الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده واثني عليه الخير كله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنته واقتفى اثره ولزم نهجه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات. هذا خبر رواه البخاري في صحيحه من آآ كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. جاء رجل الى عبد الله بن مسعود فقال له يا ابا عبدالرحمن قرأت قرأت المفصل في ركعة قرأت المفصل المفصل هو قسم من القرآن تبتدأ من الحجرات الى الناس او من من قاف الى الناس على قول لاهل العلم والمسألة قريبة الفارق سورة اما من الحجرات الى الناس واما من قاف الى يقول هذا الرجل لعبدالله بن مسعود قرأت المفصل في ركعة وهو مبتهج يذكر هذا على وجه السرور والتحدث بنعمة الله تعالى عليه. فقال له عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اهذن كهز الشعر هذا التنبيه من عبد الله بن مسعود لفت نظر مهم لمن من الله تعالى عليه بقراءة القرآن ينبغي للمؤمن ان يتدبر القرآن وان لا يجعل القرآن كالشعر يلقى لا يوقف عند معانيه ولا يتدبر ولا يتأمل مظمونه. بل يجب على قارئ القرآن وتهلئ القرآن ان يتأدب باداب تلاوة كلام رب الارض والسماء. وهو اعظم كتاب انزله الله والمعجزة العظمى والنور المبين الذي لم يؤته احد من قبل يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا اتاه الله من الايات يعني البراهين والحجج والمعجزات ما على مثله امن البشر. وكان الذي اوتيته يعني كانت الاية التي قصصت بها وميزت بها عن سائر النبيين وحي اوحاه الله الي. طبعا الجميع اوحى الله اليهم. لكن الوحي الذي اوحاه الله اليه وهذا الكتاب المبين. هذا النور القويم الذي جعله الله تعالى حجة على الاولين والاخرين. لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. هذا الكتاب لما يقرأه المؤمن يجب ان يتأدب بالاداب التي تحقق الفائدة من قراءة القرآن. فمن اداب بتلاوة القرآن ان يتأمل معانيه وان ابدأ بهذا مع ان هناك اداب سابقة لكن هذا اول ما يكون من الاداب التي ينبغي ان تكون في بالنا حاضرة وهو ان نتدبر القرآن. وان نتعظ بما فيه من الحكم والقصص والاخبار وان نعرظ انفسنا على ما تظمنه من الاحكام حتى نرى ما الذي عندنا من الخير فنحمد الله اي ونزيد منه ونتشبث به وما الذي عندنا من النقص؟ فنجاهد في اصلاح انفسنا في القرآن انما هو لاصلاح القلوب وتزكيتها وتطييبها وتطهيرها واذا صلحت وزكت صلح العمل كله وصلح البدن كله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير في الصحيحين الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب اننا بحاجة ان نفهم معنى التدبر. ما هو معنى التدبر؟ معنى التدبر انك اذا قرأت قول الله تعالى تأمل في هذا الكلام الذي تقرأه لما اقول وانا في الصلاة الحمد لله رب العالمين. يجول في خاطري وذهني ما الذي احمد الله تعالى عليه احمده على كل نعمة احمده على كماله وجلاله احمده على خلقه احمده على شرعه احمده على النعم العامة كل هذا مما يتضمنه هذا القول الحمد لله رب العالمين. ولما اقول رب العالمين اتفكر واقول من العالم؟ من هم العالمون؟ هم كل ما سوى الله فهم عالم وانا واحد من ذلك العالم وانا احد منهم فالله ربي. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. اياك نعبد واياك نستعين. هلم جر. يجير الانسان في فكرة ويعمل فيها ذهنه ومرة يقف عند الحمد ومرة يقف عند الرحمن الرحيم ومرة يقف عند اياك نعبد واياك نستعين وعلى المجر وفي كل قراءة يجد انه يزداد خيرا من هذا القرآن. اذا تأمل وتدبر واتعظ وتفكر في معاني الايات النبي صلى الله عليه وسلم نقل عنه كما في السنن انه قام الليل كله باية واحدة وهي قوله جل وعلا ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. اية واحدة يقيم بها صلى الله عليه وسلم الليل. وتظنون يا اخواني ويا اخواتي ان قيام النبي كقيامنا ركعات عجلة خفيفة تنتهي عجلة في وقت