بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد مدن النبي الامي الامين واله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في برنامجكم هذا الذي اوضح فيه صفات الداعية وما ينبغي ان يكون عليه ان شاء الله تعالى النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اعظم الناس اهتماما مصالح المسلمين مين فكان يكترث ما يحصل لهذا الدين العظيم اكترثوا لما يحصل لاصحابه كان صلى الله عليه وسلم يتفاعل مع المشكلات التي تحدث وهكذا كان اصحابه رضي الله عنهم تركوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم تركوا موطن عزهم وفخرهم تركوا مكة ومكة والمدينة اعظم مدينتين على سطح الكرة الارضية ومع ذلك تركوهما لماذا انهم يهتمون بمصالح الناس يريدون نشر هذا الاسلام يريدون انقاذ العالمين يريدون انقاذ العالمين بهذه الرسالة الجديدة فخرجوا وساحوا ارض وكان منهم ما كان رضي الله عنهم اجمعين اه انا اريد ان اذكر مثالين جليلين ربما اخواننا واخواتنا لم يسمعوا بهما من قبل باهمية ان ترد القصص والاخبار التي لم تسمع من قبل غالبا ان ترد على اسماعكم لانها تحدث اثرا كبيرا باذن الله ابو عثمان الحيري النيسابوري الذي كان زاهدا كان رقيق القلب كان عالما انا من صوفية الاوائل توفية الكتاب والسنة صفية الذين كانوا على الكتاب والسنة لم يغيروا ولم يبدلوا رحمهم الله تعالى ابو عثمان الحيري الجنيد محمد البغدادي وامثال هذين ممن كان الكتاب والسنة طريقتهما اه معولهما على وضع ضوابط الرقة والزهد الذي اشتهر به او اشتهرت به الصوفية الاوائل يرحمهم الله ابو عثمان الحيري النيسة بوري وصل اليه خبر وهو ان ثغرا ما من ثغور المسلمين وافتقر الى مال يحتاج الى مال مسألة ضرورية فقام في مجلسه العام في درسه ليذكر قال ان بلد كذا وكذا ارسل الي المرابطون فيه انهم بحاجة الى المال ومن كثرة ما دعا الناس رق لحالي ذلك بلد وذلك الثغر بكى رحمه الله لرؤوس الناس بكى طلبا للمال يريد المال لانقاذ المسلمين فاحد تلامذته كان عنده الفا درهم والفا درهم مبلغ كبير يكفي ان تعلموا ان الشاة كان ثمنه وثلاثة دراهم فالفا درهم قرابة سبعمائة شاة مبلغ ضخم يعني فذهب الرجل واتى بالدراهم لابي عثمان وآآ فقام ابو عثمان في الحلقة على رؤوس الناس ونوه بالطالب وانه اتى بالمال وكذا الطالب ما يريد هذا طبعا ويريد ان يظهر عمله رؤوس الناس الاف الناس يجلسون. يسمعون انه اتى بمال يسمعون انه اتى بمال صعبة قال اه ولكن يا ابا عثمان ام هذا المال مال امي وهي لم تسمح به فقام رده اليه ثم جاءه الطالب يعني حين يتخلص من موقف ثم جاءه الطالب في الليل سلمه المال وقال لا تذكر اسمي الله لكن الشاهد انظروا الى همة ذلك الرجل واهتمامي بمصالح المسلمين حتى قام يبكي في المجلس ويطالب يطالب بعون لذلك البلد وذلك الثغر مثال اخر الذي يحضرني مثال محدث كبير ربما اكثر اهل العصر اليوم لم يسمعوا باسمه وهو بقي ابن مخلد بقي ابن مخلد الاندلسي رحمه الله تعالى في طبقة الامام احمد وهؤلاء المحدثين الكبار وعصر الامام احمد وذهب الى بغداد واخذ عنه بوقت اعتزال الامام احمد في المحنة. دخل اليه بيته خفية اخذ منه كثيرا من الاحاديث بقيت سيرته عجيبة رائعة ويدور معظمها على الاهتمام بمصالح المسلمين وان الداعية لا ينبغي ولا يصح له ان يعتزل احوال والامور بل ينبغي ان يتقدم وان يشارك نقلوا سيرته فسيرة رائعة لو قرأتها بقلب مقبل تتغير حياتك صدقني تغير حياتك لو قرأت سيرة بقي بقلب مقبل ان يقوم قبل الفجر يتهجد ويدعو يبكي اذا جاءت صلاة الفجر مسجد طبعا وبقي الى الشروق يدرس الطلبة يدرس الطلبة فاذا بدأ التدريس بعد الشروق لانه كانوا الى الشروق يجلسون يذكرون الله تعالى هذه عادة السلف الى الشروق يذكرون الله تعالى ثم بعد ذلك يأخذون في تدريس الطلاب كان يدرس الى الظهر ثم يذهب ويستريح ثم يدرس الى العصر ويذهب ويستريح ثم يدرس الى المغرب او الى العشاء فاذا كان صائما افطر وآآ بعد العشاء ايضا له عمل جاهد على سيرته هذه وانشغاله كان يذهب الى المقابر ويدعو لاهل القبور ويبكي قابر لرقة قلبه رحمه الله ويدعو لاهل القبور انظروا اهتمام اهتمامه بمصالح المسلمين حتى بعد وفاتهم يدعو لهم ايضا كان يذهب في حاجة الناس مشيا من مدينة الى مدينة كان قويا على المشي يمشي مسافات عشرات الاكيال مشيا على قدميه بل اكثر من مائة كيل مشيا على قدميه في حاجة شخص يريده يطلب منه شيئا يذهب في حاجته ويترك درسه ويترك عبادته ويذهب في حاجة الناس سبحان الله سيرة عجيبة ليس فقط هو عالم يهتم بعلمه ويهتم بدروسه ويهتم بطلابه لا المسألة تتجاوز ذلك المسألة انه يهتم بالناس واحوال الناس وما يريده الناس اقرأوا طيرة بقية ابن مخلد لتعرف من هذا الرجل وماذا اريد من عرض سيرته رحمه الله تعالى اذا الاهتمام باحوال المسلمين ركن ركين من شخصية الاخ الداعية الداعية ما يمكن داعية حس ومتبلد ما يمكن داعية منصرف عن احوال المسلمين ما يمكن هذا يناقض كلمة داعية يناقضها من اصلها اذا وجدت انسانا يقول انه داعية وانه طيب وانه صالح وانه بارك فيه ثم انه بعد ذلك لا لا يكاد يكترث لاحوال المسلمين لا يكاد يشارك لاصلاح احوال المسلمين يبخل بوقته آآ ينفقه من اجل تقصي عن احوال المسلمين والسؤال عنه بمحاولة علاج ما ينزل بهم من امور ثق تماما انه بعيد عن الدعوة وبعيد عن منهج النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذه الحوادث تحيط بنا اليوم تشاهدون اليوم مم الارض غلبوا علينا كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها لوضعنا طعام على الارض وجاء الناس ليأكلوا كيف تتداعون على الطعام كذلك اعداؤنا يتداعون علينا كأننا قطعة لحم يأكلونها هنا ينقسم الناس ثلاثة قسم مهتم مشارك اريد ان ارفع الحرج عن امته يريد ان يدفع عنها اعدائها يريد ان يقوي امته بكل ما يستطيع تجده رقيقا ربما بكى لاحوال امته ربما تابع ربما كذا. ربما اشغل نفسه وربما قسم اخر على العكس تماما متبلد نتكلم عن الصالحين الان ما ذكر من عامة المجتمع متبلد الحس تجده في الصف الاول كثير الصيام كثير اه الذكر كثير كثير الصلاح ثم هو بعد ذلك متبلد الحس تماما تسألوا ماذا جرى في فلسطين؟ ماذا جرى في العراق؟ ماذا جرى في اليمن ماذا جرى في مصر؟ ماذا جرى في سوريا؟ ماذا جرى في ليبيا؟ ماذا جرى في بنجلاديش والاعدامات مم تجري لقادة الجماعة الاسلامية هنالك يعدمون الصالحين ويعدمون اهل الدعوة ما تجده يكاد يفقه شيء في هذه المسألة سبحان الله شيء عجيب ما تجده يكاد يفقه شيئا في هذه المسألة الخطيرة ووسائل ما هو مسألة واحدة تجده منصرفا عن الحال وهناك قسم ثالث هكذا وهكذا. ميل تارة الى هؤلاء وتارة الى هؤلاء حسب مزاجه وحالته النفسية هذه المسألة ليس لنا فيها خيار الاهتمام باحوال المسلمين قالوا عنهم تقصي اخبارهم محاولة المشاركة في انعاشهم باسعافهم في ابتعادهم يقول النبي صلى الله عليه واله مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. هذا الذي نعرفه عن المسلمين في مدار تاريخهم ما يمكن ان يكون الناس هكذا متبلدي الحس فاقدي الشعور غير راغبين في معرفة ما يجري لها احوال بعظ الناس مثلا ينصرف تماما عن سماع الاخبار قل له يا فلان ما يصلح هذا لابد يقول يا اخي ماذا افعل انا فنسمع الاخبار وكلها اخبار سيئة وكلها اخبار يعني محزنة فانا ما اريد اتعب نفسي ولا احزانها فما اسمع الخبر طيب بعض الناس ايضا وهذا كلهم ايضا تكلم عن الصالحين وعن الدعاء الان بعض الناس تسأله هل قرأت مجلة كذا ومجلة كذا؟ قال لا والله انا ما اقرأ هذه المجلات حصلت معي انا اكلمكم عن وقائع قلت له يا اخي كيف ما تقرأ هذه المجلة؟ هذه مجلة في غاية الاهمية وتبين احوال المسلمين وكذا وكذا قال يا اخي هذه المجلات هي مجلات تأتي لي يعني بالحزن الشديد من اول الغلاف الى اخره وفيها احزان وفيها اه يعني متعبات النفوس وفيها احوال كلات المسلمين فانا صراحة ما ما قرأتها منذ مدة طويلة اصلح لا يصلح هذا يتصور لو انك في الصدر الاول في ضمن السلف والناس يقولون بالمعارك والغزوات ونشر الاسلام وانت منصرف لا تدري شيئا عن هذا هذا ما يصلح ما يصلح هذا لانسان داعية يريد ان يشارك في مجتمعه يريد ان يرفع الضيم عن اخوانه يريد يريد اشياء كثيرة فلا يصلح له الا يلقي بالا لاحوال المسلمين. اقل شيء نقوله لهذا الاخ ما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم هكذا انت تزعم انك تحب النبي صلى الله عليه وسلم وانك على طريقة النبي صلى الله عليه واله وسلم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا يعني اقل شيء نقوله له ونقول له ايضا لمثل هذا الاخ الكريم ما كان الصحابة رضي الله عنهم هكذا يعني انا اقول شيئا لو كان الصحابة هكذا لا يلتفتون المسلمين ولا يكترثون ولا يهتمون وينصرفون الى شؤون اخرى لما خرج الاسلام من مكة لبقي الانسان الى اليوم في مكة في قرية ما خرج منها بينما الاسلام كيف خرج من مكة خرج برجال عظام بذلوا اوقاتهم بذلوا نفوسهم بذلوا اموالهم لمصلحة المسلمين هذه نقطة يعني ارجو ان نفهمها تمام الفهم والذي جرى علينا في العصور الاخيرة الانحطاط القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر واوائل الرابع عشر الى ان جاءت الصحوة المباركة بالتاريخ النصراني لمن لم يعرف تاريخه الهجري قطعت الصلة بتاريخ هجري وانا لله وانا اليه راجعون اه يعني القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر واوائل لاجئين. هذه عصور الانحطاط ولنبدأها نبدأ حقيقة بالقرن السابع عشر عصور المحيطات بتاريخ الاسلام هنا ظهر انصراف عن احوال المسلمين عدم الرغبة في سماع ما يجري عليهم عدم رغبة في المشاركة الى اخره. ظهر هذا في عصور انحطاط فقط بينما كان مسلمون طوال تاريخهم ما كان هذا ممكن ان يكون مستحيل فارجو ثم ارجو ان نفهم هذه النقطة على وجهها وان لا نبالغ لندخل على انفسنا على انفسنا الاحزان الدائمة وربما يؤدي بنا الى اليأس والانقطاع وانا ايضا اه نعرض عن مشكلات اخواننا ولا نشارك فيها المشاركة الكافية. مسألة وسط بين طرفين وقصد بين نقيضين لابد من المشاركة مع شيء من التوازن الذي يحفظ علينا نفوسنا الا يأتي او يتسرب اليها قنوطه واليأس الله سبحانه وتعالى ان ينصر دينه تابه سنة نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم وعباده الصالحين السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته