بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان واقتفى اثارهم بايمان وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارحب بجميع الاخوة والاخوات المشاهدين والمشاهدات والمتابعين والمتابعات وادعو الله سبحانه وتعالى ان تكون هذه الدروس دروسا نافعة ومفيدة ومفهومة باذن الله تعالى هذا الدرس هو الدرس الثامن عشر من دروس المستوى الثالث من مستويات اللغة العربية في اكاديمية زاد وفيه نكمل ما كنا قد بدأناه في الدرس الماضي من الكلام على باب الحال ذكرنا في الدرس الماضي تعريف الحال وذكرنا ايضا الكلام على صاحب الحال وختمنا بالكلام على وقوع الحال جامدا مؤولا بوصف نكمل في هذا الدرس بعض احكام الحال فالحال له انواع وصور انواع الحل الحال كالخبر وكنعت ويأتي مفردا ويأتي جملة ويأتي شبه جملة الحال قد يأتي مفردا وقد يأتي جملة وقد يأتي شبهة جملة ونأخذها نوعا نوعا النوع الاول من الحال ان يقع الحال مفردا والمراد بالحال المفرد الا تكون الحال جملة ولا شبه جملة وكل حال ليس جملة ولا شبه جملة فنسميها الحالة المفردة كالامثلة السابقة كلها نقول جاء محمد ضاحكا وضاحكا ال مفردة ونقول جاء المحمدان ضاحكين وجاء المحمدون ضاحكين وجاءت هند ضاحكة وجاءت الهندان ضاحكتين وجاءت الهندات ضاحكات الحال في كل هذه الامثلة نقول حال مفردة لماذا لانه ضاحك وظاحكين وظاحكين وضاحكة وضاحكتين وضاحكات هذه ليست جملا لا جملة اسمية ولا فعلية وليست شبه جملة لا جارا ومجرورا ولا ظرف زمان ولا ظرف مكان فكلها نسميها هنا بالحال المفردة كلها نسميها الحالة المفردة لانها ليست جملة وليس بجملة وكذلك لو قلنا مثلا جاء محمد مكسور اليد او جاء محمد خائف القلب او جاء محمد شعث الشعر يعني جاء حالة كونه طائف القلب وحالة كونه مكسور اليد وقولنا مكسور اليد هذا مضاف ومضاف اليه يعني ليس جملة لا اسمية ولا فعلية ولا شبه جملة لا جارا ومجرورا ولا ظرفا اذا يكون من الحال المفردة ايضا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى واتيناه الحكم صبيا اتيناه الحكم حالة كونه طبيا هذا هو الاصل في الحال ان تكون مفردا لكن تكون جملة وتكون شبه جملة بحسب المعنى الذي يريده المتكلم ولهذا ننتقل الى النوع الثاني من انواع الحال وهي الحال الجملة تركض ففي قولنا جاء محمد يضحك يعني جاء محمد حالة كونه يضحك الحال يظحك وما اعرابي يظحك ها ما عرب ويضحك يضحك فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة لانه لم يسبق بناصب ولا بجاسم تمام ولكل فعل فاعل لكل فعل فاعل بعده فان ظهر والا فهو ضمير مستتر فاين فاعل يضحك ضمير مستتر تقديره هو يعود الى محمد اذا فقولنا يضحك جملة فعلية تتكون من فعل ظاهر ومن فاعل مستتر وهذه الجملة الفعلية من الفعل والفاعل المستتر هي التي وقعت حالا فنقول يضحك فعل والفاعل ضمير مستتر. والجملة من الفعل والفاعل حال في محل نصب الجملة اذا كان لها اعراب فهي في محل في محل نصب وتقع الجملة الاسمية حالا ايضا فنقول جاء محمد وهو ضاحك جاء محمد وهو ضاحك يعني جاء محمد حالة كونه هو ضاحك فهو مبتدأ لانه ضمير والضمير اسم وضاحك خبر المبتدأ والجملة الاسمية هو ضاحك حال في محل نصب والجملة الحالية يجوز ان تقترن بواو تسمى واو الحال ويجوز الا تقترن بالواو فيجوز ان نقول جاء محمد وهو ضاحك او جاء محمد هو ضاحك والواو وهو الحال تعرب عرب الحروف نقول واو الحال مبني على الفتح لا محل له من اعراب ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى يعني من وقوع الجملة حالا قوله تعالى قالت يا ويلتا االد وانا عجوز وقوله فقال لصاحبه وهو يحاوره وقوله وجاءوا اباهم عشاء يبكون ثلاث ايات تأملوا في الحال فيها لنناقشها باذن الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم لعلكم تأملتم في هذه الايات ووقفتم على الجملة الواقعة حالا فيها نبدأ بالاية الاولى قالت يا ويلتا االد وانا عجوز قال ذلك زوج ابراهيم عليه السلام االد وانا عجوز يعني االد حالة كوني انا عجوز فنقول واو الحال مبني على الفتح لا محل له من العراب وفي قوله تعالى فقال لصاحبه وهو يحاوره. يعني قال له في هذه الحالة حالة كونه هو