قصير الجواب لا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم الليل حتى تورم قدماه كما في حديث المغيرة وفي حديث المغيرة في الصحيحين وفي حديث عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم الليل حتى تتفطر قدماه وفي بعض روايات رجلاه وهذا يدل على انه كان يقيم قياما طويلا يردد اية واحدة يتأمل ويعتبر ويتعظ وهكذا كل الصالحين ممن ساروا على طريق النبي صلى الله عليه وسلم لهم من الحكايات والقصص ما يدل على تأملهم واعتبارهم بما في الايات وبما في الكتاب الحكيم. من المواعظ بما بما فيه من الاسرار ما فيه من المعاني ما فيه من الحكم ما فيه من الامور الباهرة التي اذا اعمى الانسان فيها عقله تفتح له خيرات كثيرة وهذا ليس مقصورا على المتخصصين لان بعض الناس يقول التدبر هو عمل للذين يعرفون اللغة العربية باتقان ويعرفون آآ العلوم الشرعية باتقان لا التدبر يكون حتى من من عامة الناس وقد قص لي احد الناس قصة فيها من العجب ما نقف معه يقول كنت في مسجد والاحظ شخصا ليس عليه سيماء الصلاح انما هو من المصلين يعني الذين يحضرون ويبكروا ويتأخرون وكنت منه خشوعا واخباتا وانابة لا تناسب ما شاهده من مظهره. هذا حسب وصفه وحسب كلامه. يقول فقلت له يعني فرقبته مرة وصليت واذا به بالرجل لما انصرف الناس يقرأ القرآن ويبكي يقرأ ويبكي اقرأ ويبكي يكرر قول الله تعالى افي الله شك فاطر افي الله شك فاطر السماوات والارض يقول جئت اليه لما قضى قراءته وقلت يا فلان يعني وفقك الله وثبتك وزادك من الخير ما الذي هداك لهذا وما الذي يسر لك هذا؟ ما الذي يبكيك؟ يقول فقص لي من حاله عجبا يقول لا املك اذا قرأت كلام ربي. لا املك نفسي اذا تأملت في ايات ربي. وكان يقرأ في الله شك ويبكي ويقول لا والله ما فيه شك ويقرأ ويقول لا والله ما فيه شك. هكذا يكرر هذه الاية ويتذوقها ويرى براهين في السماوات وفي الارض وفي الانفس وفيما يعرف وفيما يدرك من الدلائل الدالة على انه لا شك في رب العالمين في ربوبيته والهيته وكمال صفاته بديع خلقه جل في علاه. هذا الملحظ الذي انتبه اليه اخونا هذا كان في الحقيقة نتاج تأمل وتدبر فلو وقف الانسان مع اية من كتاب الله قد تصلح بها حاله وتستقيم بها اموره هذا ادب مهم وضروري وانا ادعو الى ان ان يجربوه وسيجدوا من الفتوحات بل سيجدوا من لذة قراءة القرآن ما لا يجدونه بغير هذه او بغير هذا الادب من اداب قراءة القرآن التي ينبغي ان يلاحظها ان يبدأ بالاستعاذة كما قال الله تعالى فاذا قرأت القرآن بالله من الشيطان الرجيم ينبغي ايضا ان يقرؤه على على طهارة ما استطاع الى ذلك سبيلا. اذا كان يقرأه من المصحف ينبغي الا يمس المصحف الا وهو طاهر لقوله النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو ابن حزم فيما كتبه لهم قال صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن الا طاهر ينبغي ان آآ يستقبل القبلة اذا تيسر له ذلك ففي البيهقي باسناد لا بأس به خير ما استقبل به خير المجالس ما استقبل به البيت ان تيسر والا انه يقرأ كيفما كان. النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ وحاوى رأسه في حجر عائشة صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم قراءة تكون في كل الاحوال وفي كل الاحيان وفي الصحيحين وفي الصحيح من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل احيانه. هذه جملة من الاداب وهي على وجه الاختصار اهمها ما استوعب الحديث في اكثر هذا اللقاء وهو ان نتدبر القرآن الذي امرنا الله في قوله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ افلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. اللهم افتح لنا فتوح العارفين في كتابك يا ذا الجلال والاكرام. اجعلنا من اهله الذين هم اهل وخاصتك وفقنا لفهمه والعمل به والدعوة اليه. ارزقنا تلاوته واناء الليل واناء النهار على الوجه الذي ترضى به عنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد