بالدعاء ان يتجنب الانسان الاعتداء في الدعاء. الله تعالى يقول لعباده ادعوا ربكم تضرعا وخفية لا يحب المعتدين وفي قراءة وخيفة انه لا يحب المعتدين. الله تعالى ذكر صفة للدعاء وذكر الحمد لله رب العالمين. احمده جل في علاه اثني عليه الخير كله اشكره ولا اكفره واشهد ان لا اله الا الله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. بعثه الله بالهدى ودين الحق. بعثه ليزكي القلوب ويصلح الاعمال فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى اتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وباحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات. واسأل الله العظيم ان لا يخيب سعيكم وان يثبت اجوركم وان يتقبلنا واياكم في عباده الصالحين. الله سبحانه وبحمده جعل الدعاء مفتاحا لكل خير من وفق الى الدعاء فتحت له الخيرات. انني لا احمل هم الاجابة ولكنني احمل هم الدعاء كما قال عمر. ومن فتح له باب الدعاء فقد فتح له ابواب الخير. ولذلك ينبغي للمؤمن في رمظان وفي غير رمظان لكن في ايام البر العطا والخير ينبغي ان يضاعف الجهد. وان وان يشد العزم في الاستكثار من السؤال والطلب. وفي السؤال من كل لخير يرجوه فان الله تعالى ييسر للعبد كل خير وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ما بكم وما بكم من نعمة فمن الله كل نعمة ترجوها فاسأله ممن بيده الفضل. كما قال الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيبه مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله. امرنا الله ان نسأله من فضله. فينبغي للمؤمن ان يسأل الله من فضله وان سؤال الله وطلبه ودعاءه والتضرع بين يديه امر عظيم جليل كبير المنزلة فالله تعالى يكرم الداعي ولذلك لم يذكر قرب الله لعبده الا في حال دعائه. فقد قال الله تعالى واذا الكعبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. هذه الحال حال الدعاء حال عظيمة شريفة عند الرب ولذلك يجيب الله تعالى اعدائه وهذا لعظيم كرمه فالمشركون اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. لان انجيتها من هذه لنكونن من الشاكرين فلما نجاهم. والله تعالى يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء فهو الذي يجيب المضطر جل في علاه مسلما كان او كافرا الدعاء له شأن عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الحديث الصحيح في حديث ابي هريرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لماذا؟ لان السجود موطن الدعاء. ولهذا جاء في حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن ان يستجاب لكم. اكثروا فيه من السؤال والطلب والالحاد الله تعالى بالوان الخيرات خير الدنيا وخير الاخرة وخير الاخرة هو الابقى والانفع والذي تصلح به حال العبد لذلك ينبغي ان يجتهد الانسان في دعائه وسؤاله لربه وليعلم انه في حال دعائه هو قريب من الله جل في علاه لو اذا كنت قريب من الله تعالى فالح عليه في الدعاء ومن لطيف ما ذكر ابن الجوزي رحمه الله انه قال اذا كان في مقام التضرع والمناجاة وسؤال الله تعالى فليكن كالطفل. قيل له كيف؟ قال الطفل اذا منع ما يشتهي بكى حتى يعطى ما يريد. وانت هكذا كن بين يدي الله جل في علاه. الح عليه في الدعاء فان الله يحب الملحين في الدعاء والله جل وعلا لا يحبس الجواب عجزا سبحانه وبحمده فهو القوي العزيز ولا يعجز ولا ولا يحجزه ويؤخره بخلا فهو الغني الحميد جل في علاه لكن قد تقتضي الحكمة ان يؤخر الله تعالى عن العبد جواب ليظهر عبوديته ولهذا بعض السلف كان يقول اذا مرت بي محنة وسألت الله تعالى ثم اجابني الله وددت ان الله لم يجب دعائي او اخر جوابي لما فقدته من لذة المناجاة. هؤلاء قوم كان دعاؤهم على صورة من طراح بين يدي الله والتضرع ما يجعلهم يتلذذون بدعاء الله وسؤاله وطلبه والشكاية اليه وانزال الحاجات به فهو الصمد الذي ينزل الخلق كلهم في السماوات والارض حوائجهم بين يديه. لا مانع لما اعطى لا معطي لما منع. الدعاء ينبغي على المؤمن ان يلاحظ انه لن يتقبل اذا كان باثم او قطيعة رحم. فان الله الا يستجيب الدعاء باثم او قطيعة رحم كما جاء في الحديث يستجاب للمسلم ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم. في الصحيحين من حديث ابن ابي هريرة رضي الله عنه وابن عمر وغيرهما. كذلك يستجاب للعبد اذا تأدب باداب الدعاء. ومن اعظم اداب ايضا في الاية الحكيمة انه لا يحب المعتدين. ودل هذا على ان في الدعاء اعتداء ينبغي للمؤمن ان يتجنبه ولا فرق في هذا بين ان يدعو الانسان فيما بينه وبين نفسه. او ان يدعو جماعته اذا كان اماما يقنت ينبغي ان يتحرى الا يكون في دعائه اعتداء والاعتداء قد يكون بالمطلوب. فيسأل ما لا يجوز له ان يسأله. كان يقول اللهم اجعلني نبيا مثلا او اللهم آآ افعل كذا وكذا من المستحيلات الكونية. والله ليس عليه والله على كل شيء قدير ولا ولا يعجزه شيء جل في علاه لكن جرت العادة بانه لا يكون هذا. لذلك ينبغي الا يعتدي الانسان في المطلوب. ومن الاعتداء في المطلوب ان يدعو على غير ظالمه بدعاء فيه اثم او قطيعة رحم او او قطيعة رحم كما تقدم. قد يكون الدعاء الاعتداء في الدعاء الفاظ الدعاء كأن يكون الانسان كثير السجع مهتما باللفظ غافلا عن المعنى وهذا كثير في دعاء الناس اليوم ايضا من سور الاعتداء في الدعاء ان يسأل الله تعالى على حال لا تقتضي الاجابة اما ان وهو غافر القلب وهو لاه عن عن ربه او انه متلبس بما يمنع من اجابة الدعاء فانه لا في هذه الحال ولهذا الاعتداء يكون في المقال يكون يعني في في الطلب ويكون في صفة القول ويكون في اشياء كثيرة فينبغي للمؤمن ان ان يتجنب ذلك ما استطاع فليدعو بالادعية النبوية وليحرص على الا يعتدي في دعاء برفع صوت وازعاج فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يربعوا على انفسكم انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا. هذه الاداب ينبغي ان نلاحظها المؤمن في دعاء اي حتى يتحقق له الاجابة وليجتنب الحرام فان ذاك الذي ذكره النبي يأكل اه مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام يطيل السفر اشعث اغرب اغبر يا رب يا رب يقول النبي صلى الله عليه وسلم انى يستجاب لذلك لانه قد تلبس بما يمنع الاجابة اعظم ما ينبغي ان يستصحبه الداعي ان يحسن الظن بربه فقد قال الله تعالى في الحديث الالهي انا عند ظن عبدي بي فاحسن الظن بالله واعلم ان الله تعالى كريم فلا يمنعك ببخل وان الله قوي فلا يمنعك لعجز او عدم قدرة بل هو الغني الحميد جل في علاه. لاحظوا هذه الاداب وتلذذوا وتنعموا بسؤال الله تعالى. لكم في رسول اسوة حسنة اسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعلنا من حزبه واوليائه وصلى الله وسلم على نبينا محمد