يحاوره اذا جملة هو يحاوره جملة اسمية اين المبتدأ قوى واين خبر المبتدأ خبر المبتدأ الجملة الفعلية يحاوره يحاور فعل مضارع والهاء مفعول به والفاعل مستتر يحاوره هو والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به يحاوره خبر المبتدأ هو ونقول هو يحاوره حال في محل نصب والاية الثالثة قوله تعالى وجاؤوا اباهم عشاء يبكون جاؤوا فعل واو الجماعة فاعل اباهم مفعول به منصوب وعلامة نصبه الالف لانه من الاسماء الخمسة عشاء اسم منصوب ما اعرابه بين زمان المجيء اذا ظرف زمان يبكون حالتهم وقت مجيئهم اباهم يعني جاءوا اباهم عشاء حالة كونهم يبكون يبكون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لان من الافعال الخمسة واو الجماعة فاعله وجملة يبكون من الفعل والفاعل حال من واو الجماعة في جاؤوا في محل نصب تمام النوع الثالث من انواع الحال النوع الاول الحال المفردة. والنوع الثاني الحال الجملة. النوع الثالث بين وفوق هنا شبه جملة لكنها تعرب هنا حالا الا اي رأيت الهلال حالة كونه بين السحاب ورأيت العصفور حالة كونه فوق الشجرة ومما يحسن ان نذكره في نهاية باب الفاء في نهاية باب الحال شبه الجملة ان تقع الحال شبه جملة والمراد بصيغ الجملة كما لا يخفى عليكم الجار والمجرور والظرف ظرف الزمان وظرف المكان ايضا شبه الجملة قد تقى حالا اذا دلت على حالة صاحبها وقت الفعل لقولك جاء محمد على قدميه يعني جاء محمد حالة كونه على قدميه فنقول على قدمي على حرف جر وقدميه اسم مجرو على مجره الياء لانه مثنى وهو مضاف لها مضاف اليه وشبه الجملة على قدميه حال من محمد في محل نصب ومن ذلك قوله تعالى فخرج على قومه في زينته فخرج على قومه في زينته. يعني خرج قارون على قومه حالة كونه بزينته وقوله في زينته جار ومجرور شبه جملة وهو حال من فاعل خرج فنقول شبه الجملة حال من فاعل خرج والخلاصة ان الحال قد تكون جملة وقد تكون شبه جملة فاذا لم تكن جملة ولا شبه جملة فهي حال مفردة ثم ننتقل الى حكم اخر من احكام الحال وهو تعدد الحال الحال يجوز ان تتعدد كما ان الخبر يجوز ان يتعدد والصفة النعت يجوز ان تتعدد ما معنى تتعدد يعني تأتي باكثر من حال بحسب المعنى فيجوز ان تقول جاء محمد راكضا راكظا حال من محمد ويجوز ان تقول جاء محمد راكضا خائفا حنان راكظا حال الاولى منصوب وخائفا حال ثانية منصوب ويجوز ان تقول جاء محمد راكضا خائفا مسرعا وهكذا بحسب المعنى الذي تريد ان تخبر عنه فنعدد حالة اولى وثانية وثالثة وهكذا ونقول جاء اخي مسرعا مسرورا فرحا من فرحا وهكذا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى ارجعي الى ربك راضية مرضية ارجعي الى ربك يعني النفس المطمئنة ارجعي الى ربك حالة كونك راضية بما قضيناه لك مرضية عنك وراضية حال اولى من فاعل ارجع يعني من ياي المخاطبة ومرضية حال ثانية ومن ذلك قوله ورجع موسى الى قومه غضبان اسفا غضبان اسفا غضبان حال من موسى وقت الرجوع والجملة الاسمية هو يحاوره كلها حال حال حال من ماذا؟ يعني اين صاحب الحال فقال لصاحبه وهو يحاوره حال من فاعل قال قال هو يعني قال هو لصاحبه حالة كونه يحاوره واسفا ال ثانية من موسى وقت الرجوع والاسف هنا شدة الغضب غضبان حال اولى منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينول لانه ممنوع من الصرف واسفا حال ثانية منصوب وعلامة نصبه الفتحة ومن ذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم هواء انما يؤخرهم يؤخر من يؤخر الظالمين قم كي يؤخرهم تعود الى الظالمين الذين ليس الله غافل عما يعملون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار حالة كونهم مهضعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء اربعة احوال انما يؤخرهم ليوم القيامة حالة كونهم مهطعين يؤخرهم ليوم القيامة مقنعي رؤوسهم يؤخرهم ليوم القيامة لا يرتد اليهم طرفهم يؤخرهم ليوم القيامة وافئدتهم هواء اربعة احوال مهطعين حال مفردة مقنعي رؤوسهم حال مفردة لانه مضاف مضاف اليه لا يرتد اليهم ظرفهم جملة فعلية وقعت حالا وافئدتهم هواء جملة اسمية وقعت حالا ونكمل ان شاء الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم وكما تقع الحال مفردة تقع ايضا مثناة مثناة ومجموعة تقع مفردة ومثناة ومجموعة ومفردة هنا مقابل مثناه ومجموعة يعني ما ليست مثناه ولا مجموعة وجاء محمد ضاحكا يقول مفرد وجاء محمد جاء وجاء المحمدان ضاحكين الحال هنا مثناه وجاء المحمدون ضاحكين الحال هنا مجموعة. كل هذا يجوز في اللغة بحسب المعنى الذي يريده المتكلم ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وسخر لكم الشمس والقمر دائبين دائبين حال من الشمس والقمر يعني سخرهما حالة كونهما دائبين وقال يغش الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره مسخرات حال جمعها لان صاحب الحال ثلاثة شمس القمر والنجوم مجموع مسخرات حال منصوب وعلامة نصبه الكسرة لانه جمع مؤنث سالم وتقول عاد المهاجرون مغتبطين عادوا حالة كونهم مغتبطين بحال منصوب وعلامة نصبه الياء. لانه جمع مذكر سالم ولو قلنا رأيت الهلال بين السحاب او رأيت العصفور فوق الشجرة فما اعراب الحال ان نبين ان الحال اخو النعت اخ نعته صفة لان الحال كلاهما يدل على صفة في الموصوف فاذا قلت جاء محمد الضاحك او قلت جاء محمد ضاحكا فالضحك في المثالين من صفة محمد الا ان ضاحكا حال والضاحك نعته فهما يتفقان في كونهما وصفين وفي كونهما يدلان على صفة في الموصوف لكنهما يختلفان في امرين يختلفان في امرين الاول لفظي والثاني معنوي والامر اللفظي الذي يختلف فيه الحال والنعت ان النعت يجب ان تطابق المنعوت يعني لابد ان يكون الوصف مطابقا للموصوف التعريف او في التنكير واما الحال فيجب ان تخالف الموصوف تكون نكرة والموصوف معرفة ولهذا يقولون الوصف اذا طابق الموصوف التعريف او التنكير فهو فهو نعت واذا خالفه فهو حال فنقول جاء الطالب الضاحك نعت وجاء طالب ضاحك نعت وجاء الطالب ضاحكا حال وتقول اشتريت السيارة الجديدة نعت واشتريت سيارة جديدة نعت واشتريت السيارة جديدة بحال وتقول اكلت الطعام الطازج اكلت الطعام الناضج نعت واكلت طعاما ناضجا نعت واكلت الطعام ناضجا حال وتقول احب الطالب المؤدب نعت واحب طالبا مؤدبا نعت واحب الطالب مؤدبا حال. وهكذا منعت والحال اخوان يدلان على صفة في الموصوف فان طابقت الصفة الموصوف التعريف او في التنكير فنعت وان خالفته فعل هذا الفرق اللفظي بينهما. واما الفرق المعنوي فان الحال تدل على صفة في الموصوف في وقت معين وهو وقت حدوث الفعل. كما شرحنا ذلك واما الناعت فليس معناها كذلك النعت تدل النعت يدل على صفة معروفة في الموصوف النعت يدل على ان هذه الصفة من الصفات المعروفة بالموصوف واذا قلت فجاء محمد الضاحك يعني ان الضحك من الصفات المعروفة لمحمد. فلهذا وصفته بها ولهذا يمكن ان تقول جاء محمد الضاحك مع انه في وقت المجيء لا يضحك لكن الضحك من صفاته المعروفة اما الحال فلابد ان يكون متصفا بالضحك وقت الفعل لكي تقول جاء محمد ضاحكا وهكذا ونقول ايضا البسر الاحمر لذيذ وتكون الحمرة من الصفات المعروفة لهذا البسر اما اذا قلت البسر احمر لذيذ فانك تريد ان تقول ان هذا البسر في حالة معينة وهي اذا كان لونه احمر فانه يكون لذيذا ما سوى ذلك لا تحكم عليه بلذة ولا بغير لذة فمعرفة هذه المعاني والتفريق بينها والوقوف عندها والتأمل فيها من الامور المهمة التي ينبغي للطالب ولدراس النحو ان يعتني بها لانها توقفه على الحقائق والدقائق التي تضبط له هذا العلم وتمكنه من الوصول الى البلاغة والفصاحة التي يبني العربي عليها كلامه وليست الاحكام النحوية احكاما رياضية جامدة بل هي احكام تتعامل مع المعنى وتتفاعل معه الى اقصى مدى وينبغي على المتكلم ان يراعي ذلك وان يفهمه هذا ما يتعلق بشرح الحال لننتقل باذن الله تعالى في الدرس القادم الى جرح التمييز وهو ايضا من المكملات المنصوبات فالى ذلكم الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان تقع الحال جملة وما المراد بالجملة؟ الجملة كما نعرف اما ان تتكون من فعل وفاعل او من مبتدأ وخبر الجملة الفعلية تقع حالا كقولنا مثلا جاء محمد يضحك جاءت هند فانا مبتدأ لانه ضمير والضمير اسم وعجوز خبر مبتدأ وجملة انا عجوز حال في محل نصب طيب والواو التي في قوله وانا عجوز ما نوعها واول حال ما اعرابها؟ اعراب الحروف