كان للراغب الاصفهاني في مفرداته عبارة وضحت الامر ونفسر فيها ان شاء الله قال ان التلاوة اخص من القراءة لان التلاوة اختص بما يتبع ان التلاوة اخص من القراءة لان التلاوة تختص بما يتبع. بدأت الامور تتكشف الان. وبدأت الرؤية تتضح التلاوة هي قراءة. لكن ليست قراءة عادية. انما هي قراءة للاتباع. فارق كبير بين من يمسك بلائحة العمل عنده في مؤسسته فيقرأها آآ وبين من يمسك بمقالة في جريدة تتحدث عن مباراة لكرة القدم فيقرأها الاول يقرأ الاتباع والثاني يقرأ للقراءة الاول يعني قراءته اشبه ما تكون بالتلاوة. اما الثاني فقرائته لا تعدو كونها قراءة. انها قراءة للقراءة او للتسلي اما التلاوة فهي قراءة للاتباع قراءة للاتباع؟ نعم هذا ما سنتعرف عليه حينما نطالع الايات والاحاديث التي تتكلم عن التلاوة. لكن دعوني ابدأ اولا بعبارة رائقة اه الامام ابن القيم رضوان الله عليه يقول والمقصود التلاوة الحقيقية وهي تلاوة المعنى واتباعه وتلاوة المعنى اشرف من تلاوة اللفظ واهلها هم اهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والاخرة اما ابن القيم ان ابن القيم رضوان الله عليه يقسم التلاوة الى ثلاثة مراتب المرتبة الاولى تلاوة المباني او تلاوة اللفظ على حد تعبيره اما المرتبة الثانية فهي تلاوة المعاني لتفهمها واما المرتبة الثالثة فهي تلاوة المعاني لاتباعها والعمل بها. نعم فيسميها تلاوة المباني وتلاوة المعاني وتلاوة العمل او الاتباع ويتكلم عن المرتبة الثانية والثالثة التي تختص بتلاوة المعاني تلاوة المعاني تفهما وتلاوة معاني اتباعا يقول عن اهل هذا الصنف من التلاوة يقول واهلها هم اهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والاخرة ويقول ان تلاوة المعاني لتفهمها وتلاوة المعاني لاتباعها اشرف من مجرد تلاوة المعاني للتلفظ بها او لقراءتها نعم هذا كلام في غاية الاهمية هذا ما حدا بسفيان الثوري الى ان يقول سمعنا ان قراءة القرآن افضل الذكر اذا عمل به ويشير السعدي الى المقصود الاول من التلاوة عند تفسير قوله تعالى وان اتلو القرآن فيقول لتهتدوا به وتقتدوا وتعلموا الفاظه ومعانيه. نعم ابن القيم رضوان الله عليه يقول ايضا يرجون تجارة لن تبور اتذكرون حديث صاحب القرآن ان القرآن يلقى صاحبه حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول من انت؟ فيقول انا صاحبك القرآن اما تعرفني؟ وان كل تاجر اليوم من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة فان القرآن لم ينزل لمجرد التلاوة وانعقاد الصلاة. بل انزل ليتدبر ويعقل ويهتدى به علما وعملا. والله هذه كلمة تكتب بماء الذهب. ضعوها نصب اعينكم. فان القرآن لم ينزل مجرد التلاوة وانعقاد الصلاة. بل انزل ليتدبر ويعقل ويهتدى به علما وعملا ويبصر من العمى ويرشد من الغي ويعلم من الجهل ويشفي من العي ويهدي الى صراط مستقيم. نعم الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به هذه الاية لا طالما سمعناها ولا تخفى على سمع كثير منا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. لا طالما كنت اعتقد كما يعتقد كثير من المسلمين ان يتلونه حق تلاوته اعني يقرأونه قراءة منضبطة يجودونه حق تجويده واما يتلونه حق تلاوته مختصة بالمباني لكن كانت مفاجأة من العيار الثقيل حين علمت ان الصحابة والتابعين والمفسرين قد فسروا يتلونه حق تلاوته بمعنى يتبعونه حق اتباعه بل نقل شيخ المفسرين الطبري اجماع من يعتد باجماعه من المفسرين على هذا التأويل قال والصواب من القول في تأويل ذلك انه بمعنى يتبعونه حق اتباعه لاجماع الحجة من اهل التأويل على ان ذلك تأويله اما قوله حق تلاوته فمبالغة في صفة اتباعهم الكتاب ولزومهم العمل به لا اله الا الله اجماع اجماع وليس وحده بل ابن عبدالبر يقول ولا خلاف بين العلماء في تأويل قول الله عز وجل يتلونه حق تلاوته ان يعمل به حق عمله ويتبعونه حق اتباعه سبحان الملك! اذا معنى الاية بالاصالة يتلونه حق تلاوته الممدوحون في هذه الاية هم اولئك الذين يتبعون القرآن حق اتباعه. هم المنشغلون بالمرتبة الثانية والثالثة على تقسيم ابن القيم المشتغلون بالتفهم والاتباع هؤلاء المنشغلون بالمعاني هم الممدوحون هنا. ويشهد لذلك ان الله عز وجل قال بعدها اولئك يؤمنون به يؤمنون به. نعم يؤمنون به يعملون به مصدقين. يعملون به اكمل العمل. وسيأتي معنا تفسير ذلك المصطلح الايماني بالقرآن كيف يكون يؤمنون به؟ نعم يتبعونه اكمل اتباع. يتبعونه اكمل اتباع. هؤلاء هم المؤمنون بالقرآن على الحقيقة وبعض المفسرين يدخل فيها يتلونه حق تلاوته يعني يضبطونه حق الضبط. يجودونه حق التجويد لكن يدخلهم من باب ايه تلاوة مبانيه وتلاوة معانيه وتلاوته اتباعا وعملا عليك بتلاوة القرآن فانه نور لك نور لك في الارض وذخر لك في السماء وفي رواية وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الارض انها وسيلة للايه؟ للغاية كالقرطبي رحمه الله والشوكاني رحمه الله يدخلون ضبط المباني من باب انه وسيلة للايه؟ للمعاني. فيقولون يتلونه تلاوته يعني يتبعونه حق اتباعه. وقد يدخل فيها او يدخل فيها يضبطونه حق الضبط. يجودونه حق التجويد. هذا مطلوب وهذا مطلوب. لكن حزين حزين حزين ان هذه الاية معناها الاصيل يغيب ولا يكاد يذكر ولا نكاد نسمع الا المعنى الذي يأتي يعني ثانيا او تاليا للمعنى الاساسي. نعم. وعلى هذا فقس قال هذا فقس؟ نعم كل الايات التي جاءت في القرآن الكريم تتحدث عن التلاوة. لدرجة ان بعض العلماء كان يقول كل اية جاءت في القرآن الكريم تتحدث عن للتلاوة فهي بمعنى الاتباع. الا اذا جاء بعدها على يتلو على ها يتلو اقفاء رب هذه تفيد القراءة. اما غيرها ففي الغالب تفيد الايش؟ تفيد الاتباع. فمثلا مثلا ان الذين يتلون كتاب الله الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور وهذه الاية لا طالما كنا نسمعها ويقال هذه اية القراء ويقفون رغم ان القرطبي في تفسيره يقول هذه اية القراء العاملين العالمين وقال السعدي ان يتبعونه في اوامره فيمتثلونها وفي نواهيه فيتركونها وفي اخباره فيصدقونها ويعتقدونها ولا يقدمون عليه ما خالفه من الاقوال ويتلون ايضا الفاظه بدراسته ومعانيه بتتبعها واستخراجها التلاوة بمراتبها الثلاثة. ان الذين يتلون كتاب الله دائما تنصرف. يقال في فضل مثلا المباني وفي وفي فضل الرواية انها في فضل الدراية والرعاية بالاساس. انها في فضل من يتفهمون القرآن ويعملون بالقرآن. وفي الاية الشاهد على ذلك ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية العاملون فهذا للصاحب وقد حررنا ان الصاحب هو العامل. وعلى ذلك اتل ما اوحي اليك من كتاب واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. الرازي يقول اتلوا يتناول القراءة ويتناول الاتباع فيكون بمعنى الزم قراءة الكتاب الذي اوحي اليك والزم العمل به لابن الجوزي وغيره كلام في تفسير هذه الاية يؤول الى نفس الكلام. قلت له ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة وغيرها من الايات التي تحض على تلاوة وامرت ان اكون من المسلمين وان اتلو القرآن نعم التلاوة انا انا اريد ان اقول لحضراتكم باختصار شديد نحن يعني كلامي هذا لا يفهم منه ابدا. اياكم ان يفهم احد منه انني اقلل من شأني تلاوة المباني. لكنني اريد ان نرتقي بالتلاوة من كونها تلاوة للمباني لتكون تلاوة للمعاني. لتكون تلاوة اتباع وعمل نريد اكمل تلاوة نريد حق التلاوة نعم التلاوة التي نتلو فيها المباني فنضبطها ونجودها ونتلو فيها المعاني فنتفهمها ونتدبرها ونتلو فيها العمل فنعمل ونتبع ونعلم هذه التلاوة التي نريد سبحان الله. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد الا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه اناء الليل واناء النهار. واسمعوا معي الى تلك العبارات الرائقة في التعليق على هذا الحديث يعني من الشيخ العثيمين رحمه الله. يقول اتاه الله القرآن حفظه وفهمه وعمل به اناء الليل والنهار يقوم به يفكر ماذا قال الله عز وجل عن الصلاة؟ فيقول اقيموا الصلاة فيقيمها. ماذا قال عن الزكاة؟ فيقول واتوا الزكاة فيؤتيهم فيها الى اخره فتجده يقوم بالقرآن اناء الليل واطراف النهار. في عرفنا يقوم به انيل واطراف النهار يعني يصلي به. لكن الشيخ العثيمين يفيده هنا يقوم به اناء الليل والنهار يعني يعمل به يقيمه ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل يقيموا. يقوم به يعني يقيمه. نعم. وفي الحديث يؤتى الرجل في قبره. فاذا اوتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن واذا اوتي من قبل يديه دفعته الصدقة. واذا اوتي من قبل رجليه دفعه مشيه للمساجد. والحديث صححه الشيخ الالباني في صحة الرغيب والترهيب واختم بها هذا الحديث عن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اوصيه قال عليك بتقوى الله فانه رأس الامر كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن روحك في السماء هذا الذي يعلي ذكرك في السماء. هذا الذي لك في السماء بمثابة الروح. انت بدونه في السماء كجسد بلا روح لا قيمة لك لا قدر لك لا معنى لك. وذكرك في الارض شرفك في الارض فاياكم ان تفرطوا في تلاوة القرآن. لا تفرطوا في تلاوة مبانيه. لا تفرطوا في تلاوة معانيه. لا تفرطوا في تلاوته اتباعا وعملا. نسأل الله عز وجل ان واياكم ممن يتلونه حق تلاوته. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من الذين قال عنهم ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا ثم رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. وتذكر دوما هل بلوته سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وجزاكم الله خيرا