الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه احمده حق حمده هو العظيم المجيد احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره. ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه اللهم صلي على محمد اللهم صلي على محمد اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك ربنا على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها الله تعالى في كتابه الحكيم يقول ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي الله كافيه وعد الله كل من توكل عليه وصدقة في الاعتماد عليه واللجأ اليه ان يكفيه سبحانه وبحمده وهذا من معانيه اسمه الحسيب سبحانه وبحمده اذا امتلأ القلب يقينا بان الله حسيب وانه جل في علاه على كل شيء رقيب. كان ذلك منعكسا على القلب وعلى الجوارح باثار طيبة وثمار زكية فان من اعتقد ان الله حسيب لم يطلب الكفاية من غيره بل لجأ اليه جل في علاه وعلم انه لن يغنيه عنه شيء وانه لا ملجأ منه الا اليه وانه لا وزر الا بالفرار اليه ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين كل احد يهرب منه الا الله جل في علاه. مما يخاف من اصحاب الجلال والقوة الا الله فانه يهرب اليه ويفر اليه جل في علاه ففروا اليه سبحانه وبحمده من يتوكل على الله يجد الكفاية والكفاية من معاني الحسيب ولذلك من استكفى بالله كفاه كما جاء بالمسند والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه من استكفى الله كفاه اي من طلب الكفاية من الله كفاه وهذا معنى قوله جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقد جرى ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال له الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا لانهم يأوون الى ركن شديد يأوون الى الله جل في علاه فماذا قالوا قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء كل من لجأ الى الله فقد لجأ الى مالك الملك الذي يجير ولا يجار عليه سبحانه وبحمده لكن لابد من الصدق فلجأ اليه والاستكفاء به ليحصل الانسان الكفاية فما خاب من لجأ الى الملك ما خاب من اعتصم بالله واستجار به سبحانه وبحمده ان من اثار هذا المعنى معنى الحسيب ان يحب العبد الله من كل قلبه. لانه يعلم انه لا يكفيه الشرور ولا يقيه الاظرار ولا يبلغه المقاصد والغايات الا الله جل في علاه فهو الحسيب هو الكافي جل في علاه في كل شأن خاص او عام دقيق او جليل. فالكفاية ليست فقط في استدفاع للاعداء والخصوم و من يريد بك شرا بل حتى في ادراك المطالب هو كافيك في ادراك اهدافك هو كافيك في بلوغ مقاصدك هو كافيك في تحصيل امانيك. هو كافيك في سعادة دنياك. هو كافيك في فوز اخراك. هو كافيك في كل بامانيك وامالك فمن لم يكفه الله والله لا يدرك شيئا فنحن بالله كائنون واليه صائرون لذلك يجب على المؤمن ان يحيط بهذا المعنى ليعلم عظيم نعمة الله عليه فيأسره ذلك ايحبه جل في علاه محبة خالصة محبة صادقة فالقلوب مأسورة لمن احسن اليها فكيف بمن لا ننفك من احسانه لحظة من الزمان اما بكم من نعمة فمن الله كل نعمة مع كل نفس كل نعمة مع كل لحظ كل نعمة مع كل نبض عرق هي من الله جل في علاه هو الذي كفاك وهو الذي اوصلها اليك وهو الذي بلغك اياها ولو لم يكن منه كفاية لما حصلت ذلك افلا يستحق ان يحب جل في علاه بلى والله من علم ان الله كافيه لم يلتفت الى سواه وما يأخذه من الاسباب وما يقوم به من المقدمات التي تأتي بعدها النتائج انما يقوم بذلك طاعة لله وثقة بان الله سيوصله الى غايته لما اطاع امره باخذ الاسباب فما من شيء الا وله سبب فمن اتى بالسبب ادرك النتيجة اذا وثق بالله عز وجل وقد يدرك النتيجة حتى ولو كان غافلا. لكن غفلته لا تغيب حقيقة اكيدة ان الاسباب لا تأتي بالنتائج الا بالله فلو شاء الله تعالى لما كان ما املت ولا ما كان ما طلبت ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده تأكل الطعام فيحصل لك الشبع ولو شاء الله لاكلت ولم تشبع اشربوا الماء فيحصل لك الري والكفاية من العطش ولو شاء الله ما رويت تباشر ما تباشر من الاعمال لادراك ما تامل من النتائج ولو شاء الله لما كان ذلك الذي تريد انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لكن من حكمته ورحمته ان اقام هذا الكون على السنن وقواعد من ابصرها ادرك النتائج لكن من غرق فيها وظن انها هي المؤثرة بذاتها دون ارادة الله عز وجل ودون تقديره ودون مشيئته انعزل قلبه عن مسبب الاسباب فحار وضاق وتعلق بمخلوقات لا تنفع ولا تضر اعلم ان وراء كل سبب مسبب وهو الله جل في علاه. وان وراء كل حاجة من اذا شاء يسرها ومن اذا شاء عطلها فيمتلئ قلبك اعتمادا عليه والتفاتا عن غيره وما تأخذه من الاسباب انما هو طاعة له ولان الله اقام نظام الكون على سنن لا يختل فانت تسير في هذا الكون وفق ما اراد مكونه. لكن لا تغفل عنه ولا تلتفت الى سواه ولا تلجأ الى غيره هذا من اثار الايمان بان الله حسيب جل في علاه المؤمن اذا امتلأ قلبه بان الله حسيب فانه سينصرف تماما عن السوء والشر لانه يعلم ان دقيق الامر وجليله في بصره وسمعه ورقابته فهو المطلع على كل شيء وهو المحاسب على ذلك يجمع الله تعالى الخلق يوم القيامة ويقيموا الوزن القسط في ذلك اليوم كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل. من الذي احصى هذه الحبة الدقيقة الصغيرة الخفية الله ولذلك يقول اتينا بها وان كانت اينما كانت وكفى بنا حاسبين ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين لذلك هذا المعنى من معاني الحسيب يقدح في النفس الانتباه واليقظة وانه علم الله هو بصره وسمعه ورقابته و محاسبته فلا يغفل عنه كان الامام احمد رحمه الله يكثر من تكرار هذه الابيات التي ترتبط باسمه الحسيب اذا ما خلوت الدهر يوما الا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب اذا خلوت بريبة اذا خلوت بسيئة فلا تقل غابت الانظار وغاب المشاهد فافعل ما شئت بل هناك من يراك يعلم سرك واعلانك يرى لحظك وما يكون منك ترى قلبك وعملك الا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما تخفيه عنه. يغيب المتر ان اليوم اسرع ذاهب اسرع ذاهب وان غدا للناظرين قريب؟ بلى والله فكن على وجل من من الغد ولا تقل غاب الرقيب ولا تكن كمن قال الله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول فذاك دأب المنافقين وشأنهم والله تعالى يقول وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جنودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم هذا الظن السيء ان الله غافل ان الله لا يرقب ان الله ليس بحسيب وذلك هم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. ايها الاخوة والاخوات هذه بعض المعاني والاثار للايمان بان الله تعالى حسيب وكونوا على رقابة في اقوالكم واعمالكم واعلموا ان هذا مما يندرج في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم اليقظة وان يحفظنا في السر والعلن وان يعيننا على طاعته في الغيب والشهادة وان يرزقنا خشيته بين الناس وفي الخلوات الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته