عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه لا يفتر المؤمن حمدا لربه فان الحمد موجب لعطائه. احمده ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله ظاهرا وباطنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ارجو بها النجاة من النار واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله صفيه وخليله المختار بعثه الله بين يدي الساعة بالحق والهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا داعيا اليه باذنه وسراجا منيرة اضاءت به الارض بعد ظلماتها. انار الله به القلوب هدى الله به البصائر اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور فصلى الله عليه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم الدعاء مقام جليل الدعاء منزلة عظمى. الدعاء يصطفي الله تعالى لعباده من يشاء فيوفقهم اليه وذلك في كل صوره وانواعه في دعاء العبادة وفي دعاء المسألة والله اعلم بالمهتدين وهو اعلم بالمهتدين وهو اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وبحمده. فمن وفقه الله تعالى للدعاء فليحمد لا فان الدعاء من توفيق الله تعالى للعبد ومن دلائل ارادة الله بعبده الخير ان يفتح وله في باب الدعاء ان يفتح له في باب الدعاء فجدير بنا ان نتأدب بالاداب التي يكون فيها دعاؤنا لربنا جل وعلا مقبولا ان يكون دعاؤنا لربنا جل في علاه موضع رضاه سبحانه وبحمده فانه اذا رضي الله تعالى عنه عن الدعاء وعن العبد كان ذلك موجبا جزيل العطاء وعظيم الاثابة وكبير الاجابة فهو الكريم المنان سبحانه وبحمده. ايها الاخوة والاخوات كلنا الى الله فقراء ليس فينا غني عن الله عز وجل بل كلنا كما قال الرب جل في علاه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ان استشعار معنى الفقر يوجب الذل والانكسار للرب جل في علاه. لهذا من يتوهم من الناس انه اذا ملك شيئا او قدر على شيء انه بذلك يكون غنيا يخرج عن حدود استكانة والافتقار الى الزهو والعلو والاستكبار الذي هو موجب لعقوبة الله عز وجل فان الله جل وعلا يحب المنكسرين الاذلاء الخاضعين له لان هذا هو مقتضى حالهم فهم فقراء والفقير حاله المسكنة. ارأيت الان لو رأيت رجلا فقيرا في امر الدنيا ليس عنده مال. ولا عنده ما يوجب افتخاره على الناس او ما يبرر او ما يمكن ان يفسر والا فليس ثمة تبرير في العلو على الناس لكن ما يفسر علوه على الناس اليس ذلك موجبا للاستغراب ما الذي يجعله يستكبر وهو فقير؟ ما الذي يجعله يستكبر وهو عائل؟ ما الذي يجعله يعلو على الناس وهو لا شيء اعنده نحن مهما ملكنا ومهما كان في ايدينا فاننا الى الله فقراء مهما كان الانسان غنيا فلا يخرج عن حدود الفقر. انا الفقير الى رب البريات. انا المسكين في مجموع حالاتي انا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي والخير ان يأتيني من عنده ياتي لا استطيع لنفسي جلب منفعة ولا عن النفس دفع المضرات والفقر لي وصف ذات لازم ابدا بكل احواله كما الغنى وصف له ذاتي هكذا ينبغي ان نوقن هذا لا يخرج عنه ملك ولا مملوك غني ولا فقير شريف ولا وضيع الجميع كلهم الى الله فقراء لنستحضر هذا المعنى لان هذا المعنى سيجعلنا نلج الى الله عز وجل من باب لا يرد من دخل عليه منه انه باب الافتقار الى الله عز وجل. انه باب الانكسار بين يديه. انه باب الخشوع وكل هذه المعاني يتحقق بها ما امر الله تعالى به الداعين له حيث قال ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين. الله تعالى امر الداعية امر العابدين سواء كان ذلك بدعاء عبادة او دعاء مسألة ان يستحضروا هذا الوصف فمن عبد الله بالصلاة والزكاة والصوم والحج. ينبغي ان يتضرع اليه لان الله امر بالضراعة. فقال ادعو ربكم الرعن والدعاء يشمل دعاء العبادة كما يشمل دعاء المسألة والطلب فكل من سأل الله كل من طلب منه ينبغي ان يمتلئ قلبه باستشعار فقره. وباستشعار ذله وباستشعار انكساره بين يدي ربه وانه لا مانع لما اعطاه ولا معطي لما منع. هذا المعنى جليل نردده بالسنت لكن كثير منا يغفل عنه بعمله. نحن نقول في اذكار الصلاة بعد ان نفرغ اللهم لا مانع لما اعطيت. ولا منعت ولا ينفع ذا الجد يعني صاحب الغنى والحظ ولا ينفع ذا الجد منك الجد يعني لا ينفعه صاحب الغنى غناه ولا صاحب الحظ حظ بل كل الخلق اليه فقراء غنيهم وفقيرهم فمن الظروري ومن المهم ان نستحضر هذا المعنى ان من العدوان في الدعاء ومن سوء الحالي في الداعي ان يفتخر بنفسه وان يخرج عن مقام الضراعة الى الله عز وجل. الله تعالى يقول لعباده ادعوا ربكم تضرعا وخفي انه لا يحب المعتدين فترك التضرع في الدعاء هو مخالفة لما امر الله جل وعلا به فالدعاء فالتضرع في الدعاء في دعاء العبادة وفي دعاء المسألة هو وصف اولياء الله المتقين فقد قال الله تعالى في وصف الانبياء والمرسلين انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا قل جل وعلا وكانوا لنا خاشعين. فالتضرع طريق طريقه فالتضرع طريقه الخشوع انك اذا اردت ان تحقق ما امر الله تعالى به فكن اواها منيبا. كن خاشعا ذليلا فسيتحقق الضراعة التي امر الله تعالى بها في قوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية. الله تعالى يصف إبراهيم عليه السلام فيقول ان ابراهيم لاواه حليم. ويقول جل وعلا ان ابراهيم لحليم اواه منيب. ومما جاء في سيري الاواه انه المتضرع الخاشع. فمن اراد ان يكون قريبا من الله عز وجل بالغا منزلة عليا في العبودية بالغا منزلة رفيعة في القرب منه فليذل له هو جل في علاه ليكن كما قال الله في وصف ابراهيم اواه ذو ضراعة وخشوع واقبال واخبات الى الله جل في علاه. الضراعة سبب للنجاة من كروب والبلايا. يقول الله جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء. لعلهم يتضرعون فالتضرع عدو البلاء. من اراد ان يستدفع البلاء عن نفسه وعن اهله وعن بلده فليجتهد في تحقيق الضراعة لله عز وجل. ليكن متضرعا اواها منيبا فذاك عدو البلاء وذاك عدو المصائب ما منع وقوع البلاء والهلاك بمثل التضرع الى الله والانكسار بين يديه وانزال الحاجة به جل وعلا واظهار الفقر والذل له فادعوا الله وانت متضرع ادعو الله وانتم في حال من الانكسار والذل بين يديه ما يكون سببا لاجابة دعواتكم. واني لادعو الله في الامر ظيق واني لادعو واني لادعو الله والامر ظيق علي فما ينفك ان يتفرج ورب فتى ضاقت عليه وجوهه ورب فتى ضاقت عليه وجوهه اصاب له في دعوة الله مخرجا اذا التضرع الى الله عز وجل عبادة جليلة فاذا اقترنت بالدعاء كانت موجبة لاجابته. كانت موجبة لعطاء الله تعالى. كانت موجبة ايه الفوزي بفظله بما هو اهله من العطاء والاحسان والمغفرة والامتنان لنجتهد رجالا ونساء ذكورا واناثا في دعائنا وفي غير دعائنا ان نكون الى الله فقراء ان نظهر فقرنا له وان نستشعر فقرنا الى فظله فان ذلك من موجبات نيل قربه جل في علاه. ولذلك تجد ان المنكسرة قلوبهم الذين يظهرون الفقر ويستشعرون عظيمة ما هم فيه من حاجة الى الله عز وجل على حال مستقيمة وعلى حال من الله قريبة لانهم لا يخرجون عن طاعته ولا يخرجون عن الحاجة اليه بخلاف الذي يتوهم الغناء فانه يستغني عن الله ويستكبر عليه وقد قال الله جل وعلا ان كلا وقد قال الله جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. فالطغيان هو فرع الخروج عن تذكر حال الافتقار ومن استحضر الافتقار سلم من الطغيان وخرج عن الحالة التي ذمها الله تعالى في قوله كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغناه. ان من اداب الدعاء ان يتضرر مع الداعي في دعائه ان ينكسر بين يدي ربه ان ينزل به حاجته كما قال يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله فاشكوا الى الله حاجاتكم وانتم اليه فقراء. فنحن لا غنى بنا عن فظله لننال بذلك ما يكون من احسانه وعطائه. اللهم ارزقنا قلوبا متضرعة والسنة تذاكرة ونفوسا اليك مقبلة اعنا على طاعتك واسلك بنا سبيل رشدك خذ بنواصينا الى ما تحب وترضى واصرف عنا السوء والفحشاء. الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته