من كان بصيرا عالما بالله عز وجل لان من الناس من يجعل مثل هذه الاسماء مفتاحا لتبرير الخطأ التكثر من السيء من العمل وهذا من جهله بالله فالله تعالى غفور حليم لكنه جل في علاه يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته لذلك احذر ان يملي الله لك فانه قد اخبرك بمغفرته وحلمه لتؤب وتعود وترجع اليه عز وجل وتتعرض لفظله واحسانه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاهلا وسهلا وحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم تدعوه بها هذا الحاء هذه الحلقة سنتحدث فيها عن اسم من اسماء الله تعالى وهو الحليم اسم عظيم من اسمائه جل وعلا. اخبر عنه في كتابه فقال جل وعلا ان توقظوا الله قرضا حسنا لكم ويغفر لكم والله شكور حليم. وقد جاء ذكر هذا الاسم في السنة في حديث ابن عباس في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم وجاء ايضا ذكره في الحديث المدرج الذي عد اسماء الله عز وجل في حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا الاسم الكريم من اسماء الله جل في علاه دال على معنى عظيم وهو عدم العجلة معالجة الامور بصبر وعلم وحكمة فان الحلم هو الصبر والعلم والحكمة التي تثمر اناتا رفقا وعدم عجلة في التعاطي مع الامور وفيما يجري من الحوادث والوقائع. الله تعالى حليم فهو ذو اناة لا يعجل جل وعلا في عقوبته فلا يعاجل عباده بالعقوبة لا يستفزه غضب لا يستفزه غضب ولا يستخفه جهل ولا آآ يجعله يبادر عباده بالعقوبة لعصيان عاص بل هو جل وعلى ذو الفضل والاحسان والمجد والكرم والحلم. عباده قد يستعجلونه بالعقوبة كما جرى ذلك من اهل الشرك والكفر فانه استعجلوا الله تعالى بالعقوبة كانهم استبطأوا ذلك او تحديا لرسل الله عز وجل قد قال الله تعالى لرسوله لاولئك في جواب اولئك الذين يستعجلون قل لو ان عندي ما تستعجلون به من العقاب والعذاب لقضي الامر بيني وبينكم والله اعلم بالظالمين وقال جل وعلا بخطاب الكفار وبيان حالهم. وما يقولونه للرسل وما يصدر عنهم ويستعجلونك بالعذاب ان يطلبون تعجيله وحلوله ونزوله والله تعالى يقول لهم ولن يخلف الله وعده وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون. ان الله جل وعلا ذكر هذا الاسم العظيم الدال على الرفق والصبر والعلم والحكمة والرحمة وعدم المعاجلة بالعقوبة والمؤاخذة على السيئة وقد قرنه الله تعالى في كتابه بعدد من الاسماء فقرنه جل وعلا بالغفور. كما في قوله تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء لا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا وقد قال الله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم وهنا اقترن اسمه الحليم باسمه الغفور جل وعلا لذلك يكون منه كل خير لعباده. فان من اتصف بالمغفرة وهي الصفح عن الذنوب والخطايا والحلم هو عدم المعاجلة في الاخذ على الذنوب والسيئات كان كان لعباده منه الخير الكثير والبر العظيم فلذلك استحظر عند الذنب انه غفور وانه حليم وانه جل وعلا يمحو السيئات ولا يعاجل بالعقوبات فبادر بالتوبة الى الله عز وجل هذا لا يغر ان الله تعالى قرن هذا الاسم ايضا بالعلم في مواضع عديدة فقال وصية آآ يوصى وفي في اية المواريث العلم في مواضع من كتابه فقال في اية المواريث بختمها والله عليم حليم. وقال جل وعلا والله يعلم ما في قلوبكم. وكان الله عليما حليما. وقال ليدخلنهم مدخل ان يرضون وان الله لعليم حليم. وفي هذا الجمع بين هذين الوصفين العظيمين ما يبين ان الله تعالى ذو حلم واسع فانه لم يعفو عن عباده ولم يكن ذا انات ولم يعاجلهم بالعقوبة لجهله بما يكون منهم بل هو عليم بكل ما يكون من عباده فالظاهر والباطن لكنه جل على حليم لا يعاجل وقد قال الله تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل تم فاذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا. ان المؤمن اذا علم هذا كان حاملا له على اصلاح العمل وتطييب السريرة وان يكون جوهره وظاهره على حال يرضاها الله قال عنه فان الله تعالى لم يملي لك لم يؤخر العقوبة لاجل ان تستكثر من السيء او لانه لا يعلم ماذا تفعل بل الله يعلم السر واخفى انما امهلك ليعطيك فرصة تتوب وتستعتب وترجع فلا تفوت هذه الفرصة على نفسك كما ان الله تعالى قرن اسمه الحليم بالغني في قوله تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حليم والله غني غني عن عباده و لا يقبل جل وعلا المن بالعمل فانه من من بالعمل او اذى به فانه يحبطه ولذلك ينبغي لك ان تعرف ان غنى الله عنك هو وصف له ذاتي وهو يخبر بذلك انك فقير اليه فمن تمام غناه جل وعلا انه لا يعاجل عقوبة عباده بالعقوبة بل يملي لهم ويفسح لهم ليعودوا اليه ويؤوبوا اليه كذلك قرن الله تعالى هذا الاسم الكريم بالشكور في قوله تعالى ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم فجاء اسمه الحليم مع الشكور ليبين متعلق هذين الاسمين فهو شكور للطائعين حليم على العاصين وهذا تكتمل الصفات الكاملة تكتمل به الصفات الكاملة لله عز وجل فهو شكور لاهل الطاعة والاحسان. حليم على اهل الاساءة والعصيان شكره يستوجب جل وعلا مزيد يستوجب مزيد الطاعة له سبحانه وتعالى. وحلمه يستوجب سرعة الاوبة اليه بالاستغفار والتوبة ان هذا الاسم العظيم يتذكره المؤمن عند الكرب لماذا يتذكره عند الكرب؟ لانه ما اصابه من مصيبة فبما كسبت يده كما قال الله تعالى ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فما كسبت يدك هو سبب ما نزل بك من مصائب وبلايا. لهذا اذا حل بك كرب تذكر حلم الله واثني عليه به فانه ما يصيبك الا بعظ نتاج عملك. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن يقول في دعاء الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم العظيم الذي كمل في عظمته الحليم الذي لا يعاجل عباده بالعقوبة. لا اله الا الله ورب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم لذلك يدعو المؤمن بهذا الدعاء عند ما تضيق به السبل وتضيق به المصائب وتحل به المصائب. طلبا لكشفها وازالتها. توسلا الى الله بالتوحيد وتوسلا اليه بجميل صفاته وعظيم ما اخبر به عن نفسه من اسمائه الحسنى سبحانه وبحمده الله يحب من عباده ان يتصفوا بالحلم. ولذلك جاء وفد عبد القيس الى النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيهم رجل فقال له ان فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة وهذان الوصفان والخصلتان اللتان اثنى عليهما النبي صلى الله عليه وسلم دليل على ان الله يحب هذه الصفة يحب من عبده ان كن حليما فلا يغضب ولا يبادر بالعقوبة ولا يعجل في الامور فالحلم هو عند وجود الاستفزاز والاناة في التعاطي مع الامور وبذلك يكمل للانسان صلاح الحال وصلاح المآل. اذا كان ذا حلم وكان ذا اناة تدبر اموره واستبصرها على نحو يتوقى بها يتوقع به الشرور ويقدم به على ما يحب من الامور. ان هذا الوصف العظيم لله عز وجل يوجب محبته في القلوب فان العباد اذا علموا حلمه جل وعلا احبوه لانه رب حليم. لانه رب رفيق لانه رب يمهل عباده ولا يعاجلهم بالعقوبة. كما انه يلقي في قلب العبد حياء من الله عز وجل فانه من ذكر هذه الصفة وذكر اساءته وذكر انه يملي له جل في علاه ويمهله ليستعتب كان ذلك حاملا له على الاستحياء من الله والكف عن سيء العمل كما انه يفتح للعبد باب الرجاء فانه اذا كان الله حليما لا يعاقب العقوبة كان ذلك مدعاة الى العودة اليه في اسرع ممكن. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم خطاء. وخير الخطائين التوابون. واذا عاد العبد الى الله وجدا رؤوفا رحيما يمحو السيئة وتجاوز عن الزلل ويقبل التوبة ويغفر الخطيئة فيكون بذلك مقبل على رب ذي كمال في فضله وذي احسان في عطائه حليم جل في علاه ذو انام الحلم كما ذكرت قد يغري بعض الناس بان يمتد في السيئات لكن تذكر العبد بقية صفات الله عز وجل وان حلمه على عباده ليس سببا انما هو سبب للعودة والاوبة اليه تذكر انه ان امتد في في الخطأ واستمر على العصيان فستغلق عليه ابواب الهداية ويناله ما ذكره الله على في كتابه فلما اسفونا ايغظبونا انتقمنا منهم. وتذكر قوله تعالى فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحظرنهم او لجهنم جاء في حول جهنم جثيا. هكذا يخبر جل وعلا عن عقوبته اذا تجاوز العبد الحدود واغتر بما اخبر الله تعالى به عن نفسه من حلمه فان ذاك يوقعه في الهلاك اللهم انا نسألك من لطفك ونستعيذ بك من غضبك ونرجوك من فظلك والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب