السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد اهلا وسهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم. ذلك الامر الالهي الذي ذكره الله جل وعلا بالقول فقال وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ايها الاخوة والاخوات الدعاء مناجاة. الدعاء حديث بين العبد وربه الدعاء هو الطريق الذي يفضي به العبد الى ربه فيبثه ما في قلبه من الحوائج والمطالب والاماني والرغبات من المسائل والطلبات في كل شأن من شؤون حياته. فجدير بالمؤمن في دعائه وسؤاله لربه ان يكون على اكمل حال فانه في مناجاة لملك الملوك رب الارباب. وقد قال الله جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. وان الزينة المأمورة بها في هذا الكتاب العظيم. وفي هذا القرآن المجيد لا تقتصر على زينة الظاهر. ان اعظم زينة يتزين بها العبد هو زينة قلبه فؤاده زينة باطنه. فان زينة الباطن اصل كل جمال. واصل كل بهاء واصل كل زينة لذلك يقول الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا. يمتن الله تعالى به على الناس يمتن الله يمتن الله تعالى على الناس بانزال اللباس الذي يواري السوءات وهذا ما يستر به الانسان العورات من لباسه ثم يذكر لباسا اخر وهو ما يتجمل به الانسان في قوله وريش فالريش هو كل لباس يتجمل به الانسان مما يزيد على الحد الادنى من اللباس وهو ما يستر العورات فذكر الله اللباس بنوعيه لباس الضرورة وهو ما يستر به العورة ولباس الجمال وهو ما يتزين به للناس ثم ذكر لباسا لا تراه الاعين ولا تدركه الابصار ذكر لباس القلوب قال جل في علاه ولباس التقوى ذلك خير لباس التقوى هو ما يجمل الانسان به قلبه. بعد هذا قال جل في علاه يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد عند كل موضع مناجاة عند كل موضع صلاة عند كل موضع عبادة فلابد ان يتحلى الانسان بنوعي الزينة يغفل كثير من الناس عن الزنا الباطنة وقد يجتهد في الزينة الظاهرة لكنه لا يكمل الزينة الباطنة والزينة الباطنة لا تتحقق للعبد الا بكمال الاخلاص فانه الذي يطهر القلب من كل سوء وشر. ولهذا مما ينبغي ان يتأدب به الداعي. مما ينبغي ان يتأدب به من دعا الله جل وعلا ان يكون قلبه لله خالصا كما امر الله تعالى بذلك في محكم كتابه فادعوه مخلصين له الدين لا ند له ولا شريك ولا نظير ولا مثيل. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وبحمده. اذا طهر القلب ينبغي بان يعتني الانسان بطهارة اخرى وهي طهارة الجوارح. الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه لا يقبلها الله تعالى الا بالطهارة التامة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين ثم قال وان كنتم فتطهروا فذكر الله تعالى الطهارة في الجوارح للقائه والوقوف بين يديه ودعائه ومسألته. وقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتطهر فالطهارة بالوضوء هي مفتاح المناجاة. ولذلك ينبغي للمؤمن في دعاء الله عز وجل في كل احواله ليس فقط في صلاته بل في كل احواله ان يحرص على التطهر وان يكون مستعدا لمناجاة الله عز وجل بالطهارة التي تطمئن بها القلوب وتتنقى بها الجوارح وتنحط بها الخطايا والسيئات. فان الوضوء ليس طهارة ظاهرية فقط او طهارة بدنية وللجوارح مما يعلق بها من اوساخ وادران بل ثمة طهارة اخرى تعقب هذا وتنتج عنه وهو طهارة القلوب. وهو النور الذي الله تعالى على اوليائه. لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. وهذا يدل على لان الوضوء مما يقاس به الايمان فهو معيار الايمان واصلح من هذا قوله صلوات الله وسلامه عليه فيما رواه الامام مسلم من حديث ابي مالك الاشعري الطهور شطر الايمان الطهور شطر الايمان اي جزءه نصفه فانه لا يكمن الايمان الا بطهارة الظاهر والباطن. فجدير بمن يدعو الله عز وجل ان يستحضر هذا المعنى وان طهر باطنه وظاهره يطهر الباطن بالاخلاص لله عز وجل وحمده والثناء عليه وتمجيده وتقديسه ويطهر الظاهر بان يكون على وضوء بعيدا عن ارجاس والانجاس حتى يكون على ما يحب الله تعالى. طبعا هذا النوع من الاداب ليس واجبا في غير الصلاة يعني لا يجب على الداعي ان يكون متوضئا في غير الصلاة بل انه يستحب واما في الصلاة فانه يجب لان الله لا يقبل الصلاة من المحدث حتى يتوظأ كما تقدم في امر الله في قوله يا ايها الذين امنوا واذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وارجلكم الى الكعبين وكذلك في قوله ان الله الا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. لكن في غير دعاء الصلاة يكون الانسان مندوبا للطهارة مطلوبا منه ان يستعد لذلك بالوضوء حتى يذكر الله تعالى على اكمل احواله. النبي الله عليه وسلم جاء عنه كما في حديث عائشة انه كان يذكر الله على كل احيانه يعني في كل اوقاته صلوات الله وسلامه وعليه. وقد قال الله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. فذكر الله يكون في كل حال وفي كل وقت وفي كل زمان لكن يكمل اجر الذكر ويعظم عندما يكون المؤمن على طهارة فان الطهارة تشرع للذكر وتستحب له كما انها تشرع آآ دعاء الله عز وجل وسؤاله تمجيده وتقديسه لذلك يدرك الانسان خيرا عظيما وبه يتبين ان الدعاء بنوعيه تشرع له الطهارة. دعاء الاذكار بالتمجيد والتقديس ودعاء المسائل والمطالب كل يطلب له ان يكون الانسان على طهارة على وجه الاستحباب يدل لذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد يتوضأ فيسبغ الوضوء ايكمله يبلغ به كل ما ينبغي ان يطهره ثم يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله الا فتحت له ابواب الجنة الثمانية. فرتب النبي صلى الله عليه وسلم الاجر في هذا العمل على امرين ان يتطهر وان يذكر الله تعالى بهذا الذكر لينال هذا الفضل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على ذكر الله على طهارة ويكره ان يذكر الله تعالى على غير طهارة كما في الصحيحين من حديث ابي جهيم ابن الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم اقبل من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه. قال السلام عليكم. وجهه الى النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام حتى اقبل على الجدار فمسح بوجهه يديه تمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام سبب هذا جاء بيانه في حديث اخر رواه احمد في مسنده باسناد جيد من حديث المهاجر ابن قنفذ انه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام حتى فرغ من وضوئه. فرد عليه السلام ثم قال في سبب تأخير التحية قال انه لم يمنعني ان ارد عليك اي السلام الا اني كرهت ان اذكر الله على غير طهارة ولذلك جاء في فضل التطهر والذكر احاديث كثيرة هذا فيما يتعلق ذكر الله عز وجل في دعاء العبادة وفي دعاء تمجيد الله وتقديسه. ثمة ثمة امر وهو ما يتعلق بدعاء المسألة والطلب هل يستحب له الطهارة؟ الجواب نعم كما تقدم. ويدل لذلك ما في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه. فان ابا ادرك ابا عامر رضي الله تعالى عنه وقد اصيب بسهم في ركبته فلما جاءه طلب منه ابو عامر طلب من ابي موسى ان ينزع السهم. يقول فنزعت السهم من ركبته فنزل ماء ثم قال ابو عامر لابي موسى وهو في هذه الحال اقرأ النبي صلى الله عليه وسلم مني السلام. يعني سلم لي على النبي صلى الله عليه وسلم. و قل له استغفر وقل له يستغفر لي. فطلب منه ان يستغفر له. لما جاء ابو موسى الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره خبر ابي عامر وما طلب منه دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد اللهم اغفر لعبيد ابي عامر اللهم اغفر لعبيد ابي عامر اللهم اغفر لعبيد ابي عامر قال ابو موسى ورأيت بياض ابطيه يعني من شدة رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في دعائه لابي عامر انه رأى صلوات الله وسلامه عليه بياض ابطيه. ثم قال اللهم اغفر لعبدالله ابن قيس ذنبه وادخله يوم القيامة مدخلا كريما الشاهد من هذه القصة هو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يدعو لابي عامر دعا بوظوء دعا بماء وتوضأ ثم دعا في شرع لكل من اراد ان يدعو الله عز وجل وان يسأله مع يشاء من الخير في دينه ودنياه ان يكون على طهارة فان من تعظيم الله عز وجل ومن اجلاله ان تسأله وانت على اكمل احوالك في الظاهر والباطن في الظاهر بالوضوء والطهارة وفي الباطن بالاخلاص والتمجيد والثناء والضراعة فان ذلك يكون سببا لاجابة الدعاء. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك. واسلك بنا سبيل اوليائك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته