ان يعرب بحسب ما قبل الا ان يعرف بحسب ما قبل الا يعني كأن الا غير موجودة ولهذا يسمون الا هنا ملغاة الا هنا ملغاة يعني الاستثناء بها في الحقيقة ملغى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فحياكم الله وبياكم في الدرس الرابع عشر من دروس المستوى الثالث من مستويات اللغة العربية في اكاديمية زاد وهذا الدرس يعقد في سنة اربعين واربعمئة والف وفيه سنكمل ما بدأناه في الدرس السابق من الكلام على باب الاستثناء وبالدرس السابق تكلمنا على تعريف الاستثناء وعلى اركان الاستثناء وعلى ادوات الاستثناء وبدأنا بالكلام على المستثنى بالا ونكمل الكلام عن المستثنى بالا في هذا الدرس باذن الله تعالى فنقول المستثنى بالا كما ذكرنا في الدرس السابق له احوال فالاستثناء بالا اما ان يكون تام الاركان او ناقص الاركان فهو اما تام واما ناقص ثم هو اما ان يكون مثبتا واما ان يكون منفيا وقلنا المراد بالمثبت يعني الموجب. يعني الذي لم يسبق لا بنفي ولا بنهي ولا باستفهام واما الاستثناء المنفي او نقول غير المثبت او غير الموجب فهو المسبوق بنفي او نهي او استفهام اذا للاستثناء بالا حالتان تاء مناقص وله ايضا عادتان مثبت من في واثنان ظرب اثنين تم اربعة اذا كان ينبغي ان تكون الات الاستثناء الا اربع والحالة الاولى الاستثناء التام المثبت والثانية الاستثناء التام المنفي هذا التام تاء مثبت تاما في طب ننتقل الى الناقص الناقص ايضا اما ان يكون الاستثناء الناقص المنفي واما ان يكون الاستثناء الناقص المثبت هذي يسمونها القسمة العقلية يعني المتصورة من ضرب اثنين في اثنين لكن الموجود من هذه الحالات في الواقع اللغوي ثلاث صور فقط والاستثناء اما ان يكون استثناء تاما مثبتا تاما تاما الاركان مثبتا غير مسبوق بنفي او نهي او استفهام تاء قولنا قرأت الكتاب الا بابا و جاء المهندسون الا مهندسا والحالة الثانية ان يكون الاستثناء تاما منفيا تام الاركان لكنه مسبوق بنفي او نهي او استفهام كقولنا ماء قرأت القرآن الا جزءا وما حضر المهندسون الا مهندس وهل نجح الطلاب الا المجتهد والحالة الثالثة الاستثناء الناقص المنفي الناقص يعني ان المستثنى منه غير موجود المنفي يعني المسبوق بنفي كقولنا ما جاء الا محمد وما نجح الا المجتهد وما سافر الا خالد طيب ما الحالة الرابعة الباقية بقي الاستثناء الناقص المثبت الناقص المستثنى من غير موجود. المثبت الغير مسبوق بنفي هذه الحالة غير موجودة لو كانت موجودة لكان مثالها حضر الا محمد نجح الا المهمل وهذا لا يقال اذا احوال الاستثناء بالا في الواقع اللغوي ثلاثة احوال الاولى التام المثبت الثانية التام المنفي والثالثة نقول الناقص يكفي ما يحتاج ان نقول الناقص المنفي لان الناقص لا يكون الا منفيا ثم نأخذ هذه الاحوال حالا حالا لنعرف حكم المستثنى فيها فالحالة الاولى التام المنفي لقولنا جاء الضيوف الا سعدا يجب فيها نصب المستثنى على الاستثناء يجب فيها ان ننصب المستثنى على الاستثناء ولهذا نقول في اعرابه مستثنى منصوب وعلامة نصبه كذا بحسب علامة اعرابه ونقول جاء الضيوف الا سعدا جاء فعل ماض والضيوف فاعل مرفوع والا كما عرفنا حرف فنعربها عراب الحروف فنقول الا حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الاعراب وسعدا مستثنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة ونقول قرأت القرآن الا جزءا فقرأ فعل ماظ والتاء فاعل والقرآن مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والا حرف استثناء لا محل له من الاعراب وجزءا مستثنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة ونقول ماء ونقول مررت بالطلاب الا خالدا مررت فعل وفاعل بالطلاب جار ومجرور الا حرف استثناء لا محل له من اعراب خالدا مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة و سنعرف شيئا من شواهد الاستثناء التام المثبت بعد الفاصل باذن الله فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم ومن شواهد الاستثناء التام المثبت وهو كثير في الكلام قوله سبحانه وتعالى فشربوا منه الا قليلا منهم فشربوا منه الا قليلا منهم اقتربوا شرب فعل ماظ وروا الجماعة فشربوا الفاعل فالفاعل هنا ضمير الا اداة الاستثناء حرف استثناء لا محل له من اعراب وقليلا هذا المستثنى ما حكمه وجوب النصب على الاستثناء لان الاستثناء تام مثبت فنقول قليلا مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة ومن ذلك قوله سبحانه فانجيناه واهله الا امرأته كانت من الغابرين قال فانجيناه واهله الحكم الانجاء والمستثنى منه اهله واداة الاستثناء الا والمستثنى امرأته استثنى امرأته من اهله ونقول في الاعراب فانجيناه انجى فعل ماض وانا فاعل والهاء في انجيناه مفعول به والواو فيه واهله حرف عطف واهله معطوف على المفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة واهله الا حرف استثناء لا محل له من الاعراب امرأته امرأتا مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء في امرأته مضاف اليه نلاحظ ان المستثنى بالاية السابقة فشربوا منه الا قليلا كان المستثنى منه فاعل واما المستثنى منه في الاية الثانية فانجيناه واهله الا امرأته المستثنى منه اهله مفعول به المستثنى منه يعرف بحسب موقعه في الجملة قد يكون فاعلا وقد يكون مفعولا به وقد يكون غير ذلك بقوله مررت بالطلاب الا محمدا المستثنى منه يعرب بحسب موقعه في الجملة ولهذا قلنا ان هذا الباب معقود لمعرفة حكم المستثنى ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام كل امتي معافا الا المجاهرين كل امتي معافا الا المجاهرين اداة الاستثناء الا والمستثنى المجاهرين والحالة الثانية من حالات الاستثناء بالا الاستثناء التام المنفي يعني غير الموجبة لقولنا لم يحضر الضيوف الا سعد و لم يسافر المهندسون الا مهندس وكقولنا هل حضر الطلاب الا خالد وكقولنا لم اقرأ القرآن الا جزءا فما حكم المستثنى في هذه الحالة الجواب يجوز لنا في المستثنى بحسب كلام العرب وجهان الوجه الاول النصب على الاستثناء كالحالات السابقة ان اقول ما حضر الضيوف الا سعدا مستثنى منصوب ولم يسافر المهندسون الا مهندسا واستثنى من منصوب ولم اقرأ القرآن الا جزءا مستثنى منصوب وتقول ما مررت بالطلاب الا خالدا واستثنى منصوب فهذا الوجه الاول وهو وجه جائز وصحيح والوجه الاخر الجائز في هذه الحالة ان نجعل المستثنى بدلا من المستثنى منه والبدل كما نعرف وكما سيأتي من التوابع فسيكون حكم المستثنى حينئذ هو حكما مستثنى منه في الاعراب رفعا ونصبا وجرا وهذا الوجه هو الاكثر في كلام العرب فلهذا يقولون هو الاحسن وهو المقدم فنقول ما جاء الضيوف الا سعد فسعد بدل من الضيوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة لان الضيوف هنا فاعل فلهذا ابدلنا بالرفع ونقول ما قرأت القرآن الا جزءا جزءا بدل من القرآن منصوب لان القرآن مفعول به منصوب فابدلنا منه بالنصب ونقول ما مررت بالطلاب الا خالد وخالد بدل مجرور من الطلاب اذا فالمستثنى في الاستثناء التام المنفي يجوز فيه وجهان الوجه الاول وهو الاحسن ان يكون بدلا من المستثنى منه والوجه الثاني وهو جائز النصب على الاستثناء ومن ذلك ان نقول لم اقرأ الديوان الا قصيدتين ما اعراب قصيدتين يجوز فيها وجها اما ان نجعلها بدلا من الديوان والديوان مفعول به فنقول بدل من الديوان منصوب وعلامة نصبه الياء لانه مثنى والوجه الثاني ان ننصبها على الاستثناء فنقول قصيدتين مستثنى منصوب وعلامة نصبه الياء فهذه الحالة الثانية لتبقى لنا الحالة الثالثة من حالات الاستثناء بالا وسنشرحها باذن الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم وعدنا اليكم لنكمل الكلام على حكم المستثنى باحوال الاستثناء الثلاثة وقلنا الحالة الاولى الاستثناء التام المثبت ويجب فيها نصب المستثنى على الاستثناء والحالة الثانية الاستثناء التام المنفي ويجوز في المستثنى وجهان ان يكون بدلا من المستثنى منه ونصبه على الاستثناء والحالة الثالثة للاستثناء بالا الاستثناء الناقص وعرفنا ان المراد بالاستثناء الناقص الاستثناء الذي نقص منه المستثنى منه ولهذا نسميه الناقص لانه ناقص الاركان ويسمى ايضا الاستثناء المفرغ لان جوفه وسطه فارغ فارغ من المستثنى منه فيسمى استثناء الناقص او المفرغ بقولنا ما جاء الا سعد وما قرأت الا جزءا وما سافر الا مهندس ولم يحضر الا خالد ولم ينجح الا المجتهد وهكذا وما حكم المستثنى فيه حكم المستثنى في الاستثناء الناقص والا هنا في الحقيقة ليست باداة استثناء. الاستثناء الغي بها ليس هناك استثناء ليس هناك استثناء بها ولكنها انقلبت هنا الى اداة حصر ما جاء الا زيد حصرت المجيء في زيد ما جاء الا زيد هذا الاسلوب يسميه النحويون اسلوب الحصر ويسميه البلاغيون اسلوب القصر والحكم النحوي وهو الذي يهمنا ان المستثنى فيه يعرب بحسب ما قبل الا كأن الا غير موجودة فاذا اردت ان تعرب ما جاء الا سعد تعرب سعد كاعرابه في قولك جاء سعد فجاء فعل ماض وسعد فاعل جاء مرفوع وكذلك الاعراب في قولنا ما جاء الا سعد فجاء فعل ماض وسعد فاعله مرفوع طيب وما حرف نفي ادخل النفي على الجملة والا اداة حصر او نقول ملغاة وهي حرف على كل حال فنقول حرف حصر مبني على السكون لا محل له من الاعراب وفي قولنا ما قرأت الا جزءا نعربه كاعرابي قرأت جزءا فقرأت فعل وفاعل وجزءا مفعول به وما حرف نفي والا حرف حصر فلهذا نجد ان هذا الاسلوب يدخل على كل الابواب النحوية ويدخل على الفاعل جاء زيد ما جاء الا زيد وعلى المفعول به اكرمت زيدا ما اكرمت الا زيدا وعلى ظرف الزمان جاء محمد صباحا ما جاء محمد الا صباحا صباحا ظرف زمان في المثالين ويدخل على الحال جاء محمد خائفا ما جاء محمد الا خائفا ويدخل على المفعول لاجله تقول جاء محمد حبا لك ما جاء محمد الا حبا لك وحبا مفعول لاجله في المثالين وهكذا يدخل على كل ابواب النحو لانه في الحقيقة كما قلنا ليس استثناء وانما هو حصر اردت ان تحصر ما قبلها فيما بعدها ففي قولك ما قرأت الا جزءا اردت ان تحصل قراءتك في الجزء وما جاء محمد الا صباحا اردت ان تحصر مجيء محمد في الصباح وما جاء محمد الا حبا لك اردت ان تحصر مجيء محمد بسبب حبه اياك وهكذا ومن الاستثناء الاستثناء الناقص قوله سبحانه وتعالى وما امن معه الا قليل يعني بالمعنى اللغوي امن معه قليل والا هنا ادخلت الحصر على معنى الجملة ومن ذلك قوله ومن يقنط من رحمة من رحمة ربه الا الضالون اي يقنط من رحمة ربه الضالون وقوله لا يأكله الا الخاطئون والخاطئون فاعل لان المعنى يأكله الخاطئون ومن ذلك قوله لا يصلاها الا الاشقاء المعنى يصلاها الاشقاء فالاشقى فاعل ومن ذلك قوله وما يكفر بها الا الفاسقون والفاسقون فاعل لانها في معنى يكفر بها الفاسقون وهكذا والاستثناء الناقص كثير جدا بي كلام العرب وفي القرآن الكريم وكذلك يدخل في نائب الفاعل ولو قلنا مثلا اكرم المجتهد فالمجتهد نائب فاعل ثم نقول ما اكرم الا المجتهد فالمجتهد ايضا نائب فاعل والا اداة حصر فالخلاصة في الاستثناء بالا ان الاستثناء بالا اما ان يكون استثناء تاما مثبتا فالمستثنى واجب النصب واما ان يكون تاما منفيا ويجوز في المستثنى وجها البدلية والنصب على الاستثناء واما ان يكون استثناءا ناقصا فيعرب المستثنى بحسب ما قبل الا يبقى لنا الكلام على الاستثناء ببقية ادوات الاستثناء بغير وسوا وبخلى وعدى وحاشى وهذا سيأتينا ان شاء الله بالدروس القادمة فانتظرونا على خير ننتظركم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته واين المستثنى منه؟ المستثنى منه كل امتي فاستثنى المجاهدين من كل الامة فهو استثناء تام مثبت ما حكم المجاهرين وجوب النصب على الاستثناء. نقول المجاهرين مستثنى منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم